ليس الجميع محظوظين مثلك فالهوايات المفيدة تتطلب الإمكانيات المادية والمعنوية

 السلام عليكم ورحمة الله 

الذكاء له أوجه عديدة، إذ لا يعني أن الانسان الذكي في مجال معين أنه ذكي في كل المجالات.

يولد الانسان كصفحة بيضاء . أي أن جميع البشر يولدون بنفس المؤهلات العقلية والعضوية. لكن العنصر الأهم هو المحيط الخارجي لهذا الكائن . إذ يعمل هذا الأخير على تنمية قدرات هذا المخلوق المتميز عن الحيوان ... على سقل وتطوير قدراته وجعله يفكر بطريقة سليمة ... وبالتالي اتخاذ قرارات صائبة ، كما يساعده فهمه الصائب لمحيطه الخارجي على امتلاك خبرة كبيرة في فترة قصيرة ... وبالتالي يوصف هذا الإنسان أو ذاك بالذكاء.

لكن هذا الانسان الذي يوصف بالذكاء عندما نختبره في مجال آخر لا علاقة له بتخصصه فإن هذا الانسان سيبدو لنا غبيا لأنه ليس لديه ادنى خبرة في التعامل مع مثل هذه المعطيات الجديدة. كما ان الانسان الذي نصفه بالغباء عندما نختبره في مجال آخر ... قد نجده ذكي لأنه يهتم به ويستثمر كل قدراته العقلية في هذا المجال دون غيره.

العقل أعدل الأشياء قسمة بين الناس. لكن الضروف المحيطة بالشخص هي المسؤلة عن بروز هذا الذكاء والنبوغ  أعدم ظهوره. إذ يلعب العامل الاجتماعي والنفسي دورا مهما في تكوين شخصية الطفل... فمرحلة الطفولة هي أهم مرحلة في حياة الانسان...  هذا والله أعلم

لم تكن الغاية من طرح السؤال  "أين التجديد في الشعر الحر والحديث" الإساءة لشعراء هذا النمط الشعري بصفة عامة، بقدر ما سعيت إلى أن تجيبوني عن هذا السؤال لكنني فوجئت بردود غايتها الأساسية الدفاع عن الشعر الحر والحديث وإعادة تقديم الولاء والبيعة مجددا لهذا النمط الشعري بمبرر أن هناك شعراء قدموا شعرا ممتعا يعبر عن هموم الإنسان وتطلعاته وأحاسيسه ... لكنني ابتغيت من طرح السؤال وبكل بساطة الإجابة عليه أي الكشف عن جوانب التجديد في هذا النمط الشعري .و  أأكد على رأيي بأن هذا الشعر - مع احترامي لشعراء هذا النمط الذين كانوا مجبرين على النظم في سياقه ? ليس فيه تجديد بما تستدعي لفظ التجديد من معاني فالظاهرة بكل بساطة مجرد ترجمة للنموذج الشعري الغربي ومحاولة النظم على منواله والادعاء بأن هذا تجديد. فأين تراثنا الشعري العربي الذهبي لماذا نحن دائما نعتبر أن كل شيء يأتي من التراث فهو غير صالح. وبالتالي نقلد الغرب... هذا خطئ كبير في رأيي وأرجوا من الإخوان أن يحترموا رأيي كما أحترم آرائهم . أنا لا أرى في الشعر الحديث غير هدم لتقاليد القصيد العربي .

فأين التجديد يا ترى?

أظن أن وصفي الشعر الحديث بحمارة  الشعراء أكثر ما أثار غيض الغيورين على الشعر الحر لكن هذا الرأي ليس رأيي فقط ولست أول من أطلق على الشعر الحر هذا اللقب فقد سبقني إلى ذلك الناقد المغربي الكبير" نجيب العوفي" وهو محق كما أظن فسهولة الظاهرة  أتاحت للمتطفلين ادعاء الشاعرية و الإبداع .

فالمفروض ليس هبوط الشاعر لمستوى الإنسان العادي حتى يحقق الشاعر جمهورا أعرض و تواصلا أكبر .بل كان من الضروري أن يرفع الإنسان العادي من مستواه ، وكان على المثقف محاربة الجهل بدل تكريسه ? فإلى أي حد استفاد الشاعر من هذا النـزول. أما يعد هذا الهبوط والتنازل يساوي بين الشاعر الحقيقي و الشعرور . إلى متى سنظل في تبعية للغرب ثقافيا وعلميا وسياسيا واقتصاديا... أما كان علينا أن نضيف على ماقدم من لذن النقاد والشعراء العرب القدامى

هل السبيل الوحيد للتقدم هو محاكاة الغرب خصوصا في هذا المجال .

أما من مجيب "أين التجديد في الشعر الحديث والشعر الحر"