اللاهوت والفلسفة كن أول من يقيّم
لعل الأمر الذي غفل عنه الكثير من العقول المفكرة التي تسعى جاهدة لرمي قارب النجاة من الغرق الأخلاقي والإنحطاط الفكري الذي توصلنا إليه,هو الفلسفة بمعناها العميق الذي يمتد أصوله إلى اليونانية على يد (هيرقليطس وبرمنيدس وديمقريطس...........الخ)(الطبيعيين)ومن بعدهم عمالقة الحكمة(سقراطوأفلاطون وأرسطو و..........) مرورا بالرواقيين والأبيقوريين, وصولا باليونانية الحديثة ومن بعدها الوسيطة ومن ثم الحديثة فالمعاصرة. إن خوض الفلسفة في الماورائيات جاء تفسيرا للقوانين الكونية ذات الأسباب الغامضة,وهذا الخوض للبحث عن التفسيرات أدى إلى وجود آراء متناقضة حملت في طيات هذا التناقض الغنى الفكري وهيأت الأرض الخصبة للحوار الفكري الهادف إلى تقديم الحلول دون البت المطلق بها وتقديم الحلول النهائية على أساس أنه لايوجد حقيقة مطلقة(عندما سأل الفارابي وهو على فراش ْالموت عن الحقيقة إبتسم قائلا :إنها حديث خرافة) وبإعتبار الفلسفة خادمة للعقل ,إلا أننا لانستطيع تجاهل دورها في خدمة اللاهوت في العصر الوسيط,وأبرز من يمثل هذا الدور للفلسفة هو القديس أوغسطين عندما وحد طريق المعرفة الفلسفية العقلية واللاهوتية الروحية, حيث ربط بين الوحي والفكر بين العقل والنقل بين الدين والفلسفة. الموضوع فتح على مصراعيه,ناهيك على أنه موضوع متشابك مترابط , مترامي الأفكار. لكن نؤمن أن الفلسفة هي السبيل الوحيد للسمو الروحي والعبور إلى معرفة اللامتناهي متعاضدة باللاهوت الديني. وتبق الفلسفة :مبدأ يعلم الإنسان كيف يعيش في الحياة |