قراءة جديدة لفلسطين كن أول من يقيّم
أوافق الأخت هيا في حديثها عن الانتفاضة الأولى والثانية، لكني ما زلت مصرا أن على الشعب الفلسطيني القيام بقراءة خاصة به للوضع الجيوسياسي يتحكم في كل أبعادها. إن التراب و الماء والهواء الفلسطيني هو المحدد الأصلي للانتماء، ان مقولة أين أنتم يا عرب ? يجب وضعها في صندوق محكم الاقفال. إن هذا الكلام القاسي ليس صادرا من فراغ، والحديث عن المصير العربي المشترك ليس مجالا للشك نظريا والعاطفة الصادقة الملتهبة عند كل عربي ومسلم وهو ينظرلما تفعله الصهيونية يوميا تزيده ألما، لكن السياسة كعلم لم تعد تقيم حسابا للعاطفة والأحداث تحرك ولا تتحرك من ذاتها. و كي أدافع قليلا عن هذا الطرح أعود للقضية الجزائرية. مع بداية الاحتلال عملت فرنسا على تحييد كل من تونس والمغرب بكل الطرق، وصلت إلى حد اقتراح بيع الشرق الجزائري لباي تونس وهي لم تسيطر عليه بعد كما قامت بعمليات عدوانية ضد المغرب ونجحت في عزل الجزائر عن محيطها وبعد عقود احتلت تونس والمغرب على التوالي، والمقصود من هذه اللمحة أنه من المستحيل إقناع أنظمة الحكم العربية بأن الاحتلال عبارة عن سرطان، والمشكلة في فلسطين أن الحياد لم يعد واردا وإنما اعتبر السلام خيارا استراتيجيا ويجب أن يقبله الفلسطيني كيف ما كان، وأقول هنا أن كل هذا عبارة عن مناورات لامتصاص روح المقاومة الكامنة عند الإنسان الفلسطيني، فإبان الحركة الوطنية الجزائرية ألف أحد رؤساء الحكومات الفرنسية كتابا حذر فيه المستوطنين من مغبة عدم القبول ببعض التنازلات و استشرف جلاء الفرنسيين عن الجزائر في مدة محددة وجوبه كلامه بالسخرية لكن الأحداث أثبتت صحة كلامه حرفيا. لقد أبقى حقد الكولون (المستعمر)جذوة الحرية والاستقلال كامنة في قلوب البسطاء وكما قال أحد أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين: يجب على الجزائري أن يعيش مع كره المحتل حتى القبر... . |