مقدمة لكتاب مدينة عانه ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
مدينة عانه من بطون بعض الكتب والوثائق إعداد الوثائقي: عبدا لسلام طالب رشيد آل السيد حسين الدزدار بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة:- الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين,اما بعد: لايخفىعلى كثير من الباحثين والمؤرخين المسلمين والمستشرقين العمق التاريخي لهذه المدينة العريقة الموغلة في القدم واحتضانها لحضارات متعاقبة عبر التاريخ ومقاومتها لغزوات كثيرة تعرضت لها عبر العصور وقد ضربوا اروع الامثلة في الوطنية الصادقة , وورد في الكتب المقدسة للصابئة المندائيين ان جنة عدن وان جنة الله في الارض في عانه وان نبينا آدم (عليه السلام) اعقب ذريته في جزيرتها, وفيها وجدت اول خلية نحل في التاريخ , ويروى ان (صقر قريش) عبدالرحمن بن معاوية الداخل (رحمه الله) عندما فتح بلاد الاندلس احب ان تزرع نخلة في قصره وقد احضرت له هذه النخلة من مدينة عانه، وغالبا ما يلجا الى قلعتها خلفاء بني العباس(رضي الله عنه) في فترات العسر , وإن صح حدسي فان جزيرة قلعةعانه او ما جاورها من الجزرهي موقع جبل الذهب الذي سينحسر عنه الفرات والذي سيتقاتل عليه الناس قبل قيام الساعة كما ورد في حديث نبينا محمد(صلى الله عليه وسلم) , وكونها موطن لكثير من العلماء والادباء والفنانين والساسة ومنازل لاقوام من اصول شتى وملتقى لطرق القوافل التجارية العالمية ومركزا لحكم البقاع المجاورة والمحيطة بها,واذا سلمنا جدلا بانها اول مدينة في تاريخ العالم المتحضر فقد قاربنا الحقيقة فهي مقياس الامن في البلاد، فعندما ترى الامن مستتب فيها يعني ان الامن مستتب في كل انحاء البلاد، وهي الملاذ الآمن لكل خائف, وحاضرة للتعايش بين الاديان والمذاهب والاعراق والافكار، فالوازع الديني لدى اهلها يمنعهم من أي عمل مشين , ومامن فئة اضمرت الشر باهلها الااذلها الله واوقها الله في شر اعمالها واخزاها وما من دخيل اوغريب دخلها ليعتاش فيها الاتطبع بطباع اهلها وذاب في مجتمعهم , فهي مدينة قليلة الرزق كثيرة البركة البسها الله حلة الامن منذ نشاتها وهي مدينة المتعلمين التي لاتكاد ترى فيها اميا واحدا,وهي المدينة التي لاتخلو جامعة اوكلية او مؤسسة من احد ابنائها, ولو احصينا من تخرج من مدارسها وتبوا منصبا قياديا في داخل العراق وخارجه لزاد العدد عن الالف شخصية,بحيث نجد في فترة من الفترات ان 80%من مدراء شرطة محافظات العراق هم من ابناء هذه المدينة اما مديرية جنسية العراق فقد تعاقب على ادارتها ثلاثة من ابناء محلة واحدة من محلاتها وقلما خلت وزارة من الوزارات الا ووزير او اكثرمن ابنائها, فضلا عن من نبغ وسما واشتهر من علماء الشريعة والامراء والنقباء والاعيان واهل الحل والعقد واساتذة الجامعات والمربين والاطباء والقادة والقضاة والضباط والمهندسين والكتاب والشعراء والساسة والصحفيين والفنانين والمفكرين اللذين لايخلو منهم رعيل اول لاي نهج كان ديني او قومي اواممي ومامن علم او ادب او فن الا كان لهم فيه باع طويل وما دخلوا في مجال من مجالات الحياة الا هذبوه وتركو لهم فيه بصمات طيبة, فذاع صيتهم في الافاق فلا تكاد ترى بقعة من بقاع المعمورة الا ولاهلها فيها موطيء قدم وسمعة حسنة وذكربالمحبة والاجلال , ولابنائها الفضل على من حولهم من ابناء الحواضر والفيافي والقفار في كل نواحي الحياة واهل تلك البقاع عيال عليهم في كل ما اشتملته الحياة المدنية العلمية والانسانية, كما ساهم ابنائها في تاسيس كثير من حواضر العراق والشام وغيرها... ومن مفارقات هذه المدينة انها كانت اطول قضاء وفيها اطول رجل واطول نخلة,وان اقدم بقاعها جزيرة قلعتها واقدم اهلها سكنة حكون ، وهي منازل اغلب الاصول(القبائل والبيوتات) العربية التي ارتحلت من الحجاز الى العراق او بلاد الشام وبالعكس, وبذلك يسعدني ان اقدم هذا الجهد المتواضع ,احياءا لتراث هذه المدينة المعطاء وتوثيقا لبيوتاتها واعلامها ومشاهيرها , وتصديا لكل من يحاول ان يطمس تاريخ هذه المدينة او يقتلع جذورها او الطعن في مكوناتها, فمقياس الانتماء لهذه التربة الطيبة يقتضي الاصالة وعمق الجذور، والانتساب اليها بعد الاسلام شرفا كبيرا, وسموا على كل من يانف الانتساب اليها تاركا مدنية الحضارة الاسلامية ومنحدرا الى همجية العصبية الجاهلية, وان ابن عانه الاصيل مهما سافر وتغرب وحل وارتحل فان حنينه وشجوه لمدينته الجميلة وطيبة اهلها لاينجلي حتى ولو حل باجمل بقاع الدنيا , لذا فحب ابنائها الاصلاء لها اقتداءا بحب نبينا محمد(صلى الله عليه وسلم) لمكه, واجمل مايتمثل به المرء في هذا المقام قول الشاعر:- كم منزل في الارض يالفه الفتى وحنينه دوما لاول منزل واسال الله المولى القدير ان يجعل هذا العمل خالصا لوجهه وان يجزل ثوابه الى ابي العزيز المربي الفاضل السيد طالب بن السيد رشيدآل السيد حسين(الدزدار) حاكم قلعة عانه (رحمه الله واسكنه في علياءه) والى امي الحنون(شفاهاالله واطال عمرها بالبركات) والى اخي وشقيقي الشيخ الحاج المربي الداعيةالسيد صفاء (اطال الله عمره بعمل الصالحات) والى زوجي الصابرة(اعانهاالله)هذا الكتاب لاول. وباذنه تعالى سيليه الكتاب الثاني انشاء الله ان كان في العمر بقية, وسنعرج به بما يفتح الله علينا على ما عايشناه وعايناه وسمعناه وما تواتر عن الثقات العدول من اهل هذه البلدة وسنعتمد على الدليل القاطع والحجة البالغة وما توارث من وثائق وسننزل الناس منازلهم ولا نلتفت لمن ارتقى وتصدر بغير حق فرفعته تبعيته لمنهج غربي او شرقي او جريه وراء كل ناعق او خوضه مع الخائضين او بيعه لدينه ووطنه وشعبه لاعداء الله مقابل نزر من حطام الدنيا ليعوض به نقائصه ، ومن اجل ان نكون في ذهن القاريء الكريم فكرة عن الكتاب الثاني نبين في ادناه اهم فصوله:- 1- البيوتات 2- المساجد والجوامع والمآذن والقباب 3- الديارات والكنائس 4- القلاع والحصون 5- الكتاتيب والمدارس 6- المحلات والحارات 7- الدواوين والمقاهي 8- الوثائق التاريخيه 9- العلماء والخطباء والدعاة والقضاة 10- التدريسيون والمدرسون والمربون 11- الشعراء والكتاب والصحفيون 12- الفنانون 13- الساسة والمفكرون 14- الاداريون15- العسكريون 16- المختارون والوجهاء17- الحرفيون والصناعيون 18- الفلاحون والمزارعون 19- المقابر والاضرحه 20- الحيوانات والطيور والحشرات 21- النواعير والطواحين 22- المعامل 23- الاشجار والخضار 24- الجزر والجسور والمعابر 25- الجبال والوديان والقرى والارياف تم الانتهاء منه بعونه تعالى يوم الاثنين لاربعةعشر ليلة خلت من شهر جمادي الآخر لسنة1427 هجرية المصادف 9 تموز 2006 ميلاديه... ونسال الله العزيز الحكيم ان يكشف الغمة عن عراقنا الجريح ويدحر مخططات اعداءه من الكفارالمنافقين ويحفظ وحدة شعبه وارضه وان ينصر امة نبينا محمد(صلى الله عليه وسلم) انه نعم المولى ونعم النصير ونرجو من كل من لديه معلومات او وثائق يرسلها الينا شخصيا اوعلى البريد الالكتروني لغرض التوثيق والنشر في الكتاب الثاني... ولايفوتني ان اتوجه باسمى آيات الشكر والتقدير الى كل من اتحفنا باية معلومه واخص بالذكر الحاج الفاضل السيد صلاح الدين عبدالحميد حطاب آل حمزة العباسي... والله من وراءالقصد. الوثائقي/ عبدا لسلام طالب رشيد جمهورية العراق/محافظة الانبار/مدينة عانه |