( كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تعلمون ) كن أول من يقيّم
أقول : بل استوى على عرشه بمعنى علا علواً ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) ، أما تفسير الإستواء بالإستيلاء فهو من التمحل والتقول على الله ، فالله لم يكن منازعاً مغالباً حتى يقال : استولى . وهذا التفسير لم يفسره أحد من السلف من سائر المسلمين من الصحابة والتابعين، فإنه لم يفسره أحد في الكتب الصحيحة عنهم، بل أول من قال ذلك بعض الجهمية والمعتزلة؛ كما ذكره أبو الحسن الأشعري في كتاب [المقالات] وكتاب [الإبانة]. ولم يثبت أن لفظ استوى في اللغة بمعنى: استولى؛ إذ الذين قالوا ذلك عمدتهم البيت المشهور. ثم استوى بشر على العراق= من غير سيف ولا دم مهراق | ولم يثبت نقل صحيح أنه شعر عربي، وكان غير واحد من أئمة اللغة أنكروه، وقالوا: إنه بيت مصنوع لا يعرف في اللغة، وقد علم أنه لو احتج بحديث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لاحتاج إلى صحته، فكيف ببيت من الشعر لا يعرف إسناده؟! وقد طعن فيه أئمة اللغة، وذكر عن الخليل كما ذكره أبو المظفر في كتابه [الإفصاح] قال: سئل الخليل: هل وجدت في اللغة استوى بمعنى: استولى؟ فقال: هذا ما لا تعرفه العرب، ولا هو جائز في لغتها وهو إمام في اللغة على ما عرف من حاله فحينئذ حمله على ما لا يعرف حمل باطل . ناهيك عن قائل هذا البيت نصراني ! فعجباً لمن يستدل على اعتقاده بأقوال النصارى ! |