البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات محمد الغضبان الغضبان

تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
أهمية المراوحة بين الخصائص المرئية والمنحى الإيديولوجي في الخط العربي    كن أول من يقيّم

لقد كان لمقال الأخ طارق الكحلاوي أثر كبير في توضيح أراء المدرسة الأنقلوساكسونية التي عرف بها وقدم لها من خلال أهم أمثلتها والمنتمين إليها. كما أن هذا المقال مهم جدا من حيث أن صاحبه لم يتبنّ موقف ورأي طباعة حول تفسير المدلول المرئي (الخط في النقائش) في علاقة بالصراع المذهبي (الايديولوجي)، بل كان حذرا في ذلك قابلا به نظرا لجدّته وحداثته من ناحية، ونظرا لتخصصه من ناحية أخرى. ثم إن الأخ طارق الكحلاوي لم يكتف بذلك، بل قدّم أمثلة وأدلة متفرقة في المكان والزمان التاريخيين (الفترة الإسلامية الوسيطة تحديدا) تجعل من نظرية طباعة محدودة في المكان وربما في الزمان. وهو ما دفعنا للاعتقاد بأن العملية قد تكون انتقائية، وبالتالي قد نكون أمام مجرد توهّم بوجود تفسيرات إيديولوجية وباطنية إن شئنا للأثر المادي (الخط).

وعموما أشكر كل من طباعة والكحلاوي خصوصا لأنه قدم لنا فكرة ناصعة عن مقولات المدرسة الأنقلوساكسونية في تعاطيها مع الفن الإسلامي. ولا ننفي أن الأفكار الجديدة قد انساقت إلى ذهني تباعا بعد قراءة هذا المقال. وليس من الموضوعية في شيء أن نعلق على مثل هذا العمل تعليقا سلبيا ينزع عنه الجدّة والجديّة. بل لا بدّ من محاولة البحث أكثر والاطلاع على جديد المدرسة المذكورة وغيرها وتعميق نظرتنا لمخزوننا الثقافي عموما وربطه بمختلف المعطيات التاريخية والتأريخية الممكنة عسى أن تكون الإضافة ممكنة أيضا يقبلها القارئ في كل مكان من رحم العالم.

محمد الغضبان (باحث تونسي في مجال التراث والآثار الإسلاميين) 

24 - يونيو - 2006
مقال حول الخط العربي
صرح الوراق أمام عبث الخطاب المبتذل    كن أول من يقيّم

أرجو أن أذكّر السادة المتدخلين بوصفي غيورا على هذال الموقع الذي أعتبره صرحا مقدّسا وحرما يجب إحترامه، بأن تدخلاتهم يجب أن ترقى إلى مستوى الموقع لغة وفكرا. فلسنا في حاجة إلى مثل هذا الإبتذال في القول والفكر. وهوأمر ما فتئ يضرّنا كثيرا ويشوه ما تبقى من جسدنا العاري في زمن العولمة هذا. وإني أقول أنا لسنا في حاجة إلى تدخلات البعض التي لا تليق صراحة بمجهودات هذا الفضاء القدسي من الثقافة بمختلف تمفصلاتها واتجاهاتها.

وإني أنبه إلى خطورة التدحرج في مثل هذا الخطاب المفرغ من المعاني النبيلة التي يجب على كل من منا أن يحترمها ويتقيّد بها لنساهم معا في بناء صرحنا المستقبلي وحفظ ماء الوجه لتاريخنا إن شئنا. وليس من الجدير بنا أن تكون عباراتنا متنحطة بهذا الشكل: "تقدر تقول في اماكن تضمن فيها المتعه واماكن!!!". مما يشعرنا بأن اللغة ليست هي اللغة، وأن الفكر غير الفكر. فلا اللغة ولا الفكر فيها يتماشيان مع قداسة الموقع وصفحاته.

 ومن أراد السفر للبرازيل عليه أن يكون متيقنا من ذاته وثقافته، أن يكون منتميا فعلا ويشعر بذلك قطعا. عليه أن يبحث عن الثقافات الأخرى في سفره إلى البرازيل وغيرها، لا عن المتعة وما شابه.

لا بدّ أن نطهّر ذواتنا من عوالق الفكر المستلب والمتدني الذي طغى علينا في مجتمعاتنا العربية. لا بدّ أن نكون مسؤولين عن أقوالنا وعن أفكارنا. فهي بهذا الشكل تسيء إلينا وتشوه أوراقنا المبعثرة والتي نحاول لملمتها عبر الوراق وما شابهه.

أرجو ممن يبحث عن البرازيل أن يرحل إليها بصمت دون أن يورّط صفحات الوراق معه في ذلك.

وأطلب بكل لطف أن نرقى بخطابنا وما يحتويه من أفكار إلى مستوى صفحات الوراق. هذا دون أن أطيل من تعليقي.

26 - يونيو - 2006
حرام عليكم ياعرب
المقدسي وكتابه أحسن التقاسيم في معرفة أحوال الأقاليم    كن أول من يقيّم

لقد كان الاختيار صعبا لتحديد أي الرحلات يمكن أن تكون فاتحة هذا الموضوع. وطالما أن كل أدبيات الرحلات الموجودة تتساوى من حيث أنها نتاج تعب السفر والبحث والمطالعة والسؤال والتقصّي...فإن جانب الموضوعية في نقل الأخبار ووصف الأوضاع والظواهر هو الفاصل هنا. ومن بين أهم الرحلات التي تميزت بموضوعية صاحبها ولو نسبيا هي رحلة المقدّسي التي تجلت في كتاب "أحسن التقاسيم في معرفة أحوال الأقاليم" التي قام بها صاحبها من الشرق إلى الغرب الإسلامي مع اتفاق أغلب الباحثين والمؤرخين على أنه لم يدخل الأندلس. ويبقى أمر وصوله إلى المغرب الأقصى مشكوك فيه أيضا. على أن دخوله افريقية لا يمكن رفضه بل هناك ما يكسبه دعما من خلال نصوص الكتاب المذكور.

وعموما فإني رأيت أن أقدم تعريفا موجزا بالمقدسي، مقدّما أهم اللإشارات التي تؤرّخ لرحلته وتدوينها.

هو شمس الدين أبو عبيد الله محمد بن أحمد ابن أبي بكر البنّاء المقدّسي. جغرافي ورحالة، عاش في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد بمدينة بيت المقدس ومنه جاءت نسبته المقدّسي. ويرجع أصله إلى أسرة عربية. وقد هاجر المقدسي إلى دمشق ، وبها نشأ وتلقى فيها علومه الأولى. وما إن تعدّ العشرين بقليل حتى انتقل إلى العراق طلبا للفقه. وفيها اشتهر قارئا عارفا بالقراءات. ثم قرر المقدّسي ركوب تجربة الرحلة لتأسيس الكتاب الذي أراده والذي تضمن الكثير من الإضافات الكثيرة التي اختلف بها عن غيره ممن سبقوه. وفي نهاية رحلته، وبعد عناء طويل، استطاع المقدسي أن يضع كتابا بالهدف الذي أراده. فكان كتابه أحسن التقاسيم في معرفة أحوال الأقاليم الذي أنهاه عام 375هـ / 985 م. وقد بلغ الأربعين من عمره. وقد أودع في كتابه الخرائط المزينة، والحجج الموثقة، والحكايات المحققة، ما جعله يحتل مكانا مرموقا بين مشاهير الجغرافيين المسلمين. أنظر موقع رواد الاسلام

http://rowad.alislam.com/rowad/?action=Display&view=2&doc=1&root=1&id=125&lang=ar&from=tree

ويقول الزركلي في الأعلام أنه ولد سنة 336/947-948 توفي نحو سنة 380/990. "وتعاطى التجارة، فتجشم أسفاراً هيأت له المعرفة بغوامض أحوال البلاد، ثم انقطع اٍلى تتبع ذلك، فطاف أكثر بلاد الاٍسلام، وصنّف كتابه " أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم " قال المستشرق غلدميستر (Gildmeister): امتاز المقدسي عن سائر علماء البلدان بكثرة ملاحظاته وسعة نظره. وقال سبرنغر(Sprenger): لم يتجول سائح في البلاد كما تجول المقدسي، ولم ينتبه أحد أو يحسن ترتيب ما علم به مثله. أنظر

مكتبة الوراق الافتراضية، http://www.alwaraq.com/index2.htm?i=511&page=1

 

         بالرجوع إلى مقدمة الكتاب نقع على أهم فقرة دالة ومؤرِّخة لتأليف الكتاب. إذ يقول في إطار حديثه عن تأليف الكتاب والغاية منه وما ضمّنه إياه على خلاف ما عمد إليه من سبقه ومن عاصره "واعلم إني مع هذه الوثائق والشروط لم أظهره (المقصود الكتاب) حتى بلغتُ الأربعين، ووطئتُ جميع الأقاليم وخدمت أهل العلم والدين. واتفق وفاء ذلك بمصر فارس في دولة أمير المؤمنين أبي بكر عبد الكريم الطائع لله، وعلى المغرب أبو منصور نزار العزيز بالله أمير المؤمنين سنة 375" (المقدسي، أحسن التقاسيم، المكتبة الافتراضية الوراق، http://www.alwaraq.com/index2.htm?i=0&page=1). فإن كان الرحالة أظهر كتابه سنة 375/985-986 لما بلغ الأربعين هذا يعني أنه ولد سنة 335-336 وبالتالي يمكنه أن يقدم على السفر والترحال بعد تجاوزه العشرين. فيمكن إذا أن يكون قدم إلى افريقية زمن المعز لدين الله المتوفي سنة 365-366/976-977. فقد بدأ الترحال بعد تجاوز العشرين من عمره أي منذ 356/967 على الأقل فيقول المقدسي "ومكثت أنا عشرين سنةً ببيت المقدس أنام في البيت" (أحسن التقاسيم، المكتبة الافتراضية الوراق، http://www.alwaraq.com/index2.htm?i=0&page=118 ). وهي السنة التي بدأ فيها فعلا تجربته. فقد ذكر أنه حج سنة 356 ثم عاد إلى مكة ثانية سنة 367/978. فيذكر قائلا: "وحججت سنة -56 (3)- فرأيت ماء زمزم كريهاً، ثم عدت سنة 67 (3) فوجدته طيباً" (المقدسي، أحسن التقاسيم، المكتبة الافتراضية الوراق، http://www.alwaraq.com/index2.htm?i=0&page=).

والواضح من خلال كامل رحلة المقدسي أن آخر تاريخ يذكره قبل سنة 375 هو 367 التي حج فيها والتي ضرب فيها زلزال مدينة سيراف في اقليم فارس (المقدسي، أحسن التقاسيم، المكتبة الافتراضية الوراق، http://www.alwaraq.com/index2.htm?i=0&page=157). فنجد أنفسنا بإزاء رحلة طويلة مدتها 10 سنوات على الأقل بين 356-367 وقد انحسرت في مدة خلافة المعز لدين الله الفاطمي، وعليه فإن ما عاينه كان في هذه المدة. أما كتابة الرحلة فقد تم في زمن العزيز بالله قبل نهاية سنة 375.

وبما أن المقدسي حج مرة ثانية سنة 367 فإنه أنهى بها رحلته. وعلى ضوء ذلك يكون من المؤكد قد زار افريقية في عهد المعز لدين الله وليس في عهد العزيز.

27 - يونيو - 2006
الرحلة في العالم الإسلامي إلى حدود القرن العشرين