اللغة العربية و قواعدها.. ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
*دلالة الخطأ في البيداغوجيا الحديثة:
-تعتبر البيداغوجيا الحديثة الخطأ شاهدا على الاكتساب غير المكتمل للغة ، سواء تعلق الأمر
باللغةالأم أو اللغة الأجنبية ،وهي ظاهرة طبيعية يصعب التخلص منها مهما حاول المربي
محاربتها وعلاجها ، وهي أكبر دليل على أن المتعلم يفكر من خلال قواعد اللغة والا كان
مجرد انسان حافظ و مكرر لكلام مسموع أو مكتوب. وتكمن أهمية دراسة الأخطاء في
كونها مؤشرات مفيدة جدا للعمل البيداغوجي سواء كان الممارس له باحثا أو استاذا مطبقا
أو متعلما..
*مقاربة تحليلية لنماذج بعض الأخطاء -السنة السادسة الأساسية -
1-التداخل الفونولوجي : نجده في الأخطاء الاملائية التي تحتل نسبة هامة من مجموع
الأخطاء اللغوية ، وهي تتنوع بين اهمال تعجيم بعض الحروف مثل الذال و الظاء و الثاء
وبين كتابة الهمزة دونما احتكام الى القاعدة الضابطة لها ، ناهيك عن عدم تمييزهم بين
الحروف المتقابلة مثل السين و الصاد ...
مثل هذه الأخطاء تكشف عن ضعف اكتساب تلميذ المرحلة الأساسية للنظام الصوتي العربي،
ويمكن تفسير ذلك بركون التلاميذ و المدرس الى اللغة الأم -العامية مثلا -التي لا نجد فيها
هذا التمييز بين الذال و الدال و و التاء و الثاء ..الخ.
أما الأخطاء المرتبطة بكتابة الهمزة فتعود الى الوضع المضطرب لكتابتها في العربية ،وعدم
ثباتها على شكل واحد ، ورغم معاينة تصحيح المدرسين للأخطاء المرتكبة من قبل التلاميذ
وتاكيدهم على حفظ الصواب اللغوي فان هذه الأخطاء ظلت حاضرة .
2-الأخطاء الصرفية :تكشف هذه الأخطاء عن عدم استضمار المتعلمين للقواعد النحوية
الخاصة بالاشتقاق و التصريف ، من أمثلة ذلك قول أحدهم في صياغة اسم الفاعل
-أنا مفقود السمع -أو -ترك الأب الولدان في البيت ليعتمدان على أنفسهم -فالى جانب
الخطأ النحوي -الولدان-الذي يجب نصبه ، هناك خطأ آخر -ليعتمدان- عوض يعتمدا
وضمير الجمع -أنفسهم -الذي لايتطابق مع الاسم المثنى .
وهكذا نلاحظ ان التلاميذ يخطئون في أبواب صرفية شائعة الاستعمال و سهلة الفهم ،
أثناء انتاجهم للنصوص مما يكشف عن عجزهم عن تصريف الأفعال مع مختلف الضمائر
رغم أنهم درسوا القواعد الصرفية وأنجزوا تطبيقات حولها .
3-التداخل النحوي :هناك عدة أخطاء ناتجة عن التداخل النحوي بين عربية مقعدة و دارجة
متداولة بين الألسن دونما ضوابط و نواميس نحوية مقننة ، و تكشف هذه الأخطاء عن عدم
تشرب التلاميذ للقواعد النحوية من استراتيجيات تدريسية هادفة ، و من الأخطاء النحوية
الشائعة رفع المفعول رفع اسم النواسخ عدم ضبط قواعد الاضافة ..الخ .
ويمكن تفسير العديد من الأخطاء بالتداخل اللغوي ، لأن النسق اللغوي للعامية هو السبب
الكامن وراء عدم شكل التلاميذ لأواخر الكلمات ، ولعلاج هذه الظاهرة لابد من تدريس
القواعد في نسق وظيفي ، انطلاقا من نصوص حاملة لهذه القواعد و شديدة الصلة بحياة
المتعلمين و حاجاتهم المعرفية ..
4-التداخل المعجمي : تنتج العديد من الأخطاء المرتبطة بهذا المحور عن سوء اختيار
التلاميذ لبعض الكلمات المسايرة لسياق الجملة ، وقد يمس سوء الاختيار اسقاط الأدوات
و الروابط ، أو الضمائر أو الأسماء و الصفات و الأفعال..
ويدل عمق بعض هذه الأخطاء عن عدم امتلاك المتعلمين للكفاية اللغوية و التواصلية .
***خلاصـات و استنـتاجات :
تقودنا هذه الأخطاء نحو التساؤل عن مدى الفائدة المعرفية و التربوية لدرس القواعد
الحالي بالنسبة لمتعلمين غير قادرين على التعبير بلغة عربية سليمة ?
فالصعوبة التي تعترض تدريس اللغة العربية انطلاقا من القواعد المحفوظة تكشف
عن عدم استفادة واضعي الكتب اللغوية من ذلك الحوار الدائر حول الأنحاء الوصفية
و المعيارية ،و صعوبة تدريس اللغات انطلاقا من المداخل المعيارية ، فلو استفاد هؤلاء
من الوصف اللساني الحديث للغات و كيفية اشتغالها لتوصلوا الى ضرورة التركيز في
تعلم القواعد على الاشتغال و الاستعمال للغة وفق شروط النقل الديداكتيكي للمعرفة
النحوية من مجالها الأكاديمي الصرف الى المجال البيداغوجي ..
*عمدت الى نقل هذه الفقرات -علني أفيد و أستفيد -من كتاب :
دلـيل الأستـاذ في مباريـات الترقـية الدا خلـية .لمؤلفيه:
ذ .محمد أحميد د .ادريسي تفراوتي سعيدة .
*تحياتي لجميع الاخوة ، وخصوصا الأخ مهـران الذي يشهد له
الجميع بعلو كعبه في هذا المجـال .
*أ .عـبد الحفـيظ .
|