( لا تأكل السمك وتشرب اللبن ) يأتي الفعل ( تشرب ) مجزوما أو منصوبا أو مرفوعا ؛ فتوجيه الجزم على العطف على الفعل الأول ( تأكل ) فيكون النهي موجها إلى مجموع شيئين الأكل والشرب ، كأنه يقول : لا تفعل هذا ولا تفعل هذا .  وكذلك إذا كان الفعل ( تشرب ) منصوبا بأن مضمرة ، كأنه يعطف مصدر الفعل على مصدر مقدر ، فيكون النهي حينئذ عن مجموع الأمرين  . والحالة الثالثة أمرها مختلف تماما إذ يكون الفعل ( تشرب ) مرفوعا على الاستئناف كأنه يقول : لا تأكل السمك  ولك شرب اللبن , فيبيح شرب اللبن بينما نهى عن أكل السمك .

قصيدة الشاعر عبد المطلب عليها مسحة من الجمال غير أن بالشطر الثاني من البيت الرابع كسرا - سألت الله أن يجبره ويجبركسر القلوب الهائمة بالجمال حيث ما كانت .

لم يرد لفظ الجامد - في شكل اصطلاح -في كتاب سيبويه لأن المصطلحات النحوية لم تكن على وضوح تام في الأذهان بعامة وعند سيبويه بخاصة . ولكنه عبر عن المدلول بالمثال دون المصطلح ففي ج 1 ص 434 من الكتاب طبعة هارون ورد أن الوصف في قولك ( مررت برجل أسد )  ضعيف قبيح ، والمثال بلفظ ( أسد ) يعني عند النحاة الوصف بالجامد ، وكان سيبويه يستطيع أن يقول ذلك لو أنه عرف مصطلح ( الجامد ) .  وانظر أيضا مثل ذلك في ج 2 ص 23  ، وفي ص 34  . ولكن من العجيب أن يرد لفظ ( جامد ) عنده جلي الدلالة في قوله عن الحرف (لأنه جامد ) بعد قوله عن بعض الحروف : ( لأنها لا تتصرف  تصرف الأفعال ) انظر ذلك في ج 3 ص 13 , وجاء أيضا في ج 4 ص 50 قوله : ( كما قالوا : جمد جمودا وهو جامد )  فإن لفظ جامد هنا لا يقصد منه المصطلح الذي نحن بصدده بأي قصد وما جئت به إلا لحصر الألفاظ وبيان ما هو منها اصطلاح وما هو من اللغة  .                ومصطلح ( مشتق ) تجده أيضا بالمعنى وليس باللفظ ففي ج 1 ص 20 و21 يقول عن الأسماء ( هي الأولى ) ويعني : هي الأصل والأفعال مشتقة منها ، ولكنه لم يذكر كل هذه الألفاظ ، ثم يقول عن الأفعال : ( هي من الأسماء ) يعني : مشتقة من الأسماء ، ولم يصرح بلفظ الاشتقاق ، بينما يرد لفظ الاشتقاق في ج1 ص 375  في قوله :  ( قضهم ... مشتق من معنى الانقضاض ) فصرح بالمصطلح كما يعرفه النحاة  ، وفي ج 3 ص 245 يروي عن الخليل أن لفظ قباء - بضم القاف - ( مشتق كجلاس ) بضم الجيم . ولكن قوله مشتق في هذا الموضع لا يكون بالمعنى الاصطلاحي للاشتقاق ، فالمراد هنا أن وزن هذا كوزن ذاك , والله الموفق .

صحة رواية البيت هكذا :

فكرة رائعة ولا بأس من مشاركة الإخوة أصدقاء الوراق بما يثري هذا الموقع المنشود .

 رأى المحدثون منذ منتصف القرن العشرين لأنفسهم أن يتخذوا شعار التطور رداء يستر عجزهم في مراعاة أوزان العرب وموسيقاهم في الشعر فاخترعوا ( الشعر الحر) وفيه شيء من الالتزام بتفعيلة أو اثنتين من بحر واحد أو أكثر بقصد التحرر والتجديد ، وعرف القراء ذلك في شعر نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وصلاح عبد الصبور وغيرهم .ثم ظهر تيار الحداثة الداعي إلى التحرر الكلي من الموسقى الظاهرية التي هي الأوزان الستة عشرة المعروفة في علم العروض ، والاكتفاء بالموسيقى الخفية التي تنبثق من اللفظ ونسق الحروف فيه وسموا ذلك الشيء الجديد المبتدع ( قصيدة النثر ) أو ( القصيدة الحديثة ) وما هذه الطريقة سوى لون من ألوان الكتابة الفنية الطليقة ذات الإيحاء الخفي والتصوير المستمد من الخيال المحض .

أرجو سعة الصدر في مناقشة هذا الموضوع , فالوراق موقع أقرب للغة العلم والحوار العقلي منه للغة إزجاء الوقت والحوار المقتضب في كلمة أو كلمتين , ولا أحسب ذوي الثقافة العالية على فراغ لهذا العبث ؛ وأنا أربأ بكم أن تجعلوا موقع الفكر مجالا للوقت الذاهب هباء الفراغ . وشكرا لكم أن أتحتم لي فرصة كهذه للحوار معكم بسماحة نفس وعلو عقل .

تختلف الدلالة اللغوية للتيسير عن التبسيط ؛ أما التيسير : فهو التماس الوسيلة القريبة التناول السهلة الجلية ، وأما التبسيط فهو البسط بمعنى التوسع والاستقصاء . وأظن أن التيسير هو المقصود في كلام السيد / محمود ، وليس التبسيط .           هذا وخير وسيلة لتيسير مواد علوم اللغة أن يكون ادى الطالب ثروة من ألفاظ العربية وثروة من أساليبها ليحسن التعبير والتلقي  وبغير هذه الوسائل تنعدم النتائج . وأنت يا أخي محمود ترى كل وسائل التواصل في المجتمعات العربية (  سواء في دور العلم أو في وسائل الإعلام ) تتناول التثقيف والترفيه والتوجيه بالعامية وهذا عامل هدم لا عامل بناء فكأن الجهات المعنية متواطئة جميعها على ذلك , فأنى تجدي مهمة التعليم ? وزد على ذلك ضعف معلمي العربية لتكون الثمرة المرجوة شبه مستحيلة . وحسبك أن تقرأ عن أمة جادة وتريد أن تحيا أن الحاكم ( وهو عمر بن الخطاب ) أمر أحد ولاته ( وهو أبو موسى الأشعري ) أن  يضرب كاتبه سوطا عندما لحن في كتاب كتبه إلى أمير المؤمنين , ولكننا اليوم من شدة غفلتنا نقول : ( ما على المطرب من معرب ) ... واعيباه .

لا فض فوك ,  يا رعاك الله .

 نسبت الأبيات لعقبة بن كعب بن زهير بن أبي سلمى مع خمسة أبيات في أمالي المرتضى 1 / 458  ,  وهي بذات النسبة في الحماسة البصرية 3/ 1012 ( طبعة عادل سليمان جمال )  ,  وتجدها في قصيدة لكثير عزة في ديوانه ص 525 ( إحسان )  وفيه تخريج من عدة مراجع أخرى  ,  والبيت  الثالث وحده منسوب إلى يزيد بن الطثرية في الوساطة ص 35  ولم يرد في شعره المجموع  .     والأبيات بدون نسبة في الشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 66 , وأسرار البلاغة ص 21 (  طبعة شاكر ) وفيه تخريج جيد  ,  والنقاد  لهم ا ستحسان بالبيت الثالث وما فيه من الاستعارة البليغة .