اعتذار وتوضيح كن أول من يقيّم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
أبدأ بالإعتذار ممّا بدر منّي من فضاضة تجاه الفاضلة إيمان وبقيّة المشاركين في هذا الحوار وأعد بأن " أهوّن على نفسي " عملا بنصيحة الأخت الكريمة.
هذا وإنّي ما زلت مصرّا على أن الدفاع عن الفصحى لا يكون إلاّ بالعلم وبالحجة الدامغة.
فاللهجات العامّية حسب تعبيرنا المعاصر ليست سوى الشكل المعاصر لما سمّي في المعاجم وكتب النحو واللغة بـلغات القبائل : "لغةقريش " أو "لغة تميم" أو أي لغة من لغات القبائل الأخرى. والمعروف أن تسعين بالمائة من مفردات كلّ اللهجات العربية المعاصرة يمكن ردّهاإلى الفصحى بيسر ( طبعا هناك تغيير في التلفظ حسب القوانين اللغويةالمعروفة وحسب التأثيرات المحلّية مثل قلب القاف همزة كما هو الحال في كثير من لهجات المشرق وقلب الثاء تاءا كما هو الحال في بعض اللهجات المغربية ).
ويكفي أن أشير إلى أن تعميم التعليم قد سمح لكثير من العرب بالتفاهم بينهم بل وبالتحدث بلهجات أخرى كتحدّث المصري باللهجة التونسية أو الجزائرية إلخ...
وإذا كان لي أن أبدي رأيا في الخطر الذي يهدّد العربيّة الفصحى فإنّي لاأجد سوى خطر الأمّيّة التي مازالت منتشرة في العالم العربي أمّا اللهجات فلا يمكن أن تشكّل خطرا إلاّ وجدت دعاة لجعلها لغات رسمية في البلدان العربية وهي شقشقة قديمة فقد دعا سلامة موسى إلى هذه الحماقة في مصر ودعا إليها الهادي البالغ في تونس وما زال يدعو إليها بعض المتعالمين من العرب المقيمين في أوربّا وغيرها ولكنّ الأهم هو أن المشتشرقين أنفسهم قد اقتنعوا بضحالة هذه الفكرة فكفوا عن الدعوة لإقامة العامّيّات مقام الفصحى وأصبح من المسلّم به عند الجميع أن العربية لغة واحدة وأن اللهجات ليست سوى أشكال مختلفة للتلفظ بنفس اللغة مع التقيّد التام أو عدم التقيّد بالقواعد.
وشكرا جزيلا على رحابة الصدر مع تكرار الإعتذار من فضاضة مداخلتي الأولى والسلام
أبو إسماعيل |