من أطايب الكلام كن أول من يقيّم
الأخت الفاضلة خولة السعادة هي أمشاج من الشعور بالبهجة والفرح والاستمتاع متعك الله بالصحة والعافية وأسعدك في الدنيا والآخرة لم يفلح الكاتب الذي عنون كتابه بـ ( كيف تتخلص من آفة إسعاد الآخرين ؟ ) حينما أراد أن يوضح فكرة أن لا تكون ساذجًا لأن بعضهم يستغل طيبتك ظنًا منهم أنك غبيّ ، فهل أصبح من يرسم الابتسامة على شفاه الآخرين ساذجاً ؟! إنه عنوان غير موفق. أستاذي ياسين الشيخ ياسين جزاك الله خيراً القصة وردتني عبر الإيميل هكذا فلا أدري هل هي واقعية أو لا ، ولكنها إنسانية مؤثرة جداً. أشكرك على ما تفضلت به من أطايب الكلام وذكرك لقصة الملك النعمان بن المنذر في يوم بؤسه ذكرني بقصتين متشابهتين بها . يروى أن عبد الحميد الكاتب طلب ليقتل _ في الثورة العباسية _ وكان صديقاً لابن المقفع ، ففاجأه الطلب وهما في بيت واحد ، فسأل : أيكما عبد الحميد ؟ فقال كل منهما: أنا، خوفاً من أن ينال صديقه مكروه ، وخاف عبد الحميد أن يسرعوا إلى ابن المقفع فقال : إن لي علامات أعرف بها ، ويعرفها من بعثكم في طلبي، وما زال يقيم الحجج ليدفع الأذى عن صديقه، حتى أخذ وقتل. كما يروى أن هذيلاً أصابت دماً في بعض العرب ، فأسر أصحاب الدم رجلين من هذيل متصادقين ، فقالوا لهما : أيكما أشرف فنقتله بصاحبنا ؟ فقال كل واحد منهما : أنا ابن فلان الحسيب النسيب ، فاقتلوني دون صاحبي ، فكل بذل نفسه للقتل دون صاحبه ، فلما عيوا بأمرهما ، صفحوا عنهما وقالوا : هذا التصافي لا تصافي المحلب. ولست أرى السعادة جمع مال * * * و لكن التقي هو السعيد |