سلمت ندى ...     ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
تَفَاجَأْتُ بِهَذِهِ الْبَاقَاتِ الرَّبِيعِيَّةِ الزَّاهِيَةِ ، فَكَتَبْتُ هَذَا النَّصَّ بِسُرْعَةٍ ، وَلِذَلِكَ ؛ فَإِنَّ اسْمَهُ الخاصَّ بِأُسْتَاذَتِي هُوَ : (( سَلِمَتْ نَدَى ... )) ، أَمَّا اسْمُهُ الْخَاصُّ بِي فَهُوَ : (( الْغُرَابُ الَّذِي قَلَّدَ الْحَجَلَةَ ! ... )) ، وَلا أَعْلَمُ مَا هِيَ طَبِيعَةُ بِسْكُور ، وَلَكِنِّي قَدَّرْتُ أَنَّ هَذِهِ الْوَرْدَةَ الْجَمِيلَةَ لا يُمْكِنُ أَنْ تَنْبُتَ إِلا فِي فِرْدَوْسٍ مِنْ فَرَادِيسِ الْمَغْرِبِ ، وَأَعْتَذِرُ عَنِ التَّأَخُّرِ . ******************************************* (( سَلِمَتْ نَدَى )) ... نَغَمٌ تُرَدِّدُهُ الْوُرُودْ ؛ ... [ اَلْفُلُّ وَالنِّسْرِينُ وَالْخَيْرِيُّ وَالسَّوْسَنُ وَالرَّيْحَانُ ... وَشَقِائِقُ النُّعْمَانِ وَالأُقْحُوَانِ وَالْخُزَامَى وَالنَّيْلُوفَرُ ... وَالْبَنَفْسِجُ وَالْيَاسَمِينُ وَالنَّرْجِسُ وَالْكَامِيلْيَا ... ] لَمَّا تُقَبِّلُهَا فَتَمْنَحُهَا الأَرِيجْ ، ... وَعِبِيرَ رَائِحَةِ الْعَذَارَى ، ... لَمَّا تُفَارِقُهَا دَقِيقَةْ ، ... وَيَغِيبُ مَرْآهَا الْبَهِيجْ ... عَنْهَا ، وَيَتْرُكُهَا حَيَارَى ... لَمَّا تُهَدْهِدُهَا أَيَادِيهَا الرَّقِيقَةْ ، ... وَتَضُمُّهَا لِلصَّدْرِ فِي شَوْقِ الْعَشِيقَةْ ؛ ... لِتُنِيمَهَا فِي حِضْنِهَا الدَّافِئْ ... ******************************************* (( سَلِمَتْ نَدَى )) ... أُغْرُودَةُ الطَّيْرِ الُمُحَلِّقِ فِي السَّمَاءْ ... يَعْلُو بِهَا ، وَيُسَامِتُ الأَفْلاكَ ، ... ثم يَصَبُّهَا لَحْنًا بِآذَانِ الْوُجُودْ ؛ ... لِتَكُونَ وِرْدًا دَائِمًا عِنْدَ التَّيَقُّظِ وَالْهُجُودْ ... لإِلَـهَةِ الْحُسْنِ الْفَرِيدْ ... وَخَرِيرُ شَلالٍ [ وَرَنَّةُ شَادُوفٍ ] وَنَغْمَةُ سَاقِيَةْ ... وَبِهَا يُهَيْنِمُ فِي خَيَاشِيمِ الصُّخُورِ نَسِيمُ بِسْكُورَ الْعَلِيلْ ، ... فِي هَدْأَةِ السَّحَرِ الْمَهِيبِ ومَطْلَعِ الْفَجْرِ الْجَمِيلْ ، ... فَوْقَ الدَّسَاكِرِ وَالْمَرِاعِي وَالْحُقُولِ الْغَافِيَةْ ، ... وَهْيَ نِدَاءَاتُ الْكَنَارِي وَالنَّوَارِسِ فَوْقَ صَدْرِ الأَطْلَسِيّْ ... وَتَنَهُّدَاتُ الْمَوْجِ عِنْدَ عِنَاقِهِ الشَّاطِئْ ... ******************************************* (( سَلِمَتْ نَدَى )) ... هِيَ تِلْكَ مَنْ تَلِجُ الْقُلُوبَ بِغَيْرِ إِذْنِ ، ... فَتَبُثُّ فِيهَا مِنْ سَنَا قِنْدِيلِهَا ، ... وَتَهُزُّهَا طَرَبًا بِسِحْرِ هَدِيلِهَا ، ... وَتَصُبُّ فِيهَا الْخَمْرِ مِنْ ظَرْفٍ وَفَنِّ ... هِيَ تِلْكَ مَنْ تَنْمُو الْوُرُودُ عَلَى خُطَاهَا ، ... إِنِّي أُعَوِّذُهَا بِـ : يَس وَطَهَ ؛ ... مِنْ كُلِّ عَيْنٍ حَاسِدَةْ ... ******************************************* (( سَلِمَتْ نَدَى )) ... سَلِمَتْ مِنَ الأَشْوَاكِ فِي دَرْبِ الْحَيَاةْ ... لا زَالَ مَفْرُوشًا لَهَا بِالْوَرْدِ حَتَّى مُنْتَهَاهْ ... سَلِمَتْ أُنُوثَتُهَا وَبَسْمَتُهَا الْخَجُولَهْ ... لا زِلْتُ أَلْمَحُهَا كَمَا كَانَتْ عَلَى عَهْدِ الطُّفُولَهْ ... سَلِمَ الشَّبَابُ الْغَضُّ وَالْعُمْرُ الْوَرِيقْ ... وَبَرِيقُ أَعْيُنِهَا الْبَرِيئَةْ ... اَلطَّاهِرَاتِ فَلَمْ تُلَوِّثْهَا الْخَطِيئَةْ ... لا زَالَ ذَيَّاكَ الْبَرِيقْ ... فَمَنِ السَّعِيدُ الْمُصْطَفَى ؛ ... لِيَكُونَ مِنْ فُرْسَانِ أَحْلامِكْ ... إِنِّي - وَرَبِّكِ - سَوْفَ أَقْنَعُ مِنْ فُتَاتِ الْمَائِدَةْ ! ... ******************************************* هَمَسَتْ إِلَيَّ جَوَارِحِي :- مَاذَا الَّذِي قَدْ قُلْتَ ?! ؛ ... قُلْتُ :- بِمَا تُجِنُّ جَوَانِحِي ، ... وَيْحِي ! ؛ أَأَجْرُؤُ ؛ والأَمِيرَةُ وَسْطَ قَلْعَتِهَا الْمَنِيعَةْ ?! ، ... وَهَلْ إِلَيْهَا مِنْ ذَرِيعَةْ ?! ؛ ... وَأَنَا أَرَى عُشَّاقِهَا : الأُفُقَ الْمُنَاغِيَهَا بِأَلْوَانٍ بَدِيعَةْ ، ... وَالسَّابِحَ الْفِضِّيَّ مِنْ فَوْقِ مِنَصَّتِهِ الرَّفِيعَةْ ، ... وَالْبُلْبُلَ الصَّدَّاحَ فِي أَذْرَاءِ دَوْحَتِهِ الْوَشِيعَةْ ... بَلْ إِنَّهُ يَغْتَالُ آمَالِي بِسُخْرِيَةٍ شَنِيعَةْ ، ... وَيَقُولُ لِي :- يَا لِلرَّمَادِ الآدَمِيّْ ! ، ... أَوَ جِئْتَ - أَنْتَ ! - خَاطِبًا أَحْلَى الصَّبَايَا ?! ؛ ... مُسْتَشْفِعًا بِصِبًا تَلاشَى أَوْ بَقَايَا ... عِنْدَ الْجَمَالِ الْمَرْيَمِيّْ ?! ، ... وَمَضَى يُبَكِّتُنِي وَيَسْخَرْ ، ... وَأَنَا إِلَى الرَّحْمَنِ أَجْأَرْ = ... - وَالْيَأْسُ مُنْهَمِرُ الرَّصَاصْ ... - = رَبَّاهُ ! مَا دَرْبُ الْخَلاصْ ?! ؛ ... حَتَّى تَلُوذَ بِهَ حَمَامَتِيَ الْوَدِيعَةْ ! ... **************************************** لَمَعَتْ بِقَعْرِ الْكَأْسِ لِلظَّامِي ثُمَالَةْ ! ؛ ... فَانْشَقَّ مِنْهَا الْفَجْرُ بِالأَمَلِ الْفَتِيّْ ... وَغَدَتْ أَمَامَ الْعَيْنِ كَالْجَامِ الرَّوِيّْ ... أَمَلٌ أَخِيرٌ سَوْفَ أَبْعَثُهُ رِسَالَةْ ، ... أَوَ تَذْكُرِينَ لَقَاءَنَا ?! ؛ ... نَعَمِ ؛ الْتَقَيْنَا قَبْلَ مِيلادِ الْخَلِيقَةْ ، ... فِي ذَلِكَ الأَمْسِ الْبَعِيدْ ، ... بَلْ ذَلِكَ الْحُلُمِ السَّعِيدْ ، ... مِنْ قَبْلِ أَن نَّصْحُو عَلَى أَلَمِ الْحَقِيقَةْ ، ... وَيَشُقَّ كُلٌّ فِي مَنَاكِبِهَا طَرِيقَهْ ، ... ضَمَّنْتُ تِلْكَ الذِّكْرَيَاتِ رِسَالَتِي ، ... أَتُكُونُ عِنْدَكِ لِي شَفِيعَةْ ?! ... **************************************** مِنْ مِصْرَ نَحْوَ الْمَغْرِبِ ، ... كَالْخَائِفِ الْمُتَرَقِّبِ ، ... = تَطْوِي حَمَامَتِيَ الصَّحَارِي وَالْقِفَارْ ، ... وَالشَّمْسُ تَرْشُقُهَا بِأَلْسِنَةِ الأُوَارْ ، ... وَالرِّيحُ تَعْصِفُ حَوْلَهَا فِي عُنْفُوَانِ جِمَاحِهَا ، ... فَتَرُودُ مَأْمُونَ السَّبِيلِ عَلَى مَهِيضِ جَنَاحِهَا ، ... هِيَ لَنْ تُبَالِيَ فِي رِضَا عَيْنَيْكِ صَعْبَ كِفَاحِهَا ؛ ... إِنْ تَحْمَدِ الإِسْرَاءَ عِنْدَ صَبَاحِهَا ، ... لَكِنَّنِي - وَالصِّدْقُ أَحْمَدُ - فِي الْهَوَى ... أَخْشَى كِلا الأَمْرَيْنِ : مِنْ قَاعٍ وَقِمَّةْ ! ... **************************************** هَا قَدْ أَتَتْكِ حَمَامَتِي ، ... فَإِذَا فَتَحْتِ رِسَالَتِي ... أَلْفَيْتِ وَرْدَةْ ! ... لا تَعْجَلِي ؛ ... خَبَّأْتُ فِيهَا كُلَّ رَمْزٍ لِلْمَوَدَّةْ ، ... فَإِذَا فَكَكْتِ رُمُوزَهَا ، ... وَعَرَفْتِ مِنْهَا مَا اسْتَتَرْ ؛ ... مَهْلاً ! ؛ ... أَرَى عَبْدَ الْحَفِيظِ إِلَيْكِ يَخْتَلِسُ النَّظَرْ ، ... وَأَرَاهُ يَسْأَلُكِ النَّبَأْ ، ... اِطْوِي الرِّسَالَةَ يَا نَدَى ، ... وَدَعِيهِ يَقْتُلُهُ الظَّمَأْ ، ... اَلْحُبُّ لا يُتْلَى عَلَى سَمْعِ الْمَلأْ ؛ ... فَالْحُبُّ نِعْمَةْ ! ... **************************************** |