ضياء نامه والشاعر زهير ظاظا: كن أول من يقيّم
تحية عطرة لكم جميعا،
منذ عشر سنين التقيته في إحدى المقاهي الراقية في أبوظبي، أدخلني هذا الرجل الطيب الموهوب في عوالم شعره اللامتناهية، عوالم منها ما عرفت ومنها مالم أعرف إلا على يديه، علمت حينها أني أمام رجل ليس كأي رجل، عرفته فأحببته كما لم أحب أحدا في حياتي، ثم صادقته فكان خيرالأصدقاء، إنسانا يمثل عبق الماضي وأصالته وروح الحاضر ووحشته ورؤيا المستقبل بضيائه وظلمته.
تفكرت كيف كان يتناول في شعره آلاف الأفكار من مختلف الأزمنة والعصور ويصوّر الأحداث ويحللها ببنيان شعري متماسك جزل، وكان من أول ما سألته بعدما تملكني جمال شعره: يا أستاذي ويا صاحبي بالله عليك أين ديوانك ؟ فأجابني بهدوئه ورصانته المعهودتين ليس لي ديوان وقصائدي بالمئات وربما بالآلاف، وبعد طول حوار وخلال سنين من الرفقة والصحبة العذبة معه أدركت أنه لابد من ان يكون هناك سبب مقنع يحول عن المبادرة بطبع ديوانه وكثيرا ما شجعته ولكن كان ذلك السبب أقوى من كلماتي وأمنع من رجائاتي، ثم أتى اليوم الذي أخبرني به أن ديوانه قيد الطباعة والنشر وأن قرارا اتخذ بالمجمع الثقافي في أبوظبي بهذا الخصوص ( فبارك الله فيهم ونعم القرار) فغمرتني الفرحة حين علمت أن هذه الكنوز الشعرية لأستاذي وصاحبي زهير ستظهر إلى عالم الوجود ومن قبل هيئة لها كل الاحترام والتقدير، والله تعجز الكلمات عن وصف مشاعري لحظة إخباري أن ديوانه قيد الطبع ثم طال الانتظار وطال الانتظار والصبر يأكل كل يوم من روحي التي تتقاسمها هموم الحياة ثم أخيرا اتصل بي يزفّ لي نبأ صدور الديوان وأن حفل التوقيع سيقام برعاية سعادة الأستاذ الشاعر محمد أحمد خليفة السويدي في منزله الذي سبق لي أن تشرفت بزيارته واستمتعت بالإصغاء إليه ... السويدي رجل فذ يجمع بطريقة أسطورية بين شتى الثقافات والعلوم وليس من كل بستان زهرة بل من كل مدينة بستان كأنه وهو يحاضر يقرأ من كتاب حفظه عن ظهر قلب، ثم تستفيق من سحر كلامه مقتنعا أنك تستمع إلى رجل يمتلك كل مقومات التفرّد والنبوغ... وفي كل مرة كنت ألتقي أستاذي كان لابد أن يحدثني عن ساحرته بأدبها المتمّيزالأستاذة ضياء خانم والتي هي عنوان الديوان، لم أتمكن من قراءة كل كتابات ضياء خانم ولكنني في كل مرة كان زهير يقرأ لي قطعة من أدبها كنت أقول له: (والله معك حق).
فهذا أستاذي زهير وهذه صحبه، كريم راقي لا يعرف إلا الراقيين من أمثاله، وماذا أقول لأختم تعليقي المتواضع هذا غير أن ديوان أستاذي وصاحبي زهير ديوان جامع للحب والحرب.. للفرح والأسى للسياسة بأحكامها وقهرها وللحياة بحلوها ومرّها، والأيام بعزّها وذلّها والدنيا بتناقضاتها وتجاربها، نوادر أسرته وتجارب حبه وأحداث عصره والكثير من روح تاريخنا ومواعظه فما هذا الديوان إلا جوهرة نادرة قد أضيفت إلى تاج شعرنا العربي الذهبي لتزيده زينة وبهاء ونورا وضياء. |