جواز السفر ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
الأخ الأكبر محمد هشام الأرغا..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ أكثر من عشرين عاماً كانت تدخل إلى مسامعي أغنية مارسيل خليفة التي منها:
كلُّ قلوب الناس جنسيتي= فلتبعدوا عني جواز السفر
كانت هذه الأغنية ومازالت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأخي الذي أحببت وفقدته في يوم من الأيام، كان يجلس هناك في غرفته التي تحولت إلى مكتبة وساحة للصراع في معارك حامية في لعبة الشطرنج، كان له صديق نحيل مبتسم دائماً، هو الآخر لم أره منذ أكثر من عشرين عاماً، أكن له كل الود والحب والاحترام، وأتمنى أن ألقاه أو أراسله أو أكلمه بالهاتف.
أغنية جواز السفر تفتح الجرح الغائر في قلبي المتعب..
أشتاق لأخي، ولصديق أخي، وأتذكر لقاءات الشطرنج في دمشق بحي الميدان الرائع، وأفتقد تلك الأيام التي تنبعث منها رائحة الياسمين الدمشقي، هذه الرائحة لم أعد أشمها، ولم أعد أشم عبق الأصدقاء والأحباب هناك، فقد تبدل كل ذلك برائحة النفط والصحراء.
أغنية جواز السفر أتذكرها دائما وبخاصة عند السفر، أتمنى حينها أن تزول هذه الحدود والأسلاك الشائكة بين بلادنا، أتمنى أن أشعر يوماً أنني لا أعيش في سجن كبير، أتمنى أن تصبح بلادنا كل بلادنا كما القلوب، ليست بحاجة إلى جواز سفر للمرور، لكن التمني شيء والواقع المؤلم شيء آخر.
أغنية جواز السفر، تجعلني أكره أوراق جوازي المليئة بالأختام، وعلى مدى سنوات كلما أخرجه على الحدود ليتم ختمه، أتذكر تلك الأغنية الجميلة في البيت الدمشقي الجميل، وأتذكر جمال تلك الأيام، وينبعث لدي أمل في أن أرى صديق أخي، الذي هو أخي الأكبر، فطالما لم أعد أرى أخي الحبيب، فأتأمل أن أرى الصديق الوفي، النحيل، صاحب الابتسامة الرائعة (هشام).
|