بسم الله الرحمان الرحيم: في الواقع إن الذي يظلم المغرب أكثر في هذه القضية هم المغاربة أنفسهم ومعهم كل من ينادي بأنهم ليسوا أقل من المشرق، والواقع أن في هذا ظلم كبير لأنهم يضعون المغرب المحدود جغرافيا مقابل المشرق الواسع الكبير، والحقيقة أن المغرب هم مصر من الأمصار التي يتكوم منها المغرب، فلو نادينا مثلا بأدب مغربي كان لزاما علينا أن ننادي بأدب مصري وشامي وعراقي ويمني ... لكننا ننادي بأدب مغربي مقابل أدب مشرقي يشمل في ثناياه أدب  جميع الأقطار الأخرى، منةهنا فإننا لو حاولنا أن نضع الظاهرة ضمن حدودها المعقولة وأن نعتبر إنتاج المغرب في العلوم والمعارف هو إنتاج مصر من الأمصار الإسلامية، فإننا سنجد المغرب لايقل عن أي مصر آخر بل سنجد المغرب يتفوق على غيره في بعض العلوم والفنون، أما لو حاولنا أن أن نلبس المغرب ثوبا أكبر من مقاسه فأننا بذلك نظلمه ونشوهه وندخله في معركة غير متكافئة. إن هذه المسألة ينبغي أن تناقش بعيدا عن التعصب بغية الوصول إلى نتائج سليمة نستطيع من خلالها إصدار أحكام صحيحة لا تحكمها الأمزجة والأهواء والتعصب الوطني الضيق.