منها تركب جميع ما غبر كن أول من يقيّم
رأي الوراق :
نعم أخي أحمد لا أختلف معك، لكن الجديد الذي أقدمه مبني على هذا الطرح، فإذا كتبنا الأرقام حسب عدد الزوايا:
وسنحصل على الشكل التالي:
وهذا بعد أن بقيت التسعة والصفر كما هما، ودورنا الثمانية والستة والخمسة والأربعة والثلاثة والواحد، وقلبنا الرقم إثنان والرقم سبعة.
وبإيصال بعض هذه الأشكال بعضها ببعض، دون تغيير في الترتيب، نحصل على هذا الشكل:
وهذه جملة عربية مكتوبة بالخط الكوفي (ويطلق هذا الإسم على كل الخطوط التي تميل إلى التربيع والهندسة)
وهي: وهدَفي حسابْ، مع أن الصفر هو السكون. وبرجوعنا إلى حساب الجمل نجد أن سبعة من حروف هذه الجملة هي آحاد في الجدول. وهذه ليست مصادفة. وبما أن حساب الجمل كان يستخدم غالبا لتدوين تاريخ الأحداث، فإن مجموع قيم وهدَفي حسابْ هو التاريخ الذي وضعت فيه هذه الأرقام: 6+5+4+80+10+8+60+1+2 هي 176.
176 هجرية تاريخ جد ملائم لوضع هذه الأرقام. وهذه الفترة تتزامن مع كيانين سياسيين متنافسين:
إدريس الأول في المغرب(172 إلى 177)، وهارون الرشيد في المشرق(170 إلى 193). ولا يمكن القول بأن هذه الأرقام مشرقية لأن المغرب احتضنها منذ القديم تجدها في المخطوطات ومنقوشة على الخشب الذي يزين المساجد والمدارس العتيقة، كما أن الخط المغربي كان في العهد الإدريسي كوفيا. وتلك الفترة كانت المخاض لتأسيس أقدم جامعة في العالم. والأرقام الهندية أرقام عباسية بامتياز لأن البعض يحكي بأن الأرقام الغبارية استعمات في مصر في القرن الثالث الهجري وهذا بعد تراجع نفوذ الخلافة العباسية في هذا القطر. واستعملت الأرقام الغبارية أيضا في الأندلس.
وفي هذه المخطوطة تجد الإثنان على شكلها الأصلي. وفي المخطوطات القديمة تسمى الأحرف الغبارية، فللقلصادي كتاب يسمى كشف الستار عن حروف علم الغبار. والغبارية ليست نسبة إلى الغبار كما هو شائع، فقد جاء في منظومة محمد بن أحمد بن غازي (منية الحساب):
بسيط أسماء الجميع إثنا عشر |
|
مـنـها تركب جميع ما iiغبر |
فـتـسـعة منها هي iiالآحاد |
|
وعـاشـرا للعشرات iiزادوا |
والـتال للمئين والثاني iiعشر |
|
ءالافها ومن هنا الطي انتشر |
المراد بالجميع جميع الأعداد وغبر بمعنى بقي (كما جاء في شرحه للمنظومة)
ومن هذه المنظومة يمكن أن نستنتج تفسيرا لسبب تسمية هذه الأرقام بالغبارية.
ورغم أن هذا العالم كان في القرن التاسع الهجري إلا أنهم لا زالوا يؤرخون لأعمالهم بحساب الجمل:
تـم وقد سنح في فكري iiوعن |
|
أن ألـغز التاريخ سبرا iiللفطن |
سـطر إذا عن الأسوس iiجردا |
|
فـمـنتهاه كعب نصف المبتدا |
والـفضل بين حشوه iiوالمنتهى |
|
نـصـف لجذر صدره به iiزها |
والـمنتهى مع فضله ذو iiجذر |
|
وجـذره بـين الحشا والصدر |
وإن تـؤسـسـه يوافق iiعددا |
|
نـفـسي مع قومي لأحمد iiفدا |
صـلـى وسـلـم عليه iiربنا |
|
وآلـه وصـحـبه الحمر iiالقنا |
ما فاق ضوءُ الشمس نورَ القمر |
|
ورنـّحَ الـبـانَ نسيمُ iiالسحر |
وأطـرب الـعيس بحسن النغم |
|
حـاد يـسـوقـها لخير iiحرم | |