يا اخي لقد اخترت موضوعا مترامي الاطراف متسع الجوانب خاصة و انت تعلم كون الشعر الاندلسي شعر وصف بامتياز فهلا حددت فترة معينة(عصر الطوائف-عصر الموحدين-القرن الثامن...)او اقتصرت على شاعر خاص(ابن الابار-ابن صارة-ابن زمرك...)او التزمت بموضوع محدد(وصف الطبيعة-وصف العنران-وصف المجالس...).ان تدقيق الموضوع يعتبراساس الاشتمال على اطراف البحث و عناصره سيما وان موضوع الوصف يكاد يتخلل كل اغراض الشعر العربي.وعلى العموم فانا اهنؤك على اختيار الموضوع و اهنؤك اكثر على اختيار الوراق نافذة للتواصل.

اشكرك يا اخي على جراة طرحك لكن يجب معرفة ان قضية تاويل النص الادبي تبقى محكومة بضوابط اللغة و اتساق النظم الكلامي فعلى فرض ان الشاعر انما يخاطب ناقته باضمار اداة النداء ويجعل الجملة التي افتتح بها البيت جملة تامة يبقى اشكال اعراب الواو هل هي للاستئناف و هذا لا يستقيم لان الشاعر اراد هنا بيان الحال ثم كيف نوجه ضمير الغيبة المرتبط بكان التشبيهية و الامر يقتضي تبعا لرايك ان يكون ضمير خطاب(كانك) اضافة الى انه لا يمكن ان يحتج هنا باسلوب الالتفات كما اقره البلاغيون اي العدول عن اسلوب الى اخر(من الخطاب الى الغيبة مثلا) وفي جميع الاحوال سيكون في توجيه البيت بحسب رايك شيء من المعاضلة المخلة بفصاحة الكلام و رونق التعبير.و اشكرك مرة اخرى لاختيارك منبرنا الحبيب الوراق.

____________________

وأهلا بك يا أستاذ نور الدين في سراة الوراق، وشكرا على هذه المشاركة القيمة، وهذه أول مرة أقرأ لك مشاركة في الوراق، وقد أرغمتني على المسارعة في ضمك إلى قافلة السراة أستاذا قديرا خبيرا، وتقبلوا فائق الاحترام. المشرف

سيدي المشرف لقد ذبت خجلا من كلماتك الرقيقة التي

شرفتني بها مع علمي بان ما جئت به لا اعدو حال

مستبضع التمر الى هجر و مستوسق الدر الى معدنه

اذ لكم و لموقعكم الفضل الكبير على الاستاذين و المتادبين

و ناشئة البحث و شداة العلم القويم و لقد اغريتم طبعي

المكدود و قريحتي المنتزحة فنظمت ما يلي ميثاق ود و عهد

محبة لا يغيض ماؤها  لهذا الموقع ذي السنى و السناء.                 

تحية مباركة و بعد..ان لليل يا اخت واقدة حضورا كبيرا في الشعر العربي و له تميزه الخاص في الشعر الاندلسي  اذ يحضر الليل اطارا زمنيا يستوعب تجارب الشاعر الجادة او اللاهية كما يحضر بديلا موضوعيا لمخاوفه  التي تتبدد عند تباشير الفجر..واني اذ اشيد باختيارك لهذا الموضوع احيلك على ما يلي (ديوان ابن الزقاق البلنسي تح عفيفة ديراني ص 133-170-183-193)(ديوان الاعمى التطيلي تح احسان عباس 1963 ص 33-49-57-88...)(ديوان ابن شهيد تح يعقوب زكي ص 117-143-152...)(ديوان ابن دراج القسطلي تح محمود علي مكي ط2 سنة 1389ه ص 20-130-228-440...)(ديوان يحيى بن حكم الغزال تح وضوان الداية 1982 ص 63-104)(ديوان الرصافي البلنسي تح احسان عباس 1983 ص107)(ديوان ابي الصلت امية بن عبد العزيز الداني تح محمد المرزوقي ص 87-94-121-129)(ديوان ابن خاتمة الانصاري تح رضوان الداية 1978 ص 56-60-80)(ديوان حازم القرطاجني تح عثمان الكعاك 1964 ص 2-59-68-109..)(ديوان عبد الكريم القيسي البسطي تح جمعة شيحة و الهادي الطرابلسي 1988 ص 141-320-357..) اما الشعراء اللذين لم تجمع اثارهم وهم كثر فبامكانك الرجوع الى المدونات الكبرى للشعر الاندلسي كنفح الطيب و الذخيرة و خريدة القصر للعماد الكاتب و مغرب ابن سعيد...و لا انسى تذكيرك بان طرب الموسيقى الاندلسية بالمغرب يحوي الجم من هذا الشعر المفرد لليل حتى لقد خصصت له نوبة تسمى رصد الذيل قيل فيها اذا طال عليك الليل فعليك برصد الذيل و ديوان الموسيقى الاندلسية المعنون بالحائك مفيد لك يا اختاه و سلام لك من صديق الوراق.

تعقيبا على ما افادنا به الاستاذ منصور مهران حول المسعودي و مؤلفاته اود الاشارة الى ان الجزء المطبوع من اخبار الزمان انما هي اختصار قام به احدهم  لجزء من المؤلف الاصلي كما اوضح ذلك الاستاذ هادي حسين حمود(رسالة ماجستير بجامعة بغداد)اما طبعات كتاب مروج الذهب فمما لم يذكره الاستاذ مهران طبعة بولاق سنة 1283 ه و كذا طبعة القاهرة بهامش كامل ابن الاثير سنة 1303 ه  و هناك طبعة اخرى ذكرها شارل بيلا في تحقيقه ج 1 ص 6 وقال انها صدرت سنة 1313 ه و شكر من صديق الوراق

سيدي لا استطيع الانتظار اكثر لاستدعاء شيطان شعرك الاثير و الحقيقة اني بعثت بقطفة عجل لم تجد بعد مكانا لها في مزهريتك فاعوذ منك من ان الاقي عهدك وردا بينما عهدي لك اس.

لا يخفى ان عرض الجاحظ لاخبار الباخلين و الباخلات انما ياتي في اطار التشنيع عليهم و السخربة من مذهبهم في الاقتصاد و التقتير سيما و ان اغلبهم يرجع الى اصول غير عربية لذا فهم ينقمون من العرب تحليهم بالكرم و ارتياحهم اليه . ان الجاحظ وهو المثقف العربي المعني اكثر من غيره بالدفاع عن العروبة لم يخرج في اغلب كتبه عن الطرح المناوئ للشعوبية الكاشف عن ازدرائها للقيم العربية (الكرم-الجمل-العصا-الصحراء...)فتامل.

اصدقائي في منتدى الوراق أود مشاركتكم-على تراخ من الزمن- التعليق على هذه اليتيمة الخالدة و الدعدية التالدة  فأشير الى ان نعتها باليتم انما هو لعلة الجهل بصاحبها على التفصيل و الاجمال.أما أول ذكر لها فورد عند ابن ابي عون ت 322ه في كتاب التشبيهات(طبعة كمبردج بتصحيح عبد المعين خان 1950 ص 97) ثم رواها بالسند الى شيخه ابي بكر بن العربي المعافري ابن خير الاشبيلي ت 543 هـ و سمى صاحبها الحسين بن محمد المنبجي و ذكر انه تلقى من شيخه انها تنسب لسبعة عشر شاعرا. اما دوقلة وهل هو منبجي او مذحجي فالتساؤل وارد كما يستغرب جدا من ان المعاجم لم تشر الي اسم الشاعر في مادة(د ق ل ) ولعل الاسم صحف عن دوخلة (وهو صاحب ابي العلاء المعري وقد ذكره ياقوت في الارشاد و السيوطي في البغية) وتحية طيبة.

________________

وشكرا لأستاذنا القدير نور الدين الصوفي على هذه المعلومات النادرة. وألفت الانتباه  إلى أن الأستاذ نور الدين قد تعمد أن يؤخر ويقدم في الفاعل والمفعول، وأراد: (ثم رواها ابن خير الاشبيلي (ت 575هـ) بالسند الى شيخه ابي بكر بن العربي المعافري  ت 543 هـ) المشرف

بعد التحية اقول: ان الدارس عليه بناء الحكم سليما من اي نمطية جاهزة .لقد كان مؤلف الامير لمكيافيلي و ما يزال من اساسيات الادبيات السياسية و دراسته وفق الشروط العامة للعصر و للمؤلف امر منهجي كما لا يخفى.كانت غاية مكيافيلي ان يوجه السياسية بكيفية غير مباشرة فاراد ان يكون مستشار حاكم فلورنسا و ان يسدي النصائح الى البابا لكن هذين الحاكمين لم يكونا في حاجة الى نصائحه المجردة. ولا اخفيكم ان هناك تشابهات جمة بين مكيافلي و مؤرخنا العظيم ابن خلدون المتقدم عصرا و ذلك في طموحهما السياسي الفاشل و كذا في المسائل التالية (حول علاقة الدين بالسياسة-الحذر من الرعية-الاعتماد على الجيش المرتزق-العلاقة بين الكيانات المفرقة الضعيفة-الحكم الموحد على طبيعة البشر...)وعلى العموم فان الكاتبين معا يدينان بالكثير الى الفكر السياسي الارسطي و القضية مبسوطة امام جمهرة الباحثين.