هذا جزاء من يخون الإمام ويسعى في الدولة فساداً ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
إذا كانت هذه اليوميات ستؤرخ للقرن الرابع الهجري , فيجب أن نقرأها بمنظار أوسع , لا يقتصر فقط على الأدب و إنما يشمل التاريخ و السياسة , و رغم ثراء تعليقات القراء كالأستاذ زهير و الأستاذ داوود و الدكتور النويهي صاحب الموضوع الأشهر عن الفلاسفة في هذه المجالس, إلا أنني أود أن ألفت النظر إلى جانب سياسي و اجتماعي تعكسه هذه اليوميات . لقد أحسست بصدمة عندما قرأت فقرة رؤوس تطوف بغداد , و العبارة التي انتهت بها : هذا جزاء من يخون الإمام ويسعى في الدولة فساداً !!!! ثم قرأت "نكبة الخيزران" و "سمل القاهر بالله" و "سمل المستكفي" و أعتقد أن الأستاذ السويدي في جعبته المزيد من هذه المآثر العربية ! و عندما ينظر المرء إلى حالة العرب اليوم وما يملؤها من قمع و استبداد و طغيان , و إلى العقلية العربية الضعيفة و المستكينة يعرف أن ما وصلنا إليه اليوم هو نتيجة لما تعرضنا له من قمع و بطش على مدى مئات السنين . و يبدو أيضاً من الاجحاف أن نلصق كل مشاكلنا برقبة الامبراطورية العثمانية , إذا أن الأوضاع قبلها لم تكن مثالية أبداً , و جمال باشا السفاح لم يكن هو السفاح الوحيد ! كما يبدو أيضاَ أنه من الظلم أن ندعي أن عبد الناصر و نظامه القمعي ساهما في هزيمة 1967 , إذ أن عبد الناصر لم يجلب شيئاَ جديداً و كأن مصر كان تعيش قبله في واحة من الحرية و الديمقراطية و انتظروا أخبار كافور الاخشيدي لتعرفوا أنه أسس أنظمة للاستخبارات و مراقبة العباد في مصر قبل عبد الناصر بألف سنة ! |