فقال أبوه: أصلحك الله إنه قرأ آية أخرى فلا تحجر عليه، فحجر القاضي عليهما.
ومن أخبار الحمقى من القضاة:
حكى أبو الخير الخياط عن بعض أصحابه قال: دخلت ( تاهرت ) فإذا فيها قاضٍ من أهلها، وقد أتى رجل جنى جناية ليس لها في كتاب الله حد منصوص ولا في السنة, فأحضر الفقهاء فقال: إن هذا الرجل جنى جناية وليس لها في كتاب الله حكم معروف فما ترون?
فقالوا بأجمعهم: الأمر لك.
قال: فإني رأيت أن أضرب المصحف بعضه ببعض ثلاث مرات، ثم أفتحه فما خرج من شيء عملت به!
فقالوا له: وفقت، ففعل بالمصحف ما ذكره...
ثم فتح المصحف فخرج قوله تعالى: "سنسمه على الخرطوم" فقطع أنف الرجل وخلى سبيله!
ومن أخبار الحمقى أيضًا:
قال بعضهم: مررت على قوم اجتمعوا على رجل يضربونه, فقلت لشيخ منهم: ما ذنب هذا?
قال: يسب أصحاب الكهف
قلت: ومن أصحاب الكهف?
قال: ألست مؤمناً?
قلت: بلى ولكني أحب الفائدة
قال: أبو بكر وعمر ومعاوية بن أبي سفيان، ومعاوية هذا رجل من حملة سرادق العرش
فقلت له : يعجبني معرفتك بالأنساب والمذاهب
فقال: نعم خذ العلم عن أهله
فقال واحد منهم لآخر: أبو بكر أفضل من عمر
قال: لا بل عمر
قال: وكيف علمت ?
قال: لأنه لما مات أبو بكر جاء عمر إلى جنازته، ولما مات عمر لم يجيء أبو بكر إلى جنازته
هذه الطرائف مختارة من كتاب أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي.