اليوغا كن أول من يقيّم
ترجمة/ سيف محمد علي عن رودني يي- الياهو هيلث تمارين الاسترخاء تعد وضعية (سافاسانا savasana) واحدة من اهم اوضاع اليوغا التي تسبب استرخاءً للدماغ، وعادة ما تنتهي اوضاع اليوغا بهذا التمرين الرائع، الا انه ممكن ان يمارس في أي وقت. ويعد تمرين الاسترخاء مثل أي تمرين، اذ يجب عليك ان تتمرن مراراً لكي تصل الى أعلى درجة من درجات الاسترخاء. ويعتقد ممارسو اليوغا القدماء بأن الانسان يستطيع ان يحصل على ثماني ساعات من النوم في عشرة دقائق اذا تعلّم كيفية ممارسة هذا التمرين، واذا اردت ان تمارسه قم بالخطوات التالية: نم على ظهرك، افرج قدميك بحيث تكون المسافة بينهما بحدود 8 انجات، إبسط قدميك على الارض، راحة اليدين تكون نحو الاعلى، وتبعد اليدين بحدود 6 انجات عن الورك، اغلق عينيك، اجعل جميع عضلاتك مسترخية، امسح جسمك من أعلى الرأس حتى أخمص القدم، رخِ عضلات عينيك، ليّن لسانك، اسمع كل شيء دون ان تتصل بأي شيء، راقب تنفسك، اشعر بزفيرك وتوقف وقفة قصيرة عن التنفس عند نهايته، حاول ان تصل الى ابعد نقطة من الاسترخاء الواعي... تمرن ..وتمرن.. وتمرن. ازفر بالحُب انه تمرين البوذيين القدماء (من هضبة التبت) الذي قرأتُه في كتاب (تونجلن tonglin) وهو احد كتب المؤلِفة (بيما جودرون Pema Chodron) والتي شجعتنا على ان (تشهق الماً وتزفر حباً) (breathe in pain and exhale love)، وقالت بأن البدء بغضب بسيط يتبعه صعوبات كبيرة لأنفسنا. انا اعتقد بأني احاول دائماً ان آخذ كثيراً، واشعر بأنني معقداً بسبب قساوتي، وتستمر هذه القساوة في داخلي ابداً. ولحل هذه المشكلة يجب على المرء تذكر مسألة بسيطة، الا وهي أن هذه الجبال تم البدء بتسلقها بواسطة خطوة واحدة، ولم يكن هذا التسلق متواصلاً بل هنالك وقفات تأمل على الطبيعة بين فترة واخرى. التنفس في الحياة عدت تواً من اسرتي التي تسكن في قلب ولاية (آركنساس Arkansas)، وقد راودني الشك قليلاً عن (آركنساس) على الرغم من انني دائماً احببت الجنوب. الكهوف المدهشة كانت واحدة من الامور الرائعة التي لاحظناها خلال تجوالنا، طبيعة الكنسية الكاثدرائية (cathedral) والهواء الالهي النابع من الطبيعة الام، وحال دخولنا الكهوف كلنا قد امتلك نفس الفكر... دعنا نتأمل ونعمل الـ (بارانيما pranayama) (عملية السيطرة على النفس) هنا. كان المرشد لهذه الكهوف يعمل جيداً، لكننا نرغب ان ندفع اموالاً كثيرة لكي نبقى صامتين او ان نبقى في الظلام مع الشموع فقط.. انه من السهل ان ننسى استمتاعنا بالتنفس، واحياناً تذكرنا روائح الزهور، واخرى عند استنشاق رونق الطعام... انه وقت الظهر، كم هو ممتعاً عندما تكون الشمس عمودية على الارض. وممكن ان اكون قد نسيت ماذا يمكن ان تفعل الارض النقية بي. هل انه سبباً بشعوري بالسعادة عندما اكون على ساحل المحيط? هنالك صعوباتٍ كثيرة في الحياة، وقد قيّدتُ شهيقي وزفيري... انا خائفاً من أن أغوص بحرية في هذا العالم كله. انا خائفاً من ان اشعر بألم.. وقد اكون خائفاً من الشعور بالبهجة، ولذلك، احبس انفاسي في انماطٍ مألوفة محاولاً إبقاء سيطرتي على حياتي.. لكن التنفس البسيط يقطع هذا الوهم، وفي هذا النفس اطير في العالم وأعيش مع الطيور واموت. وأصحو بالتنفس واجعله يصحو معي. وعندما أعيش اللحظة اليوم، اشعر بأن استنشاقي قد اصبح مكتملاً ويغذي روحي وجسدي. واجعل زفيري مكتملاً ليكمّل دورة التنفس. قلل واسترخِ أصنعُ العديد من الخطط حتى في اليوم الواحد، اذ يتحرك فكري بسرعة الضوء، ويتحرك جسمي على الارض وافكر بأن قدرة جسمي على الحركة قياساً بفكري كسرعة السلحفاة، خطوة.. خطوة، وانظر حولي، واذا ما استطعت من تسخير قلبي وقدميّ لفكري فيكون شعوراً مدهشاً عندما ترتبط الأفكار بالعروق. العالم هو معجزة حقيقية، وكل شيء فيه معجزة، فكيف لي ان افقد امتناني وتقديري لهذه المعجزة? انه من البساطة أن اكون ساخراً او غاضباً. فإن فكري يدور ويدور عندما احاول ان اكوّن إحساساً منطقياً لهذا التغير المستمر في الضوء عند سقوطه على النهر... هل أستطيع أن اجلس متأملاً في مركز هذه الزوبعة?! الطرح الم أتعلم كيف اطرح? .. كل شيء في حياتي يشبه لعبة اضافة... وانا اؤمن حقاً ان النقصان هو الزيادة والقلة ضرورية للاستمرار على هذا الكوكب. ونحن كأمريكيين، نمثل 5 % من هذه الارض ونستعمل 33 % من المصادر الطبيعية،... كمواطن مسؤول عن العالم ربما احتاج ان اقلل مصادري لأنها قد تكون مصدر غضبي واحباطي. وقالت (غانثي Gandhi) بأن الحرب كانت في قلوبنا... فكّر ولو للحظة ما انك مسؤولاً، وإجلس في جلسة تأمل وخذ الحياة كما هي.. حاول ان تطرح شيء ما في نفسك وأدرجهُ واسترخِ بأخذ نفساً عميقاً. سوف ترى ان فكرك سيكون مدهشاً!!. إكتشف بدلاً من ان تنجز! من خلال سعيي اليومي، ادركت بأني اعمل كثيراً، سواءً كنت امارس اليوغا، فإن التحدث، محصوراً في قيادة حلقة ضيقة جداً والغوص في جوفها، والمشي، ... الخ. حاولت ان اتعلم السباحة بشكل افضل مما انا عليه وبدأت ادرك بأني احتاج الى الشعور بالتنسيق والايقاع... بدايةً، حاولت شق طريقي فيه بنجاحٍ بسيط.. بحركة بسيطة، مُحساً بالماء، وشاعراًً بعدد الاجسام التي تتحرك فيه.. ومحاولاً ان أغير ايقاعي الذي كوّن تغيرات مدهشة لي. وهذا اقتراحي لك، في ان تحاول ان تكوّن اوضاع يوغا جديدة، استرخِ، ومارس، واجعل الحركة البسيطة، والتنفس، وشعورك الجسدي، متناغماً مع شعورك بنبضات الوقت. اكتشف بدلاً من ان تنجز. الاسترخاء والإصغاء هي من المتطلبات الاساسية لتعلم شيئاً جديداً. ..اكثر الوقت نشعر بنوبات كبيرة في احشائنا كما نغير انماطنا وقالبنا بما ينسجم مع القاعدة اليومية. ان القدرة على الاصغاء والاسترخاء مع التغيرات هي مفتاح حريتنا. اقرأ كثيراً عن اليوغا، وكوّن اوضاع يوغاً جديدة، واشعر بالسعادة، وخذ الحياة بأسهلها واصرخ بعدها!! |