نص آخر.... ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم عدت إليكم اليوم وبين يدي نص هو من مذكراتي مأخوذ ، وإن كان لا يروي بداية ولا نهاية وهو الذي مضى على كتابتي له أيام وشهور ، فأما مقدمته فقد شاءت الأقدار ان تمحوها في ذلك الحين فيروسات الحاسوب،ولا يعلم نهاية قصته إلا علام الغيوب ، فإن كان علي التمهيد له فلن أعطيه عنوانا ولن أصفه ألوانا ، إنما سأترككم لتغاصوا إلى أعماقه، ولتغرقوا في أشواقه، إلى أن ينتشلكم ختامه أو إلى ان تنتشلوه.... فإن كانت الأعراف تقضي بأن أعود بمقدمة الكلام ،فسأدرج إن شاء الله مناسبة كتابتي له إن لم تبخل الأقلام، ، وإلى حين العود إليكم مني سلام... 19 مارس 2007 لقد عدتُ إليك يا مذكرتي، فهل ينسى المهد الوليد?! عدتُ إليك بكلام ما هو عنك جديد، بسلام وأحلام فلعلها السعادة تعيد، رجعت وما بجعبتي إلا مجد تليد، لأقول للسحاب المار ترجّل..وللأفق هلا قتربت من بعيد، ...لم آت لأروي قصصا عجيبة ولا أخبارا غريبة وما الذي قد أقوله وقد أوشكت النجوم على الأفول، مع اختفاء آخر مجلدات اختزنتها ولا أجد الحلول، نعم! قد تسألين ولكن ما عساك تقولين والنبأ لا يستحق الذكر، فإن أصريْتِ فلك ان تعلمي انه فيروس دودي وطأ الجهاز فخربه، ودخل على ملفي فسوّده،وجعل منه صفحة فمزقه، ثم ألقاه فأرّقني وما أرّقه ،...فيروس للمشاريع دمّر وللخطط والطرائق حيّر، فلا مضاده نفع، ولا مقامي شفع، فما أشده إعصارًا عصف بصدري لما عصف بالحاسوب... هذا ولن أملّك بالمزيد ،وما أُخبرك إلا ما أريد ، وهذا الأخير ليس أشد من الحديد ، فلا هي حكاية عنك غريبة ولا في سرد وقائعها عجيبة، إلا أني أحببت تدوينها لعلّه لا يمحوها الزمان، فهي قصة حاكتْها الأيام، وألقتها في أحضاني نجما ، لا زلت أذكر نوره وتألّقه، فهو عنوان لصداقة هي عندي أعجب صداقة شهدها التاريخ أو شهدتِ التأريخ، كانت بداية ميثاق هو أشبه بميثاق السلام منه الى دستور الأحكام.... ولا أطيل لأخبرك حدثا لا أحسبه ملكاً لي ولا لها وإنما كنا نحن مُلكَه،ذلك اليوم التعيس الذي فتح عيني على ليل بهيج، وذلك البحر الذي ما لطمني موجه إلا ليوقظني من كابوس مرير سميته الحلم المزعج، لا خوفا من انتقامه ولا جزعا لحرمانه وما يحرمني إلا ثواني من الراحة التي أجدها في ما سواه من أحلام ، وإن كنت لا أجد ضالتي في الاماني والأوهام... أعلم أني أطنبت وما أزيدك إلأا كللا ويأسا من ملاقاة الحقيقة، ولكن هي ذي أفكاري الصديقة ، لا تأتي لإرضاء عدوّ ولا شقيقة، ولا تطول لتشغل دقيقة إنما تؤدي لمولودي العقيقة، فكوني بي رفيقة فما لقصتي بداية ولا نهاية، فقد استيقظت يوما لا في أتعس الأيام ولا في متاهة السراب، بل في نهار بديع وما في الوجود نهار إلا ان يكون مشرقا بديعا، لأجد نفسي في مكان لم يكن الفضيع ولا المريع وبدون ألغاز أقرّ أنه متوسطتي التي أقصد منذ ثلاث سنوات والتي هواها أُنشد ولا أعزف النغمات ، لأعلِمك أني جرتني الى مكتبتها النسمات، لألتقي بفتاة عادية ككل فتاة، تأكل وتشرب، وتأتي لتذهب، فتحزن وتطرب، وفيها كالإنس كلّ الصفت، تعيش الحياة وتخوض المعارك الطاحنات،فما عرفتها ملاكا ولا فقهتها شراكا، إلا أني لمحت في وجهها عراكا خاضه الحزن والألم، وواراه الفرح والنغم الى أن اعتراه السقم ، ورفض أن يرفع للاستسلام أبيض العلم، فعلمت حينها فقط أنّ وراء ابتسامتها الحلوة عبوسا وأن خلف أقمارها الهادئة شموسا، وأدركت وقتها حقيقة واقعها المرير الذي ما كان ليخفى بعد أن سقط القناع إلا عن ضرير، فأيقنت حينها أن كل من حولي ضرير وأن بصر أغلبهم قصير... ولا اُحيرك لأقول لك انه ما لبست ضوء النهار ولا كانت بعذوبة الأنهار ، وما كستها غرابة ولا تقلب أطوار، إنما كانت كورق الشجر ، دمعها مدرار ، وخبرها أسرار ، فكانت أشبه بالنسمات منها الى الأنوار وما كانت تخطف الأبصار ، وبين هذا وذاك : كانت روحا شفافة ، لا كذوبة ولا حلافة، وما كانت على المكائد طوافة إنما كانت كما قد تريد كل صبية ان تكون ، محبوبة بجنون، نشيطة حنون، وكانت كما أذكر ميالة لخرق القانون وإن كانت من المتفوقات المتميزات، وكانت فوق هذا رفيقة لي تبادلني أطراف الحديث ، وكنت رغم اني أكبرها بسنوات ثلاث أتشوق لأسمع حديثها الطريف ولأرى وجهها العفيف ، غير أني كنت أعرض عنه أحيانا إن هي خالفت مبدئي الذي وسع معناه الفقرات بينما لم توفه حقه العبرات، ولما كان منها أن اكثرت المخالفات وان اتتْ بما كان عندي محرمات ، فتحت بوابة المفاجآت لتعلن عن صداقة من أغرب الصداقات، وذا هو ميثاقي الذي كنت ذِكرهُ أرجو والى اطلاعك عليه أصبو ، فهل تريدين منه المزيد أم تكتفين فلا تعرفين له عمرا مديدا ولا انتحارا عنيدا وما كان له أبدا انتحار، فقد كان جليا لا تلفه الأسرار ، بسيطا وليس كشروط الأحبار ، وشاءت الأقدار ان تكون له ثلاث شروط : أولها ان للغو وللشتم اندثار، وثانيها ترك المنافقين واغتياب ذوي الفضل من الأخيار، وآخرها أن للاحترام كل الاكبار ...لينتهي العهد ويطوى الكتاب بعد ان نال القبول والاعجاب، وما كان منها إلا أن وافقت عليه فلا مفر منه إلا إليه ،وإلا يكن لها من فراقي نصيب وفي مسائي نحيب ، وما تنهي الحكاية وما هذه إلا بداية حديث طويل وكلام نبيل وإني أظنه عليك الآن ثقيل ولا أرى له إلا التاجيل، وأكتفي بهذا القليل الذي زرتك به بعد انقطاع ما دام شهورا ولا طال دهورا ، فلعل هذا يعوض ما محاه الجسم الغريب الذي ما كان له في الأرشيف طبيب، والذي دمر كل ما كتبت فما نال التأنيب إلا بعد ان خرب نصوصي كل التخريب.... وإلى الملتقى حيث يحلو اللقاء |