ليلة القدر والجوافة ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
الغالي أبا هشام العزة
تحية إجلال وتقدير لمقامكم الرفيع،،، أولا أقدر فيكم مدى الترابط في الكلمات التي يعجز الكثيرون في صياغتها وطريقة عرضكم المشوقة التي جذبتني لإكمال قرأتها فقد تلمست من جوانبها العديد والعديد من الصفات التي أعتبرها رمزا من رموز الشهامة والرفعة ففي مقدمة مقالتك ذكرت مدى التواضع المترف الذي كنتم عليه والأخرى مدى حبك لأختك صاحبة الجوافة فالتعايش في الوضع المتواضع الذي قد يكسب نوعا ما من أنواع المذاق المر في الحياة ومدى الصبر الذي أكتسبته في عدم الخروج من كنفة الحياة المره والبحث عن الطرق المحرمة التي يلجأ إليها ضعفاء الأنفس أجد بها شموخ ورفعة وعزة الرجل . دعني أتغلغل قليلا في المقال وكيف تحولت الأمور من فقر مذل إلى عز مترف ففي حديث عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . رواه البخاري و مسلم في صحيحهما . فالحديث مقسوم إلى ثلاثة أجزاء فما يخص حديثنا فهو الشق الأول ابتدأ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إنما الأعمال بالنيات ) ، أي : أنه ما من عمل إلا وله نية ، فالإنسان المكلف لا يمكنه أن يعمل عملاً باختياره ، ويكون هذا العمل من غير نيّة ، ومن خلال ما سبق يمكننا أن نرد على أولئك الذين ابتلاهم الله بالوسواس فيكررون العمل عدة مرات ويوهمهم الشيطان أنهم لم ينووا شيئا ، فنطمئنهم أنه لا يمكن أن يقع منهم عمل باختيارهم من غير نيّة ، ما داموا مكلفين غير مجبرين على فعلهم . فعلى ما أتوقع أنك كنت تترقب ليلة القدر إيمانا منك بأن من أدرك ليلة القدر فتح الله عليه الرزق والرحمة فالله عز وجل يعلم ما بالأنفس وما تخفى الصدور فقد علم المولى جل جلالة بما في نفسك وسخرك لكي تحرث أرضك بالفأس دون علم منك أو دراية أن نتيجة الحرث من أجل ألا تجفن أو يقهرك النعاس هو بداية الرزق الذي كتبه الله عز وجل لك فليس سوى الله الرازق فأصبحت الأرض بعد رمضان مهيئة للنتاج المثمر الذي أسأل المولى عز وجل ألا يحرمك خيرها ورزقها. فقد ذكرتني بقصة المليونير والتفاحه فقد ذهب أحد الصبية إلى تاجر كبير معروف فسأله عن سبب ثروته الكبير فأجابه بسبب تفاحة فأستغرب الصبي وبدء يكترث منه ومن أسلوبه وقال له أتهزء بي قال أسمع قصي كنت فقير إلى حد أنني أبات الايام بلا أكل وفي ذات ليلة وجدت تفاحة فقمت انظفها وألمعها حتى أصبح لونها فاتنا وبعتها بدرهم وأشتريت بالدرهم تفاحتين وعملت بها ذات العمل بالتفاحة الأولى وبعتها بدرهمين وأستمريت بعد ذلك بهذه الطريقة حتى جمعت ثروة طائلة وهي ثروتي الان. العزيز أبا هشام لا بد أن يكون لكل مقام مقال وأنا في هذا المقام أعجز وأقف حائرا ملبكاً بما أقول لقد ضاعت قواميسي و تغيرت تضاريسي لهذا القدر من الأسلوب المفعم الذي أقف عنده وقفت تلميذ يقتبس من تحت أيديكم الكريمة أجزل الكلمات والجمل فهنيئا لنا بك وبفنك الرفيع فلديك أسلوب في السرد القصصي والروائي يرقى إلى مقامات الكمال والكمال للمولى عز وجل فقد زرعت في أنفسنا بذور الخيال والحسن في الكمال كما زرعت الجوافة وها قد أبهرتنا بأسلوبك كما أبهرت أنت بشجر الجوافة وما نحن إلا إقتباس من خيالكم المفعم الجميل.
سيدي لكم مني أرقى التحية والتقدير وأنا ممتن لكم سيدي ... وننتظر منكم قصص اخرى عن تلك القرية.. احمد عايش |