البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات أحمد إيبش

 6  7  8  9  10 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
مقدمة مصطفى دي آراندا    كن أول من يقيّم

مقدّمة المخطوطة الإسپانيّة([1])
نسخها في إستانبول مُصطفى دي آراندا الأراغوني
 
}ص 1{ بقلم كاتبها المسمّى »الرّاهب مارينو«
طالَما كان يدورُ في خلدي، ببالغ الاهتمام والتَّدَبُّر، هذا السّؤال: كيف تسنّى للشَّعب العِبريّ أن يتمَسَّكَ طوالَ هذه العصور بأهداب الدّيانة اليَهوديّة، بمجرّد الاستناد إلى الكتاب المدعو »الكتاب المُقدَّس«، وهو على كلّ ذلك الغُموض، الذي لا يعجزُ مجرّد الجاهل عن فهمه فحسب، بَل حتّى مَن كانوا مُتمَرِّسين في قراءة الأسفار المُقدّسة لا يتأتّى لهم استيعابُهُ إلاّ بشَقّ الأنفُس؟
حول هذا الأمر، كان يغلبُ على ظنّي أنَّ ما أبقى على شعب إسرائيل ضمن نِطاقِ شريعَتهم هو أنّهم كان لديهم مُفسِّرون قد استفاضوا بالكتابة حول كلِّ تشريع فِقهيّ لهم، بالطّريقة ذاتها التي كان الفلاسِفةُ الغابرون قد عَبّروا بها عن نِتاج سابقيهم، أو كالمُشركين في عصرنا الحاضر، الذين لديهم شُروحٌ، لا على الكتاب المُقدّس فحَسب بَل وحتّى على مَراسيم بابَواتِهم، وكُشوف كَهَنة الاعتراف لديهم وطُقوسِهم.  ولذا، ففي نظري إنَّ الشَّعبَ العِبريّ حُكماً لا بُدَّ أنّه كان لديه تَفاسيرُ لأسفار الكتاب المقدّس بأكملها، وما رَسَّخَ لديّ هذا الاعتقاد هو عِلمي بأنّ مثل هذه التّفاسير قد جُوبهت جميعُها بالرّفض من قِبَل أحبارهم وحاخاماتهم. 
لذلك، بعدَ أن أعملتُ الفِكر في هذه المسألة في خاطري، ما برحتُ أمكثُ جازِماً في اعتقادي بأنّ هذه الشُّروح على الكتاب المُقدّس إمّأ أن تكون قد بادَت في غُضون }ص 2{ النّكبات المُتداركة التي أصابت الشّعب العِبري، أو أنّها قد تمّ ]إخفاؤها[ جرّاءَ ]غايةٍ خَبيثة؟[.
غَدوتُ في ذلك الأمر راسِخ الاعتقاد.  ]وممّا جرى أنّه[ لمّا كانت لي وظيفةٌ تتعلّق بتعريف القضايا البابويّة، فضلاً عن منصب في ديوان محكمة التّفتيش([2])، اتّفقَ في بعض الأيّام أنّ أحد الأعيان من أسرة أُورفيني([3]) Urfini جاء يطلبُ رؤيتي، وقد جَلبَ معه أربعة كُتب قديمة مكتوبة باللاتينيّة وقال: »دونَكَ هذه الكُتب عن الأنبياء السّالفين«، ولمّا كانت مرفوضةً في الشَّرع المسيحي فقد عَدَّها شيئاً هرطقيّاً، وأنّها في الواقع لا نفعَ لها على الإطلاق.  ولذا، فقد سلَّمها إلى عُهدتي لكي أفعلَ بها ما أراهُ مُناسباً.  فاستعلَمتُ منه كيف وبأيّة واسِطة وصلت هذه الكُتب إلى يَديه؟  فأجابني بأنّه »قد عثر عليها في مكتبته بين كُتب أجداده«، ولم يكن عنده غير هذا ليُخبرني به.  وإثر ذلك انصرفَ راحلاً.
عَقِبَ ذلك، لمّا حانَت أمامي سانِحةٌ من الوقت، ولم يكن عليّ الكثير لأفعله في مكتبي، جلستُ لأتفحّص هذه الكُتب التي خِلتُها في البَدءِ نُسخاً من الكتاب المقدّس، ولكنّني وجدتُ أنّها كانت أربعة شُروح على بعض أسفار الكتاب المقدّس، وهي تحديداً على ]أسفار[ الأنبياء: يَشَعياه، ويْحَزَقئيل، ودانيئيل، ويُوئيل([4]).  فلمّا كان ظَفَري بهذه الشُّروح أمراً غير متوقَّع، فقد تلقّيتُها بقلبٍ مُفعَمٍ ببالِغ السُّرور.
غير أنَّه لإظهار مدى تميّزها على ]شُروح[ عصرنا، يكفي أن أقول إنّها قد سُطِّرَت بأيدي الأنبياء، الأمر الذي لمّا أبصرتُه وأعملتُ فيه الفِكر، ثارَ في نفسي تَساؤلٌ آخَر يتعلّق بكتابات رُسُل يَسوع الذين كانوا اثني عَشَر وتفرَّقوا في اثنتي عشرة جِهةً مُختلفةً من العالَم، للتَّبشير بعد رَحيل يَسوع.  وجَزمتُ أنّه من غاية المُحال أن يكون أربعةٌ منهم فقط قد كتبوا أناجيلَ. 
*  *  *


([1]) ترد هذه المقدّمة في صدر المخطوطة الإسپانيّة، التي كانت في حوزة الدكتور جورج سَيل Dr. G. Sale، وفُقدت آثارها.  وننقل هنا عن نسخة مكتبة فيشر Fisher  بجامعة سيدني المنقولة عنها في القرن الثامن عشر، والتي آلت إلى السّير تشارلز نيكولسون، كما ذكرنا في مقدّمتنا أعلاه.
([2]) محاكم التفتيش الكاثوليكيّة (في النصّ الإسپاني: Inquisiçion) قامت 1184 م لمُحاكمة الهراطقة بإسپانيا وإيطاليا وفرنسا، دعمتها البابويّة في 1542 م، وارتكبت جرائم مُريعة بحقّ المسلمين وغيرهم، ممّا يشكّل وصمة كبرى على جبين أوروبا.
([3]) ثمّة باحث أوسترالي هو رودني بلاكهرست  R. Blackhirst  يعتقد أن التّسمية موضوعة، بغرض التّعمية على اسم آخر هو: أورسيني Orsini.
([4]) هؤلاء من أنبياء اليهود الأواخر، سيرهم في أسفار »نبيئيم« وواحد في »كِتوبيم«.
 

9 - نوفمبر - 2007
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
مقدمة مصطفى دي آراندا، تتمّة    كن أول من يقيّم

ولمّا استذكرتُ أن إيرونيموس Jerome (الذي يعدّه المسيحيّون قدّيساً) لدى ترجمتِه الأناجيل قد قالَ بأنَّه »من جُملة أصنافٍ عديدة من الأناجيل تَرجمَ إلى اللاتينيّة أربعة، هي التي بَدَت له مُتوافِقةً معاً أكثر من البقيّة«، فلقد حملني هذا الخاطر على الشّكّ بذلك، بالنَّظَر إلى أنّ المجموعَ كلَّه قد تمّ اجتزاؤُه إلى أربعة فقط، وأنّ هذه الأربعة قد تمّ انتقاؤها بناءً على تقدير إنسانٍ واحد فحَسب([1]). 
فلمّا كان فِكري مُنهمكاً بهذه الخَواطر }ص 3{ فكّرتُ كيف أنّ خِلافاً حادّاً كان قد نشبَ ما بين بُولُس وبارْنَبا([2])، وزاده تدعيماً الارتيابُ في حقيقة هذه الأناجيل التي ترجمها إيرونيموس.  وعند ذاك، بعد كَرّ الخواطِر، وَقَرَ في ظنّي حقّاً أنّه من غير المُمكن أن يكون رُسُل يَسوع وتلاميذُهم أو العَذراء، قد أمسَكوا عن كتابة أيّ إيضاحٍ حول الإنجيل.
استغرقتْ هذه الخواطر جانباً عظيماً من تفكيري، وبقيت تَجيشُ فيه دونَ كَلالٍ ما يُقارب السّنة من الزّمان، فممّا وقع أنّ سيّدةً من أُسرة كُولونّا Colonna (كان زوجُها قد تُوفّي قبل مُدّةٍ يَسيرة، تاركاً لها وَلدَين قاصرين) كانت تعملُ جَرداً على مُمتلكات تِركَتِها، عثرت في صُندوقٍ يعودُ لزوجِها على ثلاثة كُتب.  فأمَرَت أحدَ ابنَيها أن يقرأ لها جانباً منها، ولمّا ألفَت فيها تنديداً ببُولُس، سُرعان ما لفَّتها في كيس من الخام وأحضرتها إليَّ بسرّيّة تامّة مُتوسّلةً أن أُبقي الأمر طيّ الكِتمان، لئلاّ يُخرَجَ الميّتُ من قبره ويُحرَق([3]).  فوعدتُها بذلك واستلمتُ منها الكُتُب، فمَضَتْ لشأنها.
عند تفحُّص تلك الكُتُب، وجدتُ أنّ واحداً منها كان يختصّ بذكر العَذراء كتبه إغناطيوس Ignatius. والآخَر كان مؤلَّفاً لزوزيموس Zozimus أحد تلامذة الرُّسُل.  أمّا الثّالث فهو لإيريناوس Irenوus تلميذ إغناطيوس، الذي كان لديه سببٌ وجيهٌ لأن يكتب فيه أشياءَ مُضادّة لبُولُس، وللبُرهان على ]صِحّة[ كلامه راح يستشهد بذكر »إنجيل بارْنَبا«.
فتخيّل إذاً في قَرارة نفسِك، أيّها الأخُ العزيز، مدى الرّغبة العارمة التي تملّكتني للوقوف على هذا الإنجيل.  وكان بمشيئة الله الرّحيم أنّه كانت لي صداقة حَميمة مع »مونتالطو« Montalto - أعني البابا سِكستوس الخامس([4]) Sixtus V - إلى درجة أنّنا كنّا مراراً ما ننفردُ ضمن مكان مُغلَق، نتناقش في الشؤون الخاصّة.  فاتَّفقَ في بعض الأيّام أنّه لمّا كنّا مُختليين بمكتبته، انتابَتهُ سِنَةٌ غامِرة من الكَرى، وما لبِث أن غَطَّ في النَّوم.  فلكي أُبدِّدَ الفَراغ خطر لي أن أُمضي بعض الوقت في القراءة }ص 4{ فعمدتُ إلى تناول أحَد الكُتب وما إن فتحتُ الكتاب الأوّل الذي وقعت يدي عليه، إذا بي أُلفي أنَّهُ هو ذاتُه الذي كان قلبي يَهفو إليه ويتطلّع، أعني: »إنجيل بارْنَبا«!
فبكلّ بِشر، وارَيتُه في رُدن ثوبي، ولمّا أفاقَ البابا بعد بُرهةٍ وَجيزة استأذنتُهُ بالانصراف، حاملاً معي الكنز السَّماوي، الذي طفقتُ أتتبّعُهُ وأقرأ ما فيه المرّة َتِلوَ المَرَّة، على مَدار عامين اثنين، إلى أن عقدتُ العَزمَ أخيراً على اعتناق الدّين الصّحيح.
كما عَزمتُ كذلك من أجل إفادة المؤمنين على نسخ هذا الإنجيل بُغية نشره([5])، لكوني بِتُّ واثِقاً ومُتأكّداً من أنَّه الكتاب السّماوي الصّحيح، وأنّ فيه العقيدةَ الحَقّة، وفيه ]يَردُ[ بوضوح ذِكرُ رَسول اللهِ الطّاهر([6])، وتِبيان فضائِله بما لا يُمكن أن يكون أشدَّ تأكيداً ووثوقاً.
لذلك أيُّها الأخ العزيز، دُونَكَ هذا الكتاب فاقرأهُ مِراراً، وتِلقاءَ الخير والفوائد ]النّاجمة[ عنه احمِد اللهَ القَدير الذي ينبغي له كلُّ الإجلالِ والثّناء، وصَلِّ إليه لأجلي أنا المُذنب:
                                      ]مارينو [Fra Marino
 
*  *  *


([1]) الواقع أن إيرونيموس لم ينتقِها بل تمّ إقرارها في مجمع نيقية، ولذا تُسمّى »نيقاويّة«.
([2]) راجع ما كتبناه في مقدّمتنا على هذه الحادثة المحوريّة جدّاً، فيما يخص موضوعنا الحاضر بأسره.  مراراً ما يشير مؤرّخو المسيحيّة إلى أن هذا كان مجرّد خلاف شكليّ طفيف غير ذي بال، لكنّ الباحث المدقّق يرى فيه ما يمكن تأطيره كنقطة بداية لصراع حادّ اشتجر بين تيّارين دينيّين عقائديّين: كنيسة أورشليم التّوحيديّة (ومنها إخوة يسوع يعقوب ويَهوداه وشمعون، وبارْنَبا)، والكنيسة الأمميّة ذات الفكر اللاهوتي الفلسفي الهلّيني (التي قادها بنجاح لافت بولُس الطَّرسوسي).  كانت النتيجة طبعاً أن انتصر التيّار الثاني، وقامت المسيحيّة على مبدأ التّثليث الپوليني، ورسخ هذا بقوّة إثر دخول دولة بيزنطة فيها رسميّاً عام 313 م، ثم بقيام مجمع نيقية 325 م، ومجمع خَلقيدونية 451 م.
     أما عقيدة النّصارى الأولى، الأقرب إلى التّوحيد، فقد انكفأت وزالت المذاهب الأولى التي تمخّضت عنها (كالإبيونيّة ثم الأريانيّة، نسبةً لآريوس).  ولم يبق من معالم عقيدة »النَّصارى« إلا شذرات يسيرة، منها إنجيل بارْنَبا الذي ننشره اليوم.
([3]) في عُرف محاكم التفتيش كان العثور على أي كتاب ديني مُنافٍ للكثلكة كفيلاً بحرق كلّ المكتبة، أو بإعدام صاحبه (بعد التّعذيب الشّديد)، أو بحرق جثّته إن كان ميتاً.
([4]) تولّى البابويّة بين 1585-1590 م.  ولقبه بالإيطاليّة يعني: »الجبل العالي«.
([5]) لنا مع هذه الجملة وقفة طويلة في المقدّمة والحواشي، على اعتبار أنّنا من خلالها نعتقد بأن المخطوطات الثلاث المعروفة من الإنجيل (إحداها مفقود اليوم)، تعود جميعها إلى أصل واحد، وهو الذي كما يبدو كان نسخه مارينو بيده.  وليس صحيحاً ما يُذكر أن النّسخة الإسپانيّة منقولة ومُترجمة عن النّسخة الإيطاليّة، لعدّة اعتبارات منها وجود 5 فوارق نصيّة جوهريّة (على الأقلّ).  ولنا على أي حال عودة إلى هذا البحث.
([6]) عليه أطيب الصّلاة وأتمّ التّسليم.

9 - نوفمبر - 2007
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
يا لكلامك الطيّب يا أخي    كن أول من يقيّم

أخجلتني يا أخي..
أاسمُك درصاف، أم أنّ كلامكك دُرٌّ صافٍ؟
هذا البحث الذي أمضيتُ فيه شهوراً طويلة، لم أكتبه بحبر القلم، بل كتبته بدفق دمي ومكنون قلبي وظمأ روحي لرضا ربّ العالمين القدّوس الصّمد، جلّ جلاله.
والله يا أخي لو أنني عشتُ ألف مرّة، وكانت لي ألفُ روح، لقدّمتُها جميعاً قرباناً أمام خالقنا العظيم، الجواد، الرّحمن، الرّحيم، ربّ العرش العظيم..
ولاعتذرتُ طالباً المغفرة على رُخص ما أقدّم أمام جبروته، وكماله، وجماله، وعزّته، وسطوته، وبهائه، وعظمته.
فعذري.. أنّ هذا كل ما أملك، ومن كرمه أرجو العفو والمغفرة.
بسم الله الرّحمن الرّحيم
{قُلْ إن صلاتي ونُسكي ومحيايَ ومَماتي للّه ربّ العالمين}
والحمد للّه الموفق لكل خير.

11 - نوفمبر - 2007
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
مؤلفات محمد أسد بالإنكليزيّة    كن أول من يقيّم

هذه هي أسماء مؤلفات محمد أسد (ليوبولد فايس سابقاً) بالإنكليزية:
 
- Road to Mecca الطريق إلى مكة.
- The Message of the Qur'an رسالة القرآن.
- Translation and Commentary on the Sahih Bukhari ترجمة وتفسير لصحيح بخاري.
- This Law of Ours شريعتنا هذه.
- Islam at the Crossroads الإسلام على مفترق الطرق.
 
أرجو منك أخي الحبيب زهير أن تمهلني بعض الوقت فأتفرغ لإضافة معلومات جديدة حول ترجمة محمد أسد، فيها فائدة.
أحمد إيبش

11 - نوفمبر - 2007
محمد أسد: يهوديا ومسلما
وماذا بعد؟    كن أول من يقيّم

أرجو الانتظار بعض الشيء..
وعدت باختيار مقاطع منتخبة من متن إنجيل بارنبا بترجمتي الجديدة.
هذا ما سأفعله قريباً جداً.
وفيها كل جديد وشائق.
شكراً.

11 - نوفمبر - 2007
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
أختاه.. والله لا أدري كيف أعتذر    كن أول من يقيّم

حضرة الأخت الكريمة درصاف:
والله إنني في غاية الخجل والإحراج..
أخطأت في حقك خطأ كان غير مقصود بعدم فهم اسمِك (الذي ما زلت أرى فيه دُرّاً صافياً متألقاً)، ولكن أدري أنك لن تكوني راضية. ومعك الحق كله..
عذري يا أختاه أنني جديد على موقع الورّاق، ولم يسبق لي أن عرفت روّاده وكتّابه وسراته، إلا اللهم صديقي وأخي الحبيب الشاعر المُجيد زهير ظاظا.
فلما قرأت اسمك احترت به، لم يمرّ بي من قبل أبداً، فهل هو اسم تونسي؟ أنا بصراحة ظننته فارسيّاً، دون أن أتحقق منه، فنبّهني إلى غلطي أخي زهير مشكوراً. 
المحرج أنني من أهل التاريخ والفيلولوجيا وعلم الاشتقاق، فكبوت وعثرت في حقك
عثرة بليغة. فهل تراكِ تقبلين اعتذاري؟ حقاً لم أقصد ذلك.
وأعود ثانية لأجزي لك شكري على كلماتك الرّائعة، ويعجبني قولك: "طائر الفينيق"، فأنا أعيش في الساحل الشرقي لفينيقيا، غير بعيد عن حواضر فينيقيا الكبرى: بيريت (بيروت) وصيدون (صيدا) وصور. وتكتب لي أخت كريمة من الساحل الفينيقي الغربي، بنواحي "المدينة الحديثة - قرت حَدَشت" (قرطاج اليوم).
لك مزيد الشكر والاحترام، وبارك الله بك يا درصاف.

11 - نوفمبر - 2007
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
نعم.. يا لجهلي!    كن أول من يقيّم

نعم.. نعم.. يا لجهلي.
لما استفتيتُ Google فهمت الآن أن "درصاف" اسم شائع في تونس الخضراء الحبيبة. يا لخجلي وقلّة تدبيري..
الشيء الوحيد الذي يمكنني الآن فعله هو تكرار الاعتذار، وتكرار الشكر!
أهلاً بكِ يا درصاف.

11 - نوفمبر - 2007
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
جزيل الشكر للجميع    كن أول من يقيّم

أولاً: الأخت درصاف، أرد لك أطيب تحية وأزكى سلام، من الشاطئ الفينيقي الشرقي إلى الشاطئ الفينيقي الغربي، وأقول لك بشفة كنعان الفينيقيّة: إيل عيماخ.. بَت قَرت حَدَشت بمعراب!
 
والأخ ثائر: شكراً جزيلاً على نقاشك في الصميم لمسألة بالغة الأهميّة: المذاهب النصرانيّة المبكرة، ما قبل بولس. لنا متابعة واسعة وسأجيبك في أقرب وقت، الآن فقط أتيح لي قراءة ما كتبت والساعة تجاوزت منتصف الليل. لكن أحب أن أذكر أنني في بحثي الحاضر لم أودّ الإشارة إلى "يوحنا المعمدان" ومذهبه البالغ الأهميّة وما تفرّع عنه، لسببين: أولهما أنه بحاجة لدراسة ضخمة مستقلة، والثاني: عدم إشارة نص إنجيل بارنبا إليه، وهذا شيء غريب غريب للغاية، لكني أعدّه دلالياً، ويدفعني إلى البحث عن إشكاليات مفترضة بين الإبيونيم والمعمدانية؟ لست أدري، ولكنه حدس الباحث! كذلك الأمر يندرج على موضوع الإسينيين، الذين لهم علاقة عضوية متجذرة بالمسيح، ومنهم انبثقت حركات عرفانيّة هامّة، من أهمّها الفريسيّة المبكرة (دعك عن الكتبة والفريسيّين الملتصقين بالشريعة الشفاهية - توراه شبعال بيه - والمعاصرين للمسيح).. ومنها أيضاً جماعة الإبيونيم، الذين عادوا فيما بعد ليحتووا بقايا الإسينيين في شرقي الأردن (بلاد مؤاب) في أعقاب سقوط أورشليم الثاني (على يد تيطوس 70 م).. والإبيونيم أقدم من الإسينيين في اللجوء إليها، إذ قصدوها قبيل عام 70.
عموماً لنا متابعة واسعة.. وثق تماماً أنك الآن تضع يدك بكل دقة على تتمّة مبحث بارنبا والإبيونيّة، في الساحتين الزمانية واللاهوتيّة العقائدية. غير أن كل مبحث من ذلك بحاجة إلى كتاب لا يقل عما بين يدي الآن عن بارنبا.. إنما ما المانع؟ أليس في هذا تحديّاً علمياً شائقاً؟ بالطبع! وإن غداً لناظره قريبُ.
 
الأستاذة ضياء: اعذريني، لم أتمكن اليوم أبداً من الشروع في نشر مقاطع من ترجمتي، بسبب تدارك المشاغل، وبسبب خلل طرأ على الشبكة. إنما غداً أبدأ، وأفكر: ربما (إن اتسع صدركم) أنشر تباعاً قسماً كبيراً من النص، مع حواشيه النقديّة ومادته البحثية. لا أدري إن تسمحين.. النص كبير، وحده يصل إلى 400 صفحة من القطع المتوسط.. عموماً، غداً سأورد مقطع عرس قانا الجليل، إتماماً للفائدة. حباً وكرامة! 
 

13 - نوفمبر - 2007
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
متن إنجيل بارنبا، من بدايته    كن أول من يقيّم

أستاذتنا الكريمة ضياء،
والسّادة سراة الورّاق:
 
تحيّة طيّبة..
سوف أشرع بنشر بعض الفصول من متن ترجمتي لإنجيل بارنبا، اعتباراً من بدايتها.. دون أن أبدأ من الفصل الخامس عشر بنص عرس قانا الجليل، درءاً للتشويش. وعلى أي حال، فهو يأتي قريباً.
سأحاول انتقاء أهمّ نماذج الترجمة والتعليق، وأكثر الفصول أهميّة من حيث محتواها العقائدي والنصّي.
فهلمّوا بنا إذاً.

13 - نوفمبر - 2007
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
ملاحظان على الترجمة    كن أول من يقيّم

بسم الله الرحمن الواحد القهّار
نبدأ عملنا هذا في نشر فصول من إنجيل بارنبا..
ولا بدّ لنا من ملاحظات أولية:
 
- نكرر ما قلناه في المقدمة أننا بسبب عدم توفر حروف سريانية آراميّة في نظام Windows سنضطر لاستبدالها بحروف (مختاب آشوري) المربعة، ونرجو ملاحظة أن النطق الشفوي الآرامي يختلف عن مبنى الكتابة بالقلم
المربع، بحسب التشكيل الآرامي، وأكثر ما يتبدّى ذلك في حرف الألف (א) التي كثيراً ما تنطق واواً، بخاصة في اللهجة السريانية الغربية. والأمر ذاته ينطبق أحياناً على الياء.
- أرجو ألا ينسى القارئ أن الحواشي المكتوبة بالعربية في هامش مخطوط فيينا (وهي ليست في نسخة مكتبة فيشر) إنما كتبها ناسخ مسلم يجهل العربية، فلذا تقع فيها أغلاط فاحشة جداً، وبالطبع تركناها على حالها، لقيمتها الدلالية التي أفادتنا كثيراً في تحديد هوية الناسخ. ولذا نرجو من القراء أولاً عدم استغراب ورود مثل هذه الأغلاط، وعدم إتعاب أنفسهم بمحاولة تصحيحها، فهي هنا أدوات نصيّة عينيّة، بغض النظر عما تكسره من قواعد النحو واللغة. والأمر ذاته ينطبق أيضاً على بعض الألفاظ التركية الواردة في الهوامش.
- أما النصوص اليونانية فتبقى على حالها لحسن الحظ، ولكننا كتبناها دون تشكيل، درءاًلأغلاط اختلاف أنظمة النشر، مما يؤدي في العادة إلى خلل كبير يصعب تلافيه.
- عند عملنا على الأصلين الإيطالي والإسباني قمنا بعمل الترجمة الأولية، ثم قارناها على ترجمة راغ الإنكليزية فوجدنا (ترجمة راغ) على مستوى عال من الدقة (فيما عدا الألفاظ الاصطلاحية على لسان يسوع، والتي أقحمت فيها عبارات شديدة النبرة)، وبعد ذلك قارناها على ترجمة تشيريلو وفريمو الفرنسية فوجدناها أدق وأكثر تحرياً، خاصة أنها أحدث عهداً من ترجمة الزوجين راغ. أما صياغة برنابه بونس بالإسبانية الحديثة فلا تختلف اختلافاً جوهرياً عن نسخة مكتبة فيشر التي عنها أخذ بونس. وأما ترجمة سوكس فليس فيها ما هو جديد، بل تعتمد بلحمتها وسُداها على ترجمة راغ.
- أخيراً: بوسعنا بكل ثقة أن نقول إن ترجمتنا العربية اليوم تحمل من الدقة مستوى أعلى من الترجمات الأربعة المذكورة، بسبب عدم انتباه أصحابها إلى المعطيات الباليوغرافية بالعبرية والآرامية من المدراش والمشناه، وبسبب جهلهم بجغرافيا المنطقة، مما فوت عليهم جميعاً الانتباه إلى مسألة محورية جداً في الطبوغرافيا التاريخية حول مكانين مذكورين في المتن: تيروس.. وصور. لقد فشل هؤلاء التراجمة جميعهم في تحديد الهوية المكانية لهذين الموقعين. وفي هذا الأمر وحده دلالة عينية على قدم نص إنجيل بارنبا، وكونه يرجع إلى القرن الأول تحديداً، على الأقل أصله القديم the underlying book بغض النظر عن الطبقات التي تراكمت فوقه، من ترجمات ونسخ مختلفة، حتى وصلنا في مخطوطيه الحاليين: مطلع القرن السابع عشر لنسخة فيينا، والثامن عشر لنسخة فيشر.

14 - نوفمبر - 2007
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
 6  7  8  9  10