من شجون {المليســة} و جلسات الذكرفي الشام كن أول من يقيّم
شكرا للآخ المشرف على المجالس ، على معلوماته القيمة عن { المَلّيسة } و جلسات الذكر ... فهذه معلومة لم أسمع بها من قبل ... و هي خصلة أخرى من الخصال الحميدة التي بدأ المواطن المغربي العادي يتلقاها و يكتشفها عن المواطن الشامي ... و أعني هنا عامة المغاربة الذين لم يقرأوا كتب التاريخ ، و لا سافروا إلى الشام ... أعني هنا أرباب و ربات البيوت و ذويهم ، المتصلين بالعالم الخارجي يوميا بواسطة المذياع و التلفاز ، و هم سواد الشعب المغربي ، و أعتبرني منهم ...
مرت عقود و عقود و المواطن المغربي لا يسمع في الإذاعة و لا يرى في التلفاز ، أو يقرأ في الجرائد و المجلات و الكتب ، و بنسبة جد عالية ، إلا أغاني و قصص وا سكيتشات و نكت و أفلام و مسرحيات و أشعار المغاربة أو إخواننا المصريين ـ أولا ـ ثم إخواننا اللبنانيين ـ ثانيا ـ ... و لا أنكر فضل إخواننا الخليجيين و ما يصلنا منهم من كتب و مجلات بأثمنة رمزية هي أساس تعليمي و ثقافتي خارج المدارس الرسمية ... فلهم كلهم شكري و امتناني ... و لكن المقام هنا مقام { المَلّيسة } ...
و من الجديد في بيوتاتنا في العقد الأخير ـ حسب علمي و انتباهي للبرامج التلفزية داخل بيتي ـ ظهور إنتاج سوري راقي و محبوب عند المغاربة ... لاحظت اهتمام عائلتي به و تتبع برامجه و حلقاته و الاستمتاع بما يقدم في هذا المنتوج الشامي ... بل صارة قناة { سوريا } تحظى بالأسبقية داخل بيتي ، و بات لمسلسلاتها مذكرة لضبط تواريخ بث حلقاتها ... و أهم اكتشاف من تتبعنا لهذه البرامج ، ما وجدنا و لمسناه و تفاعلنا إيجابيا معه من تشابه كبير بين عاداتنا و سلوكنا و معايير أخلاقنا و تطابق نظرتنا لجوانب كثيرة من جوانب حياتنا اليومية من جهة ، و ما يقدم لنا في هذا المنتوج السوري من جهة ثانية ... و كثيرا ما تترد جملة " إنهم مثلنا في كذا و كذا ..." أو إنهم ـ إي الشاميون ـ يرون ما نراه في كذا و كذا " ...
و كان أهم فرق لاحظناه ـ و لا أتكلم إلا عن بيتي ـ ، و نحن نتابع حلقات مسلسل سوري ، قولَ ممثل محبوب عندنا ، و هو يتكلم عن " قــط جاره " ، فقال : " القط تـَبـَعـُو " ... لم نفهم في الأول ما معنى " تبعـــو " ... و بعد انتباه و تتبع لأحداث المسلسل فهمنا أخيرا أنه يقصــد " قِـــطَّــهُ " ، فضــحكنا لهذا الإكتشاف أشد ما يكون الضحك ... و من يومها صارت " تبعــــو " هذه من العبارات " الحلوة " المستعملة لترطيب الجو ، و إدخال البهجة في الكلام العادي داخل بيتي ... فبدأت الجمل مثل :" أين الكتاب تبعك " ... و " أحضر القط تبعك " و ما شابه ، يكثر استعمالها في حديثنا اليومي بمرح و نستمتع بجوه و يذكرنا بإخواننا السوريين و موعد مسلسلاتهم المرحة ...
و ها أنا أتعلم من جديد و منكم ، إستعمال نبات " المليسة " في حلقات الذكر و قيام " المحيا " .... و هو استعمال أظن أنكم تنفردون به في شامكم ، و لم أسمع عنه قط لا في مغربنا و لا في قطر آخر من أقطار وطننا العربي الكبير ... و المرجو من سراة الوراق و زواره تصحيح هذا الظن ، لأن الظن يخطئ و يصيب ...
و من فضل هذا الخبر الخاص بــ{المليسة } علي ، أني نصحت سماري من أفراد عائلتي ، بكثرة الصلاة و السلام على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ـ سرا و علانية ـ طيلة سمرنا المرفق بكؤوس " المليسة " كل ليلة من عطلتي الربيعية التي أقضيها بمدينة مراكش ... فشكرا لكم على هذا النبل الذي شاركتمونا فيه في هذه الأيام الخالدة بذكرى المولد النبوي الشريف .
و مما تعلمت صباح هذا اليوم ، اسما جديدا لنبات " المليسة " من قبل بائع أنواع النعناع في إحدى أزقة مدينة مراكش ، وبالضبط ، بالحي الذي ولدت و ترعرعت فيه ... سـألتـ البائع عن الأنواع المعروضة أمامه فقال لي و هو يشير إلى كل نوع فنوع : هذا هو النعناع و هو " ليقامة " بالدارجة المراكشية ... و هذا هو " الشيبة " و هو" الأبسنت " في كتب الطب ـ Absinthe بالفرنسية ـ ... و هذا " تيميجا " ـ و هو " الفوتنج النهري" بمصر ـ و هذا " فلــيــو" ـ و هو " الفوتنج " إذا أطلق ـ ... و أخيرا قال :" و هذا هو { الزيداني } ... و هو يشير إلى نبات { المليسة } ... عندها سألته : " و هل تعرف له اسما غير إسم { الزيداني } ? قال :" لا أعلم له اسما غيره " ، عندها أخبرته ، و على مسمع من جماعة من الزبناء ، أن اسمه في كتب الطب { الترنجان } و{ البادرنجبويه } ، و اسمه في بعض المنطق المغربية هو { الترنجان } ، و أنه { المليسة } في سورية ... و أخبرته بحرص السوريين على شربه وهم يحيون ليالي الذكر و الصلاة عى النبي صلى الله عليه وسلم ... عندها تعالت أ صوات الزبناء الوافقين بالصلاة و السلام على النبي العربي محمد عليه أفضل صلاة و أزكى تسليم ...
فشكرا لك سيدي المُشْرِف المُشـَرِّف لهذا الموقع الممتاز ، على ما جدت به من بيان حول استعمال "المليسة " في بلدكم ... و آمل أن أجد عند مطّلعٍ سبب تسمية { المليسة } بـــ{الزيداني } ، فلا شك أن للتسمية تاريخا و سببا ...
و شكرا لسيدي و مولاي " محمد السويدي " على فتحكم لهذا الملف الذي بارك الله في محتواه ، فتعلمنا منه أكثر مما طلب منا بيانه ... فلله الحمد و له الشكر ... و لسان الحال يقول
من قبل و من بعد : " ربِّ إني لما أنزلتَ إليَّ من خيرٍ فقير " .
____________________
وشكرا يا مولانا على محبتكم هذه التي ستكون رفيقة المليسة كلما شربناها. وأما (تبعو) فسوف تكون نكتة الشهر بالنسبة لي، وحتى هذه الساعة لم أكن منتبها إليها، ولكني الآن تفكرت بها فرأيتها من أكثر الكلمات العامية الشامية شيوعا على ألسنة أهل الشام، وأضرب لك مثلا هذا الحديث الهاتفي المختصر مع هشام.
- ألو: مرحبا
- يا هلا يا هلا إمتى جايه
- المسا ... حضّر لي لكتابْ تبع الشطرنج، ولغراضْ تبعات وليد، وانسى تبعات خيرو مو مشكلة، واستناني بالكراج عند الدكانة تبع النابلسية، لأني جايه بالتكسي ... السيارة تبعي معطلة .. على فكره : شفت تعليق ضياء تبع السلطة شي بشهّي... كنت من شويْ عم أسمع غنية (جايب لي سلام) تبع فيروز، وتذكرت قصيدتك تبع (عقد تشرين) رائعة. (الخادم) |