العـفـص و الـبـطـم: كن أول من يقيّم ما هو العفص : نجد في " لسان العرب " لإبن منظور :" عفص : العَفْصُ: معروف يقع علـى الشجر وعلـى الثمر. و أَعْفَصَ الـحِبْرَ: جعل فـيه العَفْصَ. و العَفْصُ: الذي يُتَّـخذُ منه الـحِبْرُ، مولَّد ولـيس من كلام أَهل البادية. قال ابن بري: العَفْصُ لـيس من نبات أَرض العرب، ومنه اشتق طعام عَفِصٌ، وطعام عَفِصٌ: بَشِعٌ وفـيه عُفُوصةٌ ومَرارَةٌ وتقبُّضٌ يعْسُر ابتلاعُه. و العَفْصُ: حمل شجرة البَلُّوط تَـحْمِل سنَةً بَلُّوطاً وسنة عَفْصاً./هـــ.... و التعريف في حاجة إلى بعض بيان : - ـ يرد " العفص " في التعريف على أنه " شيء يقع على الشجر " و في هذا إشارة لطيفة حتى و إن لم يدرك بعد أن ما يقع فعلا هو حشرات ...
- ثم بقال أنه ليس من نبات أرض العرب ، بمعنى أنه نبات خارج أرض العرب ... و في هذا نظر ...
- و يقال أنه حمل شجرة البلوط في بعض السنين ... لظنهم أن العفص من جنس الثمار ...
و هذا المستوى من المعرفة كان سائدا عند جميع الأقدمين و في كل الأمم ، و ذلك أن الإنسان لاحظ تكون كويرات العفص فوق بعض الأشجار ، و لم يعرف سبب ظهورها ، و ظن أنها من إنتاج بعض الأنواع النباتية و أنها شكل من أشكال ثمارها ... كما تعرف على مذاقها القابض و طعمها التافه العفص ... فسماها بالعفص ... جاء في القاموس المحيط مانصه : " القاموس المحيط : العَفْصُ: م، مُوَلَّدٌ، أو عَرَبِيٌّ، أو شجرةٌ من البَلُّوطِ تَحْمِلُ سَنَةً بَلُّوطاً و سَنَةً عَفْصاً، وهو دَواءٌ قابِضٌ مُجَفِّفٌ، يَرُدُّ المَوادَّ المُنْصَبَّةَ، ويَشُدُّ الأعْضَاء الرِّخْوَةَ الضعيفةَ. وإذا نُقِعَ في الخَلِّ، سَوَّدَ الشَّعَرَ. وثَوْبٌ مُعَفَّصٌ: مَصْبُوغٌ به. وعَفَصَهُ يَعْفِصُهُ: قَلَعَهُ، وـ فلاناً: أثْخَنَهُ في الصِّرَاعِ، وـ يدَهُ: لَوَاها، وـ جاريتَهُ: جامَعَهَا، وـ القارُورَةَ: شَدَّ عليها العِفاصَ، كأعْفَصَهَا، وـ الشيءَ: ثَنَاهُ، وعَطَفَهُ. والعَفَصُ، محركةً: الاِلْتِوَاءُ في الأنْفِ، وككِتابٍ: الوِعاءُ فيه النَّفَقَةُ، جِلْداً أو خِرْقَةً، وغِلاَفُ القارُورَةِ، والجِلْدُ يُغَطَّى بها رأسُها. والعُفُوصةُ: المَرَارَةُ، والقَبْضُ، وهو عَفِصٌ، ككتِفٍ. والمِعْفَاصُ: الجاريةُ النِّهَايَةُ في سُوءِ الخُلُقِ، وبالقافِ: شَرٌّ منها. واعْتَفَصَ منه حَقَّه: أخَذَهُ. " ...../ إنتهى ما نقل من القاموس المحيط ... و المعروف الآن أن العفص هو نتوءات تظهر على أعضاء بعض النباتات نتيجة تعرض هذه ألاعضاء لهجوم حشرات خاصة . و هذه صورة كويراة عفص البطم = الإج : و تعمدت إبراز هذه الكويرات لإظهار شكلها و حجمها و التعرف عليها أكثر . و هذه صورة كويرات عفص البلوط = عفص : تساءلت الأستاذة الفاضلة ضياء عن كويرات { الإج } ، في الصورتين الخاصتين بهذه الكويرات ... و تساءل شاعرنا زهير و تعجب من تواجد كل هذه المجموعات فوق أغصان شجرة البطم و لماذا ? و الموضوع طريف و جديد بالنسبة لكثير من القراء ... و الطرافة فيه أن هذه الكويرات ليست سوى نتيجة مجسمة لآثار بحث حشرات من أجناس خاصة ، على مكان آمن لوضع بيضها و تربية نسلها ليستمر وجود نوعها في هذه الحياة الفانية ... و المكان الآمن الذي وقع عليه اختيار الجنس الحشري المسبب في هذه الكويرات ، هو وريقات شجرة البطم . يسمى الجنس علميا Pemphigus ، و هو جنس حشرات نصفيات الجناح Hémiptères ... يهاجم شجرة البطم ، و يضع بيضه على وريقاتها ، و ينتج عن هذا التبييض تغيير في النسيج الورقي الذي يبدأ في التضخم و يتشكل على هيئة كويرات تحفظ داخلها الحشرات الصغيرة التي تنمو تدريجيا لتكتمل دورة تكونها ثم تغادر مهدها بعد أن كبرت و شد عودها ، و تبقى هذه الكويرات لاصقة على أغصان الشجرة ... و كلما يبست وريقة سقطت الكويرات و تجمع منها العدد الكثير فوق الأرض حول جذع الشجرة ... و هذه الكويرات ، هي المعروفة باسم { الإج } عند العطار المغربي ... يباع منها القناطير المقنطرة .... أما ثمار البطم فهي المعروفة باسم " الحبة الخضراء " ..... و النوعين المسؤولين عن ظهور هذه الكويرات هما : Pemphigus semilunarius وcornicularius Pemphigus ... أما مسبب ظهور كويرات العفص على أغصان شجرة البلوط فأنواع كثيرة منها : Biorrhiza pallida Oliv. و Cynpis kollariHart. ، و Cynips mayri Kieff. ، و أنواع أخرى يطول ذكرها .... و سيأتي الكلام في استعمال العفص و الإج في الطب التقليدي إن شاء الله . و هذا رابط لمشاهدة صورة رائعى للشجرة ، و نوع " الإج " مختلف شكلا ... |