..يظهر لي أن كل التدخلات تؤكد قوة العلاقة بين المرأة ككاتبة..وبين إحساسها بالأمومة...غير أني أتساءل..هل نستطيع بهذا الإعتبار الحديث عن أدب نسائي ?هل تكتب المرأة بطريقة مختلفة عن تلك التي يكتب بها الرجل..?هل يوجد وعي عند المرأة الكاتبة بأنها تستعمل لغة مختلفة..? هل الأدب جنسي..فيه الرجالي و النسائي..?
لا شك أن تصورات العقائد و الاديان لفكرة الشيطان لا تكاد تنفصل عي مفهوم الشر..الذي يشكل بدوره مع الخير أساس التصور الفطري البشري (مقدس مدنس )..و هكذا فبحث مثل الذي أشرت إليه يا رحاب..قد يكون مهما جدا خاصة إذا انفتح أمام الدراسة المقارنة بين الاديان الثلاثة...يبقى أن التأثيل للفظتي..إبليس و الشيطان قد يحتاج إلى بعض المعرفة بالعبرية و الآرامية..لا أدري هل هناك بحوث بهذا الصدد..و لعل من الإخوة من يفيدنا في ذلك..
هذا الأمر يتعلق أكثر بمناط المقارنة..هل في أساليب الكتابة البيانية ? أم في استضمار النزعة الإنسانية ? أم جهدهما في تصنيف العلوم ? أم موقفهما من الفلسفة ? أم الحدّة في التعبير? أم فكرهما السياسي ? أم شكواهما الزمن ?.. إن مجال القول لواسع...
الأخت هيلة..تحية و سلاما..وبعد..فإن الموضوع الذي تشتغلين عليه جدير بكل اعتبار لأنه يلامس تقطة التقاطع بين الديني و الادبي و الفلسفي و الصوفي..ولا شك أن الخلاصات ستكون مهمة جدا..لكن تبقى مسألة اختيار المنهج أمرا ضروريا..فإذا تم الالتزام مثلا بالسرديات narratologie سيدرس المعراج كموتيف motif له دور بنائي في نظم الوحدات السردية..خاصة و أن فكرة الخروج الانفصال..تكاد تغلّف السيرورة الحكائية كما أوضح كل من بروب - بريمون - كريماس - ليفي ستروس...و على أي حال فتوطين هذه الأعمال الأربعة في مهادها الأتثروبولوجي , سيكون كشفا جديدا..و أنا في انتظار ردك..
أستاذي الكريم..من حيث المبدأ لا أري هناك تصنيفا للأدب بين نسائي و رجالي..فالأدب قيمة إبداعية لا تعير اهتماما لجنس المبدع..وإن كان هناك من خصوصية فهي ليس بالضرورة خصوصية فنية , بل خصوصية صادرة عن وعي محدد لدى الكاتبة التي تنتمي إلى إطار اجتماعي و تاريخي معين..و بالتالي فلن تكون هناك خصوصية ثابتة لأدب المرأة و إنما متغيرة بتغير هذين الشرطين..أفتح هنا سؤالا عريضا..إذا كانت الكتابة النسوية قد وظفت في السابق رمز البطلة الرافضة للمجتمع السلطة الذكورية..و أعطتنا بالتالي أدبا يصرخ بحرية الورأة و تمردها و قلقها..فماذا بوسع المرأة أن تكتب الآن بعد ما تحقق لها الكثير مما تريد و زيادة.. ? وحول ملاحظتك أخي هشام كون الرجال أكثر إبداعا في الأدب..أقول و كذا أشهر الطباخين و الخياطين و الممرضين و أهل الموضة و الذوق ( وهذه مجالات نقول عنها نسائية ) كل هؤلاء رجال لا نساء..لا تسألني عن السبب.. فحقيقة هذه مفارقة لا أفهمها..
الشكر الجزيل للأستاذين زهير و محمد هشام على هذه اللطائف و التحف..هذا و إني أريد تسجيل اهتمام الأدباء و الفقهاء المغاربة بالشطرنج من خلال نص غميس للأديب زنون التازي ( كان حيا في 1070 هـ 1660 م )و هو عبارة عن كتيّب وجيز يحمل اسم مختصر الأفاريد..و قد حذا فيه حذو مختصر الشيخ خليل في فقه المالكية من حيث التلميح و الإيجاز في التعبير.. و يعدد من خلاله شروط لوذعية و نبوغ الطالب بإتقانه اللعب بالشطرنج...و مما جاء في هذا المختصر " باب: الشطرنج جدول مثمّن بجلد خلّلت بيوته بلونين كالجيشين كل ستة عشر . الرخان في زاويتي الجدول يليهما الفرسان ثم الفيلان ثم الشاه و الفرز و البيادق الثمانية بالضلع الثاني عرضا . فسير الرخ في الاضلاع لأربع جهات ثم الفيل في الاقطار كذلك ثم الفرز فيهما وكل يجاوز ديارا إن خلت . و الشاه كالفرزة وله قفز دار بها مطلقا في الرحلة الأولى إن لم تكن محصورة كالبيدق وإن خلت ولم تكن دار أكل مثله و إلا استأذنه في الجواز وإلا فلا . و الفرس يقفز دارا مطلقا ولا يتقهقر و إن وصل لآخر الأضلاع عرضا ففرز . و أكل كل ما ينزل بموضعه و لا يجب ولا يكشف بزوال ما درّقت به الشاه عن مقابلها . ولا تدريق من فرس . وأمر نبّاز رضي به الأخر , و لا يباشر . و من مس عوده لغير إصلاح لزمه نقله كلفظه بتشويش لا دار النزول أو المأكول إن لم يشد منه . فصل الفرز قطعة أعظم ثم رخ ثم فرس ثم فيل . وحمي كل من مثله بغيره مطلقا . ولا يحمي الأعظم من أدناه لغير مصلحة و اضطرار . و رعي جوابه و نزوله و ليحذر من أكل بلا عوض عن مثله أو مع تشويش كخلاء قطر الرخ قبل ضلعيه و حصر أول بفرزة في حمى الفيل . و كجعل قطعة . و الشاه في دار في لون قرب فرسه و لا يأكل ببيدق . و بقي وحده بين رخيهما أو ينقل غيره إن لم يحم رخّه . و الغلب حصر الشاه كإن بقي وحده . و ندب خزر لخائف دوائر الزمان . و جعل كل من الشديدين ..الشاة للأيمن و خروج العارف أولا . و جاز لمن انقضت بيادقه و فرزه و أكثر قطعه حساب الأزواج فقط من ستة عشر لتمام بيوته مع ارتحاله فقط . فإن لم يحصر فمانع .
أستاذي الكريم..لك كل الشكر و الإمتنان..غير أني لا أستطيع بيان ما أبهم من لفظ التازي..1 - النص نقلته من الطبعة الحجرية وهي طبعة قديمة قد يجاوز عمرها مائة و اربعين سنة..و أحرفها بعيدة الشكل عما نتداوله اليوم..فبالتالي هي بالمخطوط أشبه..2 - ان المؤلف قد تعمّد الإبهام في الكتابة ترسّما منه للمختصر الخليلي ( عمدة المغاربة في الفقه ) و هو آية في الاختصار و التركيز إذ يكتفي باللمحة الدالة و الإشارة البعيدة..الملغزة أحيانا..3 -ان بضاعتي في الفن مزجاة.. فأنى لي أن أصاول نظراتكم الثاقبة فيه..فأسوّي أو أصحح ..و إنما بكفيني ان أرضى من المركوب بالتعلق..
مرحبا بك يا أخي محمد..بعد هذه الغيبة الطويلة..فوالله لقد اشتقت أنا و الوراق إليك..وإن كنت أتمنى أن يكون المانع خيرا..ولا أدري لماذا تذكرت قول البحتريّ - و قد وجدت آخر مشاركة لك يوم الخميس 25 من الشهر الماضي , و ذكرت أنت المحاولات الخمسة للأتصال
ووعدتني يوم الخميس و قد أتى
من دون موعدك الخميس الخامس
فمرحبا بك مجددا..و أنا في انتظار مشاركاتك الدقيقة و القيّمة.....نورالدين
أرى أن كلّ الصوفية إنّما ينهلون من بحر المحبّة و يتملّون بمرأى الجمال في كلّ شيء..إذ كل ما يحويه العالم من مظاهر ليس في الحقيقة إلا تحققا لصفة الجمال الإلهي..و لئن تحدثت يا زياد عن عبارات و إشارات..فهي في ظاهرها جمع .. لكنّ حقيقتها أمر واحد...قال شاعرهم
السيدة ضياء..زاد الله في معناك..و جعل قلوب قرّائك مشرق انوارك..فما جئت به لا يتسنّى لغير الراسخين..فلتقبلي ياسيدتي..و ليقبل أستاذي زهير هذه الوسيلة، والشكر موصول لصاحب هذا الملف الأستاذ هشام