البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات المصطفى فرحات

تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
في مفهوم الشعر    كن أول من يقيّم

 1-    سؤال الشعر سؤال أزلي طرح ويطرح وسيطوح.إختلفت سبل مقاربته لكنه ظل عصيا على الإختراق,لاأحد إستطاع أن يسبر جوهره وماهيته ,ربما لأن المقاربات إنطلقت من تصورات أثرية كانت في مبدئها غامضة ومبهمة. دائما يأ تي سؤال الشعر في سياق الوعي بأهمية الشعر وخطورته وضرورة فهم سر حضوره المستمر , وكيفية اشتغاله وتأ ثيره في كل أوجه الحياة, لكن ألإجابات كانت قاصرة على تلبية طموح السؤال فظلت تدور في دائرة مفرغة.
 
2-  في اعتقادي أن الشعر أكبر من أن يوصف أو يحدد, وبعبارة أخرى فهو عصي على التدجين , إنه  موجود في كل الأشياء المحسوسة وغيرالمحسوسة , إنه حاضر في القلب والعقل , في الجمال والقبح , في الحب والكره ,في النبي والدجال...إنه لا يتعين في ألفاض وجنل, هو الحاضر الغائب في كل الأشياء,ونحن عاجزون على إدراك جوهر الشعر إلا إذا فهمنا وأدركنا سر الوجود عامة والأنسان خاصة باعتباره صانع وجوده من خلال ثقافته . وبناء على هذا ننتهي إلى القول أن الشعر هو من أبدع الإنسان , وليس الإنسان من أبدع الشعر. الشعر إذا سابق على الإنسان , هو من يدل عليه. هكذا يصبح القول الشعري محاولة للعودة إلى ما قبل الإنسان , عندما كان الإنسان مجرد كلمة . ,, في البدء كانت الكلمة ,,.
 
3- إن للشعر حضور داخل وخارج الطبيعة الحية والجامدة ,فهو متحقق الوجود في الزهرة والإنسان والطائر والبحيرة والقمر والصخرة...إنه ممتد في كل الموجودات , وسيبقى الشعر ذاك الجلي الغامض في الحياة . سيبقى ما بقيت الكلمة والنغمة والرائحة . وسيكون غيابه من وجودنا عودة الى لحضة ما قبل الكلمة والنغمة والرائحة.
 
4- الشعر هو من خلق ويخلق الإنسان , هو من سيدفعه باستمرار الى استشراف آفاق جديدة , هو من يشكل وعي الإنسان,ويدفعه دوما الى إبداع رؤى جديدة وأحلام مبتكرة , هو من يزرع في الإنسان القابلية ليوائم بين ظروفه الخارجية ومكوناته الجوانية.
 
5- وحول سؤال الشعر يتجادل النقاد ويتخاصم المبدعون ,فمنهم من يرى الشعر إيقاعات واستعارات وتشابيه وتضادات وصور...ومنهم من يراه معاني وألفاظ ...ألفت الكتب, ونصبت المنابر , وأقيمت الندوات ,واشتد المعارك ومتى انقشع الغبار ،أدركنا أن المعركة ,,دونكيشوتية,, وكل ما جرى وما قيل حول الشعر هو ضرب من الوهم ,وسيبقى كذالك. إنها محاولات يائسة من الناقد والمبدع ليخلق ألفة بينه وبين ما يكتبه أو ينظمه أو ينشده ويسميه أسماء مختلفة , شعر عمودي ,شعر تفعلة ,قصيدة النثر, القصيدة الشذرة ...ولو قلت أن كل هذا ليس بشعر لاتهمت بالسفسطة أ, بالهذيان , ولكن سأ قول باختصار أن هذه الأشكال اللغوية هي بعض تجلياته وتمظهراته . ومع تقدم الأنسان في التاريخ ستظهر تجليات أخرى وسيكتشف أشكالا جديدة .وسيضل الشعر لغزا محيرا.
 
5- إذا ما هو المسلك الذي سنسلكه لمقاربة هذا الغز. الجواب  في غاية البساطة , إنه يتلخص قي مسلك عادي لكنه محفوف بالمخاطر ,إنه مسلك الاعقلانية حيث كل شيء يبدو في غير مكانه وفي لا شكله . فلننظر حولنا  وفي دواخلنا في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا , فالشعر موجود حيث نوجد ولا نوجد .بالكلمة وبغير الكلمة ,يرسل إلينا إشارات غامضة في عالم غامض ومدهش ولا نحتاج إلى كثير من الكلام لنفهمه , ولكن نحتاج إلى كثير من الصمت. 

1 - أغسطس - 2006
حوار الشعر والفلسفة...أو الحكمة الموزونة
درويش شاعر قضية    كن أول من يقيّم

عندما تم إعلان وفاة درويش، تبادل الشعراء المغاربةالتعازي فيما بينهم وكأنه واحد منهم، وبالفعل فقد أحب درويش المغرب، وزاره مرارا، واحتفي به في أكثر من مدينة حيا وميتا، ةقبل أن تحتفي به الرباط، وتسلم أخاه جائزة أركان للشعر، فقد احتفلت به مدينة بني ملال، وقد تلقيت دعوة من مندوب وزارة الثقافية وأنا في بلدتي "ابزو" المعزولة بين جبال الأطلس، ولبيت الدعوة رغم طول المسافة، وصعوبة الطريق لأني لا حب أن تفوتني مثل هذه الفرصة، وتم تكريمه بحضور السفير الفلسطيني بالمغرب، وأسماء ثقافية محلية ووطنية، وذالك يوم 20 سبتمبر 2008م الموافق ليوم السبت 20 رمضان 1429، وقد توالت الشهادات في حق محمود درويش، وكلها تشيد بما يتمتع به هذا الشاعر الذي أحب أمته وقضيته، كما أحبته أمته من الخليج إلى المحيط. رحم الله محمود درويش، والبقاء لله وحده.

12 - ديسمبر - 2008
عزاء لكل الشعراء
أنا لا أمين بالسحر    كن أول من يقيّم

فعلا ظاهرة السحر هي من المظاهر المثيرة للجدل في وثقافتنا العربية الإسلامية، وفي ثقافة الأمم الأخرى، وهذا الإيمان موغل في السقافة الإنسانية، وقد أكد البث الأريكيولوجي أن جميع الشعوب مارسته كل بحسب مستوى الوعي الذي وصلت إلية، دلت على ذالك ما وجدوه في حفرياتهم من أدوات استعملوها في طقوسهم، هذه الطقوس التي قد تصل إلى التضحية بالشر من أجل التخلص من السحر، وهناك تفسيرات كثيرة تحاول أن تلقي الضوؤء على هذه الممارسة منها، تبحث لها عن أسباب:
* عامل معرفي: فالشعوب التي يغيب فيها الفكر المبني على العقل والتحليل القائم على المنطقي (ربط النتائج بالأسباب الموضوعية) يفتح الباب على مصراعيه لتفسير ظواهر العالم على أساس من الخرافة والأسطورة.
* عامل نفسي: عدم القدرة على إيجاد التوازن النفسي داخل المحيط السوسيوـ ثقافي تالذي ينتمي إليه الشخص، وعدم القدرة على التكيف يؤدي إلى ولادة استيهمات لدى الفرد، ولأنه لا يجد من يساعده على التغلب على أزمته، ولأنها لا يستطيع أن يحمل ذاته جريرته، فهو يتهم الآخرين بأنه هم السبب في ما أصابه خصوصا عند الفئات غير المتعلمة، أو التي تعليمها محدود.
* عامل اقتصادي: فالأفراد الفقراء الذين لا يستطيعون الذهاب إلى أخصاءيين لمعاينة ومعرفة أسباب مرضهم لأسباب مادية غالبا ما يلتجؤون إلى السحر في محاولة للتغلب على مشاكلهم، ولأن الأمر لا يكون بالبساطة التي يتصورون، فإن يعتبرون ما حل بهم هو من فعل الجار أو العدو الذي سلط عليهم السحر.
وعلى أي فلو كان السحر يفعل ما يفعله، كما تحدثنا بعض الحكايات،أو كما يخبرنا بذالك من يعتقدون أنهم تعرضوا للسحر، لما وجدنا شخصا سليما معافى يمشي على هذه الأرض، فيكفي أن أسلط عليك الجن الأسود، أو الأحمر..لكي أنتقم منك شر انتقام، أما ما ورد في القرآن الكريم من حديث عن السحر، والجن فعلينا أن لا نأخذه على أساس ظاهر اللفظ.

14 - ديسمبر - 2008
السحر بين الحقيقة والخيال
لماذا نخاف الغرب    كن أول من يقيّم

أثارني النقاش الذي يدور حول الإستغراب، أو الإستشراق،  ولاحظت أن بعض الإخوة المفكرين يخشون الغرب، ويحاولون أن يستنجدوا بهذا المفكر أو ذاك من القديم والحديث وكأن الأمر يحتاج إلى كل هؤلاء الأساطين لينقذوننا من الغرب الذي يهاجمنا، ويحاول أن يطعن في هويتنا..وعلينا أن نحذره، فهو المتربص بثقافتنا، وثراثنا، وما إلى ذالك..ما العلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "اطلب العلم ولو في الصين" دون أن يكون لديه حرج في أن يتعلم أبناء ملته علوم وثقافة الغير، ويبدو لي أن إشكاليتنا لها جذور نفسية عميقة تتمثل من هروبنا من مواجهة الأمر الواقع وهم أننا متخلفون ، وعلينا أن نتعلم من الآخرين كما تعلم أجدادنا، فقد كان المشرفون على بيت الحكمة في عهد المأمون من غير العرب، ولم يقل أحد حينئذ أنهم يسممون ثقافتنا العربية الإسلامية، بل ترجموا علوما عقلية ساهمت في ازدهار الحركة العلمية العربية الإسلامية، تماما كما فعل نابليون عندما دخل مصر مع الفارق بطبيعة الحال، فقد كانت الأمة الإسلامية سياسيا وعسكريا في العصور القديمة قوية، وكان الإسلام في أوجه، والأمة العربية في قمة عزها. وأعتقد أن المشكلة ليست لدى المفكر العربي، أو الإنسان العربي البسيط، فالمفكر يملك من الوسائل الدفاعية ما يكفيه ليبقى محافضا على خصوصيته، والإنسان العادي لا يزال يحافض على عاداته ، وتقاليد، ولم يستطع الغرب أن يمحوها من ذاكرته، أو من سلوكاته. المشكلة إذا عند السياسي، هو الذي يخاف من أن يتأصل الفكر الحر في المجتمع العربي، الفكر الذي ينادي بالتعددية، والإيمان بالإختلاف، وحق الأم العربية عندما تنجب أن تحلم بطفلها في يوم ما رئيسا في الدولة التي تعيش فيها، بناء على هذا فلا يجب أن ننظر إلى الغرب من زاوية السلبيات فحسب، بل علينا أن نثمن إيجابياته، ونأخذ عنه كل ما يخدم مصالحنا، وينمي مدارك أبنائنا ليساهموا بدورهم في بناء الحضارة الإنسانية..وأنا متيقن بأن عقيدتنا محمية بما فيه الكفاية لتدافع عن نفسها، بل لتقنع الآخر برسالتها النبيلة، وهي الرسالة المبنية على التسامح، والحوار الهادء الذي يتوخى الإقناع بما هو أحسن. ولعل المعضلة التي يواجهها الإنسان العربي المسلم هي سيطرة الفكر العقلاني/ (التكنولويا) على مساحة واسعة من حياتنا اليومية، هذه السيطرة تخيف العديد من الناس الذين ارتاحوا ومنذ سنين إلى التفسيرات الخرافية، والأسطورية لظواهر الكون والطبيعة، أصبح الفكر الديكارتي ( نسبة إلى الفيلسوف الفرنسي ديكارت ) يزعج نومتهم، ويقلق سكونهم، ويفقدهم البوصلة التي يستهدون بها، مما يحتم عليهم مراجعة الكثير من المعتقدات التي تعلموها في طفولتهم من آباء لم تسعفهم ظروفهم للتعلم، أو معلمين لم يتواصلوا بما فيه الكفاية مع الفكر الإنساني والكوني. أو لأنهم تكونوا في مراكز ذات توجه خاص حتمت عليهم أن يتشكلوا وفق التوجهات التي أراتها هذه المراكز، وبالتالي انخرطوا في أيديولوجيتها، وتوجهاتها العامة. وقد واجه فقهاؤنا ومبشرينا نفس المعضلة في القرون الأولى للفتوحات الإسلامية، وكان السؤال هو: كيف نقنع الأخر الذي لا يتكلم اللغة العربية، ولا يفهمها بإعجاز القرآن الذي تجلى في فصاحته، وعجز العرب على أن يحاكوا ألفاظه، ومعانيه، وأساليبه، وأعتقد أن من قام بهذه المهمة التاريخية هم المفكرون الذين استعملوا العقل في الجدال، والحوار، والمناضرات... هؤلاء، كالمعتزلة مثلا، هم من أقنع العديد من الأمم التي دخلت الإسلام بصدق النبوة، وجلال الرسالة السماوية، مثل هؤلاء هم الذين يحتاجهم شبابنا في الجامعات، والمعاهد، وغيرها من المؤسسات، فمن الصعب اليوم أن تقنع الشباب الذي يتعاملون مع أحدث وسائل الإتصال، ويشاهدون آلاف القنوات، أن العالم تسكنه الأشباح التي كانت تسكن "ودي عبقر" وغيرها من وديان الأراضي العربية الإسلامية. سلاحنا المهم في مواجهة الأخر هو أن نتعلم أصول الفكر الحر، وأن نعلمه لأجيالنا.

17 - ديسمبر - 2008
حول الاستغراب ...