عود على بدء كن أول من يقيّم
تخطت عوالم الغرب تحديات اللغات السامية وذلك بإشراكها في هموم الناس وسلوكياتهم، وأزالت عنها غبار القدم وحسنتها وجملتها احتكاكاتهم ومجالات عيشهم، لكن اللغة العربية أصبحت سجينة الكتب، لا تعرف من واقعنا- بسبب سوء فهم الناس لها-إلا النزر القليل،أبعدنا عنها ضعف نسيج لغتنا، وتجذر العامية في علاقاتنا، فلم نعد نفقه منها شيئا. كان الأوائل رحمهم الله يعتبرون الكاتب الصحفي من أضعف الناس مكانة، وأهجنهم منطقا، ويقولون لطالب العلم " لا تأخذ العلم عن صحفي وخذه من أفواه الرجال". ونظرا لضعف بنية لغتنا، وابتعاد الناس عن دينهم انقلبت المقولة رأسا على عقب، فتجد المربي يوصي فلذة أكباده من المتعلمين قائلا " ما كُتب قَرَّ وما حُفِظَ فَـرَّ ". إني أرجع الأمر بكامله إلى عدم توظيف اللغة في النسيج الثقافي والسياسي والاجتماعي كما حاولت اللغات الأخرى جاهدة فنجحت، كما أرجع الأمر إلى وهدة التخلف الذي تعيشه الأمة الإسلامية، ولا أقصد التخلف المادي بل أعني تخلف الضمائر وفساد ذمم بعض الناس من ذوي القرار. |