تعقيب-صلاح بن عياد-تونس     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
السلام عليكم أرى أن الموضوع لا يمكن أن يطرح الآن، سنُعتبر غير مسايرين للحركة الأدبيّة والثقافيّة عموما، علينا طرح مسائل أخرى من حيث علاقتنا بالحداثة والاستفادة من تراثنا. إن أبا تمّام أكثر حداثة-على مستوى المضمون طبعا-من عدّة شعراء الآن... ربما سأسأل نفسي هل من الممكن أن أقرأ قصيدة عمودية تحمل في خلفيتها خطوات حصان وأنا أستقلّ طائرة? ستصبح هنا العلاقة بالتراث علاقة سياحية، ويصبح الشعر بعيدا عن الوسط المعاش... كيف لنا أن نقرأ شعرا فرنسيا حداثيا "بملكة قراءة" قديمة. الشعر الحرّ أو قصيدة التفعيلة تكاد تكون تراثية هي الأخرى وشخصيّا لا أعتبرها مختلفة كثيرا عن القصيدة العموديّة الا من ناحية الشكل، ففي سياقاتها تظلّ كلاسيكية محافظة على بعض البداوة والحنين إلى الماضي العربي المضاء... علينا بالاحرى أن نتوجّه إلى فعل الكتابة المحض، نحن أمّة سمع، لا نقرأ والقراءة فعل غريب عنا لكم أن تتثبّتوا من الأرقام التي تتوافد علينا من بعض المنظمات ف300 مليون عربي لا يقرؤؤن أكثر من أصغر بلد أوروبي مثل بلجيكا... لأننا لا زلنا نتأوّه حسرة على مضيّ امرئ القيس...لا زلنا نقرأ كتب شعرائنا معوّلين على الأذن وحدها، لا زلنا نبحث عن مادّة الطرب --يصبح الشاعر قينة يلبي رغبات السامع ويصبح الكتاب متحفيّا نعامله كمزهريّة-- لا زلنا بعد لم نكتب بل نكتب بأساليب شفويّة العروض وسيلة في كنهها شفويّة. ألا نتجه قليلا الى المعنى لنترك المبنى الشكلاني قليلا?، لقد استحوذ الشكل على تاريخ يمتدّ الى قرون وأُهمل ما على الانسان أن يتبع ليكون فاعلا, الأمر يحتاج الى عمل نقدي جبار وبتّ دقيق في الأمر أدعوك سيدي إلى قراءة حرّة لكل الأنواع الشعريّة، انظر أين تجد نفسك... |