| في مفهوم الشعر كن أول من يقيّم
1- سؤال الشعر سؤال أزلي طرح ويطرح وسيطوح.إختلفت سبل مقاربته لكنه ظل عصيا على الإختراق,لاأحد إستطاع أن يسبر جوهره وماهيته ,ربما لأن المقاربات إنطلقت من تصورات أثرية كانت في مبدئها غامضة ومبهمة. دائما يأ تي سؤال الشعر في سياق الوعي بأهمية الشعر وخطورته وضرورة فهم سر حضوره المستمر , وكيفية اشتغاله وتأ ثيره في كل أوجه الحياة, لكن ألإجابات كانت قاصرة على تلبية طموح السؤال فظلت تدور في دائرة مفرغة. 2- في اعتقادي أن الشعر أكبر من أن يوصف أو يحدد, وبعبارة أخرى فهو عصي على التدجين , إنه موجود في كل الأشياء المحسوسة وغيرالمحسوسة , إنه حاضر في القلب والعقل , في الجمال والقبح , في الحب والكره ,في النبي والدجال...إنه لا يتعين في ألفاض وجنل, هو الحاضر الغائب في كل الأشياء,ونحن عاجزون على إدراك جوهر الشعر إلا إذا فهمنا وأدركنا سر الوجود عامة والأنسان خاصة باعتباره صانع وجوده من خلال ثقافته . وبناء على هذا ننتهي إلى القول أن الشعر هو من أبدع الإنسان , وليس الإنسان من أبدع الشعر. الشعر إذا سابق على الإنسان , هو من يدل عليه. هكذا يصبح القول الشعري محاولة للعودة إلى ما قبل الإنسان , عندما كان الإنسان مجرد كلمة . ,, في البدء كانت الكلمة ,,. 3- إن للشعر حضور داخل وخارج الطبيعة الحية والجامدة ,فهو متحقق الوجود في الزهرة والإنسان والطائر والبحيرة والقمر والصخرة...إنه ممتد في كل الموجودات , وسيبقى الشعر ذاك الجلي الغامض في الحياة . سيبقى ما بقيت الكلمة والنغمة والرائحة . وسيكون غيابه من وجودنا عودة الى لحضة ما قبل الكلمة والنغمة والرائحة. 4- الشعر هو من خلق ويخلق الإنسان , هو من سيدفعه باستمرار الى استشراف آفاق جديدة , هو من يشكل وعي الإنسان,ويدفعه دوما الى إبداع رؤى جديدة وأحلام مبتكرة , هو من يزرع في الإنسان القابلية ليوائم بين ظروفه الخارجية ومكوناته الجوانية. 5- وحول سؤال الشعر يتجادل النقاد ويتخاصم المبدعون ,فمنهم من يرى الشعر إيقاعات واستعارات وتشابيه وتضادات وصور...ومنهم من يراه معاني وألفاظ ...ألفت الكتب, ونصبت المنابر , وأقيمت الندوات ,واشتد المعارك ومتى انقشع الغبار ،أدركنا أن المعركة ,,دونكيشوتية,, وكل ما جرى وما قيل حول الشعر هو ضرب من الوهم ,وسيبقى كذالك. إنها محاولات يائسة من الناقد والمبدع ليخلق ألفة بينه وبين ما يكتبه أو ينظمه أو ينشده ويسميه أسماء مختلفة , شعر عمودي ,شعر تفعلة ,قصيدة النثر, القصيدة الشذرة ...ولو قلت أن كل هذا ليس بشعر لاتهمت بالسفسطة أ, بالهذيان , ولكن سأ قول باختصار أن هذه الأشكال اللغوية هي بعض تجلياته وتمظهراته . ومع تقدم الأنسان في التاريخ ستظهر تجليات أخرى وسيكتشف أشكالا جديدة .وسيضل الشعر لغزا محيرا. 5- إذا ما هو المسلك الذي سنسلكه لمقاربة هذا الغز. الجواب في غاية البساطة , إنه يتلخص قي مسلك عادي لكنه محفوف بالمخاطر ,إنه مسلك الاعقلانية حيث كل شيء يبدو في غير مكانه وفي لا شكله . فلننظر حولنا وفي دواخلنا في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا , فالشعر موجود حيث نوجد ولا نوجد .بالكلمة وبغير الكلمة ,يرسل إلينا إشارات غامضة في عالم غامض ومدهش ولا نحتاج إلى كثير من الكلام لنفهمه , ولكن نحتاج إلى كثير من الصمت. | 1 - أغسطس - 2006 | حوار الشعر والفلسفة...أو الحكمة الموزونة |
| أنا لا أمين بالسحر كن أول من يقيّم
فعلا ظاهرة السحر هي من المظاهر المثيرة للجدل في وثقافتنا العربية الإسلامية، وفي ثقافة الأمم الأخرى، وهذا الإيمان موغل في السقافة الإنسانية، وقد أكد البث الأريكيولوجي أن جميع الشعوب مارسته كل بحسب مستوى الوعي الذي وصلت إلية، دلت على ذالك ما وجدوه في حفرياتهم من أدوات استعملوها في طقوسهم، هذه الطقوس التي قد تصل إلى التضحية بالشر من أجل التخلص من السحر، وهناك تفسيرات كثيرة تحاول أن تلقي الضوؤء على هذه الممارسة منها، تبحث لها عن أسباب: * عامل معرفي: فالشعوب التي يغيب فيها الفكر المبني على العقل والتحليل القائم على المنطقي (ربط النتائج بالأسباب الموضوعية) يفتح الباب على مصراعيه لتفسير ظواهر العالم على أساس من الخرافة والأسطورة. * عامل نفسي: عدم القدرة على إيجاد التوازن النفسي داخل المحيط السوسيوـ ثقافي تالذي ينتمي إليه الشخص، وعدم القدرة على التكيف يؤدي إلى ولادة استيهمات لدى الفرد، ولأنه لا يجد من يساعده على التغلب على أزمته، ولأنها لا يستطيع أن يحمل ذاته جريرته، فهو يتهم الآخرين بأنه هم السبب في ما أصابه خصوصا عند الفئات غير المتعلمة، أو التي تعليمها محدود. * عامل اقتصادي: فالأفراد الفقراء الذين لا يستطيعون الذهاب إلى أخصاءيين لمعاينة ومعرفة أسباب مرضهم لأسباب مادية غالبا ما يلتجؤون إلى السحر في محاولة للتغلب على مشاكلهم، ولأن الأمر لا يكون بالبساطة التي يتصورون، فإن يعتبرون ما حل بهم هو من فعل الجار أو العدو الذي سلط عليهم السحر. وعلى أي فلو كان السحر يفعل ما يفعله، كما تحدثنا بعض الحكايات،أو كما يخبرنا بذالك من يعتقدون أنهم تعرضوا للسحر، لما وجدنا شخصا سليما معافى يمشي على هذه الأرض، فيكفي أن أسلط عليك الجن الأسود، أو الأحمر..لكي أنتقم منك شر انتقام، أما ما ورد في القرآن الكريم من حديث عن السحر، والجن فعلينا أن لا نأخذه على أساس ظاهر اللفظ. | 14 - ديسمبر - 2008 | السحر بين الحقيقة والخيال |