| تعليقات | تاريخ النشر | مواضيع | | شعر التفعيلة محصلة للتطور الموضوعي للشعر العمودي العربي كن أول من يقيّم
إن المتتبع لمسيرة الشعر العمودي عبر عصور الأدب العربي المختلفة يلحظ أن مساره العام , و إن ساير التحولات الحضارية الكبرى التي مرت بها المجتمعات العربية , قد اقترن , و إلى حد بعيد بالمنطق الداخلي للشعر العربي نفسه . لقد أكد العديد من الباحثين أن الأنماط الفنية عندما تستغرق ديمومتها فترات تاريخية ممتدة تميل عادة إلى تطور وفق مقتضيات البنية الداخلية , فتزداد تعقيدا . لذلك فإننا الأمر نفسه على مسار القصيدة العمودية العمودية , إذ نكاد نقول إن تطورها جرى بالاتجاه نفسه فتزايد قالبها و شكلُها الفني تعقيدا حتى انتهى بها الأمر إلىالموشح , و إلى مذهب البديع المعروف عند أبي تمام و من جاء بعده .
غير أن التحولات الكبرى للمجتمعات العربية في القرن العشر , و ما تبعها من نقلات كبرى في الحياة العربية استدعى فضاءً شعريا أرحب يساعد الشاعر على التناول الأعمق لقضايا المجتمع و الإنسان , فطرحت مسألة تحرر من القافية الموحدة , ثم حاول بعض الرواد التجديد من منطلقات االشعر الأوروبية , إلا أنهم أخفقوا , ثم فجاء جيل بدر شاكر السياب و نازك الملائكة , و هو جيل و إن تمثل ثقافة الغرب , كان على علم و وعي بالموروث الثقافي العربي . لذلك استطاع هذا الجيل أن يجدد في قالب الشعر و شكله الفني فانتقل معهم الشعر العربي من قصيدة البحر القائمة على مبدأ التكرار للتفعيلة أو التفعلتين إلى قصيدة جديدة تتعتمد على التفعلية أو التفعلتين دونما تقيد بالعدد أو نظام التكرار . هذه النقلة أكد البعض أصالتها في قوانين الشعر العربي نفسه , و اعتبروا أن مقدماتها إنما هي في المجزوء أو المشطور أو المنهوك . عناصرها تكمن في التدوير .. | 4 - مارس - 2006 | أين هو التجديد في الشعر الحر والحديث ? | | الشعر الحر و سراديب الصراع الأيولوجي المتخفي كن أول من يقيّم
أيها الزائر الكريم تحية عطرة , و بعد ... لا أعتقد أن غاية التي أسعى إليها , شخصيا على الأقل , أن أتوافق في الرأي مع زوار الموقع , و إنما الغاية التواصل و الحوار . أريد أن أطرح وجهة نظري العلمية في المسألة من المسائل الجديدة القديمة من مسائل الساحة الثقافية العربية الراكدة . أقصد أن مسألة شعر الحر , و إن كانت ذات طبيعة إشكالية , هي , كذلك , ذات وجهين : أولهما : ثقافي علمي , و ثانيهما : عقائدي أيديولوجي . صحيح أن تعاطي معها قد يؤدي إلى الإلتباس و الخلط . لذلك علينا أن نبدأ أولا بالضرورة الفصل بين الوجهين : العلمي و الأيديولوجي . لك الحق أن ترى ما تشاء .. غير أنه من الضروري تجاوز كل طرح فيه قدح بأية شخصية إبداعية كانت . الرواد هم الرواد لهم فضل الريادة في الشعر العربي . قد يكون شعر التفعيلة مخالفا لأذواق بعض النخب الإجتماعية , غير أنه بات جزءً من الخريطة الإبداعية الراهنة . لقد ظهر الشعر الحر في ساحة شعرية شائكة ? و استطاع أن يفرض وجوده . و لعل من المفارقة العجيبة أن يلقى هذا اللون اجافا من جيل الثلاثينات الذي حمل راية التجديد , ثم تخلى عنها عندما خابت أمانيه في الغرب إثر قيام الحرب العالمية الثانية . و يكفي أن أذكر الأخوة بموقف عباس العقائد من شعر صلاح عبد الصبور . أريد أن أقول لماذا هذه الشراسة في رفض الشعر الحر ? . إنه مجرد شعر , و ليس أكثر من ذلك ? . لماذا كل ذلك الحرص على القصيدة العمودية ? أ ليس ذلك تكريسا للثقافة الأحادية و الأيديولوجية الشمولية ? التعدد طبيعة بشرية تتجلى في كل ممارسة أو نتاج بشري . إن القبول بالمغاير و المخالف هو مدخل الفعلي للحرية و التعددية و الإبداع . كان المقال الأول علمي .. غير أن الرد على زائر قد دفعني إلى نوع من مساجلته أيديوجيا .. عفوا إعرف بأنه من حق كل زائر أن يعبر وجهة نظره , لكن مع وجوب احترام مبدعينا مجددين أو محافظين , فلولاهم ما كان موقع الوراق , و لا مجالسه الممتعة .
مع فائق الاحترام و التقدير لك أيها الزائر كريم . | 8 - مارس - 2006 | أين هو التجديد في الشعر الحر والحديث ? |
|