لقد قرأت ترجمة رائعة منذ خمسة وثلاثين سنة طبعت في دار المعارف بمصر وأظن أني قرأت جزءا بعنوان الجحيم ، وآخر بعنوان المطهر ولا أدري ألهما ثالث أم لا . وهما بترجمة الدكتور حسن عثمان . وهناك ترجمة ممسوخة ظهرت في لبنان منذ فترة طويلة ولم أقرأها ولكني قرأت نقدا لها .

كتب المؤلف هذه الحاشية في أخريات حياته ( ت 1061 هج ) يدلك على ذلك النضج والتعمق والإحاطة بمسائل علمي النحو والصرف ، وقد يتوهم بعضهم فيسميها شرح ألفية ابن مالك ، وليس الأمر كما زعموا فالمؤلف لا يجري في كلامه على نمط الشروح المألوفة ، ولكنه يعلق في مواطن ويترك بعض المواطن ويأخذ من شروح السابقين عن وعي وبصيرة ، ثم إن بعض هذه الشروح لم يطبع ولا اطلع عليه إلا نخبة علماء العربية ، ومن هنا جاءت أهمية هذه الحاشية . أما عن كيفية نشر هذا الكتاب على الشبكة العنكبوتية فإني أضم صوتي إلى صوتك وصوت كل من يغار على العربية فنرجو جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض أن تتكرم بنشر الكتاب في موقعها على الإنتر نت ، حيث يوجد لديها عدة نسخ مخطوطة ولعل الجامعة الموقرة تحصل على النسخة المطبوعة ، فهي أقدر على الاتصالات والشراء أو التبادل حتى تهيء للقراء كتابا هذا شأنه .

العرب تحسب ألوقت حسب دورة القمر وذلك الحساب هو ما أمرنا به النبي صلى الله عليه وسلم ، واليوم فيه يبدأ من غروب الشمس والليل على ذلك يسبق النهار في الترتيب الزمني ، فلحظة غروب الشمس هي الساعة الثانية عشرة بالحساب الغروبي وهي بداية اليوم ووقت صلاة العشاء بعد الغروب بساعة ونصف أي : الساعة الواحدة والنصف والفجر ثم الشروق يؤذن بانتهاء الليلة التي هي النصف الأول من اليوم ثم بشروق الشمس يبدأ النصف الثاني من اليوم ، وينتهي بالغروب وهكذا . وتخضع قسمة الليل والنهار للطول والقصر حسب الفصول المعتبرة بدورة الشمس ويسمى هذا النظام بالتوقيت الغروبي وقد يسمى التوقيت العربي أحيانا . وهناك كتب كثيرة تبحث في هذا الفن ، منها : الأنواء لابن قتيبة ، والأزمنة والأمكنة للمرزوقي ، ومن الكتب الحديثة كتاب تقويم أم القرى وهو بحق أوسع دراسة للتوقيت والتاريخ الهجري وهو أساس التقويم المعمول به في المملكة العربية السعودية . وطبع هذا الكتاب منذ نحو 75 سنة بمطبعة أم القرى بمكة المكرمة ، وهو نادر جدا .

نصيحتي إليك أن تأخذ مادتك العلمية من المصادر والمراجع الموثوق بها ، ففي لبدء انظر كتاب المعلقات للدكتور بدوي طبانة ، وفي حواشيه أسماء مراجع كثيرة ولا يفوتك كتاب المعلقة العربية الأولى تأليف نجيب محمد البهبيتي ففيه بحث نفيس جدا وفيه رأي جريء أرجو أن تفيد منه ، مع تمنياتي لك بالتوفيق .

الأستاذ يوسف :                                                                                                         قد يحسن أن أدلك على مراجع تجد فيها بغيتك ، وفائدة ذلك خير من كلمات معدودات أكتبها على عجل في موضوع كهذا ، فاقرأ إن شئت كتاب المغرب في حلى المغرب لابن سعيد الأندلسي - الجزء الأول - من القسم الخاص بمصر - مطبعة جامعة فؤاد الأول سنة 1953  ، واقرأ القسم المنشور من كتاب تاريخ مصر للمسبحي ( التاريخي والأدبي ) إصدارالمعهد الفرنسي بالقاهرة ، والقسم المنشور من كتاب تاريخ مصر لابن ميسر ، إصدار المعهد الفرنسي بالقاهرة ، واهتم بكتاب( في أدب مصر الفاطمية ) للدكتور محمد كامل حسين - دار الفكر العربي بمصر سنة 1950 وفيه مراجع كثيرة جيدة  .

انظر : مفردات القرآن الكريم للراغب الأصفهاني بتحقيق صفوان عدنان داوودي ،                                       وبصائر ذوي التمييز للفيروزابادي بتحقيق محمد علي النجار ،                                                           والكليات لأبي البقاء الكفوي - طبعة مؤسسة الرسالة ،                                                                   ومعنى القلب والصدر والنفس للحكيم الترمذي - مطبعة عيسى البابي الحلبي بالقاهرة  .                                 

الأمراس : هي الحبال . وإضافتها إلى الكتان من إضافة الشيء إلى نفسه ، كما تقول  : خاتم حديد . أي : خاتم من حديد ، وهنا معنى أمراس كتان : حبال من كتان . وفي صعيد مصر يقولون للحبل أيا كانت مادته : ( مرسة ) - بفتح الميم والراء والسين - وهي من العربية الصحيحة الباقية إلى اليوم ، ولتتحقق ممن صحة اللفظ انظر : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات لابن الأنباري بتحقيق عبد السلام محمد هارون  - دار المعارف بمصر سنة 1963  - ص 79  .

كتب الأستاذ الدكتور إبراهيم السامرائي - رحمه الله - كتابا سماه  : المدارس النحوية أسطورة وواقع  . وفيه ينحي باللائمة على تسمية الاتجاه النحوي بالمدرسة والجمع مدارس ويرى سداد الإطلاق الصحيح على هذا المفهوم أن نقول : الاتجاه النحوي وليس المدرسة النحوية .  وعقد فصلا لأصول الاتجاه البصري لدى الأوائل ، وآخر للاتجاه الكوفي ، ثم تناول المصطلح النحوي عند كل فريق  .                                                                 أما الدكتور شوقي ضيف فقد سار مع القائلين بتسمية المدرسة وسمى كتابه : المدارس النحوية  ، وهو في كتابه يقدم كتابا أكاديميا لطلاب العربية في الجامعات المصرية  ، وحشد في كتابه أقوالا كثيرة جدا وتاريخا وتحليلا بحيث يرى القارئ الجاد أن الكتاب بحاجة ضرورية للاختصار والتهذيب .                                                    وأما الكتاب العمدة لكل من كتب في هذا المجال فهو :  تاريخ النحو وأشهر النحاة للشيخ محمد الطنطاوي .          وكنا نقرأ على مشايخنا وأساتذتنا  أن أساس الخلاف بين اتجاه البصريين واتجاه الكوفيين يرجع إلى عصبية القبائل التي سكنت هاتين المدينتين فالحرص على غلبة لغة كل قبيلة انعكس على أصحاب الدرس النحوي فنشأت الاتجاهت التي يسميها المحدثون  : المدارس النحوية .

تلك أسئلة وردت جميعها في موقع الوراق ويبدو أنها وردت من سائل واحد ، وقد سننت لإخواني رواد هذا الموقع الرائع أن تكون إجابتي مقصورة على المعلومة النادرة والطرائف التي ليست دائما في متناول القراء . وعندما تكون الأسئلة ميسورة الجواب في كتاب ما فالأفضل التدليل على مظان المعلومة لندع القارئ يسترشد إليها بنفسه فلا ينساها بعد ذلك إن شاء الله  ، وانطلاقا من هذا المبدأ أدلك على المراجع التالية : صحيح الأخبار تأليف محمد بن عبد الله بن بليهد النجدي - كتاب الأمكنة والمياه والجبال والآثار ونحوها المذكورة في الأخبار والأشعار لأبي الفتح نصر بن عبد الرحمن الإسكندري ، حققه حمد الجاسر - معجم الأماكن الواردة في المعلقات العشر تأليف سعد بن جنيدل .

ورد في ثنايا تعليقي على موضوع المدارس النحوية اسم كتاب  ( تاريخ النحو وأشهر النحاة ) وهذا وهم في صحة اسم الكتاب ، والصواب  ( نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة ) تأليف الشيخ محمد الطنطاوي .