ذهب الدكتور عبد الكريم حسين إلى شرح مصطلح الفحولة عند الأصمعي وما شروطها،على أنني أرى أن المراد ب(الفحولة)في العنوان هوالفحول(جمع فحل)والتاءزائدةكما زيدت في السهولة (جمع سهل)وجمالة(جمع جمل)ونحو ذلك من كلام العرب.ويؤكد هذا أن أبا حاتم السجستاني تلميذ الأصمعي جمع في هذا الكتاب إجابات شيخه عن اسئلته عن مجموعة من الشعراء أهم من الفحول أم لا ،فيجيبه الأصمعي بأن هذا فحل وذاك ليس بفحل؛فالأسئلة كانت لمعرفة فحول الشعراء وليس معنى الفحولةالتي هي مصدر ومصطلح نقدي،ولم يذكر الأصمعي شيئا عن هذا الأمر.

الأخ الكريم الدكتور عبد الكريم! لاخلاف حول قواعد الفحولة عند الأصمعي ،فهي بلا ريب القواعد التي بنى عليها الأصمعي حكمه على فلان أو علان بأنه فحل ، ولو لم يتطرق إليها بوضوح في هذا الكتاب ،فهي مستقرة في ذهنه :الطبع ، والتأثير في الشعراء اللاحقين ، والتميز ، وغير ذلك مما يستنبط من كتابه هذا ومن غيره من اّثاره ؛ وإنما أردت التنبيه على المقصود بالفحولة في عنوان الكتاب ،وإن كان فحولة الشعراء الذين ذكرهم فيه لايكونون فحولا إلا إذاتحققت فيهم شروط الفحولة بالمعنى الاصطلاحي ؛وهي شروط متحققة في كثيرين ممن تم يذكروا في الكتاب لأن أبا حاتم تم يسأله عنهم؛ وبارك الله لك في وقتك وجهدك .

الأخ العباس! أنصحك بقراءةكتاب (العواصم من القواصم) بتحقيق العلامة محب الدين الخطيب ،وكتاب (تثبيت دلائل النبوة) للقاضي عبد الجبار الهمداني ،وكتاب (سير أعلام النبلاء)للإمام الذهبي ؛فإذا قرأت الطبري وغيره من كتب التاريخ الجامعة فإنك في حاجة إلى معرفة الأسانيد ورجالها،لأن الطبري ثقة فيما يرويه عن الناس ،ولكن هذا الذي يرويه ليس كله موثوقا به ، بل يحتاج إلى عالم يدقق في الأسانيد والمرويات .