أولاً لابد من ميزان كن أول من يقيّم
لابد لنا من ميزان نبين فيه تطابق أي عمل مع مراد الله تعالى ويجب أن يكون هذا الميزان صالح لكل زمان ومكان . هذا وليس من شيء أسطع وضوحاً من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . قال تعالى : أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ 90الأنعام وقد قال أحد الصالحين ( لا تصحب من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله ). فكل من جاء بفعل عملي لسنة رسول الله وطبق كلام الله تعالى كما يرضاه عزوجل فهو من أهل الحق وهو على الحق وكل من حاد عن تلك الجادة فهو مردود الكلام مرفوض العمل . فمثلاً لو نظرنا لبعض الذين يسمون أنفسهم اليوم بأصحاب الطريقة الرفاعية وما يقومون به من ضرب بالشيش وما يدعى (بالنوبة) واستعمال النار في ألاعاب الخفة والتي قد يتخللها كثيرا من السحر .............الخ لوجدنا أن هذه الفئة من الناس قد شوهوا لحد كبير حقيقة الصوفية بل أخرجوها من دائرة الشرع وشجعوا المسلمين وغيرهم من غير المسلمين في التسرع بالتجني على كل من قال أنه صوفي أو ادعى أنه يمت بالصوفية بأية صلة على وجه التعميم . وفي الحقيقة والحق يقال أن الطريقة الصوفية النقية التي تمثلت بشيخها السيد أحمد الرفاعي الكبير رحمه الله تعالى وغيب قبره بسحائب رحمته ، لهي من أصدق الطرق اجتهادا فيما يرضي الله ورسوله . والشيخ أحمد الكبير لهو من أكابر علماء الصوفية العاملين بتقوى الله تعالى وشرعه وهو من أولئك الأتباع براء الى يوم القيامة . وإني والحق أقول لست من أتباع هذه الطريقة ولكنني قرأت لهذا الرجل كتابين الأول باسم (البرهان المؤيد) والثاني باسم (حالة أهل الحقيقية ) وإن أول ما يلمس القارىء في شخصية ذلك الرجل العظيم تواضعه الجم وافتقاره الشديد لفضل الله إليه في كل أمر ينوبه . ولكن أولئك الأتباع أو الذين ادعوا تلك الطريقة يقلبون الحق باطلاً والباطل حقاً وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً فتسري نار العداوة في قلوب من لم يحقق أو يتحقق من أصل هذه الطريقة أوتلك سريان النار في الهشيم فتظل في نظرهم وأعينهم ومخيلاتهم صوراً لا يمكن قبولها لكل من ادعى أو نوه عن التصوف والصوفية . ويكونون بذلك قد ظلموا الأصل النقي والفرع الذي اتبعهم باحسان الى يوم الدين ، وقد تجد أيضا طرقاً أخرى وكذلك أتباع آخرين مضللين وضالين يرسمون اليوم صورة الصوفية في أعين الناس فتغدو لكثيرين أنها خارجة عن الشرع الحنيف وأن الدين الاسلامي ليس له أية صلة معهم ، على الرغم من صفاء الأصل وكونه على صراط الله المستقيم . ولأولئك الذين لم يسعفهم بحثهم عن الواقع الحقيقي لهؤلاء الرجال نقول : ( على مثل الشمس فاشهد او فدع ) . ______________________________________________________________________ والآن يمكننا أن نبحث بدايةً في ( منهج الصوفية السليم في منظارالشرع الحكيم ) فهل من رافدٍ ومعين يشد عضدنا في هذا الأمر القويم .
|