البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 90  91  92  93  94 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
سامحك الله    كن أول من يقيّم

سامحك الله يا أخي: أنا لم أحِلك إلى هذه الملفات لكلام فيها على (الفصوص) وإنما لأخبرك ببعض اهتمامي القديم بابن عربي، وأتمنى أن تكون قرأت جوابي على رسالتك الكريمة، في البريد، واسمح لي أن اسألك حول اسم المستشرق المدفون في جوار ابن عربي، والذي أسس جمعية ابن عربي، وتزوج واحدة من أميرات المسلمين بعدما اعتنق الإسلام، وكنت قد كتبت ترجمة مطولة له، ولكني بحثت عنها في دمشق بين أوراقي القديمة فلم أعثر عليها، وكنت على عجل من أمري، فلم أطل البحث والتنقيب، وقد نسيت الآن حتى اسم هذا المستشرق، وما أنسانيه إلا الشطيان، وقد مضى على كتباتي لترجمته زهاء تسعة أعوام، أيام انعقاد مؤتمر ابن عربي في دمشق. أتمنى أن تتكرم علي بكتابة ترجمة تليق بهذا الرجل، ومكانته في خدمة ابن عربي.

22 - يناير - 2006
حول كتاب فصوص الحكم
الطبعة الأولى لكتاب ابن خالويه    كن أول من يقيّم

طبع كتاب (ليس في كلام العرب) لابن خالويه أبي عبد الله الحسين بن أحمد النحوي اللغوي (ت 370هـ) لأول مرة بمطبعة السعادة بمصر عام (1327هـ) على نفقة محمد شريف الخانجي، بتصحيح أحمد بن الأمين الشنقيطي نزيل القاهرة.

22 - يناير - 2006
باب ليس
حمدا لله على سلامتك    كن أول من يقيّم

حمدا لله على سلامتك يا أستاذ يحيى، أنت والله صديق عزيز على الوراق، وقد افتقدت مداخلاتك الرصينة، وتساءلت عن سبب غيابك كل هذه المدة، سدد الله خطاك، وجزاك عنا أحسن الجزاء، ولا تنحُ علي باللائمة أني تدخلت بهذه البطاقة بعيدا عن موضوع الملف، وشفيعنا في ذلك واجب الشكر، ومشاعر الامتنان لمقامكم الكريم، والسلام.

25 - يناير - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
يخزي العين وما شا الله    كن أول من يقيّم

الأستاذ فريد المحترم: أشكرك على هذه التصويبات، فيما يخص ملف (الفتوحات المكية تحت المجهر) والذي كان كما يبدو مجهرا بلا عدسات، وربما وقعت فيه بأخطاء كثيرة في تحديد أرقام الصفحات، ولكن كون الكتاب منشورا على الوراق يسهل مسألة الرجوع إلى النص، ولا أدري كيف وقعت في خطأ استبدال (الحارث) ب(الوارث) ?!

 وكلامك هو الصحيح، حسب مطبوعة الفتوحات، ولكن يبقى عليك أن تشرح لنا المراد بمعنى (الحارث) في سياق النص، مع أن الكلام عن الوارث، كما هو ظاهر في تفصيل الكلام ، =وانظر البطاقة اللاحقة في معنى اسم الحارث في الفتوحات=? وأرجو أن تنشر كل أخطائي وعثراتي التي وقفت عليها. وأود أن أعلمك أن قصدي من وراء نشر هذا الملف هو أن نضع الفتوحات المكية تحت المجهر، وليس تحت مجهري أنا، وحيث أنك أقدر مني في ضبط كلمات الشيخ، وأعلم مني في مراده بها، أرغب إليك، بالتوسع في إبداء ملاحظاتك، على هذا الملف، ثم التوسع في إثرائه بما توصلت إليه من القول المرجح في مذهب الشيخ. أتمنى أن تشرح لنا مثلا مراده بقوله:

تقـول زدنـي يا فـتـى = منه فنعم المختبر
قبلتهـا عـانـقـتـهـا= حلت مـعـاقـد الأزر
طعنت في مسـتـهـدف = أجرد ما فـيه شـعـر
وعـرفـه كــأنـــه = ريح الخزامى والعطـر
وجـدتـه كـمـثـل نـا = ر لمجوس تـسـتـعـر

ثم من هم الخمسة الذين يشار إليهم أنهم علماء الضاد وأن ابن عربي واحد منهم، ومن ذكر ذلك، أفيدونا جزيتم خيرا

28 - يناير - 2006
حول كتاب فصوص الحكم
لا فض فوك يا عادل    كن أول من يقيّم

لا فض فوك يا أستاذ عادل، أنت شاعر فحل، وتشطيرك هذا يدل على تاريخ عريق لك في كتابة الشعر، أرجو أن تمدنا بنماذج منه، وأما ما سألت عن شعري،= وأشكرك على كلمتك الطيبة= فتجد نماذج منه في دوحة الشعر في ملف بعنوان (استراحة محارب)

28 - يناير - 2006
دعوة إلى شعراء مجالس الوراق
المقصود بالحارث في كتاب الفتوحات    كن أول من يقيّم

الحارث في كتاب الفتوحات لا يطلق إلا على إبليس، وإطلاق اسم إبليس على الحارث مشهور في كتب الأدب والتفسير. 

قال في الفتوحات أثناء حديثه عن أطوار خلق الجن (?):
(وحين جاء وقت إنشاء عالم الجان توجه من الأمناء الذين في الفلك الأول من الملائكة ثلاثة ثم أخذوا من نوابهم من السماء الثانية ما يحتاجون إليه منهم في هذا النشيء ثم نزلوا إلى السموات فأخذوا من النواب اثنين من السماء الثانية والسادسة من هناك ونزلوا إلى الأركان فهيؤا المحل واتبعتهم ثلاثة أخر من الأمناء وأخذوا من الثانية ما يحتاجون إليه من نوابهم ثم نزلوا إلى السماء الثالثة والخامسة من هناك فأخذوا ملكين ومرّوا بالسماء السادسة فأخذوا نائباً آخر من الملائكة ونزلوا إلى الأركان ليكملوا التسوية فنزلت الستة الباقية وأخذت ما بقي من النواب في السماء الثانية وفي السموات فاجتمع الكل على تسوية هذه النشأة بإذن العليم الحكيم فلما تمت نشأته واستقامت بنيته توجه الروح من عالم الأمر فنفخ في تلك الصورة روحاً سرت فيه بوجودها الحياة فقام ناطقاً بالحمد والثناء لمن أوجده جبلة جبل عليها وفي نفسه عزة وعظمة لا يعرف سببها ولا على من يعتزبها إذ لم يكن ثم مخلوق آخر من عالم الطبائع سواه فبقي عابداً لربه مصراً على عزته متواضعاً لربوبية موجده بما يعرض له مما هو عليه في نشأته إلى أن خلق آدم فلما رأى الجان صورته غلب على واحد منهم اسمه الحارث بغض تلك النشأة وتجهم وجهه لرؤية تلك الصورة الآدمية ......  إلى أن قال: وكان أول من سمي شيطاناً من الجن  الحارث فأبلسه الله أي طرده من رحمته وطرد الرحمة عنه ومنه تفرعت الشياطين بأجمعها فمن آمن منهم مثل هامة بن الهام بن لاقيس بن إبليس التحق بالمؤمنين من الجن ومن بقي على كفره كان شيطاناً وهي مسئلة خلاف بين علماء الشريعة...إلخ
وقال في موضع آخر:
وقد علم أنه تعالى قد سبقت مشيئته في خلقه أن يخلق له منازعاً ينازعه في حضرته ويثور عليه في ملكه بنفوذ مشيئته فيه وسابق علمه وكلمته التي لا تتبدل سماه الحارث وجعل له خيلاً ورجلاً وسلطه على هذا الإنسان

 

28 - يناير - 2006
حول كتاب فصوص الحكم
الفرق بين المجتهد والوارث عند ابن عربي    كن أول من يقيّم

الاجتهاد عند ابن عربي منزلة أقل رتبة من رتبة الوراثة، وتفسيرك يا سيد فريد لكلام ابن عربي خطأ كما أرى أنا، وسوف ألخص هنا للقراء نظرية الوراثة كما يراها ابن عربي، وهي عند معظم المسلمين اليوم تخبيص ولغوصة =كما نقول باللهجة الشامية= قال في الفتوحات يبين الفرق بين الوارث والمجتهد:
فمن ورث محمدا صلى اللّه عليه وسلم في جمعيته كان له من اللّه تعريف بالحكم، وهو مقام أعلى من الاجتهاد، وهو أن يعطيه اللّه بالتعريف الإلهيّ أن حكم اللّه الذي جاء به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في هذه المسألة هو كذا، فيكون في ذلك الحكم بمنزلة من سمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وإذا جاءه الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رجع إلى اللّه فيه، فيعرف صحة الحديث من سقمه سواء كان الحديث عند أهل النقل من الصحيح أو مما تُكلم فيه.
 فإذا عرف فقد أخذ حكمه من الأصل، وقد أخبر أبو يزيد بهذا المقام، أعني: الأخذ عن اللّه عن نفسه أنه ناله، فقال فيما روينا عنه يخاطب علماء زمانه: (أخذتم علمكم ميتاً عن ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت).
ولنا بحمد اللّه في هذا المقام ذوق شريف، فيما تعبدنا به الشرع من الأحكام وهذا مما بقي لهذه الأمة من الوحي وهو التعريف لا التشريع.
وأما أهل الإجتهاد .... فإن المخطئ من المجتهدين والمصيب واحد لا بعينه، لكن المصيب في نفس الأمر ناقل، والمخطئ في نفس الأمر مقرر حكم مجهول ....وأهل اللّه ما لهم من حكم في الشرع إلا المحكوم به على التعيين عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو الورثة على الحقيقة، فإن الوارث لا يرث إلا ما كان ملكاً للموروث عنه إذا مات. وحكم المجتهد المخطئ ما هو ملك له عينه حتى يورث عنه فليس بوارث لأن ما عنده سوى تقرير ما أدّاه إليه نظره ... فهو كالعَصَبة، لا نصيب لهم في الميراث على التعيين، إنما لهم ما بقي بعد إلحاق الفرائض بأهلها.
فإن مات =أي النبي= عن غير صاحب فريضة ... يرثه في خلقه أو في حاله لا في حكمه من هذه الأمة من صادف ذلك الحال أو الحكم...
 فأمة محمد صلى اللّه عليه وسلم المؤمنون به أتباع كل نبيّ وكل كتاب وكل صحيفة جاء أو نزل من عند اللّه في الإيمان به لا بالعمل بالحكم.
فما بقي نبيّ إلا وقد أومن به .
فالنبي محمد صلى اللّه عليه وسلم له الإمامة والتقدم.
وجميع الرسل والأنبياء خلفه في صف، ونحن خلف الرسل وخلف محمد.
ومن الرسل من يكون له صورتان في الحشر: صورة معنا وصورة مع الرسل كعيسى، وجميع الأمم خلفنا.
غير أن لنا صورتين: صورة في صف الرسل عليهم السلام، وليست إلا لعلماء هذه الأمة وصورة خلف الرسل من حيث الإيمان بهم.
وكذلك سائر الأمم لهم صورتان: صورة يكونون بها خلفنا وصورة يكونون بها خلف رسلهم.
فوقتا يقع نظر الناظر على صورهم خلفنا، ووقتاً خلف رسلهم، ووقتاً على المجموع فهذه أحوال العلماء في الآخرة في حشرهم.
وأما ورثة الأفعال: فهم الذين اتبعوا رسول اللّه محمد صلى اللّه عليه وسلم في كل فعل كان عليه وهيئة مما أبيح لنا اتباعه حتى في عدد نكاحه وفي أكله وشربه وجميع ما ينسب إليه من الأفعال التي أقامه اللّه فيها من أوراد وتسبيح وصلاة لا ينقص من ذلك فإن زاد عليها بعد تحصيلها فما زاد عليها الأمن حكم قوله صلى اللّه عليه وسلم فهذه وراثة أفعاله
وأما وراثة أحواله فهو ذوق ما كان يجده في نفسه في مثل الوحي بالملك فيجد الوراث ذلك في اللمة الملكية ومن الملك الذي يسدده ومن الوجه الخاص الإلهيّ بارتفاع الوسائط وأن يكون الحق عين قوله وأن يقرأ القرآن منزلاً عليه يجد لذة الإنزال ذوقاً على قلبه عند قراءته فإن للقرآن عند قراءة كل قارىء في نفسهأو بلسانه تنزلاً إلهياً لابد منه فهو محدث التنزل والإتيان عند قراءة أيّ قارىء كان غير أن الوارث بالحال يحس بالإنزال ويلتذ به التذاذا ًخاصاً لا يجده إلا أمثاله فذلك صاحب ميراث الحال وقد ذقناه حالاً بحمد اللّه وهو الذي قال فيه أبو يزيد لم أمت حتى استظهرت القرآن (الوراق 2475)

وقال في موضع آخر (ص 2580): فاعلم أن الورث على نوعين معنوي ومحسوس، فالمحسوس منه ما يتعلق بالألفاظ والأفعال وما يظهر من الأحوال.
فأما الأفعال فأن ينظر الوارث إلى ما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يفعله مما أبيح للوارث أن يفعله اقتداء به لا مما هو مختص به عليه السلام مخلص له في نفسه ومع ربه وفي عشرته لأهله وولده وقرابته وأصحابه وجميع العالم.
ويتبع الوارث ذلك كله في الأخبار المروية عن رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم، الموضحة لما كان عليه في أفعاله من صحيحها وسقيمها، فيأتيها كلها على حد وردت لا يزيد عليها ولا ينقص منها.
وإن اختلفت فيها الروايات فليعمل بكل رواية، وقتاً بهذه ووقتاً بهذه، ولو مرة واحدة، ويدوم على الرواية التي تثبت، ولا يخل بما روى من ذلك، وإن لم يثبت من جهة الطريق فلا يبالي، إلا أن تعلق بتحليل أو تحريم، فيغلب الحرمة في حق نفسه فهو أولى به، فإنه من أولى العزم، وما عدا التحليل أو التحريم فليفعل بكل رواية.
وإذا أفتى إن كان من أهل الفتيا وتتعارض الأدلة السمعية بالحكم من كل وجه ويجهل التاريخ ولا يقدر على الجمع فيفتى بما هو أقرب لرفع الحرج، ويعمل هو في حق نفسه بالأشد ... كأحمد بن حنبل فإنه كان بهذه المثابة، روينا عنه أنه ما أكل البطيخ حتى مات وكان يقال له في ذلك فيقول: ما بلغني كيف كان يأكله رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.

 ... وما رأينا أحداً ممن رأيناه أو سمعنا عنه عمل على هذا القدم إلا رجل كبير باليمين يقال له الحداد، رآه الشيخ ربيع بن محمود المارديني الحطاب وأخبر أنه كان على هذا الحال من الاقتداء، أخبرني بذلك صاحبي الخادم عبد اللّه بدر الحبشي عن الشيخ ربيع.

وقال في موضع آخر ( ص 1065): (ثم لتعلم أن مكان كل واحد من نبيه الذي هو وارثه إنما مكانه منه على الحال التي أثمر له طريقه، فانه لا يرث أحد نبياً على الكمال، إذ لو ورثه على الكمال لكان هو رسولاً مثله، أو نبي شريعة تخصه، يأخذ عمن يأخذ عنه، وليس الأمر كذلك، إلا أن الروح الذي يلقي على ذلك النبي، تمتد منه رقيقة ملكية لقلب هذا الرجل الوارث، في صورة حالة مشوبة في ظاهرها بصورة ذلك الملك، وتسمى تلك الروحانية باسم ذلك الملك، وتخاطب هذا الوارث بقدر حاله .... ومن هنا يتخيل من لا تمكن له في المعارف الإلهية ذوقاً أنه نبي، أو قد نال درجة أنبياء الشرائع، ولهذا قال بعض السادة من رجال الله: جعلك الله محدثاً صوفياً ولا جعلك صوفياً محدثاً)

وقال في موضع آخر (ص 279): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العلماء ورثة الأنبياء ما ورثوا دينارا ولا درهما ورثوا العلم ولما كانت حالته صلى الله عليه وسلم في إبتداء أمره صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى وفقه لعبادته بملة إبراهيم الخليل عليه السلام فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه عناية من الله سبحانه به صلى الله عليه وسلم إلى أن فجأه الحق فجاءه الملك فسلم عليه بالرسالة وعرّفه بنبوّته فلما تقرّرت عنده أرسل إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا فبلغ الرسالة وأدّى الأمانة ودعا إلى الله عز وجل على بصيرة فالوارث الكامل من الأولياء منا من انقطع إلى الله بشريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن فتح الله له في قلبه في فهم ما أنزل الله عز وجل على نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بتجل إلهيّ في باطنه فرزقه الفهم في كتابه عز وجل وجعله من المحدّثين في هذه الأمّة فقام له تهذا مقام الملك الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ردّه الله إلى الخلق يرشدهم إلى صلاح قلوبهم مع الله ويفرّق لهم بين الخواطر المحمودة والمذمومة ويبين لهم مقاصد الشرع وما ثبت من الأحكام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لم يثبت بإعلام من الله أتاه رحمة من عنده وعلمه من لدنه علما فيرقى هممهم إلى طلب الأنفس بالمقام تالأقدس نويرغبهم فيما عند الله كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبليغ رسالته غير أنّ الوارث لا يحدث شريعة ولا ينسخ حكما مقررا لكن يبين فإنه على بينة من ربه وبصيرة في علمه ويتلوه شاهد منه بصدق إتباعه وهو الذي أشركه الله تعالى مع رسوله صلى الله عليه وسلم في الصفة التي يدعو بها إلى الله فأخبر وقال ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وهم الورثة فهم يدعون إلى الله على بصيرة وكذلك شركهم مع الأنبياء عليهم السلام في المحنة وما ابتلوا به فقال أن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون نالذين يأمرون بالقسط من الناس وهم الورثة فشرك بينهم في البلاء كما شرك بينهم في الدعوة إلى الله
وقال أيضا (ص 1021) : (وأما ختم الولاية المحمدية فهي لرجل من العرب، من أكرمها أصلاً ويداً ، وهو في زماننا اليوم موجود، عرفت به سنة خمس وتسعين وخمسمائة، ورأيت العلامة التي له، قد أخفاها الحق فيه عن عيون عباده وكشفها لي بمدينة فاس، حتى رأيت خاتم الولاية منه، وهو خاتم النبوة المطلقة لا يعلمها كثير من الناس، وقد ابتلاه الله بأهل الإنكار عليه فيما يتحقق به من الحق في سره من العلم به.
وكما أن الله ختم بمحمد صلى الله عليه وسلم نبوة الشرائع كذلك ختم الله بالختم المحمدي الولاية التي تحصل من الوارث المحمدي لا التي تحصل من سائر الأنبياء، فان من الأولياء من يرث إبراهيم وموسى وعيسى، فهؤلاء يوجدون بعد هذا الختم المحمدي وبعده فلا يوجد ولي على قلب محمد صلى الله عليه وسلم.
هذا معنى خاتم الولاية المحمدية وأما ختم الولاية العامة الذي لا يوجد بعده ولي فهو عيسى عليه السلام. ولقينا جماعة ممن هو على قلب عيسى عليه السلام وغيره من الرسل عليهم السلام وقد جمعت بين صاحبي عبد الله وإسماعيل بن سودكين وبين هذا الختم ودعا لهما وانتفعا به والحمد الله)

 

 

29 - يناير - 2006
حول كتاب فصوص الحكم
الوارث في عقبات السويق    كن أول من يقيّم

وأعلى مقام للوارث حسب نظرية ابن عربي أن يقتحم عقبات السويق بسلام، وهو ما بسط الكلام عليه في الباب (383) من الفتوحات. وهو نفسه (موقف السواء) عند النفري كما سيذكر ابن عربي، و(موقف السواء): التعبير الأقدم لمصطلح وحدة الوجود كما يفهم من كلام ابن عربي، ولكني لم أعثر في كتاب المواقف للنفري على هذا الموقف? وقد تناوله ابن عربي بالشرح في غير موضع من الفتوحات فقال: (وهو الموقف الذي لا يتميز فيه سيد من عبد، ولا عبد من سيد، فإن قلت فيه في تلك الحالة سيد صدقت، وإن قلت فيه عبد صدقت، لأن لك شاهد حال في كل قول يشهد لك بصدق ما تقول، فقل ما شئت فيه تصدق).. أما لماذا اختار ابن عربي كلمة السويق فالظاهر أنه رأى عقبة السويق، التي ذكرها المقريزي في (البيان والإعراب) وهي قريبا من ينبع. ويعلل ابن عربي هذه التسمية بقوله: (وأضيفت إلى السويق لعدم ثبوت الأقدام فيها لأنها مزلة الأقدام فلا يقطعها إلا رجل كامل).
وفي عقبات السويق يتعرض الوارث إلى المحنة الكبرى، فإن اقتحمها بسلام اطلع يوم القيامة على ما هو مكتوب في السبع المثاني، والسبع المثاني هي كما يرى أتباع ابن عربي ألوية الحمد السبعة التي تنشر على رأس محمد (ص) يوم القيامة من سورة الفاتحة، ومع أن أتباع ابن عربي في دمشق يرددون هذا التفسير للسبع المثاني عند كلامهم على (عقبات السويق) إلا أنني لم أظفر بنص في الفتوحات ربط فيه ابن عربي بين السبع المثاني وألوية الحمد السبعة ?! ثم إن ابن عربي عاد في الباب (341) وهو (منزل التقليد في الأسرار) فقال: (وليس في المنازل أصعب مرتقى من هذا المنزل، هو أصعب من منزل عقبات السويق) وإليك ملخص ما حكاه في وصف مقام (عقبات السويق) قال:
(اعلم أن لله في المقام المحمود الذي يقام فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة باسمه الحميد سبعة ألوية تسمى ألوية الحمد تعطى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وورثته المحمديين.
وفي الألوية أسماء الله التي يثني بها صلى الله عليه وسلم على ربه إذا أقيم في المقام المحمود يوم القيامة وهو قوله صلى الله عليه وسلم إذا سئل في الشفاعة قال فأحمد الله بمحامد لا أعلمها الآن.
وهي الثناء عليه سبحانه بهذه الأسماء التي يقتضيها ذلك الموطن والله تعالى لا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى خاصة، وأسماؤه سبحانه لا يحاط بها علماً فإنا نعلم أن في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ونعلم أنا لا نعلم ما أخفي لنا من قرة أعين وما من شيء من ذلك إلا وهو مستند إلى الاسم الإلهي الذي ظهر به حين أظهره والاسم الإلهي الذي امتن علينا تعالى بإظهاره لنا فلا بد أن نعلمه ونثني على الله به ونحمده إما ثناء تسبيح أو ثناء إثبات.
فلما عُرِّفتُ بذلك سألتُ عن توقيت تلك الأسماء التي يحمد الله تعالى بها يوم القيامة في المقام المحمود فإني علمت أني لا أعلمها الآن ولا يعلمنيها الله فإنها من المحامد التي يختص بها صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، فإذا سمعناه يحمده بها يوم القيامة في المقام المحمود وانتشرت الألوية بها والمحامد مرقومة فيها ففي ذلك الموطن نعلمها.
فقيل لي: إن عدد تلك الأسماء ألف اسم وستمائة اسم وأربعة وستون اسماً، كل لواء منها فيه مرقوم تسعة وتسعون اسماً من أحصاها هناك دخل الجنة، غير لواء واحد من هذه الألوية فإن فيه مرقوماً من هذه الأسماء سبع مائة وسبعون اسماً يحمده صلى الله عليه وسلم بهذه المحامد كلها وكلها تتضمن طلب الشفاعة من الله.
وهذا المنزل مما يعطى من ينزله مشاهدة كل لواء من تلك الألوية وعلماً بما فيه من الأسماء ليثني هذا الوارث على الله بها هنالك.
ولكل لواء منها منزل هنا ناله صلى الله عليه وسلم وتناله الورثة الكمّل من أتباعه.
وهذا المنزل منزل شامخ صعب المرتقى ولهذا سمي عقبة وأضيفت إلى السويق لعدم ثبوت الأقدام فيها لأنها مزلة الأقدام.
فلا يقطعها إلا رجل كامل من رسول ونبي ووارث كامل يحجب كل وارث في زمانه وهذا هو المنزل الذي سماه النفري في مواقفه موقف السواء لظهور العبد فيه بصورة الحق.
فإن لم يمن الله على هذا العبد بالعصمة والحفظ ويثبت قدمه في هذه العقبة بأن يبقي عليه في هذا الظهور شهود عبوديته لا تزال نصب عينيه وإن لم تكن حالته هذه وإلا زلت به القدم وحيل بينه وبين شهود عبوديته بما رأى نفسه عليه من صورة الحق ورأى الحق في صورة عبوديته وانعكس عليه الأمر.
وهو مشهد صعب فإن الله نزل من مقام غناه عن العالمين إلى طلب القرض من عباده ومن هنا قال من قال أن الله فقير وهو الغني ونحن أغنياء وهم الفقراء فانعكست عندهم القضية وهذا من المكر الإلهي الذي لا يُشعَرُ به.
فمن أراد الطريق إلى العصمة من المكر الإلهي فليلزم عبوديته في كل حال ولوازمها فتلك علامة على عصمته من مكر الله ويبقى كونه لا يأمنه في المستقبل بمعنى أنه ما هو على أمن أن تبقى له هذه الحالة في المستقبل إلا بالتعريف الإلهي الذي لا يدخله تأويل ولا يحكم عليه إجمال.
وفي هذا المنزل يشاهد قوله (ولكن الله رمى) ومحمد صلى الله عليه وسلم هو الرامي في الحس الذي وقع عليه البصر ويقوم له في هذا المنزل (والله خلقكم وما تعملون)

واعلم أن السواء بين طريقين لأن الأمر محصور بين رب وبين عبد.
فللرب طريق وللعبد طريق.
فالعبد طريق الرب فإليه غايته، والرب طريق العبد فإليه غايته.
فالطريق الواحدة العامة في الخلق كلهم هي ظهور الحق بإحكام صفات الخلق فهي في العموم إنها أحكام صفات الخلق وهي عندنا صفات الحق لا الخلق وهذا معنى السواء.

29 - يناير - 2006
حول كتاب فصوص الحكم
صوت صفير البلبل برواية الإتليدي    كن أول من يقيّم

القصيدة منشورة  على الوراق، في كتاب الإتليدي (نوادر الخلفاء المشهور بإعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس) (ص 34) وهي فيه (31 ) بيتا، منسوبة للأصمعي، مع قصتها، وقد لحق نص القصيدة أخطاء فنية سوف نقوم بتصحيحها لاحقا بمشيئة الله. وقد وصلتنا أيضا عن طريق (حلبة الكميت) للنواجي (ت 788هـ)(ص 89 ـ 90)  مع ذكر قصتها، وهي فيه (22) بيتا، منسوبة إلى الأصمعي، وقد نقلها عنه د. إبراهيم النجار في كتابه مجمع الذاكرة، في ترجمة أبي العجل الماجن، ومن هنا وردت القصيدة  خطأ في ديوان أبي العجل الماجن في نشرة الموسوعة الشعرية (المجمع الثقافي في أبو ظبي: الإصدار الثالث) ويبدو أن ذلك من أخطاء الإدخال والطباعة. ولكنني اعتمدت نشرة الموسوعة في التعليق في الهوامش، وأنبه هنا إلى أن القصيدة لا تنسب في كتب الأدب المتأخرة إلا للأصمعي. وقد وردت أيضا في الموسوعة في ديوانه، وهي فيه (26) بيتا.
  والجدير بالذكر أن لأبي العجل الماجن، قصيدة مشهورة على غرار هذه القصيدة وعلى عروضها، وربما كانت أساسا لقصيدة (صوت صفير البلبل) انظر ما كتبته عن أبي العجل في (دوحة الشعر) في ملف بعنوان (مئات الدواوين العراقية الضائعة في العصر العباسي) البطاقة رقم (49) وقصيدته موجودة في طبقات ابن المعتز (الوراق: ص 132)وأولها:

شه شه على العقلل مـاهو  من شكللي
ويبدو أن النجار قد تصرف في تغير ألفاظ بعض أبيات (صوت صفير البلبل) حسب رواية النواجي، وسوف أنبه إلى ذلك في حواشيها. وجعلت رواية الإتليدي هي الأساس.
 
صَـوتُ صَـفِيرِ iiالبُلبُلِ هَـيَّـجَ قَـلـبِي iiالثمِلِ
الـمـاءُ  وَالـزَهرُ iiمَعاً مع زهر لَحظِ المُقَلِ (1)
وَأَنـتَ  يا iiسيددلي وسيّدي وَمَولَلِي (2)
وَكَـم  وَكَـم تَيَّمنِي غُزَيِّلٌ  عَقيقلي (3)
قَـطـفتُ  مِن وَجنتهِ باللثم وَردَ الخَجَلِ (4)
وقلت بسبسبسني فلم يَجُد بالقبلِ(5)
فَقالَ لا لا لا iiلَلا وَقَد غَدا مُهَرولي
وَالـخُـودُ  مالَت iiطَرَباً مِن فِعلِ هَذا الرَجُلِ (6)
وَوَلْــوَلَــت iiوَلـوَلـةً (ولي ولي) يا وَيلَ لِي (7)
فَـقُلتُ  لا iiتُوَلوِلي وَبَـيّني  اللُؤلُؤَ iiلَي
لـمـا رأته أشمطا يـريد  غير iiالقبلِ
وبـعـده ما iiيكتفي إلا بطيب الوَصْلَلي
قـالَت لَهُ حينَ iiكَذا اِنهَض  وَجُدْ بِالنقَلِ
وَفِـتـيةٍ  iiسَقَونَنِي قَُهيوَةً كَالعَسلَلي (8)
شَـمَـمـتُها في iiأَنَفي أَزكى مِنَ القُرُنْفُلِ (9)
فِـي وَسـطِ بُستانٍ iiحُلِي بِالزَهرِ  وَالسَرَوْلَلِ(10) 
وَالـعُـودُ  iiدَنـدَنْـدَنَلي والطبلُ طَبْطَبْطَبَلِي (11)
وَالـسَـقفُ iiشقشقشقلي والماء سَقسَقسَقلِي (12)
شَـووا شـووا iiوشاهشوا على ورقْ سفرجلي (13)
وغـرّد القمري iiيصيحْ مِن ملل في مللي (14)
فـلـو  تـراني iiراكبا عَلى حِمارِ أَهزَلِ (15)
يَمشِي عَلى ثَلاثَةٍ   كَمَشيَةِ العَرَنجلِ (16)
وَالـنـاسِ تَرجمْ iiجَمَلِي فِي السُوق بِالقلقلل (17)
وَالـكُـلُّ كَـعكَع iiكَعكَعٍ خَلفي وَمِن حولَلي (18)
لَـكِـن مَـشَيتُ iiهارِباً مِن خَشيَةِ العقنقل (19)
إلى لقاء ملك     معظم iiمبجل
يَـأمُـرُ  لِـي iiبِخَلعَةٍ حَمراء كالدمدملي(20)
أجـر  فيها iiماشيا مبغددا للذيل (21)
أَنـا  الأَدِيـبُ iiالأَلمَعِي مِن حَيِّ أَرضِ المُوصِلِ
نَظِمتُ قِطعاً زُخرِفَت تعَجّزُ الأدبللي ii(22)
أَقـولُ  فَي iiمَطلَعِها صَوتُ صَفيرِ البُلبُلِ
(1) في ديوان أبي عجل نشرة الموسوعة: (مع حسن لحظ المقل)
(2) في ديوان أبي عجل (وأنت حقا سيدي = وسؤددي وموللي)
(3) في ديوان أبي عجل (غزيل عقنقلي)
(4) في ديوان أبي عجل (بالوهم ورد الخجل)
(5) في ديوان أبي عجل (بسبسبستني)
(6) البيت مع الأبيات الخمسة التي تليه ساقطة من ديوان أبي عجل، وقد وردت القطعة في ديوان الأصمعي عدا البيت الثالث والرابع.
(7) في ديوان الأصمعي:( فَوَلوَلَت وَوَلوَلَت)
(8) في ديوان أبي عجل (يسقونني)
(9) في ديوان أبي عجل (في أنففي)
(10) في ديوان أبي عجل (في بستتان حسن)
(11) في ديوان أبي عجل (والعود دندن دندنٌ = والطبل طبطبطب لي) وبعده في نشرة الموسوعة لديوان الأصمعي: (طَب طَبِطَب طَب طَبَطَب =       طَب طَبَطَب طَبطَبَ لِي) وبعده: (وَالسَقفُ سَقسَقسَق لِي =وَالرَقصُ قَد طابَ لِي)
(12) البيت كما هو في الإتليدي (والرقص قد طبطبلي = والسقف قد سقسقلي) وفي ديوان أبي عجل (والرقص أرطب طبطب = والماء شقشقشق لي) ولعل الصواب ما أثبته.
(13) في ديوان الأصمعي في الموسوعة (شَوى شَوى وَشاهشُ  = عَلى حِمارِ أَهزَلِ) وفي ديوان أبي عجل (شووا شووا شووا على = وُرَيّق السفرجل)
(14)  في ديوان أبي عجل (من ملل من مللي)
(15) انظر الحاشية (13) وهو في ديوان أبي عجل (حمار أعزل)
(16) في ديوان أبي عجل (أمشي)
(17) في الإتليدي (بالقلقلي)? وفي ديوان أبي عجل (والناس قد ترجمني = في السوق بالبَقَلَّل) وفي الأصمعي: (بالقلقلل)
(18) كذا ورد عجز البيت في الإتليدي، ويبدو أنه بتشديد اللام  الأولى (حولّلي) وفي ديوان أبي عجل (ومن حُوَيللي) وفيه صدر البيت: (والكل كع كع ككعٌ)
(19) وهي في ديوان أبي عجل (من خشية في عقللي) وفي ديوان الأصمعي (مِن خَشيَةِ مُبَجَّلِ) وهي مزج بألفاظ البيت الذي يليه وقد سقط من ديوان الأصمعي نشرة الموسوعة.
(20) في ديوان أبي عجل (كالدَمَلْمَلِ) وفي ديوان الأصمعي (كالدم دملي)
(21) في ديوان أبي عجل (أجر فيها مأربا = ببغدد كالدُلدُل) وهو آخر أبيات القصيدة في ديوانه (نشرة الموسوعة)
(22)  في ديوان الأصمعي: (يَعجزُ عَنها الأَدبُ لِي)


 

30 - يناير - 2006
صوت صفير البلبل
من رأى القلقل الوراد ذكره في القصيدة    كن أول من يقيّم

أشكر الأخ عبد الله على كلمته الطيبة، قبل السؤال عمن رأى القلقل الوارد ذكره في القصيدة في قوله:

والناس ترجم جملي في  السوق iiبالقلقلل
أتمنى ممن يعرف (القلقل) من أصدقاء الوراق أن يتحفنا بالجواب على هذا السؤال.
ولا يخفى أن اللام الأخيرة في القلقلل زيادة لإقامة الوزن على غرار معظم الأبيات، والقلقل: ورد ذكره في معلقة امرئ القيس، على رواية من روى الكلمة بقافين، وهو قوله:
ترى بعر الآرام في عرصاتها وقـيـعـانها كأنه حب iiفلفل

فقد روي (كأنه حب قلقل) كما حكى السيوطي في (المزهر) (الوارق: ص 292) وقال فيه أيضا (ص 313) معلقا على قول الراجز:
وانحَتَّ من حَرْشاء فَلْج خَرْدَلُهْ وانْـتَفَضَ  البَرْوَقُ سوداً فُلْفُلُهْ

قال ابن دريد: ومن روى هذا البيت قِلْقِلِه؛ فقد أخطأ؛ لأن القِلْقِل ثمر شجر من العِضَاه، وأهل اليمن يسمون ثمر الغاب قِلْقلاً).
قال ابن البيطار في (الجامع لمفردات الأدوية والأغذية)
(قال أبو حنيفة: هو شجرة خضراء تنهض على ساق ونباتها الآكام دون الرياض ولها حب كحب اللوبيا حلو طيب يؤكل والسائمة حريصة على أكله، ومنابته الغليظ والجلد من الأرض وحب القلقل مهيج على النكاح، يأكله الناس لذلك ويقال القلقل وقلقلان وقلاقل.
وقال أبو عمر: والقلقلان أحمر بطون الورق أحمر ظهورها والقلقل من النبات الذي إذا جف ثم هبت عليه الريح كان له جرس وزجل.
وفي كتاب الرحلة: هو معروف بالعراق مزدرع على السواقي في مزارع القطن وغيره فيعظم شجره حتى يكون في قدر شجر الشهدانج المتوسط ويتخذ منه الأرشية كما يتخذ من العنب وهو عندهم أنجب في الماء من ذلك وورقه ثلاث ثلاث سمسمية الشكل وشهدانية الشكل ويكون أيضاً حبه في كل معلاق، إلا أنه أقل تشريفاً وأصلب وأقصر وخضرتها مائلة إلى الدهمة وساق شجرتها إلى الحمرة فيها قليل زغب وطعم الورق مر وزهره قطني الشكل، إلا أنه أميل إلى البياض وثمره في أوعية خشنة على شكل بزر الشوكة الطويلة إلا أنه أكبر نحو من نوى القرطم في القدر ولونه أغبر وطعمه حلو وفيه لزوجة وقد إزدرعته في بلادنا فانجب.
وقال ابن ماسويه: حار رطب زائد في الجماع وخاصة إذا خلط بالسمسم وعجن بعسل الطبرزد وفانيذ وليس يكون جيداً ولا هو رديء الخلط وإن قلي فهو أحمد والإكثار منه يتخم ويورث هيضة.
وقال ماسرجويه: حار رطب في الثانية زائد في الباه وإن تنقل به على الشراب صدع وليس خلطه برديء وخاصة إذا قلي)

وورد ذكر القلقل في خطبة لقتيبة ذكر الجاحظ قطعة منها في (البيان والتبيين) وأوردها الطبري كاملة في تاريخه. وذكره الميداني في (مجمع الأمثال) في المثل (دقك بالمنحاز حب القلقل) والمنحاز: الهاون. قال: القلقل شجيرة خضراء تنهض على ساق، ولها حب كحب اللوبيا حلو طيب يؤكل، والسائمة حريصة عليه.
وقال الزمخشري في (المستقصى):
دقك بالمنحاز حب القلقل: بقافين مكسورتين حب شاق المدق، عن الأصمعى وعن ابى
الهيثم حب القلقل من يدقه? إنما أراد حب الفلفل الذي يدق فيجعل في الأمراق. يضرب في
الإلحاح على الشحيح.
وقال ابن منظور: معلقا على المثل: (والعامة تقول حب الفُلْفُل؛ قال الأَصمعي: وهو تصحيف، إِنما هو بالقاف، وهو أَصلب ما يكون من الحبوب، حكاه أَبو عبيد. قال ابن بري: الذي ذكره سيبويه ورواه حب الفُلْفُل، بالفاء، قال: وكذا رواه عليّ بن حمزة؛ وأَنشد: وقد أراني في الزمان الأول ..إلخ

وأشهر ما وصلنا من ذكرالقلقل قول أبي النجم العجلي (ت 130هـ)
وَاِحتازَتِ الريحُ يَبيسَ القِلقِلِ
والبيت هو البيت (63) من أرجوزته السائرة في وصف النياق، وهي أطول أرجوزة وصلتنا في موضوعها وعدد أبياتها (194) بيتا، وقد انتصف بها للرجاز من الشعراء كما ذكر أبو الفرج في الأغاني، ونعتها رؤبة بأم الرجز . وكان قد كتبها بطلب من هشام بن عبد الملك.

30 - يناير - 2006
صوت صفير البلبل
 90  91  92  93  94