ملاحظان على الترجمة كن أول من يقيّم
بسم الله الرحمن الواحد القهّار
نبدأ عملنا هذا في نشر فصول من إنجيل بارنبا..
ولا بدّ لنا من ملاحظات أولية:
- نكرر ما قلناه في المقدمة أننا بسبب عدم توفر حروف سريانية آراميّة في نظام Windows سنضطر لاستبدالها بحروف (مختاب آشوري) المربعة، ونرجو ملاحظة أن النطق الشفوي الآرامي يختلف عن مبنى الكتابة بالقلم
المربع، بحسب التشكيل الآرامي، وأكثر ما يتبدّى ذلك في حرف الألف (א) التي كثيراً ما تنطق واواً، بخاصة في اللهجة السريانية الغربية. والأمر ذاته ينطبق أحياناً على الياء.
- أرجو ألا ينسى القارئ أن الحواشي المكتوبة بالعربية في هامش مخطوط فيينا (وهي ليست في نسخة مكتبة فيشر) إنما كتبها ناسخ مسلم يجهل العربية، فلذا تقع فيها أغلاط فاحشة جداً، وبالطبع تركناها على حالها، لقيمتها الدلالية التي أفادتنا كثيراً في تحديد هوية الناسخ. ولذا نرجو من القراء أولاً عدم استغراب ورود مثل هذه الأغلاط، وعدم إتعاب أنفسهم بمحاولة تصحيحها، فهي هنا أدوات نصيّة عينيّة، بغض النظر عما تكسره من قواعد النحو واللغة. والأمر ذاته ينطبق أيضاً على بعض الألفاظ التركية الواردة في الهوامش.
- أما النصوص اليونانية فتبقى على حالها لحسن الحظ، ولكننا كتبناها دون تشكيل، درءاًلأغلاط اختلاف أنظمة النشر، مما يؤدي في العادة إلى خلل كبير يصعب تلافيه.
- عند عملنا على الأصلين الإيطالي والإسباني قمنا بعمل الترجمة الأولية، ثم قارناها على ترجمة راغ الإنكليزية فوجدنا (ترجمة راغ) على مستوى عال من الدقة (فيما عدا الألفاظ الاصطلاحية على لسان يسوع، والتي أقحمت فيها عبارات شديدة النبرة)، وبعد ذلك قارناها على ترجمة تشيريلو وفريمو الفرنسية فوجدناها أدق وأكثر تحرياً، خاصة أنها أحدث عهداً من ترجمة الزوجين راغ. أما صياغة برنابه بونس بالإسبانية الحديثة فلا تختلف اختلافاً جوهرياً عن نسخة مكتبة فيشر التي عنها أخذ بونس. وأما ترجمة سوكس فليس فيها ما هو جديد، بل تعتمد بلحمتها وسُداها على ترجمة راغ.
- أخيراً: بوسعنا بكل ثقة أن نقول إن ترجمتنا العربية اليوم تحمل من الدقة مستوى أعلى من الترجمات الأربعة المذكورة، بسبب عدم انتباه أصحابها إلى المعطيات الباليوغرافية بالعبرية والآرامية من المدراش والمشناه، وبسبب جهلهم بجغرافيا المنطقة، مما فوت عليهم جميعاً الانتباه إلى مسألة محورية جداً في الطبوغرافيا التاريخية حول مكانين مذكورين في المتن: تيروس.. وصور. لقد فشل هؤلاء التراجمة جميعهم في تحديد الهوية المكانية لهذين الموقعين. وفي هذا الأمر وحده دلالة عينية على قدم نص إنجيل بارنبا، وكونه يرجع إلى القرن الأول تحديداً، على الأقل أصله القديم the underlying book بغض النظر عن الطبقات التي تراكمت فوقه، من ترجمات ونسخ مختلفة، حتى وصلنا في مخطوطيه الحاليين: مطلع القرن السابع عشر لنسخة فيينا، والثامن عشر لنسخة فيشر. |