القرآن الكريم وترتيب آياته الكريمة ...... كن أول من يقيّم
عزيزي الفاضل الأستاذ ابراهم عبيد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سأنصحك نصيحة جميلة جدا سيدي ... حاول أن تقرء القرأن الكريم بغير ترتيب ........ مثلا : خذ كلمت روح أونفس أغيرها من الكلمات وتتبع أثرها في القرآن الكريم وستخرج بنتيجة مذهلة .... فالقرأن الكريم سيدي كتاب شخصي جدا لحامله وقارءه وبحيث يشعره وكأنما يخاطبه هو وحده وأنه خاص به . وهذا هو السبب بأن بعثة المصطفى ( ص ) كانت للناس كافة ولم تكن لأمة من الأمم كغيره من الرسل . فالقرأن الكريم سيدي لاتحد أياته الكريمة أسباب نزول وإن تصادف نزولها مع حدث أرضي ما كان قد حصل في زمانهم ليعتقد من إعتقد بأن هذه الأية الكريمة خاصة به ......... وهي في نفس الوقت خاصة به لو كان هو من رتب أيات كتابه دون أن يعممه على الجميع لتصبح نسخته هي الوحيدة كما نسمع اليوم من أن النسخة التي بين أيدينا هي نسخة عثمان . وأقصد هنا بأنه ولكل مؤمن برسالة المصطفى ( ص) الحق في ترتيب أيات القرأن الكريم بشكل جديد وخاص به وبحسب إجتهاده ومنطقه ورؤيته التي يراها صائبة , فإعجاز القرأن الكريم لو فهمت طرحي هذا يكمن في أنه مصدق لكل شيئ , وبحيث يرى كل مؤمن وصاحب عقيدة وجه عقيدته بين طياته الكريمة . ولا يوجد خوف من هذا الترتيب الجديد لأياته الكريمة وحتى لو أصبح عدد نسخ القرأن الكريم بعدد سكان الأرض جميعا لأن القرأن الكريم محفوظ بعدد أياته الكريمة التي لن تزيد أو تنقص عن عددها الثابت ولو إختلفت مواقعها من كتاب لأخر . وسبب قولي هذا سيدي هو ماشأشرحه لكم في التالي من قول الأية الكريمة : (((وقرانا فرقناه لتقراه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا))) اللإسراء 106 لاحظ معي سيدي كيف أن القرأن الكريم كان مجموع بطريقة معينة لانعلمها عند الله سبحانه وتعالى قبل تنزيله لقوله ( فرقناه ) والتي تأكد بأنه كان مجموع عنده تبارك وتعالى قبل تفريقه وتنزيله . ثم لاحظ بعدها قوله سبحانه وتعالى بأن سبب تفريقه لأياته الكريمة بعدما كانت مجموعة عنده هو أن يقرأه المصطفى (ص) على الناس بهدوء وروية لكي يتفكروا بأيته بقوله ( على مكث ) . وليؤكد بعد هذا من أن تنزيله له كان مفرقا وليس مجموع ككتاب واحد بقوله ( نزلناه تنزيلا ) وتنزيلا هنا بعد نزلناه هي تأكيد قطعي لا رجعة عنه بأن أياته مفرقة وليست مجموعة , لنأخذ بها نحن في شرحنا أية بأية وليس كما علمونا من أنه كتاب واحد ويجب الأخذ فيه بالإعتماد على ماقبل ومابعد من الأية . لتأتي بعدها الأية الكريمة التي تأكد بأن جمعه بالصورة النهائية لايكون لغير الله سبحانه وتعالى وحده والتي تقول : ((( ان علينا جمعه وقرانه ))) القيامة17 إذا فإن إعادة جمعه بالطريقة الصحيحة وكما كان في اللوح المحفوظ عند الله سبحانه وتعالى لتتضح الحكمة الشمولية منه لاتكون لغير الله سبحانه وتعالى تبارك لأنه هو من فرقه ....... وعليه : فالله هو المفرق والله هو الجامع . نستخلص من هذا ونقول : بأن المصطفى (ص) لم يجمع القرأن الكريم بيديه الطاهرتين وهوا العارف بالله وبعدما قال المولى سبحانه وتعالى بأن جمعه عائد له وحده . وهذا هو السبب سيدي الكريم الذي منع المصطفى ( ص ) من أن يجمع القرأن الكريم بيده لأنه عارف بالله سبحانه وتعالى وحكمته وإرادته من أن يجعل من الأمة الإسلامية أمة عالمة بأن يبحث كل واحد منهم على حدا عن الحقيقة والأيمان فيرتب بهذا أيات كتابه بناء على إيمانه ليثبت بأن وجهة نظره هي الصحيحة . فقد يستطيع البعض منا أن يرتب 200 أو 300 أية مثلا متوافقة مع شرحه لنظريته الخاصة به حول الكون والوجد وغيره . ليأتي بعدها من يرتب منه عدد أكبر من هذا , وليصبح هو صاحب وجهة النظر الأقوى فيضح بذالك الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان . وبهذا يجتهد الجميع وتصبح أمتنا أمة علماء لا أمة جهل وتخلف كما هو حالنا الذي لايخفى على أحد . لهذا يقال بأن إختلاف العلماء رحمة . وعليه : فإن كل من جمع القرأن ورتبه بأسماء السور كما هو عليه الأن ثم عمم نسخته وجعلها هي الوحيدة - بأن أمر الناس أن تأخذ فيها قصرا - كان قد أخطاء ولو عن حسن نية منه حتى وإن كان من الصحابة ..... ومع هذا ورغم جمعه الذي هو عليه الأن - من نسخة عثمان - فإن هذا لايعيبه في شيئ لأن العارفين بالله يأخذون بعين الإعتبار أثناء شرحه وتفسيره على أنه تنزل أية بأية , بل إن هناك البعض منهم – وأنا منهم بفضل الله سبحانه وتعالى - يحاولون جاهد أن يجمعوا نسختهم الخاصة بهم ودون أن يعرضوها على الناس لإنهم مؤمنين بأن حق الجمع والترتيب قائم للجميع , ولكي لايعيدو بذالك خطأ عثمان فيتحجر فكر المسلمن فوق تحجره الذي هو عليه . وعليه : حاول أخي الكريم أن تعي أياته الكريمة أية بأية لترى نفسك وكأنك تقرءه لأول مرة , وصدقني بأنك ستشعر بأنه كتاب جديد لم يرد عليك من قبل ... ولكي تستمتع معي أيضا فإنني أطلب منك أية واحدة من القرأن الكريم تقول بأن إبراهيم الخليل كان قد عبد الشمس أو الكوكب أو القمر ... فهل أنت جاهز لهذا بأن تأتيني بأية واحدة من القرأن الكريم تقول بأن إبراهيم الخليل قد عبد الكواكب ؟؟؟؟؟ كل الحب والإحترام للجميع .... |