البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زياد عبد الدائم

 8  9  10  11  12 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
النقود البيزنطية    كن أول من يقيّم

        تم تداول المسكوكات البيزنطية في المناطق الغربية الخاضعة لسيطرة البيزنطيين أو الموالية لها، وقد كان العرب الغساسنة الذين جاؤوا إلى سهل حوران في سورية بعد تصدع سد مأرب في اليمن القديمة، كانوا يتبعون الدولة البيزنطية في معظم قبائلهم، وقد استعملوا الدينار البيزنطي الذي كان عبارة عن قطعة ذهبية مستديرة الشكل نقشت عليها صورة الملك البيزنطي الذي كانت تسك بوقته، وعلى الوجه الآخر الشارات المسيحية كالصليب وعصا المطرانية.

28 - أبريل - 2007
المسكوكات
النقود السلوقية    كن أول من يقيّم

    تم سك هذه النقود خلال القرن الثالث قبل الميلاد، وقد تميزت النقود السلقية بما يلي:
?       الوجه: رأس الملك السلوقي فيليب متجه نحو اليمين.
الظهر: الإله زوس وهو جالس على كرسي ويمسك بيده اليسرى صولجاناً طويلاً يصل إلى الأرض، وتقف آلهة النصر ( نايكا ) على يده اليمنى واضعة إكليل النصر وعلى يسارها نصوص كتابية.

28 - أبريل - 2007
المسكوكات
نقود دولة الحضر    كن أول من يقيّم

      تقع دولة الحضر في منطقة الجزيرة، حوالي 120 كم جنوب غرب الموصل، وتعد الحضر أول مملكة عربية مستقلة عن كلا السلطتين الفارسية والبيزنطية، ودليلنا على ذلك من أسماء ملوكهم، ومن خلال مزج العناصر الزخرفية والمعمارية ن كلا الدولتين الفارسية والبيزنطية ولو كانت إحدى الدولتين مهيمنة على الحضر لظهر تأثيرها فقط.
     وقد عاشت دولة الحضر بين القرنين الثاني قبل الميلاد والقرن الثاني الميلادي وازدهرت هذه الدولة لموقعها التجاري ولكونها مدينة دينية.
وقد سكت فيها نقود نحاسية يمكن تقسيمها إلى نوعين هما :
1 – النوع الأول كبير الحجم ويتضمن :
?   الوجه: رأس الإله شمش تحيط به هالة من الأشعة بوضع جانبي متجه نحو اليمين، وعلى جانبه كتابة آرامية نصها ( حطرادي شمش ) وتعني " الحضر مدينة الإله شمش ".
?   الظهر: يبدو طير النسر ناشراً جناحيه على حرفين ( SC ) لكنها بوضع معكوس، وقد جاءت النقود الحضرية مغايرة للرومانية التي حملت الحرفين ( SC  ) وهي اختصار (Sentus Consultum ) وتعني " بموافقة مجلس الشيوخ ".
ويبدو أن النقود الحضرية قد استخدمت القالب بشكل معكوس، وربما كان القصد منها تمييز النقود الحضرية عن غيرها.
2 – النوع الثاني من النقود الحضرية كانت صغيرة الحجم، وتتضمن ما يلي:
?       الوجه: رأس الإله شمش تحيط به هالة من الأشعة بوضع جانبي.
          الظهر: يبدو طير النسر ناشراً جناحيه على غصن ذي أوراق.

28 - أبريل - 2007
المسكوكات
نقود دولة الأنباط    كن أول من يقيّم

     قامت هذه الدولة في القرن السادس قبل الميلاد في المنطقة الواقعة اليوم في الأردن،وكان التنقل والترحال الطبع السائد بين قبائل الأنباط، وبدأ استقرارهم في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد واشتغلوا بالزراعة والتجارة وكانت عاصمتهم البتراء ذات موقع هام.
     ويعتبر الملك الحارث الثالث ( 87 – 62 ق.م ) مؤسس دولة الأنباط، وهو من أشهر ملوكهم، فقد هزم هذا الملك جيش اليهود عدة مرات وحاصر أورشليم وقد أصبح حاكماً لدمشق سنة 85 ق.م.
وقد سك الحارث الثالث مسكوكات نبطية على طراز مسكوكات البطالمة (اليونان)، حيث نقش على مسكوكاته رأس رجل بوضع جانبي متجه لليمين ( يحتمل أن يكون هو الحارث نفسه )، أما الجانب الآخر للمسكوكة فإنها تحمل صورة امرأة، ونقش الحارث اسمه ولقبه بحروف يونانية.
     وقد سك الملك النبطي عبادة الثاني مسكوكات فضية نقش عليها صورة لرأس رجل وعلى الوجه الآخر صورة لطائر النسر، وعليها كتابة نبطية نصها: "الملك عبادة ملك الأنباط" وتاريخ السنة الثانية من حكمه، وتطورت النقود النبطية منذ حكم الملك عبيدة الثالث ( 28 – 9 ق.م )، حيث حملت المسكوكات النبطية  صورة الملك والملكة.
     ويبدو أن الأنباط كانوا قد تزوجوا من شقيقاتهم مقلدين بذلك عادات الفراعنة والبطالمة، وقد ظهر على مسكوكات الملك النبطي مالكو الثاني ( 40 – 70 م ) وهو ابن الحارث الرابع عبارة: "شقيقة الملك".
وقد أصبحت بلاد الأنباط تحت السيطرة الرومانية خلال حكم الملك النبطي رابيل الثاني ( 71 – 106 م ) ابن مالكو الثاني الذي يعد آخر ملوك الأنباط.
     بعد ذلك ضعفت دولة الأنباط بتحول طرق التجارة التي كانت تمر بعاصمتهم البتراء التي كانت تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب.

 

28 - أبريل - 2007
المسكوكات
النقود التدمرية    كن أول من يقيّم

     عندما كانت البتراء عاصمة الأنباط في دور الاضمحلال كانت مدينة تدمر توطد مركزها التجاري، لا سيما أن موقعها المهم أضفى عليها المزيد من الأهمية وجعل لها دوراً بين مدن العالم القديم، وقد ساعدها موقعها الجغرافي على أن تستقل عن كلا السلطتين الفرثية والرومانية.
     وبذلك فقد كانت محط أنظار الطامعين، ورغم مقاومتها للاحتفاظ بسيادتها غير أنها اضطرت أخيراً إلى الاعتراف بسيادة السلطة الرومانية عليها، وذلك بين سنتي ( 17 – 19 م ) في عهد الملك طيبريوس.
     وفيما بعد جاء حكم القائد أذينة 262 م الذي مُنح لقب " زعيم الشرق " مكافأة له على ولائه للملك الروماني جالينوس، وفي سنة 266 م تم اغتيال أذينة أثناء حضوره أحد الاحتفالات في مدينة حمص، وخلفته زوجته زنوبيا التي حكمت باسم ابنها القاصر وهب اللات، وقد توسعت رقعة الدولة التدمرية في عهدها وشملت سورية وجزءاً من آسيا الصغرى وشمال جزيرة العرب.
     لقد سكت زنوبيا ملكة تدمر المسكوكات سنة 270 م وهي تحمل صورة شخصين أحدهما ابنها وهب اللات والآخر الامبراطور الروماني أورليان (270 – 275 م )، وفي السنة التالية 271 م سكت مسكوكات فضية تحمل فقط صورة ابنها وهب اللات، كما سكت مسكوكات فضية نقشت عليها صورتها بوضع نصفي وكتبت اسمها بالحروف اليونانية، وعلى الوجه الآخر نقشت صورة ابنها وهب اللات واسمه ولقبه، حيث كان لقبه "ملك الملوك".
     وقد أغضبت هذه المسكوكات الملك الروماني أورليان، وشعر بخطورتها عليه، لذلك جهز جيشاً لمحاربة تدمر وملكتها زنوبيا، ولم تتلق تدمر أي مساعدة بعد أن خذلها الفرس، وقد قاومت الجيوش التدمرية الغزاة بالحجارة والنبال وكرات النار، ورفضت الملكة زنوبيا شروط الاستسلام التي عرضها أورليان، إلى أن وقعت أسيرة بيد الرومان حتى وفاتها.
 

28 - أبريل - 2007
المسكوكات
النقود المعينية    كن أول من يقيّم

     لقد قامت مملكة معين في الجزيرة العربية، في بلاد اليمن حالياً، ومن آثارها يمكن الاستدلال على أنها ظهرت حوالي القرن الرابع قبل الميلاد.
     لقد تعامل المعينيون بالمقايضة في أول الأمر، ثم عرفوا المسكوكات وسكوها في مدنهم، وتميزت مسكوكاتهم بوجود صورة للملك جالساً على عرشه وشعره يتدلى على شكل ضفائر وهو حليق اللحية، وقد أمسك بيده اليمنى شيئاً يشبه الطير وباليسرى عصا طويلة،وهناك نصوص مكتوبة بالخط المسند تذكر اسم الملك ( اب يثع ) وهو الملك المعيني الخامس، وكان حكمه في حدود سنة 343 ق.م.
     من هذه المسكوكة يمكننا القول إنها كانت قد سكت على طراز مسكوكات الاسكندر الأكبر، ولكنها امتازت بنصوصها ذات الخط المسند، ويبدو أن درهم الملك ( اب يثع ) قد سك سكاً متقناً، وحروفه واضحة مما يؤكد أنه لم يكن الأول وربما سبقته مسكوكات أخرى.
     وقد تداول العرب قبل الإسلام المسكوكات الساسانية، وأطلقوا عليها تسمية المسكوكات الكسروية نسبة إلى كسرى، وتداول الناس هذه المسكوكات بعد الفتح الإسلامي لبلاد فارس كما سنرى لاحقاً.

28 - أبريل - 2007
المسكوكات
النقود في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم    كن أول من يقيّم

      عندما ظهر الإسلام في الجزيرة العربية، لم تكن للمسلمين مسكوكات خاصة بهم، وذلك لانشغال الرسول الكريم r وأصحابه بتوطيد أركان الدين الإسلامي ومقاومة المشركين، لذلك أقر الرسول محمد r المسكوكات البيزنطية والساسانية التي كانت متداولة قبل الإسلام، ولتنظيم جباية أموال الزكاة أقر الرسول r قبول المسكوكات غير العربية، على الرغم من أنها تحمل شعارات وصور تتعارض مع روح الإسلام وتعاليمه.
     وقد كانت المسكوكات الفضية المتداولة في صدر الإسلام على نوعين، السود الوافية ( البغلية ) والطبرية العتق، وكانت الأولى تزن ثمانية دوانق والثانية أربعة دوانق، مما أوجد مشكلة في دفع الزكاة، ثم اتفق الفقهاء فيما بينهم على أن ينزل من وزن السود الوافية دانقان وتضاف على وزن دراهم الطبرية ليصبح كلا النوعين من الدراهم ستة دوانق. كما قسم الرسول r الدنانير البيزنطية التي أرسلها إليه قيصر الروم بين أصحابه.
     مما سبق نجد أن الرسول الكريم r أقر تداول الدنانير الذهبية البيزنطية والمسكوكات الفضية الساسانية بعد أن غير في أوزان الأخيرة.
     وقد كانت الدنانير المتداولة أيام الرسول r عبارة عن قطعة مستديرة من الذهب، نقش على الوجه صورة هرقل وحده ( أو مع ولديه هرقليوناس وقسطنطين ) وقد قبض كل منهم على صليب طويل وتوج رأس الصليب بصليب آخر، أما الوجه الآخر للدينار فقد حمل نقش الصليب قائماً على مدرجات أربعة تحيط بها عبارات الأدعية ونصوص تذكر مكان السك بالحروف اللاتينية.
      أما الدراهم التي كانت متداولة أيام الفتح الإسلامي فقد كانت من النقود الساسانية الفضية التي حملت على أحد الوجهين صورة نصفية بوضع جانبي للملك الساساني الحاكم وعلى رأسه التاج ونصوص مكتوبة باللغة الفهلوية تذكر اسم الملك وأدعية، أما الوجه الآخر فقد حمل دكة النار المجوسية ويقف على جانبيها حارسان مدججان بالسلاح ونصوص بالفهلوية تذكر مكان السك، وقد توزعت على طوق المسكوكة رسومات لهلال ونجمة على الجهات الأربع.
     أما الفلوس النحاسية البيزنطية فقد حملت على الوجه صورة للإمبراطور البيزنطي الحاكم، وعلى الظهر الحرفM  الذي يرمز لقيمة الفلس، وقد أقر الرسول r هذه الفلوس، وأضاف عليها الخليفة عمر بن الخطاب t اسمه بالحروف العربية وذلك سنة 17 للهجرة .

28 - أبريل - 2007
المسكوكات
النقود في عصر الخلفاء الراشدين    كن أول من يقيّم

     بعد وفاة الرسول r وخلال خلافة أبي بكر t التي دامت سنتين وثلاثة أشهر استمر تداول المسكوكات الأجنبية، وقد كان السبب في ذلك هو انشغال الخليفة أبي بكر t بإخماد الفتن وتوطيد أركان الدولة الإسلامية.
     وفي أيام حكم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب t فُتحت العديد من البلاد مثل دمشق وطبرية فلسطين والجزيرة ونصيبين، وفي خلافته انتصر المسلمون على الفرس في معركة القادسية، ووصل الفتح العربي الإسلامي في أيامه إلى نهاوند وأصبهان وأذربيجان، وفتحت مصر أيضاً في عهده سنة 20 ﻫ.
     وعلى الرغم من توسع رقعة الدولة الإسلامية، فقد استمرت المسكوكات الأجنبية ( الدنانير البيزنطية والدراهم الساسانية ) في التداول، إلا أ ن الخليفة عمر بن الخطاب t أحدث بعض التغييرات على المسكوكات التي كانت تسك في المدن الإسلامية، ففي سنة 18 ﻫ أضاف عبارات بالخط العربي على المسكوكات الفضية الساسانية مثل " بسم الله " و " جيد " لتمييز المسكوكات الإسلامية عن غيرها، وقد اغتيل الخليفة عمر بن الخطاب t على يد أبي لؤلؤة فيروز الفارسي سنة 23 ﻫ .
     وقد خلفه عثمان بن عفان t الذي توسعت رقعة العالم الإسلامي في بداية خلافته، ففتحت تونس وكرمان وسجستان وغيرها، وتميزت مسكوكاته بزيادة العبارات العربية على المسكوكات الفضية التي كانت تضرب على الطراز الساساني،ومن العبارات العربية التي نقشها الخليفة عثمان t على النقود عبارة " بسم الله – ربي " و " بسم الله – الملك " و " الله " و " بركة"، وقد قتل t سنة 35 ﻫ.
     واستمرت المسكوكات الإسلامية التي سكت في خلافة الخليفة الرابع علي بن أبي طالب t على ما كانت عليه أيام من سبقه من الخلفاء، وزاد على تلك العبارات لقب جديد هو " ولي الله " على بعض النقود الفضية.
     وتعتبر فترة الخلفاء الراشدين منذ زمن الخليفة الثاني  عمر بن الخطاب t فترة مهمة في تاريخ المسكوكات العربية الإسلامية، حيث إن وجود كلمات أو جمل عربية على النقود المضروبة على الطراز الساساني له دلالة هامة في الاستقلال السياسي والاقتصادي عن الدولة الساسانية التي كانت مهيمنة على بعض الأقاليم العربية قبل الإسلام.

28 - أبريل - 2007
المسكوكات
العصر الأموي .. وتعريب النقود    كن أول من يقيّم

       في سنة 41 ﻫ /661م قامت الدولة الأموية، وكان معاوية بن أبي سفيان أول خلفائها ( 41 – 60 ﻫ / 661 – 679 م )، وقد أولى المسكوكات أهمية كبيرة باعتبارها رمز القوة والسلطة، وقد سك الخليفة الأموي معاوية نوعين من المسكوكات.
      النوع الأول كان على نمط مسكوكات الخلفاء الراشدين أي أنها كانت على نمط المسكوكات الساسانية مضافاً إليها كلمات وعبارات بالعربية، وقد زاد الخليفة الأموي معاوية على مسكوكاته الفضية عبارة " بسم الله – ربي " و " الحمد لله – بركة ".
     أما النوع الثاني من مسكوكات معاوية الفضية فكان على الطراز الساساني، وكتبت عليها بالحروف الفهلوية " معاوية أمير أورشنكان " بمعنى معاوية أمير المؤمنين، وقد سكت في السنة الأولى من حكمه41 ﻫ / 661 م ونصوص هذه المسكوكة الفضية كالتالي :
?   الوجه: صورة نصفية للملك الساساني متجه بوجهه نحو اليمين وهو يلبس التاج المجنح، نُقش الاسم على الفراغ الأيمن من رأس الملك الساساني بالفهلوية ونصها " معاوية أمير أورشنكان " ، وعلى الجانب الأيسر لرأس الملك الساساني عبارات الدعاء بالفهلوية ونصها " أفزوت غدة " بمعنى دامت المملكة نامية، وعلى طوق المسكوكة نقشت البسملة بالخط العربي " بسم الله " وتوزعت النجمة والهلال على الجهات الأربعة للمسكوكة.
?   الظهر: أما الجانب الآخر لهذه المسكوكة، ففي الوسط معبد النار يقف إلى جانبيه الحارسان المدججان بالسلاح، وكتبت مدينة الضرب "داربجرد" في الفراغ الأيمن من معبد النار، أما الجانب الأيسر فكتب فيه سنة الضرب 41 هـ بالإضافة لأشكال موزعة للهلال والنجمة.
وقد كانت دمشق عاصمة الخلافة الأموية ومقر الخليفة، واستمر السك فيها على هذه الطريقة حتى خلافة عبد الملك بن مروان، وقد كانت مدن أخرى غير دمشق تسك فيها الدراهم، ومنها في العراق التي سك أميرها مصعب بن الزبير والي العراق من قبل أخيه عبد الله بن الزبير أمير الحجاز بين سنتي ( 61 – 73 ﻫ / 680 – 692 م )دنانير ودراهم بأمر من أخيه عبد الله، حيث كان الأخوان قد أعلنا انفصالهما عن الدولة الأموية، وقد سك عبد الله بن الزبير المسكوكات الفضية وعليها لقب أمير المؤمنين.
     وعندما تولى الخلافة الأموية عبد الملك بن مروان سنة ( 65 – 86 ﻫ / 684 – 705 م ) نجح في توحيد الدولة العربية الإسلامية التي كانت مجزأة، بعدها تمركزت الخلافة والسلطة بيد عبد الملك، فكان عصره عصر توحيد الأمة، بالإضافة إلى انتشار اللغة العربية في بلاد فارس ومصر والشام في جميع مجالات الدولة كالدواوين والأمور المالية، ولإتمام هذه السياسة كان لابد من تعريب السكة الإسلامية تعريباً كاملاً وتخليصها من التبعية الأجنبية، كالفارسية بالنسبة للدراهم والبيزنطية بالنسبة للدنانير، وقد أراد الخليفة عبد الملك بن مروان إتماما استقلاله الكامل فسار بهذا المجال منذ سنة 73 ﻫ بالنسبة للدراهم و 74ﻫ  بالنسبة للدنانير.
     لقد بدأ عبد الملك بمحاولات تعريبه منذ سنة 74 ﻫ / 693 م ووصلت هذه المحاولات إلى ذروتها سنة 77 ﻫ / 696 م بتعريب الدينار تعريباً كاملاً.
.   ففي سنة 74 ﻫ / 693 م أبدل الخليفة عبد الملك وضع الحرفين I.B الموجودان على ظهر الدينار البيزنطي إلى B.I، يعتقد بعض المختصين أن هذين الحرفين يرمزان للرقم 12 وحين أبدلهم أصبح الرقم 21، ومهما يكن من تفسيرات حول ما يعنيه هذان الحرفان، إلا أن الغاية من إبدال وضعهم كان لمجرد تمييز الدنانير الإسلامية عن البيزنطية.
.   وشمل التغيير الثاني شكل الصليب الموجود على جانب الظهر، فحذف الجزء الأعلى منه ليصبح على شكل حرف T تحيط به عبارات التوحيد بالخط العربي.
.   وفي سنة 76 ﻫ / 695 م سك الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان دنانير نقش عليها صورته بدلاً من صورة الإمبراطور البيزنطي هرقل، وكتبت عليها البسملة وتاريخ الضرب بالعربية، ولكنه أبقى على الشارات المسيحية، حيث يظهر الخليفة عبد الملك واقفاً وبيده السيف الذي هو دليل الإمامة ورمز الجهاد في سبيل الله وعلى رأسه كوفية تتدلى على كتفيه وله لحية طويلة، وتحيط به الكتابة العربية التالية: " بسم الله لا إله إلا الله وحده محمد رسول الله".
.   وكانت الخطوة الأخيرة لتعريب الدنانير هي تخليصها من كافة الشارات والتأثيرات الأجنبية، وذلك عندما سكت سنة 77 ﻫ / 696 م بنصوص عربية خالصة وبدون أي صورة للخليفة عبد الملك أو الإمبراطور البيزنطي هرقل.
ونصوص الدينار العربي الإسلامي المضروب سنة 77 ﻫ كما يلي :
 
                لا إله إلا
مركز الوجه:  الله وحده
                لا شريك له
الطوق:        محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق
               ليظهره على الدين كله . الله أحد الله              
 مركز الظهر: الصمد لم يلد
               ولم يولد
 الطوق:      بسم الله ضرب هذا الدينر في سنة سبع وسبعين
 
     ويزن هذا الدينار العربي الإسلامي مثقالاً واحداً.
     ونلاحظ من نصوص هذا الدينار بأنها لم تحمل اسم مدينة الضرب، على أساس أنها كانت تسك بالعاصمة ومكان إقامة الخليفة وبإشرافه المباشر عليها، وقد كانت هذه القاعدة متبعة حتى مع الدنانير البيزنطية قبل الإسلام، لكن ما هي الأسباب التي دعت الخليفة عبد الملك بن مروان لاتخاذ هذه الخطوة، أي تعريب المسكوكات الإسلامية وتخليصها من التبعية الأجنبية.
     لقد ذكرت المصادر التاريخية أن سببها يعود إلى اعتراض ملك الروم جستنيان الثاني على أوراق البردي التي كانت تصل بيزنطة من مصر وهي تحمل عبارات التوحيد بدلاً من عقيدة الإيمان المسيحية " باسم الأب والابن وروح القدس" مما أغضب جستنيان وهدد بكتابة عبارات تسيء للمسلمين على الدنانير البيزنطية، مما دفع بالخليفة عبد الملك بن مروان إلى استشارة الفقهاء وأهل الرأي بذلك، فأشاروا عليه بسك مسكوكات عربية وترك دنانيرهم، ويذكر أن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أشار على الخليفة عبد الملك بقوله:"يا أمير المؤمنين إن العلماء من أهل الكتاب الأول يذكرون أنهم يجدون في كتبهم أن أطول الخلفاء عمراً من قدس الله تعالى في درهمه.
     ويرى البعض الآخر من المؤرخين أن السبب الذي أدى إلى تعريب المسكوكات هو نقض المعاهدة التي كانت معقودة بين الخليفة عبد الملك وملك الروم جستنيان الثاني سنة 67 ﻫ / 686 م التي يدفع بموجبها الخليفة الإسلامي ولمدة عشر سنوات مبلغاً من المال قدره ألف دينار ذهبي إتاوة أسبوعية، ولكن هذه الاتفاقية نقضت سنة 73 ﻫ / 690 م .
     ومهما كانت الدوافع المارة الذكر فإن السبب الحقيقي الذي دفع الملك عبد الملك لتعريب السكة هو إتمام استقلال الدولة العربية الإسلامية.

28 - أبريل - 2007
المسكوكات
النقود الأموية في المغرب العربي    كن أول من يقيّم

      عند الفتح الإسلامي لمناطق المغرب العربي ومنها شمال إفريقية، أقر قادة الأمويين التعامل بالمسكوكات الجرجيرية من دنانير وفلوس، وقبلوها في الجزية.
     وقد استطاع حسان بن النعمان قائد الجيش الأموي في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان من حصار قرطاجنة عاصمة الروم ودخلها قسراً، وأبقى دواوينها تعمل للعرب .
     وقد خلفه على حكم إفريقية القائد موسى بن نصير سنة 85 ﻫ / 704 م، وقد استمرت المسكوكات على وضعها أول الأمر، غير أن موسى بن نصير بدأ بخطوات التغيير  للمسكوكات، وأهم هذه الخطوات:
1-     حذف الخط الأفقي الصغير القاطع للصليب، بحيث أصبح مجرد عمود منصوب، وبذلك فقد الرمز المسيحي المقصود به في الأصل.
2-     استبدال العبارات اللاتينية التي كانت تشير إلى اسم القيصر وألقابه بعبارات إسلامية تعلن وحدانية الخالق وتمجيده، فقد نقش بالخط اللاتيني على وجه الدينار "لا إله إلا الله وحده لا شريك له"، وعلى الظهر "بسم الله الرحمن الرحيم ضرب هذا الدينار بإفريقية".
3-             ابتدأ موسى بضرب هذه الدنانير سنة 85 ﻫ / 704 م وهي السنة الأولى لولايته على إفريقية.
4-     وضع موسى على مسكوكاته تاريخاً مشابهاً لما كان عند الرومان والبيزنطيين، الذين كانوا يستعملون تاريخاً اصطلاحياً يتجدد كل خمس عشرة سنة ويسمى بالعقد "indiction" فيذكر السنة الأولى أو الثانية من العقد الفلاني، وقد يرسمون حروفاً ( IND ) اختصار كلمة عقد، ويضعون بعد هذا الاختصار رقماً من واحد وحتى خمسة عشر، وهذه الطريقة اتبعها موسى بن نصير أولاً، ولكنه تحول عنها عندما ذكر التاريخ الهجري فيما بعد.
5-     وقد سك موسى دنانير ومسكوكات نحاسية حذف منها صورة قيصر الروم، ولكنه أبقى على بعض الشارات المسيحية.
6-     حذف النصوص اللاتينية من الوسط، وكتب العبارات باللغة العربية وهي "لا إله إلا الله" على جانب، و"محمد رسول الله" على الجانب الآخر،وأبقى على الكتابات اللاتينية في الطوق  ومنها "ضرب هذا الدينار بإفريقية سنة خمس وتسعين".
7-     في سنة مئة للهجرة سك الوالي اسماعيل بن أبي المهاجر الذي خلف موسى بن نصير دنانير عربية خالصة من أي تبعية، وذلك بمدينة القيروان.
     وقد استخدم الأمراء العرب في إفريقية الصنج، وهي عبارة عن قطعة مدورة بقدر الدرهم، وينقش عليها كتابة تذكر وزنها وهو الوزن الشرعي للدينار أو الدرهم.
      وقد استعمل هذا الصنج البيزنطيين قبل الإسلام، وأول من استعمل الصنوج في إفريقية هو الأمير الأموي عبد الله بن الحجاب (116 – 123 ﻫ / 734 – 740 م)، وكذلك استخدمها الأمير حنظلة بن صفوان ونقش عليها "مما أمر به حنظلة بن صفوان .. مثقال درهم واحد".
     وعموماً فنصوص الدنانير العربية في شمال إفريقية والأندلس كانت كما يلي:
 
                لا إله
مركز الوجه:   إلا الله
                وحده
الطوق :       محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق
                بسم الله
مركز الظهر:  الرحمن
                الرحيم
الطوق :       ضرب هذا الدينار سنة
     أما نصوص الدراهم العربية المضروبة بالأندلس، ومنها درهم مضروب سنة 105 ﻫ، ونصوصه هي:
 
                لا إله إلا
مركز الوجه:   الله وحده
                لا شريك له
الطوق :       بسم الله ضرب هذا الدرهم
                بالأندلس سنة خمس ومئة
                الله أحد الله           
مركز الظهر:  الصمد لم يلد و
                لم يولد ولم يكن
                له كفواً أحد
الطوق :       محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين
               الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون
 
     وقد استمر الطراز الأموي للمسكوكات في الأندلس حتى بعد سقوط الدولة الأموية في الشام سنة 132 ﻫ / 749 م.

28 - أبريل - 2007
المسكوكات
 8  9  10  11  12