فتنة التكفير كن أول من يقيّم
ما حيدث في العراق حاليا ، من مناظر بشعة و دموية يندى لها الجبين ، وقتل على الهوية وعلى المذهب ، ليس وليد اللحظة.
فظاهرة التكفير ، لها جذور تاريخية تمتد الى الخوارج ، وكل السنة والشيعة يعلمون بذلك ، ومن يقتل الشيعة في العراق يقتلهم بإسم السنة ، والجميع يتأسفون لعدم سماعهم بيان إستنكار من هيئة علماء المسلمين التي تمثل السنة مما يمهد للتكفيرين مواصلة جرائمهم.
ومسألة تكفير الشيعة ، موجودة في كتب السلفية بغزارة شديدة ، ولا أحد ينكر ذلك ، و إن تصفحت مسألة تكفيرهم تجدها منطلقة بداوعي التعصب ، والمؤرخون أرخوا في كتبهم الإبادة الجماعية التي قام بها صلاح الدين ضد الشيعة وكل علماء عصره وافقوه على ذلك، بل أن مسألة التكفير منتشرة في كتب الوهابية وهذا ما نبه عنه العالم السلفي " حسن بن فرحان المالكي"، وعدد فتاوي محمد بن عبدالوهاب التي كفر من خلالها العديد من مناطق السعودية كنجد و الحجاز والقصيم بل كفر الدولة العثمانية ، وفي أحد كتب السلفية ككتاب "الدرر السنية" كفر الفقيه أبو حنيفة ، والمعايير التي وضعها محمد بن عبدالوهاب تستطيع أن تكفر من خلالها أي مسلم، والكل يعلم بتكفير الغزالي المفكر العظيم للفلاسفة في كتابه تهافت الفلاسفة ومما يؤسفني أن الكتاب نشر في الموقع بدون نشر كتاب "تهافت التهافت" لابن رشد ، إذن فظاهرة التكفير مؤصلة في الكتب العقدية وفي كتب الفتاوي وبصورة غزيرة وهذه بحد ذاتها تبرر افعال القاعدة و أشباهها ، فالواجب علينا إن كنا نغار على الدين الحنبف بأن نراجع كتبنا و مصادرنا الفكرية وإزالة ما علق بها من تكفير و تعصب وجواز القتل لأتفه الأسباب وتجديد الفكر الديني ليتناسب بصورة فعلية مع عصر إنفتاح الفكر و تعدد الأراء وحقوق الإنسان فالدين الإسلامي دين الرحمة وصالح لكل زمان ومكان ، وكما قال الإمام مالك بن أنس : كل يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر. |