البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات abdelhafid akouh

 4  5  6  7  8 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
إصلاح التعليم..كما يراه ابن خلدون .    كن أول من يقيّم

إصلاح التعليم الديني من منظور ابن خلدون

عبد الرحمن حللي
كاتب سوري
info@almultaka.net

يشهد هذا العام ندوات ومؤتمرات علمية في مختلف أنحاء الوطن العربي بمناسبة مرور ستة قرون على وفاة العلامة ابن خلدون أبرز مفكر في التاريخ الإسلامي عالج القضايا الحضارية من منظور شامل، وكانت له الريادة في ميدان ما أسماه "العمران" الذي ربط به مختلف العلوم والصنائع، وسنعرض في هذا المقال منظور ابن خلدون للتعليم ودوره الوظيفي الذي يؤديه في العمران, حيث عرض في مقدمته رؤيته حول التعليم الديني مشخصاً مشكلاته ومقترحاً عناصر للعلاج.
يعتبر ابن خلدون أن تعليم العلم صنعة من جملة الصنائع لا بد لحصولها من ملكة وذلك بالإحاطة بمبادئ العلم وقواعده والوقوف على مسائله واستنباط فروعه من أصوله، وهذه الملكة هي غير الفهم والوعي الذي يشترك فيه الجميع، فنظريته تقتضي أن العلوم إنما تكثر حيث يكثر العمران وتعظم الحضارة، فثمة علاقة عضوية بين ازدهار العلوم والعناية بها وبين استمرار العمران وازدهاره واتصال سند التعليم في البلاد، (يستشهد لذلك بحال الأندلس والمشرق)، ويصنف العلوم الواقعة في العمران مقيداً هذا التصنيف بعهده تحصيلاً وتعليماً إلى صنفين: الأول: صنف طبيعي وهي العلوم الحكمية الفلسفية والتي يمكن أن يقف عليها الإنسان بطبيعة فكره ويهتدي بمداركه البشرية إلى موضوعاتها ومسائلها، والصنف الثاني: نقلي يأخذه عمن وضعه، وهي العلوم النقلية وكلها مستندة إلى الخبر عن الواضع الشرعي، ولا مجال فيها للعقل إلا في إلحاق الفروع من مسائلها بالأصول، ثم يستتبع ذلك علوم اللسان العربي الذي هو لسان الملة وبه نزل القرآن.
ثم يحاول ابن خلدون في تحليله لوضع التعليم الديني في عصره الوقوف على الأسباب التي تحول دون تحول التعليم إلى ملكة لدى المتعلم بحيث تسهم في العمران، ويمكن تلخيص تلك الأسباب التي يراها أضرت بالناس في تحصيل العلم والوقوف على غاياته في طول مدة التعليم ويعزو طولها إلى قلة الجودة في التعليم خاصة، لاسيما وأن تلك المدة التي يقضيها الطالب إنما تتم دون نقاش وحركة فيها، فتذهب أعمار الطلاب ولا يحصلون الملكة المطلوبة، كما ينبه إلى الخلط بين الملكة العلمية والحفظ، فالعناية بالحفظ أكثر من الحاجة، فساد الظن أن الحفظ هو المقصود من الملكة العلمية وليس كذلك، ويلاحظ ابن خلدون أن اختلاف الاصطلاحات في التعاليم وتعدد طرقها وكثرة التآليف في العلوم تشكل عائقاً عن التحصيل، وذلك من زاوية مطالبة الطالب بتحصيلها والوقوف عليها فيحتاج المتعلم إلى حفظها كلها أو أكثرها ومراعاة طرقها، ولا يفي عمره بما كتب في صناعة واحدة إذا تجرد لها فيقع القصور ولابد دون رتبة التحصيل، ويرى كذلك أن كثرة الاختصارات المؤلفة في العلوم تشكل فساداً في التعليم وإخلالاً بالتحصيل، وهي ما غدا يعرف بالمتون، وذلك لأن فيها تخليطاً على المبتدئ بإلقاء الغايات من العلم عليه وهو لم يستعد لقبولها بعد، وهذا من سوء التعليم، ثم في ذلك شغل كبير على المتعلم بتتبع ألفاظ الاختصار العويصة للفهم، فالملكة الحاصلة من التعليم في تلك المختصرات إذا تم على سداده ولم تعقبه آفة فهي ملكة قاصرة. ومما يلاحظه ابن خلدون من مساوئ التعليم تحويل علوم الآلات إلى علوم مقصودة لذاتها، كما حصل في صناعة النحو والمنطق وأصول الفقه فأكثروا من التفاريع والاستدلالات بما أخرجها عن كونها آلة وصيرها من المقاصد وربما يقع فيها لذلك أنظار ومسائل لا حاجة بها في العلوم المقصودة فهي من نوع اللغو وهي أيضا مضرة بالمتعلمين فإذا قطعوا العمر في تحصيل الوسائل فمتى يظفرون بالمقاصد.
وبعد تشخيص ابن خلدون لمشكلات التعليم يرى إصلاحه من تصور مكانة التعليم في العمران ودوره كصنعة أساسية لا تحققها الطرق السائدة في عصره، لذلك نجده يقترح في هذا المجال التركيز على تحصيل الملكة، وأهم طرق تحصيلها وأيسرها فتق اللسان بالمحاورة والمناظرة في المسائل العلمية فهو الذي يقرب شأنها ويحصل مرامها، وقد أشار إلى كون طرق التعليم الممتدة تعتمد على الحفظ والتلقين ويغيب فيها الحوار ويقضي الطالب وقتاً طويلاً وهو ساكن لا يتحرك، ويتخرج وهو لا يجيد الكلام والحوار، وينصح بإتباع وجه الصواب في تعليم العلوم من خلال التدريج في التعليم شيئاً فشيئاً بحيث يحصل التعلم في ثلاث تكرارات حسب مستوى المتعلم، وعدم تداخل المسائل والعلوم ببعضها، وتقصير مدة التعليم، لأن طول المدة ذريعة إلى النسيان وانقطاع مسائل الفن بعضها من بعض فيعسر حصول الملكة بتفريقها، والتوسع في العلوم المقصودة بالذات كالشرعيات والطبيعيات والإلهيات، والاقتصار في العلوم الآلات التي هي وسيلة وآلة لغيرها كالعربية والمنطق، فإن ذلك يزيد طالبها تمكناً في ملكته. وأخيراً يحذر ابن خلدون من الشدة على المتعلمين لأنها مضرة بهم، ويعتبر الشدة من سوء الملكة، فينبغي للمعلم في متعلمه والوالد في ولده أن لا يستبدا عليهما في التأديب، ويورد ابن خلدون في هذا السياق كلاماً يشرح فيه أثر الشدة في التعليم وما يورثه في العمران عموماً، ونصه هذا يصلح تشخيصاً لحال المسلمين اليوم ويفسر عقم التعليم وغياب الإبداع لدى المتعلمين، يقول: "ومن كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم سطا به القهر، وضَيَّقَ عن النفس في انبساطها وذهب بنشاطها ودعاه إلى الكسل وحَمَل على الكذب والخبث وهو التظاهر بغير ما في ضميره خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلَّمه المكر والخديعة لذلك، وصارت له هذه عادة وخلقاً وفسدت معاني الإنسانية التي له من حيث الاجتماع والتمرن وهي الحَمِيَّة والمدافعة عن نفسه ومنزله، وصار عيالاً على غيره في ذلك بل وكسلت النفس عن اكتساب الفضائل والخلق الجميل فانقبضت عن غايتها ومدى إنسانيتها فارتكس وعاد في أسفل السافلين، وهكذا وقع لكل أمة حصلت في قبضة القهر ونال منها العسف".
إن ما أورده ابن خلدون في تشخيصه لقضايا التعليم وما اقترحه من علاج لمشكلاته إنما هو جزء من تصوره لمكانة التعليم في العمران كصنعة أساسية من صنائعه، وكأن ابن خلدون فيما نظَّره قبل ستة قرون إنما يتحدث عن سنة حضارية ندرك آثارها اليوم، فالعلاقة بين التعليم والتنمية اليوم وما يطرح في هذا المجال ما هي إلا صياغة حديثة لما أورده ابن خلدون حول العلاقة بين التعليم والعمران، وأهم مشكلات التعليم المعاصر تحوُّله من ملكة وصناعة فاعلة إلى تلقين وحفظ وسنوات طويلة تقضى بالدرس والامتحان بغض النظر عن جدواها، ولا يتم تقييم أثرها في العمران والتنمية، وبالخصوص في مجال التعليم الديني الذي لم يكن منفصلاً عن غيره، حيث ما يزال وصف ابن خلدون لأحوال التعليم الديني والمتعلمين في عصره - والذي نجد للمصلحين وصفاً شبيهاً به لأحوال التعليم في القرن العشرين ? صالحاً اليوم لاسيما في المعاهد الشرعية التي تخرج حفظة للمتون بغض النظر عن حصول الملكة فيها وتوظيفها في الحياة، بل وإن المحاورة والجدل الذي اعتبره ابن خلدون هو الذي يفتق الملكة لدى المتعلم يبقى الغائب الأساسي في التعليم اليوم سواء في المدارس أو الجامعات وبجميع الاختصاصات، وما اقترحه ابن خلدون من علاج لهذه الأدواء التي شخصها إنما هي قواعد عامة تمثل سنة حضارية لا تتخلف عبر العصور.
فهل تكون استعادة فكر ابن خلدون بعد ستة قرون على رحيله مؤشراً على بداية جادة للنهوض الحضاري أم تبقى مهرجاناً كسائر المهرجانات الثقافية تفاخر بماضيها وتؤكد عجز التعليم والفكر العربي والإسلامي عن إيجاد شخصية بوزن ابن خلدون.

26 Apr 2006

19 - مايو - 2006
تخليدا للذكرى 600 لوفاته
هي بلبلــة..    كن أول من يقيّم

البنت  التي تبلبلت

 

تقاسيـم على                                 أوتار القلب ..

                           عزف منفرد

 

البنت  التي تبلبلت

 

تقاسيـم على                                 أوتار القلب ..

                           عزف منفرد

البنت  التي تبلبلت

 

تقاسيـم على                                 أوتار القلب ..

                           عزف منفرد

 

البنت  التي تبلبلت

                              

تقاسيـم على         .   

    .                 أوتار القلب ..

                           عزف منفرد

البنت  التي تبلبلت

 

تقاسيـم على                                 أوتار القلب ..

                           عزف منفرد

20 - مايو - 2006
هدية للبنت التي تبلبلت ..
التحليل و الـتأويل..    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 التحليل ليس علما بالبواطن?انه إعادة نظر في جدلية الظهور و الاختفاء، و تفكيك للثنائيات باطن/ظاهر، عمق/سطح? إذا كان التحليل علما بالأعماق، فلأن العمق ذاته لم يعد" إلا السطح و قد انثنى"? العمق "سر مطلق السطحية"? الركيزة الثانية التي تقوم عليها هذه الهزة هي انعدام الواقعة الخام و نفي درجة الصفر للمعنى? كل "الأشياء " أصبحت تعني و تدل، و "ليس هناك عنصر أول ينبغي أن ينطلق منه التأويل"، لأن العناصر كلها تكون في الحقيقة تأويلا? كل موضوع من موضوعات التأويل أول من قبل? و لا يمكن للتأويل أن ينصب إلا على تأويل سابق? و ما يربط التأويلين ليس علاقة هدنة و سلام ، وإنما علاقة قوة و عنف? كل تأويل يستحوذ على التأويلات السابقة "فيقلبها و يقلبها" و، سيقول نيتشه، "ينزل عليها ضربات المطرقة"? و ما ذلك إلا لأن العلامة تتمنع و لا تعطينا ذاتها? إنها تضمر، " نوعا من سوء النية"، على اعتبار  أنها تأويل يأبى أن يقدم نفسه كذلك? فلا سبيل إليها إلا باللف و الدوران و المراوغة.

**مقتطف من موضوع :

المفعول الفلسفي للتحليل النفسي

*ع.السلام بنعبد العالي *

22 - مايو - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
هديتي    كن أول من يقيّم

هديتي إلى عاشقة الأزرق  أختي               

 

ضــياء
 
 
 هديتي إلى أحرار ملف الحـرية
*عبد الحفيظ أكوح.....من قبيلة هذا الرجل....بني ورياغل.....إ . الحسيمة .

23 - مايو - 2006
الحرية
هديتي إليك الأخ النويهي..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 

     

محمد بن عبد الكريم الخطابي في شبابه

 

 

 

 

 

 

 

          رمز من رموز الحرية في

 وطننا العربي ومفخــرة  قبيلتي -بني ورياغل

 هل تعرف هذا الرجل? من هو

هذا عبقري فذ من عباقرة الإسلام، عبقري سياسة وعبقري حرب وقبل ذلك كله هو عبقري نهضة حضارية اجتماعية نراها الهدف الرئيسي لمجتمعنا الحاضر. عرف معاصروه حقه ومنزلته ولكن الأجيال الجديدة تكاد تنساه وليس النسيان ما يستحقه لأن الأمم الحية لا تتخلى عن عظمائها الذين يقدمون لها القدوة والمثال لكي يسير على إثره كل فرد منها وينسج على منواله. هو صنو الأمير عبد القادر الجزائري ونظيره في المغرب الأقصى وبالتحديد في شماله: منطقة الريف، وصفه الشاعر الشعبي المصري "بيرم التونسي" حين وفد إلى مصر منفياً بعد انتهاء حربه البطولية مع الاستعمارين الفرنسي والإسباني فأصاب وصفه حين قال مرحباً به:

داخل  علينا iiضيف صاحب  مقام iiعالي
أعظم رجال السيف في عصرنا iiالحالي
عارفينه يبقى iiمين? يـاناس يا iiناسيين?
قولوا: صلاح الدين واحـد وده iiالتالي!

 أشبه صلاح الدين حقاً في بطولته وعبقريته الحربية وفي عبقريته السياسية وأشبهه خصوصاً في عبقريته النهضوية كما يمكن القول فقد تمكن من تحويل مجتمعه الصغير المفكك والمتناحر إلى مجتمع متماسك استطاع أن يجابه بكفاءة مذهلة الحرب العدوانية التي شنتها عليه دولتان استعماريتان أكبر من بلده الصغير وأغنى وأقوى بما لا يقاس هما فرنسا وإسبانيا.

 

25 - مايو - 2006
الحرية
تجربة ابن خلدون السياسية .    كن أول من يقيّم

أكد الأستاذ الجامعي بنسالم حميش أنه "لولا تجربة ابن خلدون السياسية على المسرح المغاربي والأندلسي وفي المشرق الإسلامي، لما اهتدى إلى ما اهتدى إليه في مجال التنظير السياسي والعصبية كمحرك للتاريخ".
وأوضح حميش، في محاضرة ألقاها بالمكتبة الوطنية بالرباط، أن احتكاك ابن خلدون في سن مبكرة بفطاحلة الفكر والمعرفة فتق عبقريته وانشغاله العلمي، وهو ما يؤكد انتماءه الفكري والوجداني والسياسي والاجتماعي للمنطقة المغاربية، إذ أبدع في المغرب الأوسط (الجزائر) بقلعة ابن سلامة مثلا مقدمته الشهيرة.

وفي هذا الإطار أشار بنسالم حميش خلال هذه المحاضرة التي نظمتها وزارة الثقافة ضمن الشطر الأول من فعاليات تخليد الذكرى الستمائة لوفاة العلامة ابن خلدون، إلى أن هذا الأخير كان يرفض تلك الوطنية الضيقة فهو "مغربي جواني ومغاربي" من المغرب الذي هو موطنه ومنشأه، ومصري حيث أهله وجيله.

وحول نفسية ابن خلدون، قال الأستاذ حميش إنه كان ذا شعور مأساوي، فرضه عليه فرضا عصره العصيب والصعب، ومن ذلك واقع العالم الإسلامي في هذه الفترة، والذي انعكس على الذهنيات والسلوكات، ثم الوقائع الدرامية التي تعرض لها ومنها موت والديه وبعض مشايخه بتونس بسبب الطاعون، واغتيال لسان الدين ابن الخطيب، الذي كان من أعز أصدقائه، ثم شقيقه الأصغر يحيى ابن خلدون، وبعده فقدانه أسرته غرقا في البحر.

وقد تلقى ابن خلدون، الذي قال "إن الإنسان ابن زمانه"، هذه الصدمات واستبطنها، وكل ما كتبه عنها: "فكثر الشغب علي من كل جانب وأظلم الجو علي من أهل الدولة ووافق ذلك مصابي في الأهل والولد وصلوا إلى المغرب في السفين فأصابها قاصف من الريح فغرقت فذهب الموجود والسكن والمولود وعظم الجزع ورجح الزهد".

وبدل أن ينصاع ابن خلدون، يضيف الأستاذ حميش، "لهذه المصائب العظام، سيحاول استيعاب قواعد علم الاجتماع، والتكيف مع وسطه، ومن تم كانت طبيعته التي قيل عنها إنها كانت متقلبة ومحتالة"، مشيرا إلى أنه قدم خدماته للكثير من الملوك كما أنه كلف بسفارات عدة أشهرها تلك التي أوفده بها محمد الخامس الغرناطي إلى بيدرو الطاغية ملك قشتالة واعتبر حميش أن الحديث عن ابن خلدون، باعتباره من فطاحلة الفكر العربي، ليس من باب التقديس ولا التحنيط، وإنما هو محاولة لرسم صورة تقريبية لشخصية هذا المؤرخ والمفكر والفيلسوف الذي ولد في تونس سنة 733 ه موافق 1332م

وأضاف أنه ولد للعلم عندما احتك بالعلماء والفقهاء الذين صاحبوا أبا الحسن المريني عندما غزا مدينة تونس واحتلها، وحيث سيتعرف ابن خلدون وهو ابن السادسة عشرة على العلامة التلمساني إبراهيم ابن إبراهيم النافلي أستاذه في الشرعيات والعقليات

وقد استعرض المحاضر كذلك المهام التي شغلها ابن خلدون، الذي كان في خضم هذه الأحداث يعرف كيف يستفيد من النزاعات والتناقضات بين الفرقاء والعصبيات، مشيرا إلى أنه عندما كان يشتد عليه الأمر ويحس بخطر عظيم يجد لنفسه مخرجا للفرار.

وأكد المحاضر أن ابن خلدون كان يمارس السياسة إلى حد ما، ويتجلى ذلك "من الكلمات التي كان يستعملها ومنها "ظلمة الجو" و"اكتساح الخرق" و"التخلص من الشواغل" و"أحوال الملوك".

وفي المحور الخاص برحيل ابن خلدون إلى مصر التي وصلها سنة 1384 م وعلاقته بالسلطان برقوق ومن بعده خلفه السلطان فرج، ومشاركته في مفاوضة تيمور الأعرج حول مصير دمشق، أبرز تخلي ابن خلدون "عن عقلية التحايل والمراوغة والإخلاف بالوعد التي كان يشتغل بها وهو في بلدان المغرب، وتحليه بالاستقامة والورع وتشبثه بالزي والخط المغربيين".

وخلص المحاضر في ختام عرضه إلى التأكيد على ضرورة الاحتفاء بذكرى هذا العلم الذي يعد واحدا من رموز الثقافة العربية، مشددا على أن ذلك يعد من آليات "التصدي للثقافات الساعية إلى محو ذاكرة الشعوب، ولكي لا نظهر عرايا من هذا التراث الذي هو تراثنا قبل أن يصبح تراثا عالميا بكل المقاييس .

29 - مايو - 2006
تخليدا للذكرى 600 لوفاته
الصــورة..    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

*سألت قارئة الفنجان فأصغت وقالت :

بمجالسكم يا ولدي امرأة ، كما غنى   عبد الحليم :

.................سبحان المعبـود .

*وسألت الأخ زهـير فقال :

هي عصفـورة الشرق ..

قـد  وقـفت عمدا لدَى (إيفلٍ) وولـت الـظهر إلى iiخصمها

*وسألت الوراق فقال :

هي نجمتي -بتاء مبسوطة -تبسط الفكر ، ما أبدعـه ..

*وسألت فيـروز فقالت :

-..هي مثلي ..، تحمل العطر ....تبدده...آه ما أجمله..

31 - مايو - 2006
الحرية
الشعرية في النص النثـري..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

أكد الشاعر الفلسطيني محمـود درويـش أن الشعرية قد تكون أغنى في النص النثري مما عليه في الشعر..

وقال إن الشعرية هي صفة الكلام القائم على التخـيل سواء كان شعرا أو نثرا ، بينما الشعر هو تحقق هذه

الشعرية في شكل أو قالب موسيـقي .

وذكر بإسهام قصيدة النثـر في تطوير قصيدته وتعليمه أشـياء كثيرة ، مؤكدا أن مسعى قصيدة النـثر هو

تفكيك جهـامة الشعر و إنشاديته العـالية والإصغاء الى الأشياء الصغـيرة ..وأنها بهذا المعنى قصيدة

موزونة مع إخفاء الوزن بصريا وتبـريد سخـونة الإيقاع و اللغة نفسـها .

 

10 - يونيو - 2006
سؤال عاجل
الخبز الحافي..    كن أول من يقيّم

هوامش اللغة : الخبز الحافي والعوالم العارية

سعيد بن?راد

يشير فرويد وهو يحاول التسلل إلى مساحات الوجود الإنساني الأكثر حساسية لمحاولة ضبط أصوله الانفعالية الأولى بعيدا عن التحديدات الإضافية التي جاء بها التمدن و التحضر و الثقافة، إلى أن هناك منطقة بين الذات والعالم سابقة في الوجود على المفصلة اللغوية? وتتحدد العوالم الداخلية و الخارجية ضمنها من خلال أحاسيس أولية شبيهة بالمثيرات الحسية الغامضة? ويطلق عليها مرحلة الفعل :في البدء كان الفعل ((1 ? والمراد بالفعل في هذا السياق بالذات حالة تماس مع العالم الخارجي بعيدا عن التوجيهات الأولية للغة وتحديداتها المسبقة المتجسدة في حالات العزل والفصل والتصنيف?ففي هذه المرحلة يتحدد الخارج باعتباره إسقاطا للداخل الذي لا نعرف عنه سوى تجربتين: تجربة الألم وتجربة اللذة، إنه عالم خارجي مبني على شاكلة الداخل، ومصنوع فقط من هاتين التجربتين (2) ? وستكشف الذات عن نفسها، استنادا إلى ذلك، من خلال استقطاب ثنائي حاد قائم على النبذ والجذب الحسيين ضمن حالة انفعالية أولية تتميز بتمفصل بسيط هو في المقام الأول استجابة لمثيرات فيزيولوجية? إن العالم الذي لا تصفه اللغة عالم مصنوع على شاكلة هذه الثنائية ويشتغل وفق منطقها? وعلى هذا الأساس، فإن مصدر الاستثارة هو ما يأتي من المثيرات الخارجية، أما سيروراتنا النفسية الداخلية فلا ننتبه إليها إلا من خلال الأحاسيس الخاصة بالتجربتين السابقتين ((3 ? إن وجودهما خارج اللغة يحولهما إلى كيانات متشابهة، فلا فرق في اللذة الحسية بين الأكل والنوم والجنس، ولا فرق في الألم الحسي بين الجوع والجرح وآلام البطن? إنها حالات لحظية، أو هي مثيرات فعل متكرر لا يملك سوى ظاهره، ولا يمكن أن يحيل على شيء آخر غير متعة تنتهي وألم ينبعث من رماده ضمن حالة تناوب متواصل? إنها صفات للممكن الحسي الذي لا يحضر في الذهن إلا من خلال مثيرات فيزيولوجية محددة لحالات نفسية هي السلب أو الإيجاب، الإدبار أو الإقبال? ومع ذلك، بالإمكان، استنادا إلى هذه المفصلة الأولية، تصور معادل يقوم على تمثيل لغوي بسيط يلتقط ظاهر الفعل والإحساس من خلال تسمية لها صلة مباشرة بفعل يتم خارج محددات إضافية غير تلك القائمة على المحاكاة الصوتية أو الإيمائية أو الشكلية? صحيح أن اللغة فاصل قطعي بين الذات والمعطى الخارجي، أو هي توسط رمزي بين الداخل والخارج، إلا أن التمثيل ليس فعلا كليا، إنه طبقات تشير إلى تفاوت في الرؤية والتحديد والإحالة? فبالإمكان رصد الفعل الواحد أو الإحساس الواحد من خلال تسميات متعددة لا تكتفي بالتعيينالمحايد، بل تُدرج الشيء المسمى ضمن خانات ثقافيةتخفف من وقعه أو تهذبحالات وجوده، أو تلقي به عاريا من كل تحديد إضافي سوى التمثيل لحالة لذة أو ألم كما هي في ذاتها، أو كما يمكن تصورها من خلال لفظ يُستعمل كما استعمل لأول مرة، كيان بريء يوجد خارج أي حكم مسبق أو قيمة مضافة? إن الأمر يتعلق بالتمييز بين القناع الثقافي الذي مكن الإنسان من منح الأشياء والأفعال والكائنات تسميات تنوع من حالات وجودها، بل تخفف من وقع إحالاتها المباشرة، الطبيعية منها والبيولوجية، وبين الوجود الخام الذي يشير إلى النوعية (qualité باعتبارها جوهرا أصليا سابقا في الوجود على أية مفصلة وعلى أية تسمية وعلى أي وصف يقابل أو يقارن? وهي الحالة التي يمكن أن نتصورها من خلال بعد طبيعي للغة تقوم بنشاط محايد في الإشارة والوصف والتسمية، كما كان يتصور ذلك رولان بارث، استنادا إلى خلفية أنتروبولوجية تقابل بين الطبيعي ، وهي حالة سلوك معطى من خلال التجربة المباشرة، وبين السلوك الثقافي المرتبط بممارسة إنسانية تهذب وتشذب كل ما يأتي عبر الحواس? وضمن هذه العوالم الحسية التي تبنيها لغة طبيعية تخلت طوعا (وربما بوقاحة قل نظيرها) عن إرثها الثقافي في امتلاك الأشياء والأحاسيس والكائنات، تندرج سيرة محمد شكري أو روايتهالخبز الحافي، وضمنها تُدرج هامشها الخاص، الذي يقوم أساسا على التنكر للمضاف الذي لا يليق سوى بأشكال حياة انفصلت عن التحت و المباشر والوجه العاري: الحد الأدنى، أي ما يوجد خارج ما جاء به التحضر في المأكل والملبس والمسكن والسلوك اللائق، وما تشاؤون من التصنيفات والأحكام المسبقة المحددة لما يوجد خارج المركز? فهذه العوالم تتسرب إلى اللغة من خلال أبعادها الحسية المفصولة عن كل الاستعمالات الممكنة، الاستعارية منها خصوصا، فاللذة حسية والألم حسي والوصف حسي وامتدادات الذات فيما يوجد خارجها ليست سوى استجابة لمثيرات حسية? إن الإمساك بالوعي الطفولي بالعالم وبدايات التعرف عليه في حسيته كما يأتي إلى العين حافيا، وكما يستوطن الذاكرة، معناه خلق حالة انفصام حاد في الذات التي تكتب وتروي وتستعيد ما فات? فالسيرة يُنظر إليها عادة باعتبارها استعادة واعية لأحداث لم تعشها الذات الساردة بشكل واع، أولم تعشها بنفس درجة الوعي الذي به تُكتب السيرة استنادا إلى منطق الاستعادة البعدية? ولهذا السبب، فإن كل استعادة هي تهذيب للوقائع من خلال فعل الحكي ذاته? فالسرد، وهو بؤرة الفعل ومبرره الخاص، يقوم على تصريف حر للزمن: إنه يقابل بين الحاضر والماضي، ويفسر اللاحق بالسابق، ويسقط السابق على اللاحق من خلال إحالات ضمنية منتشرة في جميع الاتجاهات? إن الأمر هنا مختلف تماما، فالعودة إلى الطفولة من خلال لغتها ورؤيتها وفعلها كما كانت، تتم خارج الوعي الذي يستعيد ويرتب وينظم ويصفي ويحذف ويضيف ويبرر أيضا، وهو ما يمكن الذات الراشدة من التملص من مسؤولياتها في تحمل تبعات ما تراه عينا الطفل ويرويه لسانه خارج كل رقابة? إن الأمر يتعلق بحالة من حالات رصد الممنوع باعتباره آلية من آليات الانتماء العفوي إلى كيان ثقافي ما? فالاعتراف الاجتماعي بالذات الفردية يمر عبر الخروج من الهوامش المضمرة والانتظام داخل الرمزي، أي داخل الضابط الاجتماعي الذي يُطلق عليه الأخلاق وكل ما يندرج ضمن الحدود التي تؤسس المجتمع وتحميه مما قد يهدده، بما في ذلك لغة التبادل اليومي? لذلك، فالممنوع هنا لا يطال أي شيء، فكل شيء ثابت في الوجود وفي الوعي: الدولة والعائلة ونظام الحياة? فالطفل لا يرفض ولا يقبل ولا يحتج ولا يشكك في أي شيء، إنه خارج المركز بحكم الفقر لا بحكم الاختيار? كل شيء ثابت في هذه العوالم عدا اللغة، فلها في هذا المقام وضع خاص، فمن خلالها يتسلل الممنوع إلى الأشياء والكائنات والفعل? ويتشكل الممنوع هنا أساسا مما يعود إلى الجنس، وهو العالم الذي تحيط به الطابوهات من كل الجوانب، فكل فعل وكل عضو له اسمان : اسم للتداول السري (سوقي) وآخر يشير إلى موقعه في الثقافة العالمة? إن الانتصار للأول عودة بالجنس إلى حالة بيولوجية تقع خارج كل المحددات الثقافية? وهذا ما يبدو من خلال الوقائع التي ترويها السيرة? فكل ما يقوم به الطفل ويجربه ويتلمس وجوده في الطبيعة والجسد والأشياء وردود الأفعال ينتمي إلى العام والمشترك والطبيعي، إنه الإرث الغريزي الإنساني المشترك? لكن الجنس وحده، من بين كل هذه الحاجات، نُظر إليه هنا نظرة خاصة، لأسباب كثيرة، ربما لأنه مرتبط بالتزاوج والعراء الذي يلهب الاستيهامات، أو ربما لأنه تذكير بصدمة العري والولادة كما كان يتصور ذلك أوتو رانك، حيث كل ممارسة جنسية هي عودة إلى الجنة، أي عودة إلى رحم الأم حيث الحياة سلسلة لا تنتهي من المتع? ومع ذلك، فإن للأمر وجها آخر? فما يروى لا قيمة له خارج اللغة التي تصفه، فخارجها لن يكون سوى حدث يشبه كل الأحداث الأخرى: تلك التي تصف الجوع والتشرد والتسكع في الشوارع المظلمة? إن اللغة هي التي تجعل منه حدثا، وتخرجه من دائرة العادي، لكي يصبح رؤيا للعالم والوجود? إن اللغة هنا هي بؤرة الهامش ومصدره وقوته وسر انتشاره? فمن اللغة، ومنها وحدها، تنبعث كل الانفعالات والاستيهامات والأحاسيس المتباينة المرتبطة بمنظر الجنس العاري كما يروي الفتى المشرد تفاصيله المثيرة? إن الجوع حاضر في النص بنفس قوة الجنس، تماما كما يحضر التشرد والعيش في الأزقة المظلمة والنوم مع الحيوانات? ومع ذلك فما تثيره عوالم الجنس مختلف تماما عن مشاعر الرحمة نحو فقير معدم? فالمجانين والمشردون في كل مكان، لقد ألفنا وجودهم بيننا، فهم ليسوا موضوعا للتلصص واستراق النظر، وليسوا مصدرا لأي انفعال سوى الشفقة، والشفقة رغبة في التخلص والابتعاد لا دعوة إلى التلذذ والاستيهام? أما الجنس فطاقة أخرى، إنه توق إلى التوحد والتلاشي، إنه بؤرة للذة تنتشر في الجسد كله، وبؤرة للألم بوجهيه السادي والمازوخي على حد سواء? وهذا ما يفسر قوة هذا النص وطابعه المثير? فمصدر كل الطاقات المرتبطة بالجنس هو هذه العودة بالجنس إلى عرائه الأول، غريزة منفلتة من أية رقابة في الممارسة والوصف والتسمية، كما سنرى ذلك لاحقا? وهو أمر يبرره شكل حضوره في الذاكرة الثقافية فما هو أساسي في الرمزية الخاصة بالجنس ليس طابعه الفيزيقي، بل دلالاته في مخيلة الشعوب ((4 ? وللغة في هذا المجال باع طويل، فعبرها تشيع هذه الدلالات وتنتشر وتتسلل إلى الرموز لتعشش في المتخيل والذاكرة والحلم والأوهام أيضا? إنها تفصل بين المتحقق في الفعل وبين حالات الاستيهام المتنوعة التي تتسرب إلى الذاكرة على شكل رموز وصور استعارية? فكلما ازداد النشاط الرمزي اللغوي أساسا - وتشعب انكفأ الواقع على نفسه وتراجع كما كان يتصور ذلك كاسيرير?فالجنس لا يشير إلى ثنوية الكائن البشري فحسب، بل يشير أيضا إلى الاستقطاب الثنائي لتوتره الداخلي ((5 ? لذلك سيكون من العبث البحث في هذا السياق عنفكر هامشي ينزاح عن الحالات الإنسانية المجسدة فيالسوي و العادي والذي ألفته النفوس واطمأنت إليه? فذاك أمر من طبيعة أخرى? ف الرؤية الهامشية ليست صفات لهذه العوالم ولا يمكن أن تنساق مع منطقها الظاهري? إنها تندرج، عكس ذلك، ضمن أفق للاختيار الحر الذي يرفض أن ينحني أمام النموذج المركزي الذي تنتشر على جنباته إفرازاتالتمدن و التحضر? لذلك فهو يرى الهامش من الداخل، باعتباره سبيلا آخر للتخلص من كل إكراهات التحديدات القبلية، والأحكام المسبقة? نحن في هذا النص، على العكس من ذلك، أمام تصوير لهوامش الفعل والسلوك ورد الفعل? إن الأمر يتعلق بعراء في كل شيء، إنها الحياة خارج الرقابة القبلية، والأنا خارج ملكوت النحن ، والفضاء الاجتماعي خارج التصنيفات المعتادة? لقد انهارت الفواصل بين الشعور واللاشعور، وتخلت اللغة عن محدداتها الإضافية فتعرت من كل ثوب حضاري، وراحت تصف الحياة كما تبدو خارج أية نمذجة مسبقة، فحصل الارتباط مع الحسي المباشر في ماديته لا من خلال بواعثه النفسية، فانتصبت أمام القارئ عوالم خرساء، خالية من الفكر ولا تنبعث منها سوى آهات الألم واللذة كما يتحققان من خلال فعل فيزيقي? لقد أصبحت اللغة (من خلال الوصف والتسمية وأشكال المحاكاة) أداة فتك وتدمير لا يبقي ولا يذر? لقد سقطت بين يدي ذات تسكن الحدود، محرومة من الهوية والرغبة والمسكن القار، ذات تائهة وضائعة يختلط عندها الضحك والألم، تائهة ونافرة من كل شيء داخل عالم قذر ((6 ، فحولتها إلى عين فقدت كل أشكال التوسط عدا الإبصار الذي يسجل العالم حافيا دون إضافات? وبعبارة أخرى، إن الأمر يتعلق بالرغبة في العودة بالحياة إلى منابعها الأولى، حيث كل شيء عار، ولا فواصل في الفعل واللغة بين الرغبة وتحققها? فالعراء يطل علينا من كل النواحي، إنه موجود في التسميات وموجود في الصفات وهو في وصف الأشياء والكائنات والأعضاء ، وموجود أيضا في الروابط العائلية، وهو فوق هذا وذاك نمط في الربط بين الأحداث والشخصيات، ونمط في الفصل بينها ونمط في بناء الحدث ذاته? فالتركيب السردي في مجمله، ليس سوى لقطات عامة تشكو مما يؤثث الفواصل ويسقط الروابط الممكنة والمستحيلة، ويمنح البياضات معنى : بالإمكان التخلص من مقاطع كثيرة تقول الشيء نفسه، أو تقوم بوصف مكرر للفعل نفسه، إلا أن القيام بذلك سيكون مسا بخاصية من خاصيات النص التي لا ترى من خلال التحقق، فهي مبثوثة في الآثار التي تولدها هذه اللقطات في نفسية المتلقي، فالتكرار هنا ضروري، لأنه إصرار على القذارة وإدمان عليها? بدءا يأتي العراء من العنوان ذاته، فالحافي مرادف للعاري، أو هو تخصيص لحالات تماس بلا توسط مع المحيط المادي? فالحفية مشي بدون خف أو نعل أو حذاء، إنها اتصال مباشر بالأرض، بالتحت حيث لا يمكن السقوط أبدا، فلا وجود لتحت تحتالتحت سوى دهاليز النفس المظلمة، أو فضاء قذر يتقاسمه اللصوص والمشردون والحيوانات، تماما كما هو الخبز الحافي، كل ما يسد الرمق، أي ما يشكل حدا أدنى للعيش? إنه الفضيحة أيضا، والفضيحة نشر لتفاصيل الذات أمام الملأ خارج الحميمية، وبعيدا عن كل حاجز واق يبرر أو يخفف، عدا الرغبة في التماهي المطلق معالطبيعة العارية بمفهومها المزدوج الإنساني والطبيعي : للفضيحة وضع اجتماعي خاص، إنها كالإشاعة، محط إدانة دائمة، ولكنها أيضا موضوع دائم للتلذذ خلسة بأكثر تفاصيلها قذارة? وسينتشر العراء بعد ذلك في كل شيء، لتسود القذارة والعنف والبكاء ويمتلئ وجه الأرض قيئا، وهي كلها حالات تشير، بهذا الشكل أو ذاك، إلى الحالة الأولية للذات التي أشرنا إليها في الفقرة الأولى حيث يُختصر الوجود كله في لذة قصوى أو ألم لا ينتهي? وهو ما تعبر عنه الفقرات الأولى من السيرة: لم أعد أبكي فقط عندما يضربني أحد أو حين أفقد شيئا (ص9)? الجوع يؤلمني أمص وأمص أصابعي? أتقيأ ولا يخرج من فمي غير خيوط من اللعاب ( ص9)? رفعني في الهواء (أبوه) خبطني على الأرض ركلني حتى تعبت رجلاه وتبلل سروالي (ص10)? استنادا إلى هذا، تشير إحالات الوقائع في النص، بمختلف أنواعها، إلى سياقات يندرج ضمنها العاري والحافي والمعطى خارج أي توسط، فهي الخواء والخلاء والعدم، تماما كما هي الحقيقة، حقيقة الذات وحقيقة الذي يتفرج عليها ويستلذ خلسة بقذارتها،واضحة كالشمس وخالية من كل المساحيق? فالحفية، كما هو العراء، كما هي اللغة التي تقوم بالوصف، إحالة مباشرة علىفقر معمم ، إنه شظف في العيش وفي الوجود وفي العلامات، ولا شيء بعد ذلك سوى الفناء المطلق? لكنها أيضا، وربما أساسا، استعادة رمزية لطبيعة إنسانية تجسد حالة أولية للوجود الإنساني منظورا إليه من خلال ردود أفعال بيولوجية لا شيء فيها سوى اللذة والألم، وطبيعة طبيعية تنعدم فيها كل مظاهر الوجود الإنساني، المزابل والأقبية وهوامش الميناء وبقايا الطعام والسمك العفن وبول الفرس? لذا فهي أيضا إحالة على بعد ثالث هو عالم القذارة بوجوهه المقززة والمنفرة، وبوجوهه الأخرى التي تقتات، داخل الدهاليز المظلمة للنفس البشرية، من أحاسيس غامضة تدرج عوالم القذارة ذاتها ضمنالمثير أو تدفع، لا شعوريا، إلى التلذذ بها? ويدخل ضمن هذه الأبعاد الممارسات الجنسيةالصحيةمنها والشاذة على حد سواء، حيث تتحول الأعضاء إلىأداوتوأشكال و ثقوب وكل ما يمكن أن يقود إلى استثارة الصور الرمزية الجنسية من مكمنها مجسدة فيالمجوف والعمودي و المسترخي و المنتصب و الاستيعابي و الولوجي، وهي كلها صور مستقاة من استعادة تناظرية لطرفي الوجود : شكله المادي والصور الرمزية المرافقة له? ومصدر هذه الاستثارة وأصولها الأولى موجود في الفكر التناظري الشعبي الذي يربط بين وحدات مجردة وأخرى محسوسة ليودعها قيما ودلالات تسكن الرموز الحسية وتعشش داخلها? وتلك وسيلة مثلى للتعبير عن الحسية في اللذة وبواعثها? ولهذا السبب، فإن هذا المستوى لا يشيئ الأفعال والأحاسيس فحسب، بل يولد حالة استيهام قائم على دهشة مصدرها الاكتشاف الجديد : عضو المرأة الذييأكل وله أسنان ، أو يصبح حفرة أو جرحا، كما يتحول عضو الرجل إلى صنبور تسيل منه المياه، أو ثعبان يقطر سما? وضمن حالات التناظر هذه يمكن أيضا إدراج المشهد الذي يصف مضاجعة الشجرة (ص56)، وهو مشهد يستدعي، بالتناظر أيضا، استحضار صور الفعل الطبيعي :رد السيف إلى غمده وشق الأرض بالمحراث و وضع المسمار في الثقب أوإدخال الخيط في ثقب الإبرة وما تشاؤون من الصور النمطية التي تجعل من كل شيء حاد ومنتصب قضيبا ومن كل شيء مجوف فرجا? وهو أمر يتضمن بالضرورة صورة العودة إلى الرحم، أو صورة الامتداد المطلق في الطبيعة? وهذا ما يحيل، بهذا الشكل أو ذاك، على دوائر التقابل الشهير بين الطبيعي و الثقافي? فالحياة كما ترسمها عينا الطفل المشرد والطريد والتائه هي ذاتها التي تعيشها الكلاب الضالة والقطط التي فقدت أسيادها : فالعيش في الأزقة المظلمة وفي المزابل يعد خروجا من دائرة الفضاءات المحمية حيث تتحدد الحميمية في أشكالها الدنيا التي تحيل، داخل النظام الاجتماعي، على الصورة الأولى لاستقلالية الذات، وولوج عالم الامتداد الطبيعي المطلق حيث العودة إلى الأصل الأول، باعتباره سلسلة من ردود الأفعال اللحظية الموجودة خارج الرقابة الاجتماعية :الجدران العازلة في مقابل الشوارع المفتوحة، واضحة النهار في مقابل سبائك الظلام المهيبة ? وهذا ما يفسر لماذا تسود عوالم الليل في السيرة، فالظلام غطاء طبيعي يقي الذات من شر الأعين المتلصصة، وهو أيضا تعبير عن رغبة لاواعية في العودة إلى فضاء أصلي نسيه عقلنا وأغفل وجوده، إلا أنه ظل حيا في ذاكرة عامة ومعممة أودعته في سلسلة من الصور التي بها نحيى ومن خلالها ننظم مجموعة من الفضاءات، ويتعلق الأمر في أغلب الحالات برحم الأم، المسكن الآمن الذي يقينا من كل الآلام? وضمن هذه الثنائية أيضا يندرج البعد الآخر للوجود : الألم، حيث العنف في أشكاله الأكثر همجية : الدم والشفرة والقتال من أجل إيجاد مكان في قبو أو مقهى أو إسطبل، وحيث القيء : أكل النيئ (في مقابل المطهو)، بقايا السردين العفن التي يلتقطها الطفل في الميناء وهو يتضور جوعا، لكي تصل الدورة إلى منتهاها عندما يلتجئ الطفل إلى إسطبل حيوانات فتبول عليه الفرس? إنها القذارة في حدودها القصوى : التقطت سمكة أخرى صغيرة جافة، رائحتها أكثر نتنا من السمكة الأولى، أقيىء الماء المالح، أقيئ وأقيئ حتى لم يبق إلا صوت القيء إلا صوته ( ص102)? - قلبي يخفق بعنف، يجب أن أشتري سكينا أو عدة شفرات حلاقة، هبطت الدرج في الظلام الخفيف مسرعا? توقفت أمام إسطبل الحيوانات، اتجهت إلى ركن وجلست مسندا يدي على ركبتي مقرفصا? دخنت واحدة وحلمت قليلا? هل تعمد الله أن يخلق هذا العالم على هذا الشكل من الفوضى والتنوع ? رائحة الحيوانات كريهة، على بعد خطوات من مكاني فرس واقفة? شبكت ذراعي فوق ركبتي ونعست? نمت جالسا خائفا أن يغتصبوني أحسست برشاش حار كريه الرائحة يسقيني ،انتفضت برعب، شتمت العالم، الفرس تكمش فرجها وتفتحه وتتحرك إلى الوراء نهضت بسرعة وابتعدت عن المكان (ص111)? وذاك ما تقتضيه سلطة القذارة ذاتها وموقعها فيما يفصل بين المدنس والقدسي، فهي قذارة الحياة التي لا تريد أن تنتهي وقذارة من أجل استعجال النهاية، إنها حالة الفقراء والجهلة والمهمشين والذين لا مأوى لهم، ولكنها أيضا حالة الدراويش أو حالة النساك اللائذين بالمغارات هربا من صخب المدينة وسكانها، وبحثا عن قذارة تقربهم من الطبيعة التي جاءوا منها? لذلك فالقذارة ليست غيابا للنظافة أو نقيضا لها، إن القذارة مرتبطة بكل ما يشوش على هوية أو نظام أو نسق، وهي أيضا ما لا يحترم الحدود والمواقع والقواعد (7)? وفي الحالتين معا هناك مركز ثابت أصلي حقيقي داخل المجتمع، يفرز، ككل الكائنات الحية أحيانا قذارات تدعو إلى النفور والتقزز والاشمئزاز، فهي بؤرة العنف والعدوانية والانفلات من كل رقابة، دينية أو أخلاقية أو سياسية، وتارة أخرى حالات صفاء قصوى يجسدها النسك والزاهدون، بالمعنى المزدوج للكلمة العلماني والديني? إن هذا وذاك يلبيان حاجة من حاجات النظام الاجتماعي الطامح إلى خلق حالات التوازن بالعين أو الكفاية : التلذذ الحسي في حدوده القصوى، والانكفاء على النفس فيما يشبه العرفان التطهيري? وهي الحالة التي ستجسدها اللحظات الأخيرة في حياة الطفل داخل العراء الاجتماعي واللغوي? إن الطفولة ذاتها عراء لأنها إحالة علىعالم الملائكة (ص 238)، والخروج منها معناه التقيد بقواعد نظام اجتماعي جديد أساسهالممنوع الطوعي? فللانتماء ثمن تؤديه الذات من حريتها وحالات انطلاقها اللامتناهي? لذلك فنهاية الهامش بدأت مع قرار الدخول إلى المدرسة? فالذي هداه إلى عالم المعرفة هو الذي قاده إلى المقبرة لكي يترحم على أخيه، ويدفن نهائيا عالم الطفولة الشقي، لكي تبدأ رحلة الثقافة? فالمعرفة شيء آخر في الحياة غير ما تثيره العوالم الحسية، إنها طريقة في تعلم الانتماء إلى نظام ثقافي له قواعد في الوجود وفي اللغة وفي كل أشكال التبادل التي يختفي فيها الحسي في تلابيب الأشكال الرمزية? www.saidbengrad.com --------- هوامش 1- " Au commencement était l?action" انظر Julia kristeva : Pouvoir de l?horreur, essai sur l?abjection, éd Seuil, 1980, p.75 2- نفسه ص 75 3- نفسه ص 75 4- Jean chevalier, Alain Gheerbrant : Dictionnaire des symboles, article sexe 5- نفسه 6-نفسه الصفحة الرابعة من الغلاف? 7- كريستيفا ، المرجع السابق ص 12

10 - يونيو - 2006
كتاب الخبز الحافى
أيـام و ألـوان..    كن أول من يقيّم

 

أهدي هذه الألوان/الأيام ، وهي في الأصل نص إبداعي للكاتبة المغربية عائشة البصري ، للأخت ضياء ولباقي

الإخوة الأعزاء ..

لماذا اخترت لونا ليوم بعينه? لماذا الأحمر ليوم الاثنين -مثلا- وليس الأزرق????? مر عمر ولم تتغير ألوان الأسبوع أو بهتت واحدة منها?? كلها احتفظت بحرارة اللون وتشخيص محدد يخصها? الاثنين : هوا لبداية، بداية الأسبوع، بداية الحركة، البدلة المدرسية، الكراسات و الحقائب?? ? بالأمس كانت حقيبتي، وهي اليوم لابنتي، وغدا لحفيدتي ? حركة دائرية يتآكل فيها الزمن مع تغيير للأمكنة فقط ?

الثلاثاء: أصفر، باهت يُكمل ما تبقى من أعمال الاثنين ? مريض، يتكأ على صدر الاثنين? لي انطباع أنه يشبه رجلا مراوغا وملتبسا وغير واضح?

الأربعاء: أخضر، هو بداية أخرى للحياة، متجدد، منتعش، طري، واثق من نفسه? هو يوم القرارات الحاسمة ومواعيد الحب?

الخميس : رمادي كيوم باريسي غائم ? هو تلك الغصة في الحلق التي -عادة- ما تسبق البكاء? تسيح رماديته على الأشياء واللحظات فتكسبها طعم مرورة لذيذة? رغم ذلك فهو يصلح خلفية لكتابة قصيدة وجودية? كراهب ينحت أبدية صغيرة لهذا الوجود من كلمات يابسة? أو كورقة خريف تبحث من مجرى يأخذها بعيدا عن شجرة عارية? هو لأيام الخريف أقرب?

الجمعة: أبيض،نظيف، شفاف، يندس في السبت ليِؤطر حدوده الزمنية، رغم أنه امتداد لانهائي للأبدية? وأنا طفلة، كنت أتحاشى الكذب أو النميمة أو حتى نهر قطة الجيران المزعجة، اعتقادا مني أن السماء يوم الجمعة شفافة جدا إلى درجة لا تحجب حتى خطايا الصغار? في كتاب ما، قرأت أن الجمعة يوم المرأة? أما الأيام الستة المتبقية فهي للرجل .

 السبت: أزرق، ليس بزرقة البحر أو السماء، زرقته قاتمة ? لولا خلفية الجمعة البيضاء لكان أبغض الأيام وأقساها? متجهم وممل، متقلب المزاج? صباحاته بلا رائحة كركوة قهوة بائتة? هو لا يعرف كيف يبدأ دون تثاؤب ورغبة ملحة للعودة للسرير.

الأحد يوم لا يصلح إلا للوداعات المؤلمة ، وللجنازات وتبادل التعازي، أو لإعلان حرب ما?? أو لمشادات بين زوجين تعديا السبعين من عمريهما ولم يفكر أحد منهما، في مغادرة الحياة الزوجية ،أو مغادرة الحياة بأكملها???

 

12 - يونيو - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
 4  5  6  7  8