إستمروا في المقاطعة كن أول من يقيّم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قال الأخ منتصر قولا أفاض فيه ، لكنه قفز على بديهيات أحسبها من الثوابت التي لا ينبغي أن نبخسها حقها ، إذ أنه إستهان بغضبة المسلمين بل وكاد أن يستنكر أن توجه إلى الدانمارك حيث أنها حسب قوله لا تتحمل وزر الصحيفة ، أو وزر الرسام لوحده ، وهذا فيه جانب كبير من الخطأ ، ولا أريد أن أزيد على الخطأ وصفا آخر .
إن الحكومة الدانماركية تتحمل نصيبا وافرا من الحملة الممنهجة والمنظمة والمتعمدة والمخططة ذلك أن هذه الحكومة لها قوانينها التي تجرم الخروج عن نطاق حرية التعبير خاصة عندما يتعلق الأمر بسب أمة بكاملها ، وعندما ترفض هذه الحكومة توجيه ولو عتاب بسيط للمسيئ ، فإنها تعتبر شريكا له في الإثم ولا يلام أحد حينما يظهر غضبة نحوها بمقاطعة بضائعها التي كان الناس يقبلون عليها دون تحريض من أحد ودون السؤال : هل الدانمارك يحبنا ويحب رسولنا ?
إن من الأهمية بمكان أن أذكر في هذا المقام أن المسلمين في الدانمارك وفي النرويج حاولوا بجهد جهيد أن يطوقوا هذه "الازمة" منذ أن كانت في مهدها ، لكن المسؤولون هناك صموا آذانهم ، ثم اجتمع وفد من السفراء المسلمين وقدموا طلبا لمقابلة رئيس الوزراء الدانماركي ، فكانت النتيجة أن أعرض عنهم مع أنهم سفراء يمثلون دولا تملك رصيدا وثراتا رفيعين في الدبلوماسية ، والآن وبعد أن بدأت بوادر المقاطعة الإقتصادية تظهر في الأفق ، وشكاوي المؤسسات التجارية الدانماركية التي تتخذ من العالم الإسلامي سوقا رائجة ، تتقاطر على مكتب السيد الوزير ، هاهو الآن يستنجد بالإتحاد الأوروبي أن يهب للتضامن معه وصار لا يرى مخرجا من ورطته إلا في الحوار ، مع أن المسلمين كانوا أول من طلب منه ذلك الحوار.
لقد أورد الأخ الكريم ما حدث للممثل مارلو براندو حين عبر عن رأيه في جواب عابر عن اليهود ثم تراجع وطلب الصفح ، لكن الأخ لا يعرف أن مارلو براندو لم يتراجع إلا بعد أن قاطعه اللوبي الصهيوني في هوليوود ، ورفض التعامل معه ومع كل ما يمت بصلة إلى مصالحه ، مع أن الرجل لم يذكر إلا ما يعتقده ويؤمن به ، دون مساس بالعقيدة أو سب لمقدس .
إن سلاح المقاطعة سلاح فعال ولا يكلفنا شيئا على الإطلاق ، والحمد لله أن الأسواق متنوعة والعارضين أكثر من أن يحصون ، فهاهي أسواق الأسيويين وبضائعهم تملأ كل دول العالم فهل من متسوق ?
لقد سمع العالم غضبة المسلمين بما فيه الكفاية ، وآن له اليوم أن يرى نتائج المقاطعة حتى تكون موعظة لمن تسول له نفسه مستقبلا أن يسلك مسلك الدانمارك ومن لف لفها ، وصلى الله وبارك على سيدنا ومعلمنا وحبيبنا محمد رسول الله . |