أولا: أشك في صحة هذه العبارة؛ ولعلها من عبارات بعض المحدثين الذين لا يتحرون التزام أساليب العربية الصحيصة، فحبذا لو ذكر قائلها أو مصدرها ثانيا: أصل الإشكال فيها هو هذه "الفاء" القلقة في موضعها، فلا هي رابطة بين الشرط والجواب لأنه غير مصرح بالشرط حتى يتبعه جواب، ولا هي رابطة بين المبتدأ والخبر لأنه لا مطابقة بين ما يفترض أنه خبر (هو مجتهد) وبين ما يمكن أن يكون مبتدأ (زيد) ثالثا: الإعراب بعد هذا يمكن أن يكون كالآتي: كون: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره، وهو مضاف زيد: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة في آخره، وهو في الأصل اسم "كان" التي جاءت في صيغة مصدر ناجحا: خبر "كان" منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره فَ: انظر التعليق عليها أعلاه هو: ضمير متصل مبني على الفتح الظاهر، في محل رفع مبتدأ، (يعود على "زيد") مجتهد: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره. جملة "هو مجتهد": لا يصح أن تكون خبرا للمبتدأ الأول (كون)، لأن الضمير "هو" يعود على زيد لا على ال"كون" رابعا: لنقرب هذه العبارة إلى درجة أقرب من المقبولية، دون التصرف فيها كثيرا، يمكن إعادة صياغتها كالآتي: "لكون زيد ناجحا فهو مجتهد"

أتفق مع السيد معتصم في الجزء الأول من مداخلته، لكنني أخالفه في الأمور التي ذكر أنها سبب ضياع اللغة العربية؛ فلنترك الشعراء وتابعيهم من الغاوين، ولنكفّ عن وصف اللهجات بـ"التخلف والثقل"... ثم ليبذل كل منا جهده المستطاع للمحافظة على اللغة العربية سليمة متطورة مسايرة لعصرنا، مؤمنين بأن ذلك ليس بيد أحد غيرنا. أما عن هؤلاء"الخبراء" الذين ذكرت أنهم قد أصروا على الحديث بلغة العم سام في مقام يفترض فيه أن نبرهن لأنفسنا على الأقل أن هذه اللغة تستطيع اقتحام عالم الإنترنيت دون مركب نقص، فهؤلاء قد سلبهم تيّار "العولمة" كل إحساس بهويتهم، ولا أقول بقوميتهم... إن الأمر يتطلب العمل الميداني وليس النظريات أيها الخبراء المحترمون، أما احترام العالَم لنا فلن يتم إلاّ باحترامنا لأنفسنا.