معلوم وليس مجهول كن أول من يقيّم
تحية طيبة أشكرك لك يا أستاذة لمياء اهتمامك بالموضوع، وفيما يخص ملاحظتك فإنك تعاملت مع الجملة بأنها مجهول، واحتكمت إلى نظام الحساب الذي نحن بصدد نقده، وما نريد الاحتكام إليه هو العقل والطبيعة، فما قلته هو أن ما يعرفه العقل هو أن أي تصريح إذا كان حقا فهو ليس باطلا وإذا كان باطلا فهو ليس حقا، وبتعبير آخر الصحيح صحيح والخطأ خطأ ، وبالتالي فإن: {1،0} هي مجموعة مع أننا نعرف عملية التساوي ب : إذا اعتبرنا الجملة ج : ج = 1 إذا كانت صحيحة و ج = 0 إذا كانت خاطئة.
بالعقل والطبيعة فإن 1 لا يمكن أن تساوي 0، لكن انظري إلى ما توصل إليه كودل: في أي نظرية بديهيات تكرارية البديهيات، متماسكة وقادرة على" بناء الحساب" ( كمثال لها حساب بيانو كنتيجة)، يمكننا أن نستحدث خاصية لا يمكن برهنتها ولا رفضها في هذه النظرية. أي أصبح من غير المؤكد أن البديهيات التي تؤسس الحساب لن تؤدي إلى متناقضات. وما هو تعريف المتناقضة؟ ج متناقضة تعني (ج صحيحة إذا وفقط إذا كانت ج خاطئة) ج هذه ليست مجهولة بل هي معلومة وهي إحدى الخاصيات التي أدت إليها البديهيات التي تؤسس الحساب، و ج هذه تساوي في نفس الوقت 1 و 0 المعرفتين أعلاه، ولم تعد {1،0} مجموعة نستطيع أن نعرف بها المجموعة الفارغة. بالعقل والطبيعة هي مجموعة وبنظام الحساب ليست مجموعة. 0 تخالف 1 و 0 تساوي 1 تعني 0 تخالف 0 هذا ليس برهان ولكنه إشارات إلى تناقضات نظام يجعل أساس الحساب المجموعة الفارغة، والتي قلت أنها ليس لها معنى، أي أنها ليست بشئ، أي أن المجموعة الفارغة غير موجودة، وهذا تكذيب لبديهية المجموعة الفارغة التي من المفترض أن تكون صادقة. وتكذيب بديهية لا يكون ببرهان وإنما فقط بالإشارة إلى تناقض نتائجها، هذا التناقض الذي اعتبره علماء الرياضيات حقيقة. والنظام الذي قدمته لا يبني الأعداد على أساس وجود المجموعة الفارغة، ولكنه على أساس الممحي والمبصر، وأنت حينما تعدين أشياء تنسين العملية التي تقومين بها قبل العد وهو أنك تجعلين كل ما عدا الأشياء المراد عدها في حكم الممحي وتجعلين ما تريدين عده مبصرا بتحديد الصفة المشتركة بين الأشياء المراد عدها (الهوية والتساوي)، وإذا انتبهت إلى هذه العملية تستطيعين أن تقولين بكل ثقة أنك تعدين بالصفر أولا ، وأن الصفر هو أول الأعداد وأهمها، تجعلين لكل ما عدا الأشياء المراد عدها علامة 0 ، وتميزين بين الأشياء المراد عدها بصفة تجعلين هذه الأشياء متساوية تحت هذه الصفة فتجعلين لكل منها علامة 1. فحينما تودين عد الجبال مثلا تجعلين كل ما ليس جبلا ممحيا وتعطين لكل منها علامة 0 وتجعلين كل الجبال متساوية تحت ناظريك كل منها تجعلين له علامة 1 دون اعتبار المرتفع منها من المنخفض، ثم تبدئين بالعد،فلا تعدين شيئا مرتين كما أنك لا تدخلين الممحي في العد. وكما ترين: هذه حقيقة لم يذكرها أحد من علماء الرياضيات، وأشار إليها القرآن. وهذا هو الصفر الذي اخترعه المسلمون ولم يعرف عن ماهيته علماء الرياضيات وأشار إلى ماهيته القرآن. وهذا هو الأساس الذي يبنى عليه علم الحساب لا على أساس المجموعة الفارغة |