الحق ان شاء الله ما قاله العلاونة كن أول من يقيّم
السلام عليكم أخوكم محمد المقري التلمساني من عائلة المقري بالجزائر و التي لا يزال أفراد منها بسيدي العبدلي في حوز تلمسان وفي سيدي بلعباس و في المسيلة. و هذا ما لا يعرفه الكثير إذ يعتقدون أن ليس هناك مقريون إلا بالمغرب. أما ما أردت التنبيه عليه و هو أنه ليس في كلام العلاونة أي تعد أو شيئا مما ذكره الأخ أبو ناصر. و أول ما يجب التنبيه عليه هو قول أبي ناصر بارك الله فيه "أما العلاونة فأعذره لأنه ليس في شيء من الشر وإن هانا، وأجزم أنه لم يقرأ شيئا من نفح الطيب، ولا حدثته نفسه أن يرجع إليه ليتأكد من حقيقة الأمر، لأنه لا يحب أن يقرأ بل يحب أن ينقد، ولا يحب يبحث، بل يشتهي أن يستدرك ويخطئ قبل كل شيء." و هو يقرأ ما قاله الأستاذ العلاونة في نظراته: "وحكى المترجم الصيغتين معا في كتابه نفح الطيب لما ترجم لجده محمد" فالعلاونة يعرف النفح و ينقل منه و ليس كما قال الأخ أبو ناصر عفا الله عنه. ثم إنه قد أعجبني قول العلاونة:"وقد أطلت في النقل لرغبتي في حفظ أصل يوشك أن يجتث" فحقيقة كادت أن تجتث التسمية الصحيحة و التي هي بالتسكين لا النصب و التشديد و أشكر للعلاونة صنيعه فجزاه الله خير جزاء. و أما ما قول الأخ أبي ناصر لا حرمنا الله منه: "هذا كلام المقري بنفسه عن نسبته، فهل يقال له :أنت تجهل نسبتك، ونحن نعرفها أحسن منك! أو عرفتها ثم قصرت في بيانها?. وقد تضمن كلامه عدة أمور: ـ تعريض بابن مرزوق، وأن ذاك مذهبه في ضبط الكلمة، وإلا لو كان ابن مرزوق مشى على الجادة، وما عليه المعول؛ لكان المقري في غنى عن التنبيه. ـ أن الأكثرين ضبطوه بتشديد القاف ـ كما عند الزركلي ـ ولكن المقري لم يكن يعرف الحيل فيقول بأن فيهم كبار المؤرخين والأدباء والجغرافيين والأطباء كما سطره عبد الوهاب بنمنصور وأجاد فيه. ـ أن هذا الضبط هو المعول عليه عند أكثر المتأخرين، ولاحظ أن هذا قبل الشهاب المقري، أعني قبل القرن الحادي عشر. ـ أنهما لغتان في ضبط هذه الكلمة ، يعني أن كلاهما جائز لا ضير فيه." لم يقل أحد أن العلامة أحمد رحمه الله قد جهل نسبته و ليس التحقيق في هذه المسألة مع معرفة كلام صاحب النفح يعتبر تجهيلا له. و أقصى ما يوخذ من كلام المقري أن تشديد القاف كان شائعا في زمنه و أنهم كانوا يعرفون به كما كانوا يعرفون بالقاف الساكنة كما قال العلاونة:"فصاروا يعرفون بأولاد المقْري تارة ،وأولاد المقَّري تارة أخرى." و أما أنه عرض بابن مرزوق فخطأ واضح من الأخ أبي ناصر و لا يستفاد منه سوى أنه ينقل ضبط المقري كما نقل عن ابن الأحمر و الشيخ زروق من نيل الإبتهاج حيث قال في النفح: "قال صاحب نيل الابتهاج بتطريز الديباج ما صورته : محمد بن محمد بن أحمد القرشي التلمساني الشهير بالمقري بفتح الميم، وتشديد القاف المفتوحة كذا ضبطه الشيخ عبد الرحمن الثعالبي في كتابه العلوم الفاخرة وضبطه ابن الأحمر في فهرسته وسيدي أحمد زروق بفتح الميم وسكون القاف." وبعكس ما استنتجه أبو ناصر يوخذ من كلام ابن مرزوق أن الشائع في زمانه هو المقْري و هو أي الحفيد ابن مرزوق متقدم على من ضبطه بالتشديد و الله اعلم. و أما اتهام العلاونة بالحيلة فأقول فيه أنه لا يعلم السرائر إلا الله. و أما أنه المعول عليه عند المتأخرين فلا يفهم منه إلا أن المعول عليه عند المتقدمين خلافه و إذا اختلف المتقدمون و المتأخرون أخذنا عن المتقدمين. و أما أنها لغتان صحيحتان في ضبط الكلمة فخطأ يرده ما أورده العلاونة عن بن منصور و عن أهل الجغرافيا و البلدة مازالت باقية إلى يومنا هذا بإسمها مقرة بالتسكين و هي تبعد عن مدينة المسيلة ب 60 كم و لقد زرتها مؤخرا فقط. فإذا الحق ان شاء الله ما قاله العلاونة. |