أسباب إندثار الحضارة العربية كن أول من يقيّم
السلام عليكم و رحمة الله فيما يتعلق بالنهضة العلمية فهناك الكثير الكثير من المساهمات من قبل الباحثين المعاصرين (وأنت واحد منهم) حول النهضة العلمية في ذلك الوقت و لكن على حد علمى لا يوجد بحث و لاحتى مقالة تبين سبب تدهور الوضع وصولآ إلى ما وصلنا من تخلف علمى شديد. لقد شغل بالي هذا الموضوع و تفكرت فيه كثيرآ و يمكنني و بإختصار شديد رد سبب هذه التدهور إلي عنصرين رئيسيين: . الأول يختص بطبائع الأقوام البدوية فالعرب و المغول و التتار و الترك كلها شعوب بدوية ليس لها حضارة مادية سواءآ في مجال العلوم أو البناء و إن كان لها تاريخ, إن القبائل البدوية كانت السبب في إنهاء معظم الدول العظمى ذات الحضارة في ذاك الزمن مثل الإمبراطورية الرومانية التي سقطت على يد القبائل الجرمانية و القوطية و غيرها, والإمبراطورية فارس و البيزنطية والتي سقطت على يد العرب, والدولة العباسيةالتي سقطت على يد المغول....إلخ. وسوف نلاحظ أن كل هذه القبائل عندما تولت السلطة بدلآ عن الدول ذات الحضارة إستطاعت لفترة أن تستخدم العناصر الحضارية في الدول المندثرة في تأسيس حضارة جديدة, فظهرت الحضارة العربية, وظهرت حضارة المغول و ظهرت الحضارة العثمانية, و لكنها لم تلبث هذه كلها أن تقوضت و بسرعة فإندثرت الحضارة العربية و الحضارة المغولية و الحضارة العثمانية وسبب إندثار الحضارات التي أقامتها الشعوب البدوية هو في إستمرار روح القبيلة فيها فإعتمدت على العصبية القبلية لا على الكفاءة مما أدى إلى ضياع كل هذه الحضارات نهائيآ و كأنها لم تكن و كانها لم تظهر على وجه الأرض لأنها لم تأسس لروح المواطنة فيها. وفي نفس الوقت لم يتأثر العرب و المغول و الأتراك بهذه الحضارات التي أقاموها, فعندما أنتهت دولهم عادوا كما كانوا قبل ظهورهم و كل هذا نتيجة عدم القدرة على تخطي العقلية القبلية. لقد قمت ببحث إحصائي تناول أصول العلماء المسلمين, و كان من نتائج هذه الدراسة: ? أن المسيحيين من سكان البلاد الأصليين في بلاد الشام خاصة هم من قاموا بتعريب الكتب القديمة في كل العلوم و كانت مساهتمهم في هذا المجال 100%. ? أن العلماء حتى عصر المأمون كان إما من أصول عربية أو أصول فارسية. ? في بعض العلوم كالرياضيات كان الفرس يشكلون على ما أذكر 60% من مجموع العلماء العاملين. إن الدراسة السابقة قد أوضحت لي سبب النهضة العلمية في العصر العباسي و أفولها بعد عصر المأمون, فكما نعلم أن الدولة العباسية قامت على سواعد فارسية, وقد إزداد النفوذ الفارسي في الدولة نتيجة لذلك, وبما أن الفرس هم أمة ذات حضارة فقد إزدهر إنتاجهم العلمى مع إزدياد نفوذهم السياسي و لكن مع نكبة البرامكة بدأ النفوذ الفارسي يقل لصالح تزايد النفوذ التركي, و الترك مثل العرب ليسوا من الأمم ذات الحضارة, ومن المعروف أن الجهل يؤدي إلى التعصب و التعصب عدو العلم لأن العلم يعتمد على الحرية فتدهور حال العلماء مع مرور الزمن ومن المعروف أنه في عهد النفوذ التركي تم تضييق حرية الإجتهاد إلى أن وصلنا إلى العهد العثماني الذي كان أكثر تشددآ في هذا المجال وظهر الإعتقاد القادري في عهد النفوذ التركي في الدولة العباسية المذكور في موقع الوراق. ومما يؤكد نظريتنا أن الإنجازات العلمية الكبيرة التي ظهرت فى العصر الحالي ظهرت في العراق وفي مصر (فاروق الباز, أحمد زيل....إلخ) وفي بلاد الشام, وأما العراق فبسبب تمازج الدم الفارسي مع الدم العربي و أما في مصر فنتيجة تمازج الدم العربي مع القبطي, أما المغرب العربي في العصر الحالي فلانجد لهم أي أثر علمى لا سابق ولا لاحق لأن الشعوب هناك هي نتاج تمازج قبائل عربية مع قبائل بربرية. إن سبب ذلك يعود للطبيعة السماعية للشعوب البدوية, فهذه الشعوب تعطي للكلمة المسموعة دورآ أكبر بكثير من الكلمة المكتوبة, و أحسب والله أن كتب التراث لم يقرأها أحد في عصرها في تلك الأيام لأن فيها من الكلام و المواضيع ماهو أكثر مما هو موجود في عصرنا الحالي. ولنلاحظ هنا كيف تقدمت إيران بسرعة كبيرة بينما تركيا الأكثر تحالفآ مع الغرب و الأكثر إستقرارآ لم تتقدم في المجال العلمي و الصناعي كما تقدمت إيران بالرغم من كل الضغوط الدولية. . التداخل بين العلم و الفلسفة في تلك العصور من المعروف أنه في الأزمنة القديمةة كانت كل العلوم الطبيعية لها مسمى واحد هو الفلسفة, وحتى الآن فشهادة الدكتوراه في أي على يرمز لها بالإنجليزية Ph. D. أي دكتوراه فلسفة, إذآ كانت الفلسفة هي المدخل لأي علم طبيعي, و بما أن هذا العالم مسلم فلابد أن يدخل في المواضيع الدينية وبعدها يعرج على العلوم الدنيوية, كما يفعل الشعراء فلابد أن يتغزلوا و يبكوا الأطلال قبل أن يلجوا إلى موضوعهم الشعري, هذا التدخل أدى إلى الإصطدام مع الفقهاء التقليديين الأمر الذي تطور مع الوقت إلى تصادم توج في تهافت الفلاسفة, وقد بحثت في مواضيع العلوم بعد تهافت الفلاسفة فلم أجد سوى علم الفلك الذي حماه إرتباطه بالشعائر الدينية أما باقي العلوم فقد تقوضت نتيجة هذا الصدام. إن السببين السابقين برأيي هما وراء أفول الحضارة العربية الإسلامية فما رأيكم ? |