البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات طماح الذؤابة

 7  8  9 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
صدفة العنوان    كن أول من يقيّم

تحية طيبة ملؤها الإخاء أبعثها مع بقايا الأشعة التي تضيء يومي، وأقول:
 
إن هذا العنوان ليس غريبًا عني، أذكر أني كنتُ مدعوًّا في أصبوحةٍ أدبية ، وقد حضرتْ أديبة إماراتية لا أذكر اسمها، وسردتْ للحضور قصة بعنوان فنجان قهوة، لكنّ الأحداث فيها تختلف، وأذكر أنه قيل إن تلك القصة قد نالت إعجاب الذواقين، وتـُرجمتْ إلى لغات أجنبة.
 
على العموم أنا أكره الشاي والقهوة مهما انتشرت لها الدعايات
 

20 - أبريل - 2010
فنجان قهوة
اغتنام    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

في البداية أقول:
 
تمنياتي لك يا أستاذي بالتوفيق في بحثك.
 
ثم :
بارك الله في كل من مدّ يد عون لأخيه
 
ثم:
يا دكتور يحيى، أشكرك على توضيح إشكالية النسبة إلى رئيس، وحتى أغتنم الفرصة ، لي سؤالان:
 
1. ما الأصوب في كتابة " إذًا" بالذال المنونة؟ بالنون أم بتنوين الفتح؟، وكيف تـُعْرَب؟
2. ما ضابط استعمال أي؟ ـ بالتاء أو بدونها ـ كأن أقول مثلا: لم أعجز عن حل أية مسألة؟
 
ولكم جزيل الشكر والعرفان.
 
الشويعر: طمّاح الذؤابة

20 - أبريل - 2010
ابن منظور أديبًا
شكر واعتذار    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

أرسِلُ طاقة شكر وامتنان تقدير علها تفيك حقك يا دكتور يحيى على المجهود الذي بذلته
 
جعله الله في ميزان حسناتك، وأعتذر إن أتعبتـُك ؛ فأنا أحب الارتقاء بلغتي ؛ لذا أتتبع الفصيح القويم في كتاباتي، والحوشي الجلمودي في قصائدي لإحياء الكلمات التي ماتت في المعاجم ماضيًا على خطا حافظ إبراهيم:
أتوا أهلهم بالمعجزات تفننًا فـيا ليتكم تأتون iiبالكلمات
 
وإني لأستميحك عذرًا يا دكتور صبري؛ فقد تكون قد تضايقتَ بهذه المداخلة التي لا عَلاقة لها بموضوعِك، وهكذا فإني سأنسحب طالبًا العفو.
 
سـأسـعـى  طـالبًا عفوًا iiوكلي عـلـى  أمـل بـعفو iiمسامحينا
سـأمـضـي  قاصدًا صفحًا وإلا
سأصحبُ صمتَ صمتِ الصامتينا
 
 
مع خالص شكري وتقديري الطالب الطموح : طمّاح الذؤابة

21 - أبريل - 2010
ابن منظور أديبًا
الصحف المكتوبة    كن أول من يقيّم

الصحف المكتوبة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
 
روى الترمذي أنه جاء في السنة قوله صلى الله عليه وسلم: " نضر الله امرأً سمع منا شيئًا فبلغه كما سمعه فرُب مبَلـَّغ أوعى من سامع ".([1])
لقد قام بعض الصحابة بكتابة طائفة من الأحاديث في حياته صلى الله عليه وسلم، ومنهم من كتبها بإذن خاص من الرسول، بيدَ أنّ أكثرهم قيّدوا ما جمعوه في السنوات الأخيرة من حياته عليه الصلاة والسلام بعد أن أذن لهم بالكتابة لكل من رغب فيها وقدر عليها، وهذه الصحف تتفاوت أسانيدها قوة وضعفـًا.([2])
 
ـ فصحيفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه كانت تشتمل على العقل ـ مقادير الديات ـ وعلى أحكام فكاك الأسير.
ـ و كتبه صلى الله عليه وسلم إلى أمرائه وعمّاله فيما يتعلق بتدبير شؤون الأقاليم الإسلامية وأحوالها، وفي بيان أحكام الدين والحدود والمحرمات وغير ذلك، ومن هذه الكتب:
1. كتاب الزكاة والديات الذي كتب به أبو بكر الصديق وأخرجه البخاري في صحيحه.
2. كتابه لعمرو بن حزم ([3]) عامله على اليمن وفيه أصول الإسلام، وطريق الدعوة إليه، والعبادات وأنصبة الزكاة والجزية والديات.
3. كتابه إلى وائل بن حجر لقومه في حضرموت فيه الأصول العامة للإسلام، وأهم المحرمات.
4. كتبه إلى الملوك والعظماء، وإلى أمراء العرب يدعوهم فيها إلى الإسلام ككتابه إلى هرقل وإلى المقوقس، وغيرهما.
 
ـ عقوده صلى الله عليه وسلم ومعاهداته التي أبرمها مع الكفار واليهود.([4])
ـ وروى الترمذي أن سعد بن عبادة الأنصاري كان يملك صحيفة جمع فيها طائفة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وسننه، وكان ابن سعد يروي من هذه الصحيفة.
ويروي البخاري أن هذه الصحيفة كانت نسخة من صحيفة عبد الله بن أبي أوفى.
ـ وسمرة بن جندب([5]) كان قد جمع أحاديثَ كثيرة في نسخة كبيرة ورثها ابنه سليمان ورواها عنه.
ـ وكان لجابر بن عبد الله صحيفة أيضًا، ويرى مسلم أنها في مناسك الحج.
ـ ومن أشهر الصحف المكتوبة في العصر النبوي" الصحيفة الصادقة"  التي كتبها جامعها عبد الله بن عمرو بن العاص "ت65" من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اشتملت على ألف حديث ، وهي محفوظة في مسند الإمام أحمد([6])، وقد كانت الصحيفة نتيجة طبيعية لفتوى النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو وإرشاده الحكيم له. ([7])
ولقد شاعت في عصر الصحابة صحيفة خطيرة الشأن أمَر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابتها في السنة الأولى من الهجرة، فكانت أشبه شيء بدستور للدولة الفتية الناشئة آنذاك في المدينة وهي الصحيفة التي دوّن فيها كتاب رسول الله حقوق المهاجرين والأنصار واليهود وعرب المدينة، ولفظ الكتابة صريح في مطلعها: "هذا كتاب محمد النبي رسول الله بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومَن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم: إنهم أمة واحدة من دون الناس".
ـ وعبد الله بن عباس عُني بكتابة الكثير من سنة الرسول وسيرته في ألواح كان يحملها معه في مجالس العلم إلى أن وصلت إلى حمل بعير عند وفاته.([8])


[1] . تيسير مصطلح الحديث ، د/ محمود الطحّان، ط9، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، 1417هـ ، 1996م، ص9.
[2] . علوم الحديث ومصطلحه، د/ صبحي إبراهيم مصطفى الصالح، دار العلم للملايين، بيروت، ط16، 1986م، ص23، بتصرف.
[3] . صحابي جليل استعمله رسول الله على نجران وعمره سبع عشرة سنة وأقام بها مدة، وأدرك أيام يزيد بن معاوية. من ويكي مصدر المكتبة الحرة منقول من البداية والنهاة الجزء الثامن، تاريخ التعديل: 17:34، 12 مايو 2009. http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A9_%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%85%D9%86/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%B2%D9%85
[4] . منهج النقد في علوم الحديث، د/ نور الدين عتر، ط30، دار الفكر المعاصر، بيروت، دار الفكر، دمشق، 1430هـ ، 2009م، 46، 47، 48، بتصرف.
[5] . سمرة بن جندب بن هلال الفزاري، من علماء الصحابة، مات سنة 58 هـ وقيل 59 هـ. له رواية حديث وشرف. ولي إمرة الكوفة والبصرة خلافة زياد بن أبي سفيان، وكان شديداً على الخوارج وقَتَلَ منهم جماعة، فكان الحسن وابن سيرين يثنيان عليه. روى عنه: ابنه سليمان، والحسن البصري، وابن سيرين، وجماعة. آخر تعديل: 08/02/2010 07:38:08 م، موقع إجابات، http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=313928c95cd40b3e
[6] . هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المَرْوَزي، وُلد في بغداد سنة 164هـ ، وفيها نشأ وطلب العلم ولقي كبار العلماء، كان نشيطـًا ذكيًّا زاهدًا متواضعًا وصاحب مذهب أو سنة، اشتهر بعلمه وتقواه، امتحن في فتنة خلق القرآن أيام المأمون ، وصبر وكان لموقفه أثر عظيم في الأمة حتى كشف الله الغمة عهدَ المتوكل الذي عرف قدره، له مؤلفات أشهرها  "المسند" ، توفي رحمه الله في بغداد عام 241هـ ، وشيّعه نحو ألف ألف. من كتاب المختصر الوجيز في علوم الحديث، د/ محمد عجاج الخطيب، ص141 بتصرف.
[7] . علوم الحديث ومصطلحه، د/ صبحي إبراهيم مصطفى الصالح،ص24، وما بعدها، بتصرف.
[8] . علوم الحديث ومصطلحه، د/ صبحي الصالح، ص29، 30، بتصرف.

21 - أبريل - 2010
تدوين الحديث عصر النبوة وموقف المستشرقين منه
موقف المستشرقين    كن أول من يقيّم

موقف المستشرقين من تدوين الحديث في العصر النبوي:
 
ليس علينا أن ننتظر عهد خامس الخلفاء حتى نسمع بشيء مبتكر اسمه تدوين الحديث أو محاولة لتدوينه. وليس علينا أن ننتظر العصر الحاضر لنعترف بتدوين الحديث في عصر مبكر جريًا وراء بعض المستشرقين كجولدزيهر "Goldziher"([1]) وشبرنجر"Sprenger"([2]) ؛ لأن كتب التاريخ الإسلامي  والسنة النبوية لا تدع مجالا للشك في تحقيق تقييد الحديث في عصر النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، وليس على رأس المئة الثانية للهجرة كما يمنّ علينا هذان المستشرقان، وهي تنطق بصدق جميع الوقائع والأقوال والسير والتصرفات التي تنطوي عليها الأحاديث الصحاح والحسان في كتب السنة جمعاء لا في بعضها دون بعض كما يظن دوزي "Dozy" ([3]).
 
إن هؤلاء المستشرقين لم يتجشموا جمع الأدلة والبراهين على إثبات تدوين السنة لإسداء خدماتهم الخاصة إلينا وإلى أدبنا وشريعتنا الغراء، بل لهم أغراض  إليها يهدفون، ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون.
أما جولدزيهر فعقد فصلا خاصًّا لكتابة الحديث في أبحاثه "Muhammedanische Studien" وفيها أتى بأدلة كثيرة على تدوين الحديث في أول القرن الهجري الثاني، وكان في الفصل الأول من الكتاب قد سرد طائفة من الأخبار تشير إلى بعض الصحف التي دُوّنت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكنه أحاطها بكثير من التشكك في أمرها والريبة في صحتها، وقد رمى بهذا إلى غرضين: أحدهما إضعاف الثقة باستظهار السنة وحفظها في الصدور، والثاني وصم السنة كلها بالاختلاق والوضع على ألسنة المدونين لها الذين لم يجمعوا منها غلا ما يوافق أهواءهم ويعبر عن آرائهم .
وشبرنجر في كتابه "الحديث عند العرب" يحاول تفنيد المعتقد الخاطئ عن وصول السنة بطريق المشافهة وحدها، ويجمع الكثير  من الأدلة على تدوين الأحاديث والتعويل على هذا التدوين في عصر مبكر يبدأ أيضًا في مطلع القرن الثاني الهجري، وليس في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وغايته لا تختلف عن غاية جولدزيهر.
وأما دوزي فلعله يخدع برأيه المعتدل كثيرًا من علماء المسلمين فضلا عن أوساط المتعلمين، فقد كان هذا المستشرق يعترف بصحة قسم كبير من السنة النبوية التي حفظت في الصدور، ودوّنت في الكتب بدقة بالغة وعناية لا نظير لها، " وما كان يعجب لكثير من الموضوعات و المكذوبات تتخلل كتب الحديث ـ فتلك كما يقول طبيعة الأشياء نفسها ـ بل للكثير من الروايات الصحيحة الموثوقة التي لا يرقى إليها الشك (ونصف صحيح البخاري على الأقل جدير بهذا الوصف عند أشد المحدثين غلوًّا في النقد ) مع أنها تشتمل على أمور كثيرة يود المؤمن الصادق لو لم ترد فيها".
فلم يكن غرض هذا المستشرق خالصًا للعلم والبحث المجرد حين مال إلى الاعتراف بصحة ذلك النصيب الكبير من السنة ، وإنما كان يفكر أولا و آخرًا بما اشتملت عليه هذه السنة الصحيحة من نظرات مستقلة في الكون والحياة والإنسان، وهي نظرات لا يدرأ عنها استقلالها النقد والتجريح؛ لأنها لم تنبثق من العقل الغربي، ولم تصور حياة الغرب الطليقة من كل قيد.([4])
وسواء علينا أأقروا أم جحدوا، فإن رب الدار أدرى بما فيها، وإن كتبنا الأمينة الموثوقة نطقت بوجود صحف مكتوبة في الحديث على عهده صلى الله عليه وسلم.
ومن الآراء التي تخبط فيها المستشرقون على غير هدى من منطق سليم أو نقل صحيح أن الأحاديث الواردة في شأن تدوين العلم حثـًّا عليه أو نهيًا عنه إنما كان أثرًا من آثار تسابق أهل الحديث في جانب وأهل الرأي في جانب آخر إلى وضع الأقوال المؤيدة لنـَزعتـَيهم المتباينتين.
فأهل الحديث ينزعون إلى جواز تقييد السنة ليكون مستندًا بين أيديهم لصحتها والاحتجاج بها، وأهل الرأي ينزعون إلى النهي عن الكتابة وإثبات عدم تقييد العلم تمهيدًا إنكار صحته وإنكار الاحتجاج به.([5])
إذنْ فقد أخطأ التوفيق جماعة المستشرقين وخانهم منذ الخطوة الأولى التي خطوها في فذلكة موضوع التدوين؛ حيث إنهم غفلوا أو تجاهلوا عوامل الحفظ الكثيرة التي توفرت في الصحابة وهي بلا شك عواملُ كافية كل الكفاء لحفظ الحديث النبوي فتوهموا أن القدح في تدوين الحديث يوصلهم إلى غرضهم مما أعادهم بالخيبة والخسران. ([6])
 
وتم بحمد الله


[1] . المستشرق المجري اليهودي جولد زيهر، له مؤلفات عن الإسلام، شوّه فيها حقائقه، هلك سنة (1340)م. من موقع الشيخ الدكتور سفر الحوالي، http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showFahras&id=1002052&ftp=Alam .
[2] . لويس شبر نجر . مستشرق نمساوي ولد عام 1813 وتوفي 1893 م . اشتغل في مدرسة دلهي ومطبعة كالكوتا في الهند عام 1842 . علم العربية في جامعة برلين ، وترجم ونشر العديد من الكتب العربية منها كتاب ( إصلاحات الفنون ) للتهانوي ، و          (الإتقان في علوم القرآن ) للسيوطي ، ونقل إلى الانجليزية جزءا من كتاب ( مروج الذهب ) للمسعودي . ألف أيضا كتبا في سيرة الرسول محمد . وهو من أشار إلى تعاسة نظام الإسناد وأن اعتبار الحديث شيئاً كاملاً سنداً ومتناً قد سبَّب ضرراً كثيراً وفوضى عظيمة ، وأن أسانيد عروة مختلقة ألصقها به المصنفون المتأخرون .من شبر نجر
 http://www.wakra.net/shpringer.htm  ، و من مقدمة،
 http://www.hujjat14.com/dirast%20hol%20shubhat%20musthriqinazadarnaqviarbic.htm
  
[3] . رينهارت دوزي (1820-1883) مستشرق هولندي ذائع الصيت وأستاذ العربية في كلية الآداب في جامعة لايدن، واشتهر بدراساته القيمة في تاريخ وجغرافية المغرب، وفي تاريخ الدول العربية في الأندلس. وقد عمل المستشرق "دوزي" معجما للألفاظ ذات الأصل العربي الشائعة في اللغتين الأسبانية والبرتغالية، وله العديد من المؤلفات مثل: المسلمون في الأندلس، ونظرات في تاريخ الإسلام، وتاريخ مسلمي اسبانيا. من قضايا معاصرة، الاستشراق والمستشرقون، بقلم: عبد التواب أبو القاسم، http://www.egyig.com/Public/articles/recent_issues/11/92616472.shtml، ومن نيل وفرات دوت كوم، 1998-2010 ، http://www.neelwafurat.com/locate.aspx?mode=1&search=author1&entry=%CF%E6%D2%ED
[4] . علوم الحديث ومصطلحه، د/ صبحي الصالح،  ص 33، 34، 35 بتصرف.
[5] . المرجع ذاته، ص36، بتصرف.
[6] . منهج النقد في علوم الحديث، د/ نور الدين عتر، ص50 بتصرف.

21 - أبريل - 2010
تدوين الحديث عصر النبوة وموقف المستشرقين منه
عذرًا    كن أول من يقيّم

عذرًا ، لكني بعد أن اطلعتُ على ما ذكرتَ، قررتُ أن ألزم الوافر حتى ترجح كفته
 
ولم أقل إني أجبن أمام الكامل ، بل إني لا أستسيغه مذ أتعبني في بداياتي
 
كما أني لا أميل إلى وصفي بالحلي أو المعري، وأنتَ أدرى بما أقصد وما أريد أن أوصفَ به.
 
 
 
 

19 - أغسطس - 2010
شراكة شعرية
جودة المعاني    كن أول من يقيّم

ـ جودة المعاني :
فالكتابة الأدبية إعطاء صور جميلة للمعاني، وجودة المعاني تتوزع على اتجاهين فيما يتصل بالشعر:
1.     جودة المعاني من جهة صلتها بالأغراض الشعرية، وتحت هذا الاتجاه يندرج:
 
أ‌.        جودة المدح ، ونلخصه في مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في وصف زهير حيث قال: " لم يكن يمدح الرجل إلا بما يكون في الرجال..." والرجال يُمدحون بأربع: العقل، الشجاعة، العدل، والعِفة، ويختلف معنى المدح تِبعًا لصنف الممدوح.
ب‌.   جودة الهجاء، وذلك إذا كثرت فيه أضداد الفضائل، وقد تـُجمَل المعاني فيه، وقد يُفرط الشاعر في ذكر نقيصة واحدة.
ت‌.   جودة المراثي، فقد يرثي الشاعر بذكر بكاء الأشياء التي كان المتوفى يحسن إليها في حياته، وكلما أشبهت المرثية المِدحة في معانيها كان ذلك أحسن.
ث‌.   جودة التشبيه؛ إذ  يحسن التشبيه حين يكون بين المتشابهين من وجوه الاشتراك أكثر مما يكون بينهما من وجوه الانفراد. ومن التصرفات التي تحسّن التشبيه:
 
ـ جمعُ التشبيهات الكثيرة في بيتٍ واحد كما في قول امرئ القيس يذكر فرسه:
له أيطلا ظبي وساقا نعامةٍ        وإرخاءُ سِرحان وتقريبُ تتفل ِ
ـ تشبيه شيء واحد بأشياء في بيت أو تعبير قصير.
ـ تشبيه شيء بشيء استنادًا إلى مذهب جديد لم يقع للشعراء من قبل، كما في قول الشاعر:
فلمْ أرَ إلا الخيلَ تعدو كأنما        سَنـَوَّرُها فوقَ الرؤوس ِالكواكبُ
ج‌.    جودة الوصف، والذي يقول عنه قدامة بن جعفر في كتابه نقد الشعر: " ذكر الشيء بما فيه من الأحوال والهيئات" ، ويحسن الوصف كلما أكثر الشاعر من المعاني التي رُكب منها الموصوف ثم بأبرز المعاني في الموصوف وأولاها، ويمثـّله للحِسّ بنعتِه"
ح‌.    جودة النسيب، وهو ذِكر الغزل أو ذكر خلق النساء وأخلاقهن، وتصرّف أحوال الهوى به معهن، وخير النسيب ما أعرب الشاعر فيه عن تهالك في الصبابة والشوق، وأفصح فيه عن إفراط في الوَجد واللوعة، وأظهر فيه هِيامه بالمحبوب وانقياده التام له.
 
2.     جودة المعاني من جهة التقديم والتأخير الأمثل لها، ومن صفات الجودة هنا:
 
أ‌.        صحة التقسيم: أي استيفاء أقسام الشيء أو الأمر.
ب‌.   صحة المقابلات: أي أن يأتي الكاتب بمعنيين أو أكثر ثم يأتي بما يوافق كلاًّ منها أو يضادّه على سبيل المقابلة الصحيحة.
ت‌.   صحة التفسير: أي أن يأتي الكاتب بمعانيَ تستدعي التفسير فتؤتى معان ٍ تفسرها دون إخلال.
ث‌.   التتميم: أي أن يذكر الكاتب مع المعنى كلَّ أحواله التي تجعله كامل الصحة والجودة.
ج‌.    المبالغة: وهي أن يتزيد الكاتب في معنى حال من الأحوال كقول أوس بن غلفان الهُجَيمي:   وهم تركوك أسلح من حُبارى         رأت صقرًا ، وأشرد من نعام ِ
ح‌.    التكافؤ: أي أن يأتي الكاتب بطباق ٍ في وصفه، كقول الشاعر:
حلو الشمائل، مرٌّ باسلٌ         يحمي الذمارَ صبيحة الإرهاق ِ
خ‌.    الالتفات أو الاستدراك: أي أن يأخذ الكاتب في معنى من المعاني ، فيعِنّ له خاطر فيه، فيعود إليه مؤكدًا أو معللاً أو موضحًا كقول الرمّاح بن ميّادة:
فلا صرمُه يبدو، وفي اليأس ِ راحة     ولا وصله يصفو لنا فنـُكارمُه
د‌.       الاستغراب والطرافة: أي أن يكون المعنى مما لم يُسبق الشاعر إليه.[1]
 
المرزوقي والمعنى:
والمرزوقي في شرحه ديوان الحماسة أتى بعبارة "شرف المعنى وصحته" كعنصر من عناصر عمود الشعر في المقدمة؛ إذ إنه يرى أن المعنى لا بد أن تتوافر فيه صفتان: الشرف والصحة ، أي أن يكون المعنى من أحاسن المعاني المستفادة من الكلام ومبتكرًا، وأن يكون ساميًا في منا سبته لمقتضى الحال ، وعرضه في صورة زاهية تشعر بصحته. [2]


[1] . التفكير النقدي عند العرب، عيسى علي  العاكوب، ص208ـ 211، 223، 226بتصرف.
[2] . محاضرات د/ أحمد الزمر في قضايا النقد الأدبي ، كلية الدراسات الإسلامية والعربية، دبي، 2009م، ص77، بتصرف.

25 - أغسطس - 2010
المعاني الشعرية "قضية بين الاقتباس والجودة والرداءة"
الخطأ والرداءة    كن أول من يقيّم

ـ الخطأ في المعاني ورداءتها:
وللخطأ صور مختلفة يجب الوقوف عليها لتجنبها ، فمن لا يعرف الخطأ كان جديرًا بالوقوع فيه، من صور ذلك قول امرئ القيس:
ألم تسأل الرّبعَ القديم بعسعسا   كأني أنادي إذ أكلم أحرسا
هذا تشبيه فاسد ؛ إذ لا يقال كلمتُ حجرًا فلم يجب فكأنه كان حجرًا، وما جاء به مقلوب.[1]
وتوصف المعاني بالرداءة إذا خالفت صفاتِ الجودة التي سبقت الإشارة إليها، يضاف إلى ما سبق:
أ‌.              الاستحالة والتناقض كما في قول الكاتب إذا جمع بين الشيء والمقابل له من جهة واحدة.
ب‌.         إيقاع الممتنع كأن يأتي الكاتب بأمر لا يكون.
ت‌.         مخالفة العُرف كأن يأتي الكاتب بأمر لا يقره العرف والعادة وطبيعة الأشياء.
ث‌.         نسب الشيء إلى ما ليس منه كأن ينسب الكاتب صفة أو معنى إلى شيء لا يكونان له.
 
ونشير ها هنا  إلى مذهب المغالاة والغلو في تناول المعاني، حيث إن القدامى آثر الغلوَّ فريقٌ منهم، بينما آثر الآخرون لزوم حد الوسط، ثم يأتي قدامة ليستجيد الغلو برأي نقدي قديم هو : "أحسن الشعر أكذبه" وهو مذهب فلاسفة اليونان على مذهب لغتهم، ويرى قدامة أن من غالى من الشعراء إنما أراد أن يجعل من الشيء مثلا أعلى وغاية في الصفة التي يصفه بها؛ فإن " كل فريق إذا أتى من المبالغة والغلو بما يخرج عن الموجود ويدخل في باب المعدوم، فإنما يريد به المَـثل وبلوغ النهاية في النعت. وهذا أحسن من المذهب الآخر" (نقد الشعر، ص62).[2]
 
 
وتم بحمد الله

[1] . الصناعتين الكتابة والشعر لأبي هلال العسكري، ص 85بتصرف.
[2] . التفكير النقدي عند العرب، د/ عيسى علي العاكوب، ص215ـ 217بتصرف.

25 - أغسطس - 2010
المعاني الشعرية "قضية بين الاقتباس والجودة والرداءة"
أستاذ النحو    كن أول من يقيّم

شكرًا جزيلا على إطلالتك الرائعة يا دكتورنا ، كنتَ ولا زلتَ دكتورًا قديرًا بكليتنا نأسف على رحيله عنا، وإني لسعيد أن تكون قد أخذتَ هذه الفكرة الجميلة عن وطني.
 
 ومن المؤسف أنه لم يحالفني الحظ في أن تدرسني في حين درّستَ صديقي العزيز الأديب أبا الفراهيدي
 
وأدعو الله أن يعم بلاد المسلمين الأمن والوئام 

25 - ديسمبر - 2010
زفاف الثاني من ديسمبر
 7  8  9