البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ع الحق المرابط

تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
كيف نقرأ التاريخ?    كن أول من يقيّم

ليس الجواب عن هذا السؤال بسيطا، فهو موضوع بحث في حد ذاته. اليباض والسواد الذي ذكره الأستاذ محمد هشام هو أسهل طريقة للحكم على التاريخ وهي لا تساعد على الفهم. ولا فائدة من التاريخ إذا لم تكن ترجى منه فائدة وأوضح قولي هذا من خلال المثل المضروب، فالثورة الجزائرية هي خلاصة كفاح 132عام، قد يحتار البعض وخاصة الإخوة في المشرق العربي من طول المدة ولماذا بعد قرن وأكثر. هنا تكمن فائدة: وهي، حتى أكون صريحا تتعلق بالقضية الفلسطينية، لأن الوضع الراهن من أوسلو وما بعدها وما قبلها تعبر عن فقدان للبوصلة. لقد بدأت مقاومة الاحتلال الفرنسي منذ اليوم الأول وقد بقي العدو محاصرا داخل المدن حتى أكل الجنود الكلاب والقطط (وهذا ليس مجازا) وكانت آخر مقاومة مسلحة في الأوراس سنة1916لتبدأ بعدها عملية سياسية بدأت بالمطالبة بالحقوق بطريقة سلمية، وحتى 1954لم يتم تحقيق أدنى المطالب الانسانية ناهيك عن السياسية، لقد احتكرت الاقدام السوداء حتى كلمة جزائري ، وكانوا حين تزعجهم المتربول(باريس) مطالبة إياهم بقبول بعض الاجراءات لصالح الأهاليindigenes ـ كما كانوا يسموننا ـ كانوا يقولون:الجزائر للجزائريين أي الجزائر ملك للمستوطنين.  أقول هذ استغرابا لما يحاول بعض الفلسطينين فرضه على الآخرين.  ولن أستطرد في هذا  الباب لأنتقل إلى نقطة أخرى أساسية وهي سر نجاح الثورة الجزارية، وهذا أيضا  أمر عويص  يطول شرحه  لكن حقيقته تكمن في تمسك الفرد الجزائري بهويته العربية الاسلامية الكامنة في لاوعيه، ولم يتحول العدو إلى صديق  وهو جاثم على الأرض وللحديث بقية ..

5 - فبراير - 2007
صفحات بيضاء في تاريخ أسود
الماضي الحاضر    كن أول من يقيّم

دعني أنطلق من تلك العاطفة الصادقة التي استهللت بها الحديث وأربطها بالقضية الفلسطينية، فأنا لم أتحدث عن الثورة الجزائرية حديث  المفاخر  بالماضي  وأنت تعلم أن كل روح للمقاومة هي ملك لكل عربي وإنما  بحكم تخصصي  وبالمنهج العقلاني الذي أسعى لأن أفرضه على نفسي أجدني ميالا للمقارنة واستخلاص العوامل المتحكمة في الظاهرة السياسية والتاريخية وأنت تعلم يا سيدي أن التجربة هي بمثابة القانون بالنسبة للعلوم الاجتماعية. وأعود للقضية الفلسطينية وأقول أن المسألة لاتحتمل التفاؤل والتشاؤم وإن كان هذا النوع من الأحاسيس يفرض نفسه بصورة قهرية فقد بلغ اليأس بالجزائريين في سنة 1954 حد الغم  وما ضاعف ذلك هو الصراع على السلطة داخل  حركة انتصار الحريات والديمقراطية (وريثة حزب الشعب). هذا الحزب كان أمل الجزائريين لقيادتهم نحو التحرر وأملهم الوحيد، و كان الزعيم "مصالي الحاج" ملهم الجماهير، ما إن تسمع بوجوده بمكان حتى تشد إليه الرحال لتسمع خطاباته النارية عن الكرامة والحرية وما زادهم تعلقا به اضطهاد المستدمر له بحصاره في إقامة جبرية أو سجنه أو نفيه.لكن داء الزعامة إذا استحكم فلن تجد له علاجا، ففي مواجهة مع اللجنة المركزية للحزب طالب بصلاحيات مطلقة في حين أصرت هذه الأخيرة على تقييدها  والعمل بأسلوب أكثر ديمقراطية وتفاقمت الأمور وبدأ كل طرف بمحاولة لجذب المناضلين والأنصاروتعددت اللقاءات والمشاورات وبدل المؤتمر صار هناك مؤتمران...
والحقيقة أن الديمقراطية و الالتزام المؤسساتي كانا مجرد غطاء للانحراف الفكري الذي ضرب الطرفين،  فقيادة اللجنة المركزية بدأت تميل نحو حتمية الحل  القانو ني وضرورة التفاوض مع العدو والقبول بخطوة خطوة  وأصبحت ترفض الخطابات النارية الداعية للاستقلال الغير منقوص وترى بأنها غير واقعية؛ أما الزعيم  مصالي فلم يتزحزح كثيرا وكان يوافق على المطالبة بالحقوق الاقتصادية وغيرها دون التفريط في مطلب الاستقلال لكن العمل المسلح الذي كان يؤمن به ويجاهر به ويكني به أحيانا ،كان مشروعا دائمة التأجيل وهو تأجيل لم يكن قابلا للتفاوض.
قد تستغرب يا أستاذ هشام هذ الاطناب الذي أراه مخلا لكن لننظر إلى ما يحدث في فلسطين منذ عقدين على الأقل وما يحدث اليوم بالذات و للملاحظة أنا لاأريد أن أحول فسحة الوراق إلى مكان إضافي للجدل والتحزب وإنما أدعو لقراءة أكثر وضوحا للأحداث وما أثار استغرابي هوتشبيه الاعلام لما يحدث في فلسطين بما يحدث في العراق أو الصومال أو غيره في حين أن القضية الفلسطينية تتشابه بشكل كبير جدا مع القضية الجزائرية ........

6 - فبراير - 2007
صفحات بيضاء في تاريخ أسود
قراءة جديدة لفلسطين    كن أول من يقيّم

أوافق الأخت هيا في حديثها عن الانتفاضة الأولى والثانية، لكني ما زلت مصرا أن على الشعب الفلسطيني القيام بقراءة خاصة به للوضع الجيوسياسي يتحكم في كل أبعادها. إن التراب و الماء والهواء الفلسطيني هو المحدد الأصلي للانتماء، ان مقولة أين أنتم يا عرب ? يجب وضعها في صندوق محكم الاقفال. إن هذا الكلام القاسي ليس صادرا من فراغ، والحديث عن المصير العربي المشترك ليس مجالا للشك نظريا والعاطفة الصادقة الملتهبة عند كل عربي ومسلم وهو ينظرلما تفعله الصهيونية يوميا تزيده ألما، لكن السياسة كعلم لم تعد تقيم حسابا للعاطفة والأحداث تحرك ولا تتحرك من ذاتها. و كي أدافع قليلا عن هذا الطرح أعود للقضية الجزائرية.
مع بداية الاحتلال عملت فرنسا على تحييد كل من تونس والمغرب بكل الطرق، وصلت إلى حد اقتراح بيع الشرق الجزائري لباي تونس وهي لم تسيطر عليه بعد كما قامت بعمليات عدوانية ضد المغرب ونجحت في عزل الجزائر عن محيطها وبعد عقود احتلت تونس والمغرب على التوالي، والمقصود من هذه اللمحة أنه من المستحيل إقناع أنظمة الحكم العربية بأن الاحتلال عبارة عن سرطان، والمشكلة في فلسطين أن الحياد لم يعد واردا وإنما اعتبر السلام خيارا استراتيجيا ويجب أن يقبله الفلسطيني كيف ما كان، وأقول هنا أن كل هذا عبارة عن مناورات لامتصاص روح المقاومة الكامنة عند الإنسان الفلسطيني، فإبان الحركة الوطنية الجزائرية ألف أحد رؤساء الحكومات الفرنسية كتابا حذر فيه المستوطنين من مغبة عدم القبول ببعض التنازلات و استشرف جلاء الفرنسيين عن الجزائر في مدة محددة وجوبه كلامه بالسخرية لكن الأحداث أثبتت صحة كلامه حرفيا. لقد أبقى حقد الكولون (المستعمر)جذوة الحرية والاستقلال كامنة في قلوب البسطاء وكما قال أحد أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين: يجب على الجزائري أن يعيش مع كره المحتل حتى القبر... .
 

7 - فبراير - 2007
صفحات بيضاء في تاريخ أسود