 | تعليقات | تاريخ النشر | مواضيع |  | بين الفكر والنجومية كن أول من يقيّم
الأخ محمد هشام.. أعتذر عن تأخري في الرد على تعليقك .. لا أعتقد أنه لكي تكون معلوماتك الفلسفية غير ضئيلة أن هذا الأمر بعيد المنال, لكن هذا الأمر, وإن كان لا يتطلب المستحيل إلا أنه أيضا, وفي المقابل, قفزة رُوحيَّة تحلِّق بها فوق الأشخاص, وتعبر بها عن نفسك كمسلم فرد, حر, مسؤول. لا يشار إلى الفكر الإسلامي عن طريق الإشارة إلى الأشخاص, وهناك أكثر من سبب لذلك: فمن الناحية الأخلاقية: لا يليق بالرجل أن يكون تابعا لرجل مثله, مهما على شأنه, فشأنه أمر يخصه, أما أفكارك فهي تخصك أنت, وأنت مسؤول عنها وحدك. أما من الناحية الدينية: فالإسلام, كما عرفه علماؤنا, هو "إفراد الله بالعبودية, وإفراد الرسول بالاتباع". ومن المفارقات: أن الإسلاميين الذين يكرهون "شخصنة الفكر" أيما كراهية, هم أنفسهم أكثر من توجه إليهم تلك التهمة غير الأخلاقية. أما من الناحية العملية: فالفكر الإسلامي يعمَّى, ويشوَّش عليه عمدا على مدار تاريخ صراعه مع الجاهلية, وفي كل عصر, ومن الوسائل القديمة المتجددة لهذه التَّعمية: تسليط الأضواء على أقرب الأباطيل "شَبَهاً" بالفكر الإسلامي, وذلك, كما لا يخفى عليك, بهدف التضليل؛ وأقرب الأمثلة على ذلك هو السؤال الذي طرحه الأخ الكريم (محمد) الذي يعبر بصورة واضحة عن النجاح الذي حققته الدعاية "المضادة للحق", فأحد المسلمين الآن يتسائل عن مصير "الفكر الإسلامي" بعد غياب "ابن رشد"!. ما زال بعضنا, بحسن نية غالبا, يقول: للمسلمين أيضا فلاسفة, فعندنا ابن رشد, وعندنا ابن سينا, وعندنا الفارابي, وعندنا الكندي, وعندنا أبو حيان التوحيدي, وعندنا إخوان الصفا؛ وعندنا ابن عربي, وعندنا الحلاج, رغم أن كل هؤلاء كانوا موصوفين عند أهل السنة "بالزندقة", وكثيرا ما كان هذا الوصف موضع سخرية من الـ....بسطاء, إلاَّ أن التاريخ قد سخر من هؤلاء الساخرين أنفسهم, و أنصف أهل السنة في تقييمهم للأسماء المشار إليها, ففي القرن الرابع عشر كان هناك تيار مناهض للدين, وينكر العناية الإلهية, وخلود النفس, وعدم قابلية الحقائق الدينية للتعقل,كان تيارا إلحاديا بالمعنى المختصر, وكالعادة: أشبعتهم الكنيسة حرقا ومطاردة, ولم تكن هي خير منهم بأي حال, المهم.. أتدري ما هو اسم ذلك التيار الإلحادي? اسمه: "الرشديون الجدد", لكن قليلا ما يسمع الناس صوت التاريخ. لكن تحديد الأشخاص المعبرين عن الفكر الإسلامي له مهمة أخرى, إنها المهمة المتعلقة بمخاطبة أولئك الذين اختفت فيهم النزعة الفردية, وقرروا أن يظلوا "جمهورا" يتطلع لتقليد أشخاص أو "نجوم", ولا يقدر على غير هذا. فيجوز لنا أن نخاطبهم قائلين أن أهل السنة هم : فلان وفلان وفلان. وهذا أمر لا نحبه, إلا أن هذا الجمهور نفسه هو من فرضه علينا, أما المعاصرين فيستحسن عدم الإشارة إليهم بهدف تقييمهم إسلاميا إلا في إطار قضايا معينة, خوفا من اختلاط ما هم عليه من حق بما هم عليه من باطل أمام الجمهور الذي لا يستطيع التمييز. أيضا فهناك معيار آخر أكثر أهمية لتقييم الأشخاص. إنه موقف الشخص نفسه من فكره. أعتقد أنه لو كانت هناك ضرورة تحتم علينا الإشارة إلى الأشخاص, فلا يجب الإشارة إلا إلى أولئك الذي عبروا في حياتهم عن أولى خصائص الفكر الإسلامي, وهو أنه فكر حيوي, لا ينفصل عن مجرى حياة الإنسان, وهذه الخاصية لاحظها الغرب وأولعوا بها, وجعلتهم يتمَلمَلون, ويتضجَّرون, من مفهوم :"المعرفة لمجرد المعرفة" , كما كان الأمر عند أسلافهم اليونان, يقول الأستاذ سيد قطب: "إن أفكارنا وكلماتنا تظل جثثا هامدة, حتى إذا متنا.. وغذيناها بدمائنا.. انتفضت وعاشت بين الأحياء" ويحذر علماؤنا السابقين من أخذ العلم عن عالِم اعتاد الجلوس مع السلطان. وهذا التحذير هو تقليد لم تعرفه حضارة أخرى. من أجل ذلك.. فهي إهانة بليغة للفكر الإسلامي أن يشار إليه بشارب خمر كالعقاد أما "سعيد رمضان البوطي فلا علم لي بشخصه الكريم , وليس هناك ضرورة, بل هناك خطورة, كما قلت لك, من الولوج إلى الفكر عبر الأشخاص. الأخ المشرف: لقد اتضح أن "زكي" ليس "ذكي"..فأرجوا التصويب. | 16 - يناير - 2007 | يقول المستشرقون ان الفلسفة الاسلامية تمت و ماتت بموت ابن رشد. ما رأيكم في هذا القول، أصحيح ام لا? |  | تحديد كن أول من يقيّم
أَستخدم كلمة فكر إسلامي بمعنى ضيق جدا, أو بمعنى شديد التخصص, وأخشى أن هذه الكلمة تستخدم بمعنى عام جدا, أو بمعنى فاقدا للخصوصية, وهذا المعنى بالطبع ليس ملزما لمن أخاطبه, فقد يستخدم أحدهم كلمة فكرا بمعنى واسع فضفاض, ولا ملامة عليه, المهم أنه عندما يتخاطب اثنان, فلا بد أن يتفقا على مفهوم واحد, فمن أجل ذلك لزم التنبيه . ليس الفكر الإسلامي هو أي "قول" يصب في مصلحة المسلمين, (وإن حَسُنَ هذا القول), "فالوعظ" مثلا ليس فكرا إسلاميا, وإن كان يفوق الفكر أهمية, لأن مدار أي سلوك إسلامي هو توجيه القلوب إلى الله, و"الوعظ" هو أقرب إلى القلب من الفكر, وما الفكر إلا وسيلة يستخدمها الوعظ؛ رغم أن الوعظ لا بد أن يتأسس على فكر (=عقيدة), والفقه أيضا ليس فكرا إسلاميا, وإن كان يفوق الفكر أهمية, لأن الله لا ينظر إلى التصورات الذهنية, بل ينظر إلى القلب, و"الفعل" هو الكيفية التي يُعَبِّر فيها القلب عن نفسه كسلوك, وموضوع الفقه ليس هو موضوع الفكر, فموضوع الفقه هو: ["فعل" المكلَّف من حيث ما يَثبُت له من أَحكام شرعيَّة], إلا أن الفقه يفتقر على الدوام, في صياغته, إلى التفكير بالمعنى العام, أي إلى مطلق العمليات الذهنية, كما يفتقر إلى "الفكر" بالمعنى الضيق في أحيان كثيرة, فإذا كان موضوع الفكر هو الوجود العام, وموضوع الفقه هو "فعل المكلف", إلا أن كلاهما حكم إلهي, الوجود هو أحكام إلهية نافذة بالفعل, والفقه هو أحكام إلهية واجبة النفاذ, والعلاقة بينهما تعود إلى ذلك الأصل المشترك, وسنتحدث عن هذا الأمر بالتفصيل لاحقا. لكن وإن ثبتت العلاقة, فقد ثبت معها الاختلاف. أيضا الجهاد ليس فكرا, إنه سلوك, أو موقف, وإن كان يفوق الفكر أهمية, فهو ذِرْوَة سَنَام الإسلام, كما أخبر رسول الله, صلى الله عليه وسلم, وشرط "العزة" كما أخبر هو أيضا؛ أيضا الفكر الإسلامي ليس هو "الإصلاح الاجتماعي", فالإصلاح الاجتماعي يتأرجح بين أن يكون وعظا تَغَيَّر موضوعه الأصلي الذي هو الفرد, وأصبح موضوعه هو المجتمع, وبين أن يكون نوعا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وسواء كان الإصلاح الاجتماعي نوعا من الوعظ, من حيث هو تذكرة للجمهور, أو كان نوعا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, من حيث هو مغالَبةً للباطل, إلا أنه في النهاية "تغيير" , والفكر الإسلامي ليس "تغييرا" بل هو "وصفا" للوجود, ولا يمنع ذلك من أن أي "تغيير" لا بد أن يرتكز على "وصف". إن كان الفكر ليس الوعظ وليس الفقه وليس الجهاد, فما هو? الفكر موضوعه واضح, وهو: "خلق السماوات والأرض",(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران:191) , و"خلق السماوات والأرض" الصيغة القرآنية "للعالم", أو "للوجود"؛ هذا بالنسبة لموضوع الفكر الإسلامي, أما بالنسبة للغاية منه, فهي الوصول إلى: "رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً", أي إلى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ) (الحجر:85), أي الوصول إلىـ أيضا ـ: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ) (الدخان:38), أو بمعنى آخر: غاية الفكر الإسلامي هي: التعرف على الحق في الخلق, لكن الحق إذا كان مجاله هو الفعل الإنساني فهو الشريعة, أما إذا كان مجاله هو الوجود فهو "سنن الله الثابتة في الخلق". إذا كان الخلق معنى عام, والحق معنى عام, فوظيفة الفكر هي التحديد والتعيين, أي استنباط كل ظاهرة معينة, هي موضوع الفكر, من خلال مفهوم الحق, أي اختزال ظواهر الخلق المعينة والكثيرة إلى الحق الواحد, مما يتطلب منا إدراك وتأويل معنى الظاهرة, أولا, ثم اختزالها وتجريدها, ثانيا. أما الغاية النهائية للفكر الإسلامي فهو ليس مجرد المعرفة, وليس مجرد إشباع الرغبة في تصور العالم ذهنيا, بل هي تحقيق الإيمان: (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) أعتقد أننا بهذا التمييز والتحديد, في مأمن من الخلط بين الفكر الإسلامي وغيره من الأقوال الإسلامية عموما, وعلى ذلك, فعرض "العقاد" لسيرة أبو بكر الصديق وعمر ابن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ ليست فكراً إسلاميا بالمعنى الخاص, وكذلك عرضه لمفهوم "الله" عبر العصور أو عبر الديانات أو الفلسفات, ليست فكرا إسلاميا كذلك, فعرض كاتب ما لأفكار الآخرين لا يعتبر فكرا إسلاميا لمجرد أن هذا الكاتب يرجح في النهاية وجهة النظر الإسلامية (المعروفة), وينطبق الأمر على مفهوم "إبليس" (في كتاب آخر له). أما بخصوص كونه "ثائرا", فأنا لا أعلم على أي شيء قد ثار صاحبنا, بل قد علمنا أنه لم يُؤذَ في سبيل الله قط, وهذه سنة "الثورة" إذا كان موضوعها الباطل, أما ثَورَتُه مثلا على "أحمد شوقي", ومحاربته لمدرسة "الإحياء والبعث", وانتصاره لمدرسة "أبوللو",فلا يُعدُّ بهذا من المجاهدين. | 17 - يناير - 2007 | يقول المستشرقون ان الفلسفة الاسلامية تمت و ماتت بموت ابن رشد. ما رأيكم في هذا القول، أصحيح ام لا? |  | توضيح كن أول من يقيّم
تعرضت للمعنى الأكثر دقة لمفهوم الفكر إسلامي..فموضوعه هو الخلق, والغاية الفكرية منه هي: الكشف عن سنن الله الثابتة في الخلق, أما الغاية الإنسانية له فهي: تحقيق الإيمان. وبقي أن نتحدث عن شخص المفكر الإسلامي.. ذكرنا أن تحديد مواصفات المفكر الإسلامي هي ضرورة أملتها علينا طبيعة "الجمهور" أو "الجماعة", وأن الأصل هو أن كل شخص يتحمل مسؤوليته تجاه أفكاره, إلا أن طبيعة "الجمهور" ـ أيّ جمهورـ هي طبيعة غير متحمِّلة للمسؤولية, وأن المجتمع بطبيعته يميل إلى أن يسلم قياده لأكثر الأفراد قوة وتأثيرا, وأكثر الأفراد قوة وتأثيرا في المجتمع المسلم هم "أهل الحل والعقد", أي العلماء, هؤلاء العلماء يحتم عليهم واجب رعاية الجمهور: عدم تركه لطبيعته, من أجل ذلك وضعت معايير هي في الأساس "غير فكرية", لأنه, كما ذكرنا, المجتمع لا يميل ولا يستطيع ولا يرغب, في تقييمه الأمور تقييما فكريا, استندت هذه المعايير "غير الفكرية" إلى طبيعة الفكر الإسلامي نفسه, تحديدا: طبيعته "الاحتوائية" للحياة, وبالتالي تأبِّيهِ على فكرة عَزلِه عن المجتمع المسلم أو عن الحياة الشخصية للمفكر المسلم, ومن هنا, وبالضرورة, فالفكر الإسلامي لا يستقر إلا في بيئة الإنسان المسلم, لما لهما من علاقة حميمية. من ناحية أخرى, فانحراف السلوك, لا بد في النهاية أن يعكس ـ أو يؤدي إلى ـ انحرافا في المفاهيم, حتى ولو لم نلحظ ذلك الانحراف لأول وهلة, إلا أنه انحراف متوقَّع وكامِن نظرا لوحدة الإنسان, أي للوحدة بين الفكر والسلوك. هذه الخاصية هي التي اعتمد عليها العلماء في إرشاد الجمهور إلى الفكر الإسلامي, كحل اضطراري لطبيعة الجمهور غير الفكرية كما ذكرنا. المثال الذي طرحناه, كعلامة (غير فكرية) على الفكر, كان تحذير العلماء من تلقي العلم عن "مُجالسي الحاكم", لكن يبدو أنه ليس هناك اتفاق على اعتبار "مخالطة الحكام" علامة (غير فكرية) على الانحراف, وذلك أن البعض يعتبرها ليست انحرافاً من الأصل, بل هي ضرورة! لنعالج تلك المشكلة إذا.. هب أن المفكر أو العالم ذا الحظوة, أو ذا العلاقات "الأخطبوطية", أو ذا "الكعب العالي", كان صديقا مقربا من أولي الأمر, (لو اتفقنا جدلا على أنهم أولوا الأمر), وهب أنه, بعلاقاته "الأخطبوطية" تلك, استطاع "تليين" قلب الحاكم على رعيته, ورده عن انحراف أضر بالرعية أو بالدين, وهب أيضا أن هذا الحاكم كان, لحسن الحظ, رقيق المشاعر, وجنتلماناً, وأنه على الفور أصدر قرارا يعيد به الأمور إلى نصابها, اتقاءً لعتاب الصديق المقرب, وأنه بالفعل أصبح كل شيء على ما يرام, السؤال الآن: هل انتهت المشكلة?? الحقيقة أن المشكلة لم تنته بل على العكس, لقد بدأت؛ لازلنا ننظر للأمور من ناحية ضيقة, ولازلنا نعتبر أنه: بما أن المشكلة تم حلها فالوسيلة شرعية, لكن ترى.. أين مفهوم"الحق" في الموضوع? لقد ذكرنا أن إضفاء الشرعية على انحراف "سلوكي" لا بد وأن يخفي ـ أو يؤدي إلى ـ انحراف "فكري" يمس "التصورات", فأي "تصور" ذلك الذي أصيب بالضرر من جراء ذلك الفعل "الناجح" عمليا, والذي هو: استخدام العلاقة الشخصية للتأثير على القرار السياسي? الحقيقة أنه في اللحظة التي نجح فيها هذا السلوك, في نفس لحظة "النجاح" تعطل فيها "مفهومنا" عن الحاكم كمكلَّف من الأمة, وملزَم برعايتها, ومسؤول أمامها, وحل محلها "مفهوما" آخر عن الحاكم كمانح عطايا, ووليّ نعمة. ولا يمت هذا "المفهوم" أو "التصور" عن الحاكم إلى "الفكر" الإسلامي, وإذاً "فمحاكمة السلوكيات" واجبة. إحدى معالم الفكر الإسلامي, ذلك الفكر الذي طالما تسائل البعض: أين هو?, وكان هذا "البعض", بسؤاله هذا, أشبه بمن يسير في الغابة وهو يتلفت حوله قائلا: أين هذه الأشجار التي يتحدثون عنها? .. إحدى معالم ذلك الفكر, هو أن وظيفة الدولة التي هي حفظ الدين, وأن آلية الرقابة على تلك الوظيفة ليست ضمير الدولة بل الأمة, ممثلة في "أهل الحل والعقد", وليس في مجموع أفراد الأمة, ولقد كان التشريع الإسلامي متسقا مع الفكر الإسلامي, في هذه النقطة, ولقد سبق أن ذكرنا أن اتساق الفقه مع الفلسفة الإسلامية, أو مع الفكر الإسلامي, هي خاصية تنفرد بها حضارتنا, لقد كان مفهوم الحاكم في الفكر, متسقا مع التشريع الخاص به إذ لا يجوز أن يخلع نفسه, لأنه مكلفاً, وليس متطوعاً, ولذا كان رأي الإمام الشافعي أنه: "إذا انعقدت الإمامة لرجل.. كان العقد لازما، فإن أراد أن يخلع نفسه.. لم يكن له ذلك" , وكما نرى, "فالفقه" مستندا إلى "الفكر", وله دلالة عليه. لقد أظهر علماؤنا بارعة منقطة النظير في قيادة الأمة, ولقد أدوا واجبهم كما ينبغي, ونحن على ذلك من الشاهدين, وذلك عندما حافظوا على علاقتهم بالحاكم كرقباء ومُسائلين, وليسوا شافعين للأمة لدى حاكمها, إذا فاستقلال المفكر, بصفته الشخصية, عن السلطة, ليس "عزلة" و"انقطاعا"بين الفكر والسلطة, ـ ومفهوم العزلة هذا من المفاهيم الشعبية, عديمة المعنى التي تتردد دون فهم, في سياق نقد الإسلاميين عادة ـ بل هي, على العكس, إنها علاقة وطيدة ـ أي الانقطاع الشخصي ـ لكن من نوع آخر, نوع يكرِّس قوامة الفكر على السلطة, ورقابته عليها. بل إن تهمة "العزلة بين الفكر والسلطة" هذه, لو تدبرنا الأمر, لوجدنا أنها ترتد إلى أصحابها "المسامرين", فالعالِم عندما يقيم علاقة شخصية بأولي الأمر, أنما يقيم تلك العلاقة بوصفه "صديق", أو بوصفه "قيادة شعبية", وليس بوصفه عالما. أي أنه "يعزل" نفسه عن علمه في اللحظة التي يجالس فيها الحاكم. وهنا, وليس في موضع آخر, تنقطع العلاقة بين الفكر والسلطة. تعتزلون السلطان "حتى لا يقال" : من مسامري السلاطين. لا... نحن أبعد الناس عن : "حتى لا يقال". واسأل "الحيطان" التي نضرب بعرضها كلام الناس دوما. ملاحظة.. لقد أسيئ فهمي.. عندما كنت أحدد علامة إرشادية (غير فكرية) للفكر الإسلامي, والتي هي علاقة الفكر بالحياة الشخصية للمفكر, كنت أضرب مثلا بعلاقة "عدم المجالسة" بين العالم والحاكم "قديما", وكان هذا مجرد مثال, وكنت أقصد به: أولئك الحكام الذين كان أحدهم يحج عاما ويجاهد عاما, لكن هذا المثال فهم منه أنني أقصد الحكام في العصر الحاضر, ...لا... المفكر المسلم في العصر الحاضر يُستدَل على كونه "ثقة", وفيما يخص الحكام, ليس بعلاقة "عدم المجالسة", بل بعلاقة أخرى تختلف "بعض الشيء" عن "عدم المجالسة", بين المفكر المسلم وبين الحاكم ... في ضوء معطيات العصر الحاضر, ... كل خير طبعا...ومن الخير ما قتل. | 19 - يناير - 2007 | يقول المستشرقون ان الفلسفة الاسلامية تمت و ماتت بموت ابن رشد. ما رأيكم في هذا القول، أصحيح ام لا? |  | تنكر كن أول من يقيّم
تناهى إلى مسامع الضابط خبر محير عن الفلاح, هو أنه ظل واقفا في سوق القرية لمدة عشرة أيام متواصلة, دون أن يكلم أحدا, شاخصا ببصره إلى السماء في حزن وكأنه يودع روحه في الأعالي؛ البعض فسر ذلك بأن حالته النفسية صعبة جدا, والبعض الآخر أكد أنه في كامل قواه العقلية لكنه يمارس رياضة اليوجا.
قرر الضابط أن يستطلع الخبر بنفسه, فتنكر في شكل فلاح, وارتدى "جلابية" فضفاضة, ولبس فوق رأسه "طاقية" كادت لفرط إحكامها أن تطبق على أنفاس شعره, وأن تلامس حاجبيه؛ ودخل على الفلاح في داره الجديدة وقد وجده مستلقيا على ظهره رافعا قدماه على "المخدة" كي يزيل عنها عناء الوقوف عشرة أيام؛ فقال له الضابط المتنكر في شكل فلاح:
- السلام عليكم أيها الفلاح.
- وعليكم السلام أيها الضيف.
- سمعت أنك وقفت في سوق القرية لمده عشرة أيام, فقلت: لعل في ذلك خيرا, فلا يفوتني, فجئت استطلع الخبر.
- نعم لقد فعلت ذلك.
- ولم ?
- حِدَاداً على روح الإمام "محمد عبده", والشيخ "مصطفى".
- ولم هما بالتحديد, لقد أثرت فضولي?
- تضامناً مع الأستاذ النويهي.
- ولماذا تتضامن مع الأستاذ النويهي بالتحديد?
- لأنه نصير الضعفا إلِّلى زَيِّنا, لم يعجبه فِعلة الرجل بتاع "السرمدية", فقرر أن يَحُطُّه في دماغه, فنصب له كمينا, وأرخى له الحبل, وقال له: "أنا غلبان وماليش في الفلسفة", صاحبنا بتاع السرمدية فرح, وهات يا حكاوي.. هات يا حكاوي, مش واخد باله إن النويهي محامي "دؤرم" وعارف النملة مخبيَّة عِيالها فين, راح النويهي مِغَفِّلُه ومناوله السؤال المتين, وقال له : "حان الآن الذي تعرض لنا فيه الفكر السرمدي", صاحبنا خد السؤال وأُغمى عليه.
- ينصر دينك يا "نويهي".
- بس إلِّلي محيرني ومطَيَّر النوم من عيني: النويهي يقول له: حان (الآن).. فماذا كان يفعل (قبل ذلك) بتاع السرمدية ? كان بيجرب الـ "كيه بورد" ? ولَّا كان بيعلَّق على ماتش كورة بين "شيكو شلوفاكيا" و"الزرابيل" ? والله حاجة تحير.
- مين الـ "زرابيل" دول?
- بتوع البُنّ.
- آه.. البرازيل.
- وبعد ما صاحبنا أغمى عليه قام يحكي تاني راح النويهي مناوله بالضربة القاضية, وقال له : "هات لنا (لِسْتَة) بالأسماء الثلاثية للعلما إللي ما كانوش بيجلسوا مع السلاطين, وأمام اسم كل عالم اسم السلطان إللي ما كانش بيجلس معاه", صاحبنا خد السؤال و(فرفر), وأخذ يبحث في كل الكتب فلم يجد عالما إلا واتضح في النهاية أنه كان من شلة السلطان .
- يخليك لينا يا "نويهي".
- مش كدة وبس, لقد قال له: "إننا لم نر في التاريخ غير الطغيان".
- لكن إزاي التاريخ الإسلامي كله طغيان, وفي نفس الوقت كل العُلما إللي فيه صُحْبَجِية للسلطان? على من سيطغى السلطان إذا.
- قصدك إيه يعني.
- يعني أحمد ابن حنبل السلطان ضربه.. كده عرفنا إن فيه طغيان.. منين عرفنا إن أحمد ابن حنبل كان من شلة الخليفة? ماهو إما يكون في طغيان.. ومافيش مجالسة, وإما فيه مجالسة ومافيش طغيان. لكن الإثنين مع بعض!!
- حتما ولا بد كان فيه طغيان ومجالسة, وإلا فلم لم يأت بـ"لِسْتة" الأسماء?
- يعني هايسيب أصل الموضوع ويقعد يحكي قصص عن العُلَما والخُلَفا, ما إللي عاوز يسمع حكاوي يقرأ كتب التاريخ, ولَّا هو فاضي للحكاوي! ماهو لو كان فاضي للحكاوي كان يروح موقع "حكاوي. دوت. كوم". | 12 - فبراير - 2007 | يقول المستشرقون ان الفلسفة الاسلامية تمت و ماتت بموت ابن رشد. ما رأيكم في هذا القول، أصحيح ام لا? |  | تابع تنكر كن أول من يقيّم
الفلاح: المهم, عم "هشام" شم خبر إن صاحبنا بتاع السرمدية مزنوق, والدور ليس فيه غير ثلاث أو أربع نقلات, وهو معه الوزير والحصانين, وصاحبنا ليس معه غير كام عسكري.. وهربوا منه كمان وسابوه لوحده, فقال له: "يا حلو بانِتْ لِبِّتَك.. لمَّا ذابت قِشرتك".. أنت عاوز تكفَّر حكَّامنا بالفكر بتاعك. ياخي ده بعدك.. عمرهم ما هايكفروا.
الضابط المتنكر في شكل فلاح: ده كلام يا ناس! يكفر الحكام بتوعنا ? إزاي ? إذا كان هما إللي وحِّدِوا الأديان.
- إزاي وحدوا الأديان?
- خلوا المسلم كفر والمسيحي كفر واليهودي كفر.
- (ضاحكا).. : إن دمك لخفيف أيها الضيف, والله لازم تتغدى عندي.. سوف أذبح لك الوزة.
- لا مش هاقدر... أنا معزوم على أختها في طنطا.
- ياعم كل .. بتوع طنطا بيفتعلوا مشاكل مع الضيوف عشان يفشكلوا العزايم.
- المهم , إحكي لي إيه إللي حصل تاني.
- بعد كدة جت المصيبة إللي طبِّلِت على دماغ صاحبنا, عندما رأيت "هشام" و"النويهي" يفعلون كل ذلك لأجل خاطري, قلت في نفسي: ليس أقل من المشاركة بأي دور؛ وفعلاً.. اتصلت بالباشا السويسري كبير الوراق, على الموباين بتاعه.
- قصدك السويدي.
- أيوة.
- هو رقم الموباين بتاعه معاك?
- طبعاً... قال: آلو... قلت له: آلو... قال لي: ماذا تريد أيها الفلاح?
- هو يعرف منين إنك أنت إللي إتصلت?
- ماهو مِسَيِّفْ رقمي عنده.
- يا حلاوتك يا ابن بلدي يا مشرَّفني.
- قلت له: شوف يا باشا, يا أنا يا بتاع السرمدية في الموقع. .. فقال لي: ماذا حدث? .. فقلت له: حدث كيت وكيت وكيت. .. وملأت له إذنه كتاكيت... فقال لي: إحنا ما نقدرش نستغنى عنك أيها الفلاح. .. قلت له: تعيش.. يا نصير العلم.. يا خادم المعرفة. .. وفعلا في اليوم التالي سمعت الخبر: صاحبنا اتنطر من مشروع الرعاة.
- ألطف بعبادك يارب.
- لو كان الموضوع بيدي لنطرته من مشروع الدنيا كلها.. ربنا يبتليه بـ "برادعي" يأخذ أجله بتقرير زي صدام.
- عندك حاجة تحب تضيفها?
- أيوة , أنا أوجه كلمتي للأستاذ النويهي, وبقول له, قول يا باشا قول, قول إللي إنت عاوزه وإحنا حناخد من كلامك ونصُرّ... لو عوازنا نتبرأ من تاريخنا.. ماشي, لو عاوزنا نتبول على قبور أجدادنا.. ماشي, يمكن الناس تحترمنا وتقول: العرب دول أولاد أصل وعاملين قبور أجدادهم مَبْوَلَة, إحنا واثقين فيك, بس نسيب تاريخنا ونروح فين? لو لم نحترمه لأنه تاريخ الإسلام, على الأقل نحترمه لأنه تاريخنا, ولو بصقنا عليه لارتدت البصقة على وجوهنا, إحنا طلبنا من الصين تصنع لنا تاريخ زي ما صنعت البامية, قالت: لا.. كله إلا التاريخ, كل بلد ولها تاريخها, لكن أكيد أنت عندك حل للمشاكل دي كلها .... ربنا معاك. | 12 - فبراير - 2007 | يقول المستشرقون ان الفلسفة الاسلامية تمت و ماتت بموت ابن رشد. ما رأيكم في هذا القول، أصحيح ام لا? |  | ابن تيمية.. فيلسوف عصر النهضة     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
المفارقة الثالثة هامة إلى حد بعيد, وكما هو واضح من العنوان.. فموضوعها هو العلاقة بين شيخ الإسلام ابن تيمية وبين عصر النهضة, أما مضمونها فهو الازدواجية في موقف العقل الجاهلي المعاصر في موقفه من أهل السنة (معبرا عنهم هنا بابن تيمية) من جهة وعصر النهضة من جهة أخرى, فحسب هؤلاء: ابن تيمية هو عدو العقل, لأنه هاجم منطق أرسطو! وعصر النهضة هو عصر العقل, لأنه استطاع التحرر من منطق أرسطو بعد أن ظل جاثما على صدر الغرب طويلا! المفارقة واضحة, وهي التطابق الذي يكاد يصل إلى حد التشابه في الألفاظ بين موقف ابن تيمية "عدو العقل" من منطق أرسطو وبين موقف فلاسفة عصر النهضة الذي هو "عصر العقل" منه, والحقيقة أن هذه المفارقة مركبة ونموذجية, ففلاسفة عصر النهضة ليسوا فقط متفقين تماما مع ابن تيمية في موقفه من منطق أرسطو, بل هم لم يتفقوا فيما بينهم على أي موقف آخر سوى موقفهم من ذلك المنطق الذي تطابق تماما مع موقف شيخ الإسلام, وإذا فالعقل الجاهلي يحمل فكرتين لم ينتبه إلى تناقضهما, هاجم منطق أهل السنة, وأغرم بعصر النهضة, من أجل نفس القضية التي اتفق كل منهما عليها؛ ونحن مضطرون إلى أن نقدم العون لهذا العقل, لأن بقائه "جاهليا" يعني أن بلادنا ستصطبغ بتلك الصفة أيضا, وهذا لا يروق لنا, لأن الجاهلية من شأنها دائما في أي مكان وجدت فيه أن تشطر العالم الإنساني إلى "مستضعف" و"مستكبر", والحقيقة إننا نرفض هذا التقسيم ليس لأن بلادنا قد قدر لها أن تكون في الطرف الأخس منه, أي في الطرف المستضعف, بل لأننا نرفض الاستكبار حتى ولو كنا نحن الطرف الفاعل له, لأننا نعتقد أن الكبرياء رداء الله.
لكن قبل الخوض في تفاصيل الخلاف بين ابن تيمية وأرسطو, ومن ثم, في تفاصيل الاتفاق بين فلاسفة عصر النهضة وبين ابن تيمية, يجب الوقوف بهذه الوجهة من النظر على أرض صلبة, أي فكرة أن عصر النهضة ليس شيئا آخر غير الخروج على أرسطو, وإذا, فيتعين علينا الإجابة على هذا السؤال: ما هو عصر النهضة?
أحد الإجابات المرشحة لهذا السؤال, وهي أحد أوجه الاعتراض على اختزالنا لعصر النهضة إلى الخروج على منطق أرسطو, أن عصر النهضة يتضمن أفكار كثيرة, وهذه الكثرة هي ثراء, وهذا الثراء هو مكمن قيمة عصر النهضة, فكيف لنا أن نجرؤ على اختزال تلك الكثرة إلى الجانب السلبي منها, أي إلى رفض المنطق الأرسطي? هكذا سيصاغ الاعتراض. والحقيقة أن الذي سوغ لنا تجاهل تلك الكثرة من الأفكار هو ذاته كونها كثرة, الإرادة موضوعها الوحدة, بمعنى أن إرادة الرجوع إلى عصر النهضة يلزمها أن يكون هذا الموضوع, أي عصر النهضة, واحدا, فأين هي الوحدة التي تصلح كموضوع لإرادة الرجوع تلك?? بمعنى أبسط: عندما نحاول الرجوع إلى عصر النهضة كنموذج للحياة العقلية, فإننا نرجع إليه في محاولة لتفسير ظاهرة, أو لحل مشكلة, والسؤال الآن: أي من أفكار عصر النهضة "الكثيرة" سنهرع إليها? هل سنختار فيلسوفا من فلاسفته نظن أنه قد حاز القدر الأكبر من الأضواء? فماذا عسانا أن نفعل بالأضواء الأخرى? أليست هي أضواء أيضا?
طبعا من الممكن أن يأخذ الاعتراض شكلا أكثر عمقا ورزانة: "ليست الأفكار في ذاتها هي مصدر الوحدة في عصر النهضة, وإنما في مآلها, فهي وإن كانت كثرة مربكة, إلا أنها تؤول إلى الوحدة مع الزمان, ما علينا سوى أن نؤمن بمبدأ التكامل بين الأفكار حتى نراها قد التأمت مع الأيام, وإلا فلماذا الحديث عن التسامح إذا, أليس هو الجو الذي يسمح بتلاقي الأفكار وتلاؤمها, وحينها سيكون لعصر النهضة قيمته التي يستمدها من أفكاره الكلية الملتئمة تلك"؛ كم هو شاعري ورزين وحصيف ذلك الاقتراح, فهو يبني حساباته على الزمان, لكن سوء حظه أن الزمان نفسه يكذبه, فالتاريخ لا يلائم بين الأفكار بل يزيدها شقاقا فوق شقاق, أي نظرية استطاعت أن تنجب لها تلاميذ لم يلبث هؤلاء التلاميذ أن يتحولوا إلى الإخوة الأعداء, ويعلن كل منهم فهما خاصا للنظرية الأم, ربما الحدس بأن الأفكار تتلاءم في الزمان, ربما يعود هذا الحدس إلى تلك الفكرة الخرقاء التي ما زالت تسيطر على تفكيرنا من حين لآخر: أننا نتقدم.
ولكن, وبعد أن سألنا الزمان عن أسطورة التكامل بين الأفكار فأعلن أنه "غير مكلف بمهمة التكامل بين الأفكار بل بمهمة تمزيقها إربا", لماذا لا نسأل عصر النهضة نفسه, هل استطاع أن يكامل بين أفكاره أو أن يخلق بينها تسوية من أي نوع, سيجيب: "الحقيقة أنني لم أستطع إلى ذلك سبيلا, والسبب في ذلك أن ما بين فلاسفة عصر النهضة ليس مجرد اختلاف حتى نأمل في التكامل, بل تنافر, وما التكامل إلا بين مختلفين لا متنافرين, فهاهم فلاسفة ذلك العصر: كانط يرثى لسذاجة الشك الديكارتي, وفيختة يصف فلسفة كانط بالترهات, وشوبنهاور ينعت هيجل بأنه نموذج للغباء الألماني, ولوك يتعجب من فكرة ديكارت عن الأفكار الفطرية, وسبينوزا يضحك على يسخر من ظن لوك بأن الفطرة هي عبارة عن أفكار". هكذا سيجيب عصر النهضة.
ذكرت أن وهم تلاقى أفكار عصر النهضة والتئامها إنما هو نتيجة لوهم أكبر منه هو أن الفكر الإنساني يتقدم, فكان وهم التلاقي هذا دعامة له, والوهم لا يصلحه إلا الوهم, لكن الوهم يلزمه الانخداع, وهاأنا أفصح لكم عن الانخداع الذي لازم هذين الوهمين, لا أرى إلا أن العقل الجاهلي المتأمل بإعجاب في عصر النهضة قد لاحظ أن كل فيلسوف قد أخذ من سابقيه بعض أفكاره وأضاف هو إليها, فظن ذلك العقل أن هذا دليلا لا راد له على أن ثم تكامل, وأن غدا أكثر إشراقا من اليوم, واليوم أكثر إشراقا من أمس, والحقيقة أن اقتباس فيلسوف من آخر بعض أفكاره ليس تكاملا, فهو لا يدعم هذا السابق, بل يمزقه, إنه ينتزع منه تلك الفكرة انتزاعا, ويلفظ كل ما عداها, كأن تلك الفكرة التي اقتبسها قد أخطأت السبيل إلى هذا السابق, ألم تر أنه يصب عليه اللعنات في كل ما عدا تلك الفكرة التي ظفر بها منه?
ثم لماذا لا نعود إلى الزمان مرة أخرى, لقد سألنا في المرة السابقة عن طبيعته فأبان أنها طبيعة ممزقة للأفكار لا جامعة بينها, لكن في هذه المرة سنسأله ليس عن طبيعته بل عما حدث فيه بالفعل, لنر إن كانت وجهة نظرنا في علاقة الزمان بالأفكار متفقة مع واقع الزمان أم لا, سنقول لعصر النهضة: فهل تكاملت أفكارك مع الزمان? سيجيب: "لا.. فقد انتهيت بفاجعة مؤلمة, لقد أحدث الغرب في القرن العشرين قطيعة مع أفكار عصر النهضة, لا تقل عن تلك القطيعة التي أحدثها عصر النهضة مع عصر الكنيسة, لم تكامل الأفكار المتعلقة بنظرية المعرفة, تلك النظرية التي كانت محور فلسفة عصر النهضة, بل لقد رفض الغرب أي حديث عن نظرية المعرفة, وبدؤوا في الحديث عن نظرية الوجود, تحديدا: الوجود الإنساني, وكأنهم بذلك قد يأسوا من جدوى كل حديث كان يدور في عصر النهضة, ذلك العصر الذي ظن العقل الجاهلي دائما أن غده أكثر إشراقا من يومه, وأن (بُكرة أحلى من النهارده) كما قالت شادية بمناسبة تحرير سيناء ".
يقول بوشنسكي في كتابه (الفلسفة الأوروبية المعاصرة): "دخلت الفلسفة الغربية دور أزمة عميقة عند نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين الميلاديين. وتتمثل أعراض هذه الأزمة في ظهور حركات فكرية تعارض المذهبين الأهمين في الفكر الأوروبي الحديث, أي المذهب الميكانيكي المادي والمذهب الذاتي. وهذا التغير لا يقتصر على ميدان الفلسفة, بل يمتد إلى ما وراءه, ويمكن أن نقارنه مع الأزمة الكبيرة التي أنتجت في عصر النهضة الأوروبية الثقافة الأوروبية الحديثة كلها. ومن الصعب كثيرا أن نحد كل علل هذه الأزمة, وهي علل متعددة بقدر ما هي متداخلة, ولكن الوقائع على الأقل واضحة: فقد وقعت أوروبا في تلك الآونة تحت ضغط حركة عميقة من الفكر الاجتماعي, واضطرابات اقتصادية خطيرة, وتجديدات جذرية في الفن, وإصلاحات واضحة في ميدان الدين. ويتفق المؤرخون, على أي حال, على أن بداية القرن العشرين الميلادي ليست وحسب نهاية مرحلة, بل إنها إسدال للستار على مرحلة تاريخية طويلة انتهى أمرها الآن.".
ولهذا الحديث بقية... بل إنه لم يبدأ بعد. | 1 - مارس - 2007 | لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ? |  | محاولة هجرة.. كن أول من يقيّم
قرارا خطيرا ذلك الذي اتخذه الفلاح, لقد قرر أن يهاجر إلى الأبد من "بابل" إلى "فارس", حدثته نفسه بأنه قد آن الأوان ليعيش مطمئنا هادئ البال, ويترك "بابل" لأؤلئك السرمديين الذين يتركون الحاضر ويحملون هم غد وبعد غد, ولا يتركون ثأر أمس وقبل أمس, لقد اختار أن "يعيش اللحظة" ما تبقى له من العمر, فجمع متعلقاته البابلية, وتوجه لمطار "بابل" بجواز سفر بابلي, وتوجه إلى الضابط, شأنه شأن كل المسافرين, ليعرض عليه أوراق سفره, وكم كانت صدمة مروعة تلك التي ظهرت على وجه الفلاح وأوشكت من شدتها أن تظهر على وجه من خلفه في الطابور, فالضابط المكلف بمطالعة أوراق السفر وجهه مألوف لديه, وكم كانت فرحة الضابط حين أتاه الفلاح مضطرا بجواز سفره, ولم يندهش عندما صرخ الفلاح في وجهه قائلا: "أنت مرة أخرى!.. أمُكلَّف أنت بي من قبل إبليس اللعين فصرت لي قرينا? ألم أتركك في ديوان هدم البيوت? ما أتى بك في ديوان المسافرين?". قال الضابط: "لقد توجست الإدارة خيفة من أن تغادر البلد, ولم تجد خيرا مني يثنيك عن ذلك فبعثت بي إلى هنا, ولقد صدق ظنها وهاأنت أمامي. فإلى أين كان مقصدك?" قال الفلاح: "مقصدي "فارس", وأن تلتقيَ شحمتَي أذنيك أقرب إليك منالاً من أن تثنيني عن الهجرة.". قال الضابط:"ولم "فارس"?". قال الفلاح: "ألم تسمع أن "فارس" ستطأ "بابل" بخيلها وسنابكها?" .تظاهر الضابط بالدهشة وردد:"بخيلها! .. وسنابكها!" . قال الفلاح:"وهل هناك خيل دون سنابك, أو سنابك دون خيل أيها الضابط?" . قال الضابط:"فتقر إذا بأنه ثم خيل وسنابك.". قال الفلاح: "وماذا في ذلك?". اقترب الضابط بوجهه من وجه الفلاح وقال له: "وإذاً .. ففي الأمر "خطورة". أدرك الفلاح مغزى كلام الضابط, وعلم أن الضابط يرغمه على أن يختار أحد صديقيه ويبيع الآخر: النويهي أوهشام, فلو أقر بالخطورة لكان بذلك يتخلى عن هشام الذي يسخر منها دائما, ولو أنكرها لكان بذلك يتنكر لوجهة نظر النويهي المتعلقة بالسنابك والخيل, فقرر أن يبيع أخفهما وزنا وأقلهما علما ودراية, رجاء أن يظل أكثرهما خبرة له سندا, فأخذ صف النويهي لأنه مجرب قد علمته الأيام أن الساخر من الحقيقة كالساخر من نفسه, و"الخطورة" واقع يعيشه العرب ولا سبيل إلى إنكاره, فقال للضابط: "نعم.. في الأمر خطورة, لا يتجاهلها إلا أضغش العينين عريض المنكبين.". أدرك الضابط أن خطته قد نجحت, ولم يبق غير النويهي, وبدونه سيلين عزم الفلاح على الهجرة, فكيف تخلص الضابط من النويهي? | 1 - مارس - 2007 | يقول المستشرقون ان الفلسفة الاسلامية تمت و ماتت بموت ابن رشد. ما رأيكم في هذا القول، أصحيح ام لا? |  | تابع محاولة هجرة كن أول من يقيّم
قال الضابط للفلاح: "ولكني أعجب لأمرك أيها الفلاح, تفر من "فارس" إلى "فارس", أما علمت أنه لا يُفَر منه إليه إلا الله ? رسم الفلاح على وجهه ابتسامة الواثق من نفسه وقال للضابط: مالكم أيها الضباط تتعلمون في كلية الشرطة كل شيء إلا الفطنة والذكاء!. قال الضابط: "فخبرني عنهما, أكن لك مدينا وعلى كلية الشرطة ناقما". قال الفلاح: "أما علمت أننا لو هرعنا إليهم لما بدونا في نظرهم أعداء? بذلك نتخلص من سنابكهم. قال الضابط: "نعم.. كلامك صحيح, سوف لن ينظروا إلينا نظرتهم إلى عدوهم ,لكن أخشى أنهم لن ينظروا إلينا على الإطلاق." قال الفلاح: "ما الذي ترمي إليه أيها الضابط?" قال الضابط: "سوف ينظرون إلينا على أننا لا شيء, فهم لا ينظرون إلَّا إلى الأكفاء لهم, ولو هرعنا إليهم سنأمن على أنفسنا من أذاهم لكن سنسقط من أعينهم". قال الفلاح: "فماذا أفعل? أتريد مني أن أظل هنا فأكون صريعا تحت سنبكة من السنابك?". قال الضابط:"ما أردت هذا أيها الفلاح, وإنما أردت أن نركب الخيول العربية فلها سنابك أيضا." قال الفلاح: "أيها الضابط.. أما علمت أنهم لا يمنحوننا من سنابك الخيل إلا ما لا قبل لنا بمواجهتهم به, في الوقت الذي يعطون فيه لبني إسرائيل سنابك متطورة فتاكة?" صمت الضابط برهة وكأنه قد احتار, ثم قال فجأة: "وجدت الحل.. نصنع سنابكنا بأيدينا. نظر إليه الفلاح بدهشة وقال له:"أما علمت أن قرار صنع السنابك إنما هو في يد السلاطين?" تهلل وجه الضابط ثم قال للفلاح: "إذا.. فلقد تاه الحل ثم عثرنا عليه, على السلاطين أن يتخذوا قرارا بصنع السنابك." قال الفلاح: "ولكنهم لا يفكرون بهذا الأمر. تظاهر الضابط بالدهشة وقال: "ولم?". قال الفلاح:" لعل تلك الفكرة لم تخطر على بالهم, فهم مشغولون دائما." قال الضابط: "واجبنا إذا أن نذكرهم كما تذكر السكرتيرة الحسناء مديرها بموعد هام. ما علينا سوى أن نذهب إلى عالِم يكون صديقا للسلطان منذ الطفولة, وله عنده حظوة, فنرجوه أن يذكر السلطان بأمر السنابك." . قال الفلاح: "أتسخر مني أيها الضابط? إنهم لا يجالسون من العرب إلا من مُحِيت من رأسه الأفكار, ولا يجالسون من العجم إلا من امتلأ قلبه علينا حقدا. قال الضابط: "وجدتها.. أنا أعرف عالمِا يقال له "البوطي" وهو يعرف موظفا في الأمم المتحدة, وهي الأمل في أن نُمنَح الفرصة ريثما نصنع السنابك. قال الفلاح: "أتسخر مني أيها الضابط?"قال الضابط: "إن كنت أنا أسخر منك, فإن "البوطي" يسخر من العرب كلهم, فقد قال في "كلمة الشهر" بتاريخ 11- 2- 2006 من موقعه متعدد اللغات www.bouti.com موجها حديثه إلى صديقه التركي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي (أكمل الدين إحسان أوغلو) ما نصه: إلى أخي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو. الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأحمد إليك الذي بنعمته تتم الصالحات. وبعد: فقد تلقيت في نبأ ثبوتكم هذه الوظيفة بشرى غمرت قلبي سروراً، وأورثت صدري انشراحاً وجددت في نفسي الآمال الذابلة.. إذ كنت أنظر من قبلُ إلى هذه المنظمة فلا أراها إلاَّ كرسوم متبقية، من بناء متهاوٍ، طال عليه العهد. واليوم، وقد أمسك بإدارة شأنها من عرفتُ جذور إيمانه، وشفافية دينه، وصادق حبه لله ورسوله، أشعر بأن روحاً قدسية جديدة بدأت تسري في كيان العالم الإسلامي(يحيى: الحمد لله أن روح أوغلو قدسية، هذا يعني أن الأمل في التغيير على وشك التحقق) من خلال هذه المنظمة التي هي لسان حاله، وترجمان آماله وآلامه. وإني لأعلم أن العبء كبير، وأن المهمة عظيمة وشاقة، وأن الدول الإسلامية ذات ألوان شتى في توجهاتها وسياساتها، ولكنه يسير جداً على من يسّره الله عليه. وإنما مفتاح اليسر في كل أمر كثيرة الالتجاء إلى الله، فكيف إذا أضيف إلى ذلك دعاء صالحي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لك?(يحيى: أكلما ذكرت المحن لم يذكر معها غير الدعاء, ألم يمنحكم الله غير القدرة على الدعاء أيها العجائز معدومي النخوة?) سيدي: لا أذكركم من نسيان، فأنا على يقين بأن الأمر الذي سأحدثكم عن أهميته وضرورته دائر في ذهنكم مهيمن على خلدكم. ولكني أود أن أضفي مزيداً من الأهمية عليه والتأكيد لضرورته. إنّ على أمتنا الإسلامية أن توظف مشاعرها الإيمانية التي ألهبت نيران الغضب لله بين جوانحها، والتي دفعتها إلى كل ما تملكه من تعابير الاستنكار(يحيى:وكأننا واقفون على مسرح.. كل ما نفعله هو أن نعبر عن....) للتطاول المبرمج في الغرب على سيدنا رسول الله، كي لا يصدق في حقها ما يظنه كثير من الغربيين المراقبين، من أن شأنها في مثل هذه الظروف أن تهتاج منها العواطف إلى حين، ثم تخمد وتصبح أثراً بعد عين، وهو شأن من يسلم نفسه, بدلاً من اللجوء إلى التخطيط(يحيى: بعد قليل سنعرف الخطط العبقرية المقترحة) إلى عوارض الأحداث والاستسلام لما يتملكها من ردود الفعل. إن هذه الأمة التي كشفت جانباً من الخطط العدوانية التي يرسمها الغرب تجاه العالم الإسلامي ودينه، أفرزت واجبات كثيرة تتطلب من العالم الإسلامي النهوض بأعبائها. وأهمها: أولاً: مواصلة القطيعة الاقتصادية لكل من يعلن عن مواقفه أو خططه العدوانية للإسلام وأمته، والبدائل عن تلك السلع كثيرة وبدائل الأمكنة والدول أيضاً كثيرة. (يحيى: أي الجهاد على طريقة الماهاتما غاندي, أبشر أيها الغرب, أعداؤك بلهاء) ثانياً: ضرورة التوجه إلى كل من الاتحاد الأوربي وهيئة الأمم المتحدة(يحيى: خطة محكمة.. وعبيطة)، ومطالبتها باسم الحق والعدالة وحماية حرية الفكر والمعتقد، باعتماد شرعة متكاملة تضمن حماية الجامع المشترك المتمثل في قدسية القيم السماوية التي تدين لها الأسرة الإنسانية جمعاء، من أي اعتداء عليها أو انتقاص لها. دون أي تفريق بين دين وآخر، أو عرق وعرق.(يحيى: ولماذا إذا فرق الله بين الإسلام وبين غيره من الأديان فقال: إن الدين عند الله الإسلام) ثالثاً: استحداث قناة فضائية توجه إلى العالم الغربي بشطريه الأوربي والأمريكي، تعرفه بالإسلام والقرآن وسيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلاقته بسائر الأنبياء والمرسلين (يحيى: هم وكأن الموضوع هو خلل في معلوماتهم عنا, وليس عنادا واستكبارا, هم يعادوننا لأنهم يعرفوننا لا لأنهم لا يعرفوننا, وتاريخنا أكثر وضوحا في ذاكرتهم منه في ذاكرتنا. وافتراؤهم علينا تحريف متعمد للحقائق وليس جهلا بها. "ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق") ، على أن تنطق بما لا يقل عن ثلاث لغات(يحيى: عشان تبقى الفضيحة بجلاجل حينما يرون ذلك الأسلوب السقيم في المواجهة ونكون سخرية العالم): الإنكليزية والفرنسية والألمانية، وعلى أن ترتبط إدارته الفكرية والعلمية بمنظمة المؤتمر الإسلامي مباشرة(يحيى: أي سيكون لك من الحب جانب يا أوغلو)، وأن لا تخضع لسياسة أي من الدول الإسلامية بمفردها. إن الواجب الأول بالعالم الإسلامي شعوباً وحكومات.(يحيى: كحكومة تركيا الإسلامية مثلا!!) أما الواجب الثاني والثالث فمن الواضح أنهما منوطان بهذه المنظمة التي هي لسان حال الأمة الإسلامية جمعاء(يحيى: قطع الله ألسنتنا لو كانت هي المؤتمرات والمنظمات). أدرك الفلاح أن الضابط يرغمه الآن أن يتخلى عن النويهي أيضا, فإن أقر بهذه الاستراتيجية لمواجهة الغرب فقد جعل من نفسه سخرية, وقد وصف هذا الكلام منذ قليل بأنه سخرية من الضابط, وإن اعترض على التوجه للأمم المتحدة, فهذا اعتراف منه بأن الحقوق لا تسترد بالمجالسة وشرب الشاي. فما كان منه إلا أن أمسك العصا من منتصفها, فقال: "هي وجهة نظر من حق صاحبها أن يعبر عنها". فقال الضابط: "ومن حقنا أن نلقيها في وجهه". قال الفلاح: "إنه عالم وشيخ معمم وجب عليك توقيره".قال الضابط: "لا توقير للهزيمة ولو لبست ألف عمامة, وعلى العمائم أن تعي ذلك. ومن لا يرى آلامنا لن نرى عمامته. تهون عمائم الدنيا أمام صراخ فتاة عراقية أو بكاء طفل فلسطيني. لن نسمح بالبلاهة أن تكون سببا لتخدير الأمة". قال الفلاح: "ولكنه يبدو عميق الفكر في صورته في صفحة موقعه الرئيسية". قال الضابط: "هذا سلاح غير مجدي أمام السنابك." قال الفلاح: "ما هو?" قال الضابط: "عمق الفكر في الصورة." قال الفلاح: "ورغم ذلك سأهاجر".قال الضابط: "تريث في أمر الهجرة فلقد بات التغيير وشيكا, فلقد تبوأ رجل مقدس القلب اسمه "أوغلو" مركزا هاما في منظمة المؤتمر الإسلامي... ويجالسه عالِم اسمه "البوطي". | 1 - مارس - 2007 | يقول المستشرقون ان الفلسفة الاسلامية تمت و ماتت بموت ابن رشد. ما رأيكم في هذا القول، أصحيح ام لا? |  | رسالة إلى النويهي     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
الأخ الكبير الأستاذ النويهي.. تحية إجلال وتقدير.. وبعد: بالتأكيد هناك أوجه اتفاق عديدة بيننا, منها ذلك الهم المشترك للصالح العربي العام, ذلك الهم الذي لمسته من نبرة الأسى والألم في سؤالك عن الفلسفة العربية, وأصدقك أنني لو لم استشعر ذلك في السؤال لمررت عليه مرور الكرام كأي سؤال آخر من تلك الأسئلة التي ظاهرها قلقا على الحالة العربية وباطنها تهكما عليها, والهم نصف العمل, وبالهم المشترك نكون قد قطعنا نصف المسافة حتى لو لم نبدأ الحوار الحوار كالدواء, لا يرفع الألم الدائم إلا بألم مؤقت بسيط, الحوار يظهر الاختلاف لكنه لا يظهره إلا ليخفيه, فلو لم يكن حوار لما كان اختلاف, ولظل الداء في عقولنا, فخير لنا أن يكون اختلافا يعقبه اتفاق من أن لا يكون حوار ولا اختلاف ومن ثم لا عافية. ولك أن تعلم أنني والله لا أكن لأي عربي إلا الاحترام والشفقة, يكفيني أن دماء عربية تجري في عروقه, إن أسعد يوم في حياتي هو ذلك اليوم الذي تفقأ فيه آخر عين تنظر إلى العرب باستخفاف, ولو خيرت بين أن أعيش مئة عام وبين أن أعيش يوما واحدا هو ذلك اليوم, لاخترت ذلك اليوم الرائع المنتظر دونما تردد. غير أن لكل طموح تبعاته, وتبعات طموحي ذلك تجعلني لا أتسامح بالمرة مع أي مساس بالعروبة, ولو صدر ذلك المساس من عربي. بل ولا أخفيك سرا أن قلبي يحمل من الكراهية لمن يستخفون بالعرب ما لو مزج به الفرات لصار علقما, بل وإنني _ إن شئت _ عنصري أعتد بقومي وأضعهم فوق العالمين. بل إن قلبي _ إن شئت _ لهو أحلك سوادا من أن يرى فيه نزعة ود لغيرهم, فهم السادة, ولو غفلوا عن ذلك. ربما يكون سوء الفهم منشأه هو أن من يمس الشأن العربي بسوء قد لا يعي ذلك, بل قد يظن أنه إنما أراد بالعرب خيرا, فيفاجأ برد فعلي, والمرء بطبيعته لا يمر بموقف إلى ويفسره, فإن أخطأ الفهم الصائب أمسك بأي تفسير آخر, مثل أننا مثلا نبتغي الخلاف دون غاية, أو أننا "قد اتفقنا على أن لا نتفق". فرجائي أن تعي أنني أبغض الخلاف "ولا أعتبره رحمة" كما يظن البعض, غير أننا لا بد أن نمر عبر هذا الاختلاف البغيض حتى نتجاوزه. إذا علمت هذا _ وأنت الثاقب النظر_ فما بقي غير أن تعلم أنني مندهش, لأن من ألمحت إليهم, أي أولئك المستغرقين في ملذات الحياة وبهيميتها أو التاركين للمغتصب أو المكتفين بالدعاء, أو الشاعرين بالعجز, أو المحتجين بالقدر, هؤلاء ليسوا نحن, ولن نكون, وإياهم ننصح, وعليهم نخشى سوء العاقبة؛ سر دهشتي هو أنني هاجمت هؤلاء تحديدا في المقالة السابقة على مقالتي تلك مباشرة, فكيف تنعتنا بصفات هي موضع سخطنا من غيرنا! إذا أرتد أن تتأكد من أننا قوم لا نعيش لأنفسنا, وأننا نرى أن من عاش لله عاش كبيرا ومات كبيرا, ومن عاش لنفسه عاش صغيرا ومات حقيرا, وأن قولنا لا يصدقه إلا دماؤنا, وأننا نتحمل السخرية دائما ممن عليهم تفطرت قلوبنا, ومن أجلهم جلدت ظهورنا فادخل هذا الرابط تجدني فيه مع أصدقائي "السرمديين", لا نمنُّ على الله بشيء, فذنوبنا أثقل من نعم الله علينا, ولكن لتعلم أننا نحن من ندفع ثمن الحرية التي يتحدث عنها غيرنا, والتي سينعم بها الساخرون منا, ونحن بذلك راضين غير ساخطين. www.hrcap.org/A_Reports/report26/1993.doc أخوك | 2 - مارس - 2007 | يقول المستشرقون ان الفلسفة الاسلامية تمت و ماتت بموت ابن رشد. ما رأيكم في هذا القول، أصحيح ام لا? |  | مشكلة.. وحل كن أول من يقيّم
"الجعان يحلم بسوق العيش", هذا عن المثل, لكن له مناسبة, هي المشكلة والحل اللذان حدثا معي بالفعل أمس عندما كنت نائما, حدثتني نفسي أمس مازحة قبل النوم بأنني لو اشتريت كل الكتب التي أود قراءتها لاضطررت إلى ممارسة السلب والنهب, وكان ذلك الحديث بمناسبة كتاب حال سعره دون أن أشتريه وكنت في غاية الضيق, وكثيرا ما تسري عني نفسي في تلك الأحوال بمزحة, ونمت على ذلك الخاطر, فرأيت كأني قد أهديت كتبا كثيرة كلها قيمة وكلها كنت أود شرائها, وكانت من كثرتها أنها كانت تعلو قامتي وأنا وأسير بينها متفحصا, لكن.. جال بخاطري (وأنا أحلم) أنني ربما أكون في حلم سأستيقظ منه بعد قليل, فقلت لأخي عمر (في الحلم): "أنا مش عارف إذا كنا نايم ولا صاحي, شوف أنت الموضوع ده لأن إللِّي بيحلم مابيعرف إنه بيحلم إلا لمَّا يصحى, ولو لقيتني صاحي يكون خير, أما لو لقيتني نايم, ماتخليش أي حد يصحيني عشان الكتب ما تختفيش"... للأسف .. صحيت. عندي اقتراح: لم لا تتاح إمكانية تنزيل الكتب من موقع الوراق على ملف وورد? | 3 - مارس - 2007 | أمثال من هنا وهناك |
|