البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات لحسن بنلفقيه بنلفقيه

 94  95  96  97  98 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
!!    كن أول من يقيّم

  

 
شكرا لك يا بطل على  تشجيعك لبضاعتي في هذا المجمع المبارك ... و من فضل الله علي و منته أن أكون عند حسن ظن مثلك ممن حباه الله بملكة ربانية نورانية ، يؤتاها المسحقين من عباد الله ...  و  لحكمة يعلمها الله ...
 
أمّـا بالنسبة للإشارات و مدلولها عندكم في الشطرنج فلا علم لي بها و لم يسبق لي أن قرأت  و لو سطرا واحدا  فيها أو عنها ... و كل ما في الأمر ـ بالنسبة لإشاراتي الثلاث ـ  فإني وجدت نقطة تعجب بعنوان  مداخلتك ـ و هذه واحدة ـ .... و وجدت نقطة تعجب بمتن تعليقك ـ و هذه ثانية ـ ... فزدت من عندي واحدة :  فتساءلت بثلاث ... و تعجبت بثلاث ...
 
أمَـــا و قد اخذت عنك درسي الأول في علم الإشارات في الشطرنج ... و أنا ممن يؤمن و يحترم و يفي بمقولة : من علمني حرفا صرت له عبدأ [1] ...  فهذا جوابي عن إشارتك الأولى ... و تقييمي لمشاركاتك القيمة الممتازة :
 
                                                           !!   
.............
[1] : و هذه  مقولة يسعدني و يشرفني أني قلتها في حق صغيرتي و معلمتي الآنسة  فرح  أخت آريان و جواد .... المحروسون  بلطف الله و رعايته في كنف عئلتهم الكريمة .          

27 - مارس - 2007
ما البوتنج يا مولانا
الماليسا (الملّيسة) وفوائدها    كن أول من يقيّم

 الملّيسة
 
فهمت من تعليق بطلنا محمد هشام ، أن نبات { الماليسا } ـ و سماها البطل { المليسة } ـ تـُـقـَدّم للاعبي الشطرنج في نواديهم ... فهل صحيح ما فهمته ? (1)
 
و لا أخفيك أن هذا النبات هو أحب النباتات العطرية المستعملة في بيتي إلى نفسي ... من حيث النكهة و الطعم ... كما لا أشك في جودة خصائصه الطبية المذكورة في جل الكتب الموثوقة في ميدان التداوي بالأعشاب ... و أغتنمها فرصة للتعريف به هنا ، لأني أنصح بأخذه مع أنواع { الفوتنج } ، على شكل طبيخ مصفى و محلى بعسل النحل ، كما أنصح بأخذه وحده لمن أحب ذلك .
 
الإسم العلمي لهذا النبات هو : Melissa  officinalis L. ... و من أسمائه في الطب العربي و علم النبات  و المعاجم المختصة  ، ما يلي :
 باذرنجويـه  ، باذرنبويه ، باذرنك بويه [ و تأويله أترجي الرائحة ] ، كِـزوان [ و كلها فارسية ] ـ تُـرنجان ـ ترنجان بري ـ ريحان ترنجاني ـ بقلة الضب ـ ريحان ليموني ـ بقلة أترجية ـ ماليسا [ و تأويله النحلي أو عسل النحل لأنها ترعاه ] ـ ماليسوفولن [ يوناني ] ـ مفرح قلب المحزون ـ مفرح قلب الحزين ـ دَرَنـْـبُـو [ عند عوام العراق ] ـ تـيـزيــزويــت [لغة قبائل المغرب ] ـ حشيشة السِّــنّـور ـ حشيشة السـنـانيـر [ لأن السنانير إذا رأته فرحت و طربت و أدامت تشميمه و تنام عنده ] . من فصيلة الشفويات Labiacées ... من أسمائه المرادفة : Apiastrum   و  Citrago . و من أسمائه الفرنسية : Citronnelle ، و Mélisse ، و Mélisse officinale . و و إسمه في الإنجليزية : Balm .
 
الخصائص الطبية :
أهم  الخصائص الطبية المذكورة لهذا النبات في كتاب " النباتات العطرية و الطبية بالمغرب " للدكتور حماموشي  ـ و الكتاب بالفرنسية ـ  تقول أنه : مسكن و مطهر و مضاد للتشنج ... و هذه خصائص حميدة و مطلوبة في كل الأحوال ...
 
و المطلوب من الأستاذ إبراهيم عبيد أن يوافينا بما علمه الله عن منافع هذا النبات لتعم الفائدة .
و إليك هذه العناوين المفيدة في الموضوع مع صورة للنبات :
 
 
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اسمح لي يا أستاذ أن أتدخل في الجواب، فمراد الأستاذ هشام بيك، أنها تقدم في مجالس أهل العلم وحلقات الذكر، والمحيا، في مساجد دمشق وتكاياها، والمراد بالمحيا الليالي التي يحيونها للصلاة على النبي، عليه أفضل الصلاة والسلام. ومما اعتاده أهل الشام في المحيا أن يفتتحوه بالقصيدة المنفرجة (اشتدي أزمة تنفرجي) لقول القرشي فيها:
ولـهـا أرجٌ مـحـيي أبـدا فاقصد مـحـيا ذاك الأرج
ولربتمـا فـاض الـمـحـيا ببحورِ الموج من اللـجـج
                                                    (المشرف)

27 - مارس - 2007
ما البوتنج يا مولانا
طلب و رجاء ، من الأستاذة ضياء :    كن أول من يقيّم

   

 
 
 
  يوصل هذا الرابط إلى صفحة مشرقة من صفحات تاريخنا العربي المشرّ ف ، فيها من الأخبار ما الكثير منا في حاجة إلى الإطلاع عليه  ...
كما يوجد بنفس الصفحة معلومات هامة عن " الترنجان " و تربية النحل ... و " الترنجان " و خصائصها الطبية كمهدئ و مسكن و مفرح ...
و الرجاء من الأستاذة ضياء أن تتفضل و تتكرم بتشريف هذا الملف ، بترجمة ما تختاره من محتوى الصفحة ... و لها مني كل الشكر و التقدير و الإمتنان ... لأنها خير من يقوم بالترجمة بكل أمانة و سلاسة و بلاغة ....

27 - مارس - 2007
ما البوتنج يا مولانا
إلى الأستاذة ضياء    كن أول من يقيّم

و يسعدني أكثر  و يشرفني  تلبيتك  لطلبي هذا بما هومعهود فيك من نبل و كرم و نكران ذات و تطوعك الدائم لكل معروف و إصلاح ... أما بالنسبة للمصطلحات الخاصة بالكيمياء و الطب  أو غيرهما ، فأقترح عليك تعريبها مع نقل أسمائها الغربية بين قوسين ... لأن المقصود من ترجمة الصفحة هو توثيق شهادة أخرى عن مكانة علمائنا المسلمين في تقدم الحضارة الإنسانية ...بترجمة الفقرات الخاصة بها ،  ليطلع شبابنا و كهولنا و شيبنا على مثل هذه الصفحات المشرفة في تاريخنا المجيد... و لك مني كل الشكر و التقدير .

28 - مارس - 2007
ما البوتنج يا مولانا
في تسمية الفصائل النباتية :    كن أول من يقيّم

و يرى بعض الباحثين المهتمين ، ومنهم مؤلف كتاب " المصطلحات النباتية ، و هو الدكتور وليد أسود : أن الأصل في تسمية الفصيلة = family بالإنجليزية ، و famille بالفرنسية ، هو familia  في اللاتينية  أوعائلة . و الفصيلة عنده هي " زمرة تصنيفية تجمع في ثناياها بضع أجناس ( genres) نباتية تختلف بصفات و تتشابه بصفات أخرى . من الفصائل ما تضم أجناسا لها من الصفات المشتركة ما يدل على درجة قربى بادية للعيان، فيقال عن فصيلة كهذه إنها متجانسة homogène .و في أحيان أخرى نقابل فصائل تشمل أجناسا لا تفصح عن قرابة أو ألفة فيما بينها عامة ، و إنما بين مجموعات صغيرة منها ، و تنضوي هذه الأجناس تحت فصيلة واحد بالتسلسل par enchainement ...."/ إنتهى ما نقل من كتاب المصطلحات النباتية [ مادة رقم 940 ـ ص 201 ـ مكتبة لبنان ناشرون ] ...
و سيأتي الكلام عن هذه المجموعات لاحقا ... إن شاء الله .

28 - مارس - 2007
نباتات بلادي
من شجون {المليســة} و جلسات الذكرفي الشام    كن أول من يقيّم

شكرا للآخ المشرف على المجالس ، على معلوماته القيمة عن { المَلّيسة }  و جلسات الذكر ... فهذه معلومة لم أسمع بها من قبل ... و هي خصلة أخرى من الخصال الحميدة التي بدأ المواطن المغربي العادي يتلقاها و يكتشفها عن المواطن الشامي ... و أعني هنا عامة المغاربة الذين لم يقرأوا كتب التاريخ ، و لا سافروا إلى الشام ... أعني هنا أرباب و ربات البيوت و ذويهم  ، المتصلين بالعالم الخارجي يوميا  بواسطة المذياع و التلفاز ، و هم سواد الشعب المغربي ، و أعتبرني منهم ...
 
         مرت عقود و عقود و المواطن المغربي لا يسمع في الإذاعة و لا يرى في التلفاز ، أو يقرأ في الجرائد و المجلات  و الكتب ،  و بنسبة جد عالية ، إلا أغاني و قصص وا سكيتشات و نكت و أفلام و مسرحيات  و أشعار المغاربة أو  إخواننا المصريين ـ أولا ـ ثم إخواننا اللبنانيين ـ ثانيا ـ ... و لا أنكر فضل إخواننا الخليجيين و ما يصلنا منهم  من كتب و مجلات بأثمنة رمزية هي أساس تعليمي و ثقافتي خارج المدارس الرسمية ...  فلهم كلهم شكري و امتناني ...  و لكن المقام هنا مقام { المَلّيسة } ...
         و من الجديد في بيوتاتنا في العقد الأخير ـ حسب علمي و انتباهي للبرامج التلفزية داخل بيتي  ـ  ظهور إنتاج سوري راقي و محبوب عند المغاربة ... لاحظت اهتمام عائلتي به و تتبع برامجه و حلقاته و الاستمتاع بما يقدم في هذا المنتوج الشامي ... بل صارة قناة { سوريا } تحظى بالأسبقية داخل بيتي ، و بات لمسلسلاتها مذكرة لضبط تواريخ بث حلقاتها ... و أهم اكتشاف من تتبعنا لهذه البرامج ، ما وجدنا و لمسناه و تفاعلنا إيجابيا معه من تشابه كبير بين عاداتنا و سلوكنا و معايير أخلاقنا  و تطابق نظرتنا لجوانب كثيرة من جوانب حياتنا اليومية من جهة ، و ما يقدم لنا في هذا المنتوج السوري من جهة ثانية ... و كثيرا ما تترد جملة " إنهم مثلنا في كذا و كذا ..."  أو إنهم ـ إي الشاميون ـ يرون ما نراه في كذا و كذا " ...
          
و كان أهم فرق لاحظناه ـ و لا أتكلم إلا عن بيتي ـ ، و نحن نتابع حلقات مسلسل سوري ، قولَ ممثل محبوب عندنا ، و هو يتكلم عن " قــط جاره " ، فقال : " القط تـَبـَعـُو " ... لم نفهم في الأول ما معنى " تبعـــو " ... و بعد انتباه و تتبع لأحداث المسلسل فهمنا أخيرا أنه يقصــد " قِـــطَّــهُ " ، فضــحكنا لهذا الإكتشاف أشد ما يكون الضحك ... و من يومها صارت  " تبعــــو " هذه من العبارات " الحلوة " المستعملة لترطيب الجو ، و إدخال البهجة في الكلام العادي داخل بيتي ... فبدأت الجمل مثل :" أين الكتاب تبعك " ... و " أحضر القط  تبعك " و ما شابه ، يكثر استعمالها في حديثنا اليومي بمرح و نستمتع بجوه و يذكرنا بإخواننا السوريين و موعد مسلسلاتهم المرحة  ...
 
         و ها أنا أتعلم  من جديد  و منكم ، إستعمال نبات " المليسة "  في حلقات الذكر و قيام " المحيا " .... و هو استعمال أظن أنكم  تنفردون به في شامكم ، و لم أسمع عنه قط لا  في مغربنا  و لا في قطر آخر من أقطار وطننا العربي الكبير ... و المرجو من سراة الوراق و زواره تصحيح هذا الظن ، لأن الظن يخطئ و يصيب ...
 
         و من فضل هذا الخبر الخاص بــ{المليسة }  علي ، أني نصحت  سماري من أفراد عائلتي ، بكثرة الصلاة و السلام على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ـ سرا و علانية ـ  طيلة  سمرنا المرفق بكؤوس " المليسة " كل ليلة من عطلتي الربيعية التي أقضيها بمدينة مراكش ... فشكرا لكم على هذا النبل الذي شاركتمونا فيه في هذه الأيام الخالدة بذكرى المولد النبوي الشريف .
 
          
و مما تعلمت  صباح هذا اليوم  ، اسما جديدا لنبات " المليسة " من قبل بائع أنواع النعناع في إحدى أزقة مدينة مراكش ، وبالضبط ،  بالحي الذي ولدت و ترعرعت فيه ...  سـألتـ البائع  عن الأنواع المعروضة أمامه  فقال لي و هو يشير إلى كل نوع فنوع : هذا هو النعناع و هو " ليقامة " بالدارجة المراكشية ... و هذا هو " الشيبة " و هو" الأبسنت " في كتب الطب ـ     Absinthe  بالفرنسية ـ ... و هذا " تيميجا " ـ و هو " الفوتنج النهري"  بمصر ـ و هذا " فلــيــو" ـ و هو "  الفوتنج " إذا أطلق ـ ... و أخيرا قال :" و هذا هو { الزيداني } ... و هو يشير إلى نبات { المليسة } ... عندها سألته : " و هل تعرف له اسما غير إسم { الزيداني } ?  قال :" لا أعلم له اسما غيره " ، عندها أخبرته ، و على مسمع من جماعة من الزبناء ، أن اسمه في كتب الطب { الترنجان } و{ البادرنجبويه } ، و اسمه في بعض المنطق المغربية هو { الترنجان } ، و أنه  { المليسة } في سورية ... و أخبرته بحرص السوريين على شربه وهم يحيون ليالي الذكر و الصلاة عى النبي صلى الله عليه وسلم ... عندها تعالت أ صوات الزبناء الوافقين  بالصلاة و السلام على النبي العربي محمد عليه أفضل صلاة و أزكى تسليم ...
 
         فشكرا لك سيدي المُشْرِف المُشـَرِّف لهذا الموقع الممتاز ، على ما جدت به من بيان حول استعمال "المليسة " في بلدكم ... و آمل أن أجد عند مطّلعٍ سبب تسمية { المليسة } بـــ{الزيداني } ، فلا شك أن للتسمية تاريخا و سببا ...
        
         و شكرا لسيدي و مولاي " محمد السويدي " على فتحكم لهذا الملف الذي بارك الله في محتواه ، فتعلمنا منه أكثر مما طلب منا بيانه  ... فلله الحمد و له الشكر ... و لسان الحال يقول
من قبل و من بعد : " ربِّ إني لما أنزلتَ إليَّ من خيرٍ فقير " .
 ____________________
وشكرا يا مولانا على محبتكم هذه التي ستكون رفيقة المليسة كلما شربناها. وأما (تبعو) فسوف تكون نكتة الشهر بالنسبة لي، وحتى هذه الساعة لم أكن منتبها إليها، ولكني الآن تفكرت بها فرأيتها من أكثر الكلمات العامية الشامية شيوعا على ألسنة أهل الشام، وأضرب لك مثلا هذا الحديث الهاتفي المختصر مع هشام.

- ألو: مرحبا

-  يا هلا يا هلا  إمتى جايه

- المسا ...  حضّر لي لكتابْ تبع الشطرنج، ولغراضْ تبعات وليد، وانسى تبعات خيرو  مو مشكلة، واستناني بالكراج عند الدكانة تبع النابلسية، لأني جايه بالتكسي ... السيارة تبعي معطلة .. على فكره : شفت تعليق ضياء تبع السلطة شي بشهّي... كنت من شويْ عم أسمع غنية (جايب لي سلام) تبع فيروز، وتذكرت قصيدتك تبع (عقد تشرين) رائعة.  (الخادم)

29 - مارس - 2007
ما البوتنج يا مولانا
رفيـقـي في الحافلة    كن أول من يقيّم

استمتعت كثيرا بقراءة الأقصوصة العجيبة الغريبة عن " الحلزون في الطائرة ". و المنشورة من طرف الأستاذة ضياء بملف { نباتات بلادي }، لأنها تحتوي على أسماء نباتات مثل  السماق والزعتر ........ والهندباء والخبيزة والدويك والقرصعنة والمسيكة والحرتمنة ...... .
 
و هذه واقعة عشتها  منذ سنين ، في يوم من أيام الصيف الحار بمدينة مراكش ... يسعدني أن أنشرها في هذا الملف الرائد ... لأنها تحمل عبق الوطن و الزمن المتحول  .... بما لها و ما عليها ... و ما هي سوى محاولة مبتدئ في كتابة السرد ،  شجعه نبل و كرم  صاحبة الملف ، و ترحيبها اللامشروط  بقرائه و زواره ... فإليكموها...
 
عزمت على السفر إلى عزبتنا  الموجودة بقرية على بعد خمسين كيلومتر من مدينة مراكش ... كان سفر صلة رحم و تفقد حال الأهل و الممتلكات ... و كنت مضطرا إلى السفرفي يوم حار مشمس للتأكد من صحة خبر طارئ جاءني عن العزبة ... قصدت المحطة الطرقية ... و بعد أداء ثمن تذكرة السفر صعدت إلى الحافلة فوجدتها قد امتلأت عن آخرها بالمسافرين و لم يبق إلا المقعد الخلفي الموالي مباشرة لزجاجة النافذة الخلفية للحافلة ....
 و ما إن جلست بالمقعد الخلفي حتى تعرَّفَ علي الجالس قبلي في المقعد ، و هو صديق عزيز لم أره منذ ما يقارب العقد من الزمن ، و هو الصديق الذي احتفظ بأقدم صورة لي في سن الطفولة ، و قدمها لي بعد أن صرت شيخا...  و هي صورة الصبي المنشورة في ملف فنون بصفحة الصور ... و هذه الإشار تكفي للتعريف بصلته بي و صلتي به ... و هو من عائلة صديقة لعائلتي أيام كانت تعيش في العزبة ، في بداية القرن الماضي ...
و بعد سلام حار و عناق و  سؤال عن الأحوال ... جلسنا نتبادل أطراف الحديث و نسترجع الذكريات ... ثم  إذا بي ألاحظ وجود كيس من الثوب الأبيض ، أُحْكِم َغلق فتحته  بخيط غليظ ، و موضوع  بيني و بين صديقي
!!!...
و بالرغم من حرارة الجو يومه ، فقد كان وقوف الحافلة بالظل في المحطة يخفف شيئا ما من شدة الحر ... ثم تحركت الحافلة و خرجت في اتجاه القرية ... ثم غادرت الحافلة المدينة ، فإذا بأشعة الشمس الداخلة من النافذة الخلفية  تتسلط على ظهورنا و على الكيس الموجود بييننا ...
 
 و ما إن شعرت بحرارة الشمس تحرق ظهري ... حتى بدأتْ تسيطر علي ظنون  بالنسبة لمحتوى الكيس الموضوع بيننا ، أشد و اخطر من ظنون الأستاذة ضياء اتجاه الحقيبة في الطائرة ... لأني أعرف صديقي تمام المعرفة ... و أعرف جيدا نوع السلع التي يحملها في مثل هذه الأكياس ، و هو يتنقل بين القرى في قبيلتنا ....  بل من إقليم لإقليم ، و يقضي الشهور في تنقلاته تلك ، بأكياسه و صناديقه  ... في السهول و أعالي الجبال .... و كانت أغلى أمنيتي لما بدأت دراسة النبات ، أن يتيسر لي مرافقته في تجواله في أعالي جبال الأطلس لأتعرف على نباتاتها  ...  و سبق أن طلبت منه ذلك و رحب بالفكرة و قبل العرض و فرح به ، إلا أن هذا الحلم لم يتحقق ....
 و بما أنى أكاد أجزم بأني أعرف ما بالكيس ، و لكي أتيقن من إصاية ظني  ، توجهت إلى صديقي بسؤال يفهم جيدا المقصود منه ..
قلت لصديقي: ألا ترى أن شدة حراة الشمس قد تؤثر على محتوى الكيس هذا ?? ...
فرد قائلا : تبارك الله ... و ما شاء الله ... فهمتها يا سيدي حسن ...
 أجبته قائلا : " و هل من الصعب على مثلي أن يصيب التخمين في محتوى أكياسك ? ...
عندها أخذ الكيس بخفة و وضعه في الظل بين قدميه ثم قال : أصبت و الله ...
 ثم قلت له :" فعرفني بهذا الصاحب  بالجنب ... الساكن في الكيس  "...
 أجابني قائلا :" إنه من نوع " بوسكا " ، اشتريته بما يساوي أربعين دولارا من مُـرَبِّي مشهور بمدينة مراكش " ....
 قلت له و أنا أفهم جيدا ما يقول :" و لماذا صرت مضطرا إلى شراء هذه الأنواع الغالية ، و قد كنت أرافقك مرات و مرات و انت " تأخذ "  الأنواع البرية الموجودة في بستاننا ... و لا يكلفك ذلك و لو سنتا أو قرشا واحدا ... و صرت الآن  تشتري الواحد  بعشرات الدولارات ...
 سمعته يتنهد و هو يسترجع ذكريات الأيام الخوالي  ...
 ثم أجاب : " إنه ذوق السواح الأجانب نزلاء الفنادق الفخمة التى صرت أعمل فيها بمراكش ... فمثل هذا النوع الموجود في الكيس هو المحبوب عندهم ، و لا يقنعون بنوع غيره ....
 
 
و بما أنني تكلمت عن السواح و الفنادق الراقية في مدينة سياحية كمراكش ، فقد يظن القارئ الكريم أن الموجود بالكيس هو نوع من الطعام أو الفاكهة أو  الشراب خشيت أن تصيبه أشعة الشمس و حرارتها فيتغير طعمه ... إن الأمر أخطر من هذا بكثير ... لأن صديقي هذا مروض للثعابين السامة القاتلة ، يرث هذا التخصص  أبا عن جد ... و أعرف والديه رحمهما الله ... و زرت دارهم مرات عديدة ... و رايت فيها غرفة غاصة بصناديق خشبية تربى فيها أنواع كثيرة من الثعابين ... بل  و كنت أرافقه أيام عطلتي المدرسية الصيفية أثناء عملية صيد الثعابين ببستاننا في القرية ... ليملأبها صناديقه قبل بداية ترحاله و تنقلاته بين القرى في السهول و قمم الجبال ، يقضي أيامه في الضرب على الدف ، و  النفخ في الناي في أبواب البيوتات ، ليخرج أصحاب البيت فيتفرجوا على ألعابه البهلوانية مع الثعابين ... و كانت الثعابين البرية البلدية الموجودة  في قبيلتنا و نواحيها و على اختلاف أنواعها تفي  بما يطلبه هذا النشاط  المحلي ... أما و قد ترقى و أصبح مروضا يعرض فنه في الفنادق ذات النجوم الكثيرة ، فإن المقام و الجمهور يشترط ثعابين أكبر حجما و أكثر خطرا  ليشعروا بمتعتهم المنشودة أكثر وهم يرون صديقي يتعرض  ويلاعب خطر الموت في كل لحظة أمام أعينهم ... و  ليدفعوا بدورهم ثمنا  باهظا يضاعف مرات كثيرة ما كان يدفعه  المتفرجون البسطاء في القرى و المداشر ... أما النوع " بوسكا " الموجود في الكيس ، فهو أسود اللون ، يعرف باسم " أ بونفاخ  " و" أبو درقة " ، لأنه متى استشاط غضبا و نوى شرا ، انتفخ رأسه على شكل " درقة " ، و وقف على ذيله ، و أخرج لسانه ، و نفخ و أخرج فحيحا مخيفا مرهبا ... و لسع لسعته  المميتة ... و  من المعلوم أن حرارة الشمس تهيج هذه الثعابين و تزيد من هيجانها و استعدادها الفطري لمهاجمة أي جنس غريب بجوارها ... لذا زاد خوفي من تأثير أشعة الشمس المحرقة  على ثعبان لم أكن أعرف أنه  أسود ، و لا أشك في أنه  سام و خطير ،  في كيس مغلق ، تحت أشعة الشمس المحرقة ، و في حافلة غاصة بالمسافرين في عز الصيف ... إن هذا  شيء لا يصدق ... و لكن ثقتي بصديقي كانت أكبر من كل هذا ... و مع مرور الوقت ، نسيت تماما وجود الكيس و ساكن الكيس ...
و لما وقفت الحافلة بباب القرية أخذ صديقي الكيس و نزل و كأنه يحمل كيس بطاطس ... 
 
 

30 - مارس - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
في تسمية الأجناس النباتية    كن أول من يقيّم

     

الجنس في علم الأحياء عامة ، و في علم النبات خاصة ، هو وحدة  تصنيفية تضم من نوع واحد إلى أنواع كثيرة ذات صفات عديدة مشتركة ، هي الصفات المعتمدة في تصنيف تلكم الأنواع في جنس واحد ...  كما تتكون الفصيلة من مجموعة أجناس ...
فإذا أخذنا كمثال فصيلة " الورديات  Rosacées " مثلا ، و أصل تسميتها هو إسم جنس " الورد = Rosa " أشهر أجناسها ....  نجد أن أهم أجناسها المذكورة في كتب الطب العربي و الغربي هي :
ـ  جنس التفاح   و الكمثري ... و إسمه Pyrus .
ـ  جنس الزعرور ... و إسمه Crataegus .
ـ  جنس الورد و النسرين ... و إسمه Rosa  .
ـ  جنس الخوخ ، و اللوز ، و المشمش ، و القراصيا ، و الإجاص  و البرقوق و اسمه Amygdalus = Prunus .
ـ  جنس السفرجل ... و إسمه Cydonia .
ـ  جنس العليق ... و إسمه Rubus  .
ـ  جنس الغبيراء ... و إسمه Sorbus ....
 
و الملاحظ أن جميع أسماء هذه الأجناس مكونة من لفظة واحدة ...إلا أن لبعض الأجناس النباتية أسماء عربية مكونة من لفظتين ، مثل إسم جنس { رعي الحمام } ، واسمه العلمي اللاتيني خو Verbena، و منه  اشتق إسم  الفصيلة Verbenacées... و وضع لهذه الفصيلة إسم عربي  مرادف هو { أرثـديات } و أصله من إسم جنس{ الأرثـد = Vitex } من نفس الفصيلة ...  و كثيرا ما ترد الأنواع النباتية المنتمية لهذه الفصيلة معرفة على أنها من "  فصيلة رعي الحمام " ، بمعنى من الأرثـديات ...
 و سبق للدكتور محمد شرف أن سمى هذه الفصيلة بما نصه :" فصيلة البربينا ، أو الوربانة ، أو الوربينا النباتية ، و هي فرع من الفصيلة الشخصية أو { حشيشة الخنازير = Scrofulariacées } [ المعجم الطبي ...ص 938] .../ إنتهى ما نقل عن محمد شرف رحمه الله و غفر لنا و له ..
 و في هذا التعريف المشار إليه أعلاه  التباس واضح  سببه خطأ في تحقيق أسماء الأجناس المعتمدة في تحديد أسماء الفصائل ... ذلك أن فصيلة الأرثديات [=Verbènacées ] ، لا علاقة لها بفصيلة " الشخصيات " أو " الخنازيريات [= Scrofulariacées ] ... و ليست فرعا منها و لا قبيلة ... و مصدر الإلتباس هو التقارب و الشبه الحاصل بين أسماء الجنسين المعتمدين في إشتقاق إسميْ االفصيلتين  :
1 ـ  فهناك جنس إسمه ) ( Verbascum  ، و منه إسم فصيلة "  Verbacées " ، التي لم يرد إسمها اللاتيني  بمعجم محمد شرف ...  و هي الآن مجرد قبيلة  في   فصيلة الخنازيريات ... و هي المشار إليها خطأ  باسم " الوربينا "
2 ـ و هناك حنس ( Verbena ) ، السابق الذكر ، و منه إسم "  الأرثديات  Verbenacées " ـ و هي الوربينا علميا ـ  و التي وصفها  محمد شرف على أنها فرع من الفصيلة الشخصية أو الشخصيات  = Verbacées ...  مع أنها ليست منها ... و سبب الإلتباس  تشابه أسماء الفصيلتين مع أختلاف شاسع في تصنيف الجنسين المعتمدين  في وضع الإسمين الخاصين بهتين  الفصيلين ... 
 
         و كما تلجأ اللغة العربية إلى الكلمات المعربة ، لجأت اللغة اللاتينية في علم التصنيف إلى العديد من الأسماء التي لم يستعملها اليونان من قبل ، مثال ذلك إسم فلجنس  " أراليا = Aralia " ، و هي لفظة كندية ، اشتق منها إسم فصيلة " الأراليات = Araliacées ... و من أشهر نبتات هذه الفصيلة ، نبات " الجنسنغ " المشهور عالميا ... و الذي وقع في تعريفه و تحقيق شخصه إلتباس خطير في اللغة العربية... و ما زلت أجد هذا الإلتباس الخطير شائعا بيننا إلى يومنا هذا  ، و يحتاج توضيح أمره بتفصيل إلى مقال خاص به  إن شاء الله ....
 

31 - مارس - 2007
نباتات بلادي
شهادة لله    كن أول من يقيّم

هتيئا لك يا أستاذة على هذا العمل الجليل ... و أبلغك إعجاب و تقدير أصدقائي هنا بمراكش ... و هم كثر و الحمد لله ... يتابعون إنتاجاتك الأدبية ... و يثنون على أسلوبك السلس البليغ الذي يوصل إليهم المعلومة العلمية بـلغة أدبية رصينة  ... و هذا و الله نص شهادتهم أنقلها بكل أمانة ... و ما على الرسول إلا البلاغ ...

2 - أبريل - 2007
ما البوتنج يا مولانا
الحسن بين عبد الله و زهير    كن أول من يقيّم

 
كل الشكر و الإمتنان لك يازهير على هذا الكرم و الجود و العطاء  الذي تقيد به رقبتي منذ أن عرفتك ...
و كم كانت المفاجأة  غير متوقعة من طرف أخي عبد الله  لما قرأت عليه قصيدة " قمران في زمني " عبر الهاتف ... و أقرأها  عليه و أنا  أتمنى لو كان الهاتف متصلا بمكبر صوت  في قمة صومعة الكتبية لتسمع ساكنة مراكش  عامة ، و سكان حومتي خاصة ، ما جاد به شاعر دمشق على إبني مراكش ... و كلما قرت بيتا  إلا و سمعت أخي يردد :" الله ، الله " ، " ياسلام " ... و لما أتممت القراءة ، قال : بلغ سلامي و امتناني و تقديري لهذا السيد الطيب ، و قل له :
شـنفت سمعي إنشادا وiوعظا
والأذن  iiتعشق يا زهير iiظاظا
عـقبى iiالمحيا أن تكحل لحظا
 
بعدها قلت لــه :  أوَ  تقول الشعر يا أخــي ..?             
قال : أقول منه الكثير ... و لكني لا أحتفظ به ...!!
....
فشكرا لك يا زهير  لكونك السبب في اكتشافي ـ و أنا الشيخ الكبير ـ  لشاعر في أخــي ... و قد طلبت منه المزيد فوعد بالتلبية ...
                             .......................................
 
و على ذكر الشيخوخة و الكِـبر ،  أعود بروح رياضية  إلى عمر عادل و الصورة ... و لسان حالي يقول :" و لو طارت معزة "... و أتساءل :
ـ  " تـرى ما  علاقة عمر عادل بتاريخ و نشر صورته في نفس اليوم ?... فهل معنى هذا أن عمر صاحب الصورة يوما واحدا ... أم اليوم الواحد إنما هو عمر الصورة ?...
ـ  و هل عمر هذا الشاب الوسيم حفظه الله و رعاه يخفَـى على الناظر إليه إلى هذه الدرجة في دقة التقدير و تحديده في يوم واحد أو يومين ، من طرف من يفهمها و هي طائرة كما قال محمد هشام  في حق محامي الوراق حفظهما الله و حفظ كل عزيز لهما  ?..
 
و الغريب و العجيب  في الأمر  أنني لما حكيت القصة  على والد عادل  ، أخي الأكبر عبد الله ،  عبر الهاتف ... و قرأت عليه ما قيل في حقي ... ضحك طويلا ... و لما سكت عنه الضحك ، كلفني بتبليغ  سلامه و إعجابه و فخره بما جاد به زهير في حق إبنه و أخيــه ... و تناسى أنه شاعر ... و لم يدافع عنى و لو بشطر بيت ... فتظاهرت بالرضى و  قلت له : سمعا و طاعة يا أخي ... يا إبن أمي ... و هكذا أسكت شعر زهير شاعر عائلتي ... و  يشفع لي أن صديق أخي صديقي ...

3 - أبريل - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
 94  95  96  97  98