البحث عن منهـاج كن أول من يقيّم
عندما يقع التساؤل الباحث عن منهاج يراد به بناء الأمـة و مرتكزاً على المخلفـات
الموروثة , في هذا الزمن المنحط والمحبط , بعد أن استحل الكفار والمنافقين والمجرمين
ديارنا , ويظهر قبس نور صغير في دمس هذا الليل بسؤاله هذا .
نقول بتفاؤل : إن أمتنا بخير .
هذا , وإن منهج دراسة التاريخ -كما نراها- تنبني على إتجاهين لاثالث لهمـا.
- تُمنهَج دراسة التاريخ الإسلامي لأجل غـاية .
- أو تُمنهَج دراسة التاريخ الإسلامي لأجل التاريخ الإسلامي .
وبإقتضاب, إذا ما درس التاريخ لأجل غاية أو مصلحة داخل تناقضات الحـاضر,
ليخدم أهداف سياسية مرحلية ,كما تظهرفي نهج دراسات بعض المستشرقين الغربيين
للتاريخ الإسلامي ,لأجل تسهيل الإمتداد الغربي على البلاد الإسلامية . أو كما نراها
في المؤلفات التاريخية الإسلامية التي تخدم مذهباً معيناً على حساب المذاهب الأخرى ,
فيفقد التاريخ بعض مصداقيته , وذلك بتداخل التأويل مع الأحداث والأفكار , فتظهر
وتخفي ما تريـد تمشياً مع الرغبات والتمنيات .
أما إذا كان منهج دراسة التاريخ الإسلامي لأجل التاريخ نفسه , تدخل هاته الدراسة
في التاريخانية ونقد التاريخ لنفسه ,بمعنى نقد التاريخ وتناقضاته لأظهار المخفي
والمسكوت عنه في الإرتباطات والعلائق التاريخية , فتتجلى الحقائق بدقة مدهشة ,
توحد بين التناقضات الحـاصلة عبرالمراحل وبين المفاهيم, وترتبط بنية الحراك
التاريخي كوحدة غير منفصمة يتوحد فيهاالماضي والحاضر والتطلعات المستقبلية .
نوصي بهذا الإتجاه لطلابنا وباحثينا في التاريخ الإسلامي لأنه يبحث عن
الحقيقة , ويربي الإنسان على التساؤل والنقد الذاتي والصدق مع الرؤيا السليمة
للتاريخ والطبيعة والأشياء .
ودمتم إخواني في حفظ الله والسلام عليكم . |