البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات العتيبي العتيبي

تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
نعم، بشرط...    كن أول من يقيّم

كل أمة قادرة على النهوض العلمي إذا توفرت فيها وفي أبنائها جملة من الشروط. وليست الأمة العربية الإسلامية بدعاً من الأمم، بل إن لديها من المقومات ما يسمح لها بأن تتبوأ الصدارة في هذا المضمار. وقبل الإجابة عن السؤال المطروح، أود التذكير بأن دراسة الحضارة تنقسم قسمين اثنين: 1- القاعدة الفكرية أو الفلسفية التي تستند إليها؛ 2- الإنجازات التي تحققها في شتى المجالات. ولأغراض البيان، نسمي القسم الأول "البنية التحتية" والقسم الثاني "البنية الفوقية". فكل حركة تتوخى النهضة لا بد من أن تعتني بإرساء أركان "النهضة الفكرية" التي يمكن أن نجملها في جملة واحدة: التواصل مع الذات والتواصل مع الآخر. ولهذا التواصل شروط: 1- التواصل مع الذات: - قراءة التراث قراءة نقدية واستنباط القواعد المنطقية (أو الأصولية) التي تحكم هذه القراءة؛ - اجتماع أهل العلم بحسب التخصصات، أو قل الاجتهاد الجماعي، كل حسب الحقل العلمي (العلم الشرعي أو الوضعي) الذي يحسنه؛ - مد جسور الثقة بين أبناء الأمة الواحدة عن طريق الحوار ونبذ العنف. ونظراً إلى "الخصوصية" الإسلامية المتمثلة في أن الإسلام هو خاتمة الرسالات السماوية وأن المسلمين مطالبون بأن يكونوا شهداء على الناس، فإن ثمة شرطاً آخر لا بد منه للنهوض الحضاري، وهو: حل الأزمة الروحية أو الوجدانية التي تعانيها الأمة اليوم، ذلك أن الشهود على الناس يتطلب مقومات روحية ليست مطلوبة من الأمم "المشهود عليها" إن صح التعبير. إن حل "الأزمة الفكرية" وحدها لا يكفي لأن ثمة علاقة وثيقة بين "الفكر" و"الوجدان" أو "الروح". فقد يقتنع المرء بضرورة الحوار، على سبيل المثال، لكن "نفسه" قد لا تطاوعه بسبب التعصب أو الأغراض أو المصالح، وغير ذلك... 2- التواصل مع الآخر: - التعرف إليه (مبدأ التعارف المنصوص عليه في القرآن الكريم: ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا))؛ - الحوار معه؛ - النهل من معارفه. كان ذلكم بإيجاز شديد مقومات النهوض العلمي كما أراه.

7 - يناير - 2004
هل يمكن للعرب أن يستعيدوا العلم