البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات محمود العسكري أبو أحمد

 3  4  5  6  7 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
تعليق أخير    كن أول من يقيّم

t حِلْمًا ورِفْقًا وصَدْرًا أرحبَ يا أستاذ طه ، واسمح لي بالتحدُّثِ عن نفسي قليلاً : لقد كان هذا الحوار مُفيدًا جِدًّا بالنسبة لي ، بغَضِّ النظر عما انتهى إليه من اتِّضاحِ خَطَأِ أو صوابِ ما كُنْتُ أقوله ، أَعْمَلْتُ فِكْرِي ، أَثَرْتُ معلوماتي ، مَرَّنْتُ قلمي ، مَارَسْتُ النَّقْدَ ، حاولْتُ التحلِّيَ بأَدَبِيَّاتِه ، نَظَرْتُ في عَدَدٍ من الكتب لم أنظر فيها منذ مُدَّةٍ . أَنْتَ تَعْرِفُ أن معظم الموضوعات التي تنشر في مجالس الوراق يُمْكِنُنَا القول : بأَنَّها من قبيل الثقافة العامة ، أو من ضِمْنِ الاهتمامات المشتركة ، أو من تلك التي لا تَحْتَمِلُ الكثيرَ من وجهات النظر الْمُتَبَايِنَةِ حَوْلَهَا ، لِذَلِكَ ؛ فقد كان موضوعُك فريدًا . وبالنسبة لي أيضًا = فإِنَّ الوقتَ ما زال مبكِّرًا لِكَيْ آسِرَ نفسي بعقيدةِ الولاءِ والبَرَاءِ ، ما زِلْتُ على الساحل ، ولَسْتُ بذلك الفقيه أو الْمُفَكِّر : الناسُ رَهْنُ الكلمةِ الواحدةِ التي يقولُهَا كيما تُطاعَ وتُتَّبَع ، أمامي الكثير من الطرق والدروب ، والنِّحَل والمذاهب ، والألوية والرايات ، ولَسْتُ مُضْطَرًّا الآن إلى أن أَحْجُرَ على نفسي فَأَسْلُكَ واحدًا منها بعينه ، أو أن أعتنقَه ، أو أن أنضويَ تحته ، جميعُ ما قُلْتُه هنا في هذا الموضوع سَأَضْرِبُ عنه صَفْحًا ، وسَأُومِنُ بفِكْرَتِكَ  ، وأُنَافِحُ عنها وأُحَامِي ، سَأُلْقِي بالشكِّ في كل ما كان لديَّ من الْمُسَلَّمَاتِ والثَّوَابِتِ ، وأُعِيدُ النَّظَرَ فيها من جديدٍ ، سأَكْتُبُ مِثْلَ شِعْرِ امرئ القيس ، وآخرَ مِثْلَ شِعْرِ أدونيس ، الشكُّ طريقُ اليقين ، والجهلُ سبيلُ العلم ، والسَّلْبُ يُؤَدِّي إلى الإيجاب ، وما يزال الوقت مُبَكِّرًا عند العاقل ما دام على قَيْدِ الحياة .
t أما بخصوص موضوعنا ؛ فأوَّلاً : سأستميحك العُذْرَ ؛ وأدعُوكَ إلى إعادةِ قراءةِ ما كتبناه أنا وأنت جميعًا بأعصابٍ أهدأَ وتروٍّ أكثرَ ، ولن أُكَرِّرَ ما قُلْتُه مرَّةً أخرى . ثانيًا : سأستثني من هذا الحكم هذه الفقرة التي سأَخْتِمُ بِهَا :-
t عندما نقول : (( الإِسْلامُ دِينٌ كَامِلٌ )) ؛ فَتَحْتَ هذه المقولة مَعْنَيَانِ يتفرَّعان عنها ، الأَوَّلُ : أنه صالحٌ لكل زمانٍ ومكانٍ ، فلا بُدَّ أن تُقَرَّ أحكامه ، ولا يجوز أبدًا أن تُمَسَّ ؛ مهما كانت الظروف والأوضاع . الثَّانِي : أن تَحَقُّقَ أهدافِه وغاياتِه من سعادةِ البشريَّة وتَكْريمِ الإنسانِ مَرْهُونٌ بالأخذ به جُمْلةً واحدةً ، بكُلِّ ما فيه كُلِّيَّاتٍ وجُزْئِيَّاتٍ ، وأَنَّهُ متى حصل الإخلالُ بهذا الشَّرْطِ فَإِنَّ العاقبةَ قد تكونُ وَخِيمَةً أكثرَ مِمَّا لو تُرِكَ الأَخْذُ به جُمْلَةً واحدةً ، ويُمْكِنُنَا أن نُّفَسِّرَ هذه العاقبةَ الْوَخِيمَةَ بقَوْلِنَا : كم مِّن الجرائِمِ تُرْتَكَبُ بِاسْمِ الدِّينِ ! ، ولذلك ؛ فنحن إذ نأمر بإقرارِ وتطبيقِ حَدِّ السرقة = لا نَأْمُرُ به رَاضِينَ بهذه الأوضاع الاقتصادية الشائهة التي قد تدفع إلى شَتَّى الجرائمِ وليس إلى السرقة فحَسْبُ ؛ بل نَأْمُرُ به مُطَالِبين بتَغْيِيرِها وإِحْلالِ اقتصادٍ إسلاميٍّ نظيفٍ عادلٍ يُحَقِّقُ مُسْتَوَى المعيشة الكريمة لكل طبقات المجتمع ، ونحن إذ نَأْمُرُ بإقرارِ وتطبيقِ التعدُّدِ = لا نَأْمُرُ به مُوَافِقِينَ على هذه العَلاقات الأُسَرِيَّة التي خَلَتْ من المودة والرحمة ، وتَوَتَّرَتْ بالاضطهاد والعنف ، وتَأَثَّرَتْ بالنظرات الشَّهْوَانِيَّةِ والمادِيَّة ؛ بل نَأْمُرُ به دَاعِين ومُقَرِّرينَ لصُورَةِ الأُسْرَةِ الْمُسْلِمَةِ بكُلِّ ما فيها من دِفْءٍ وحنانٍ وتَفَاهُمٍ ، ولصُورَةِ الزَّوَاجِ الإِسْلامِيِّ بكُلِّ ما فيه من عَدْلٍ واحْتِرَامٍ للحُقُوقِ وقيامٍ بالواجبات . إِذَنْ ؛ نحن نَأْمُرُ بإقرار أحكامِ الشَّرِيعَةِ كُلِّها ، وبتطبيقِها كُلِّها ، وَنَرْفُضُ أن يَحْصُلَ أَيُّ استثناءٍ في الإقرارِ أَوِ التَّطْبِيقِ .
t  إِنَّ كمالَ الإسلامِ لم يَكُنْ فقط من أنه حَدَّدَ ووَضَّحَ علاقةَ الإنسانِ بِرَبِّهِ بِمَا وَضَعَ مِنْ عقائدَ صافيةٍ وعباداتٍ معقولةٍ ، ولم يكن كذلك فقط مِنْ أنه وَضَعَ مِنْ أحكام المعاملات المالِيَّةِ والعلاقاتِ الأُسَرِيَّةِ والعقوبات الجنائِيَّةِ والتَّدابِيرِ السِّيَاسِيَّةِ ما يُنَظِّمُ علاقاتِ الأَفْرادِ بالأَفْرادِ والجماعاتِ بالجماعاتِ على أكمل الوجوه وأَتَمِّهَا ، لم يَكُنْ كمالُ الإسلامِ مِمَّا سَبَقَ فقط ؛ بل مِنْ أَنَّهُ تَخَطَّى هذه القُيُودَ والضوابط الظَّاهِرِيَّةَ التي تَخُصَّ الْجَوَارِحَ ، ونَفَذَ إلى الضَّميرِ والوجدان والعَوَاطِفِ الإِنْسَانِيَّةِ ، فخاطبَها وأَفْسَحَ لها مجالاً من حِسَاباته ، وألقى عليها من العِبْءِ ، وأَلْزَمَها من التكاليف ، وحَمَّلَها من الْمَسْؤُولِيَّةِ ؛ في سبيلِ هذه السَّعَادَةِ الْخَالِدَةِ التي تَنْشُدُهَا البشرِيَّةُ لِنَفْسِها ، وبدون الضَّميرِ والوجدان والعَوَاطِفِ الإِنْسَانِيَّةِ يتحوَّلُ الإسلامُ من دينٍ إلى قانونٍ ، والقانونُ مهما امْتَلَكَ - بإِحْكَامِه وإِتْقانه - من مُقَوِّمَاتِ الحياةِ والبقاءْ ؛ فإِنَّ مصيرَه القريبَ أو البعيدَ هو الموتُ والفناءْ ، لإنَّ عِظَمَ الشَّجَرَةِ لا يُغْنِي عنها من الرِّياحِ شيئًا ما لم تَكُنْ عَمِيقَةَ الْجُذُورِ .

5 - مايو - 2007
فلسفة القصاص
سلمت ندى ...    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

تَفَاجَأْتُ بِهَذِهِ الْبَاقَاتِ الرَّبِيعِيَّةِ الزَّاهِيَةِ ، فَكَتَبْتُ هَذَا النَّصَّ بِسُرْعَةٍ ، وَلِذَلِكَ ؛ فَإِنَّ اسْمَهُ الخاصَّ بِأُسْتَاذَتِي هُوَ : (( سَلِمَتْ نَدَى ... )) ، أَمَّا اسْمُهُ الْخَاصُّ بِي فَهُوَ : (( الْغُرَابُ الَّذِي قَلَّدَ الْحَجَلَةَ ! ... )) ، وَلا أَعْلَمُ مَا هِيَ طَبِيعَةُ بِسْكُور ، وَلَكِنِّي قَدَّرْتُ أَنَّ هَذِهِ الْوَرْدَةَ الْجَمِيلَةَ لا يُمْكِنُ أَنْ تَنْبُتَ إِلا فِي فِرْدَوْسٍ مِنْ فَرَادِيسِ الْمَغْرِبِ ، وَأَعْتَذِرُ عَنِ التَّأَخُّرِ .

*******************************************

(( سَلِمَتْ نَدَى )) ...

نَغَمٌ تُرَدِّدُهُ الْوُرُودْ ؛ ...
[ اَلْفُلُّ وَالنِّسْرِينُ وَالْخَيْرِيُّ وَالسَّوْسَنُ وَالرَّيْحَانُ ...
وَشَقِائِقُ النُّعْمَانِ وَالأُقْحُوَانِ وَالْخُزَامَى وَالنَّيْلُوفَرُ ...
وَالْبَنَفْسِجُ وَالْيَاسَمِينُ وَالنَّرْجِسُ وَالْكَامِيلْيَا ... ]
لَمَّا تُقَبِّلُهَا فَتَمْنَحُهَا الأَرِيجْ ، ...
وَعِبِيرَ رَائِحَةِ الْعَذَارَى ، ...
لَمَّا تُفَارِقُهَا دَقِيقَةْ ، ...
وَيَغِيبُ مَرْآهَا الْبَهِيجْ ...
عَنْهَا ، وَيَتْرُكُهَا حَيَارَى ...
لَمَّا تُهَدْهِدُهَا أَيَادِيهَا الرَّقِيقَةْ ، ...
وَتَضُمُّهَا لِلصَّدْرِ فِي شَوْقِ الْعَشِيقَةْ ؛ ...
لِتُنِيمَهَا فِي حِضْنِهَا الدَّافِئْ ...
*******************************************

(( سَلِمَتْ نَدَى )) ...

أُغْرُودَةُ الطَّيْرِ الُمُحَلِّقِ فِي السَّمَاءْ ...
يَعْلُو بِهَا ، وَيُسَامِتُ الأَفْلاكَ ، ...
ثم يَصَبُّهَا لَحْنًا بِآذَانِ الْوُجُودْ ؛ ...
لِتَكُونَ وِرْدًا دَائِمًا عِنْدَ التَّيَقُّظِ وَالْهُجُودْ ...
1
لإِلَـهَةِ الْحُسْنِ الْفَرِيدْ ...
وَخَرِيرُ شَلالٍ [ وَرَنَّةُ شَادُوفٍ ] وَنَغْمَةُ سَاقِيَةْ ...
وَبِهَا يُهَيْنِمُ فِي خَيَاشِيمِ الصُّخُورِ نَسِيمُ بِسْكُورَ الْعَلِيلْ ، ...
فِي هَدْأَةِ السَّحَرِ الْمَهِيبِ ومَطْلَعِ الْفَجْرِ الْجَمِيلْ ، ...
فَوْقَ الدَّسَاكِرِ وَالْمَرِاعِي وَالْحُقُولِ الْغَافِيَةْ ، ...
وَهْيَ نِدَاءَاتُ الْكَنَارِي وَالنَّوَارِسِ فَوْقَ صَدْرِ الأَطْلَسِيّْ ...
وَتَنَهُّدَاتُ الْمَوْجِ عِنْدَ عِنَاقِهِ الشَّاطِئْ ...
*******************************************

(( سَلِمَتْ نَدَى )) ...

هِيَ تِلْكَ مَنْ تَلِجُ الْقُلُوبَ بِغَيْرِ إِذْنِ ، ...
فَتَبُثُّ فِيهَا مِنْ سَنَا قِنْدِيلِهَا ، ...
وَتَهُزُّهَا طَرَبًا بِسِحْرِ هَدِيلِهَا ، ...
وَتَصُبُّ فِيهَا الْخَمْرِ مِنْ ظَرْفٍ وَفَنِّ ...
هِيَ تِلْكَ مَنْ تَنْمُو الْوُرُودُ عَلَى خُطَاهَا ، ...
إِنِّي أُعَوِّذُهَا بِـ : يَس وَطَهَ ؛ ...
مِنْ كُلِّ عَيْنٍ حَاسِدَةْ ...
*******************************************

(( سَلِمَتْ نَدَى )) ...

سَلِمَتْ مِنَ الأَشْوَاكِ فِي دَرْبِ الْحَيَاةْ ...
لا زَالَ مَفْرُوشًا لَهَا بِالْوَرْدِ حَتَّى مُنْتَهَاهْ ...
سَلِمَتْ أُنُوثَتُهَا وَبَسْمَتُهَا الْخَجُولَهْ ...
لا زِلْتُ أَلْمَحُهَا كَمَا كَانَتْ عَلَى عَهْدِ الطُّفُولَهْ ...
سَلِمَ الشَّبَابُ الْغَضُّ وَالْعُمْرُ الْوَرِيقْ ...
وَبَرِيقُ أَعْيُنِهَا الْبَرِيئَةْ ...
اَلطَّاهِرَاتِ فَلَمْ تُلَوِّثْهَا الْخَطِيئَةْ ...
لا زَالَ ذَيَّاكَ الْبَرِيقْ ...
فَمَنِ السَّعِيدُ الْمُصْطَفَى ؛ ...
لِيَكُونَ مِنْ فُرْسَانِ أَحْلامِكْ ...
إِنِّي - وَرَبِّكِ - سَوْفَ أَقْنَعُ مِنْ فُتَاتِ الْمَائِدَةْ ! ...
*******************************************
هَمَسَتْ إِلَيَّ جَوَارِحِي :-
مَاذَا الَّذِي قَدْ قُلْتَ ?! ؛ ...
قُلْتُ :-
بِمَا تُجِنُّ جَوَانِحِي ، ...
وَيْحِي ! ؛ أَأَجْرُؤُ ؛ والأَمِيرَةُ وَسْطَ قَلْعَتِهَا الْمَنِيعَةْ ?! ، ...
وَهَلْ إِلَيْهَا مِنْ ذَرِيعَةْ ?! ؛ ...
وَأَنَا أَرَى عُشَّاقِهَا : الأُفُقَ الْمُنَاغِيَهَا بِأَلْوَانٍ بَدِيعَةْ ، ...
وَالسَّابِحَ الْفِضِّيَّ مِنْ فَوْقِ مِنَصَّتِهِ الرَّفِيعَةْ ، ...
وَالْبُلْبُلَ الصَّدَّاحَ فِي أَذْرَاءِ دَوْحَتِهِ الْوَشِيعَةْ ...
بَلْ إِنَّهُ يَغْتَالُ آمَالِي بِسُخْرِيَةٍ شَنِيعَةْ ، ...
وَيَقُولُ لِي :-
يَا لِلرَّمَادِ الآدَمِيّْ ! ، ...
أَوَ جِئْتَ - أَنْتَ ! - خَاطِبًا أَحْلَى الصَّبَايَا ?! ؛ ...
مُسْتَشْفِعًا بِصِبًا تَلاشَى أَوْ بَقَايَا ...
عِنْدَ الْجَمَالِ الْمَرْيَمِيّْ ?! ، ...
وَمَضَى يُبَكِّتُنِي وَيَسْخَرْ ، ...
وَأَنَا إِلَى الرَّحْمَنِ أَجْأَرْ = ...
- وَالْيَأْسُ مُنْهَمِرُ الرَّصَاصْ ... -
= رَبَّاهُ ! مَا دَرْبُ الْخَلاصْ ?! ؛ ...
حَتَّى تَلُوذَ بِهَ حَمَامَتِيَ الْوَدِيعَةْ ! ...
****************************************
لَمَعَتْ بِقَعْرِ الْكَأْسِ لِلظَّامِي ثُمَالَةْ ! ؛ ...
فَانْشَقَّ مِنْهَا الْفَجْرُ بِالأَمَلِ الْفَتِيّْ ...
وَغَدَتْ أَمَامَ الْعَيْنِ كَالْجَامِ الرَّوِيّْ ...
أَمَلٌ أَخِيرٌ سَوْفَ أَبْعَثُهُ رِسَالَةْ ، ...
أَوَ تَذْكُرِينَ لَقَاءَنَا ?! ؛ ...
نَعَمِ ؛ الْتَقَيْنَا قَبْلَ مِيلادِ الْخَلِيقَةْ ، ...
فِي ذَلِكَ الأَمْسِ الْبَعِيدْ ، ...
بَلْ ذَلِكَ الْحُلُمِ السَّعِيدْ ، ...
مِنْ قَبْلِ أَن نَّصْحُو عَلَى أَلَمِ الْحَقِيقَةْ ، ...
وَيَشُقَّ كُلٌّ فِي مَنَاكِبِهَا طَرِيقَهْ ، ...
ضَمَّنْتُ تِلْكَ الذِّكْرَيَاتِ رِسَالَتِي ، ...
أَتُكُونُ عِنْدَكِ لِي شَفِيعَةْ ?! ...
****************************************
مِنْ مِصْرَ نَحْوَ الْمَغْرِبِ ، ...
كَالْخَائِفِ الْمُتَرَقِّبِ ، ...
= تَطْوِي حَمَامَتِيَ الصَّحَارِي وَالْقِفَارْ ، ...
وَالشَّمْسُ تَرْشُقُهَا بِأَلْسِنَةِ الأُوَارْ ، ...
وَالرِّيحُ تَعْصِفُ حَوْلَهَا فِي عُنْفُوَانِ جِمَاحِهَا ، ...
فَتَرُودُ مَأْمُونَ السَّبِيلِ عَلَى مَهِيضِ جَنَاحِهَا ، ...
هِيَ لَنْ تُبَالِيَ فِي رِضَا عَيْنَيْكِ صَعْبَ كِفَاحِهَا ؛ ...
إِنْ تَحْمَدِ الإِسْرَاءَ عِنْدَ صَبَاحِهَا ، ...
لَكِنَّنِي - وَالصِّدْقُ أَحْمَدُ - فِي الْهَوَى ...
أَخْشَى كِلا الأَمْرَيْنِ : مِنْ قَاعٍ وَقِمَّةْ ! ... 
****************************************
هَا قَدْ أَتَتْكِ حَمَامَتِي ، ...
فَإِذَا فَتَحْتِ رِسَالَتِي ...
أَلْفَيْتِ وَرْدَةْ ! ...
لا تَعْجَلِي ؛ ...
خَبَّأْتُ فِيهَا كُلَّ رَمْزٍ لِلْمَوَدَّةْ ، ...
فَإِذَا فَكَكْتِ رُمُوزَهَا ، ...
وَعَرَفْتِ مِنْهَا مَا اسْتَتَرْ ؛ ...
مَهْلاً ! ؛ ...
أَرَى عَبْدَ الْحَفِيظِ إِلَيْكِ يَخْتَلِسُ النَّظَرْ ، ...
وَأَرَاهُ يَسْأَلُكِ النَّبَأْ ، ...
اِطْوِي الرِّسَالَةَ يَا نَدَى ، ...
وَدَعِيهِ يَقْتُلُهُ الظَّمَأْ ، ...
اَلْحُبُّ لا يُتْلَى عَلَى سَمْعِ الْمَلأْ ؛ ...
فَالْحُبُّ نِعْمَةْ ! ...
****************************************

8 - مايو - 2007
فلسفة القصاص
فرض كفاية    كن أول من يقيّم

لا شكَّ أن تعلم اللغات الأجنبية فرضٌ على الكفاية كما ذكره المرعشي في (( ترتيب العلوم )) وليس من جملة المباحات كما قال القاري ، وأما عن إضافتها لشروط المجتهد ؛ فغير مطلوب ؛ لأنه لا يتعلق بمعرفتها أثر ظاهر في الفتوى الشرعية ، و يكفيه التراجمة الأمناء الأكفاء فيما يحتاج إلى معرفته ، إلا إذا كان غير عربي ، فيلزمه تعلم العربية بالتأكيد ، لأنها الأداة إلى معرفة القرآن والسنة وعلوم المسلمين ، أما من يكون لتعلمها فائدة له فيما يبحث أو يحقق ، وبدون تعلمها يحصل له في عمله هذا نقص أو خلل ، فالتخطئة خاصة في حقه لتقصيره هذا ، واسمح لي بالتجاوز قليلاً في توجيه كلام الطيبي : فلعل مقصوده بقوله (( حرام في شرعنا )) ما فيها من العقائد المحرفة والأكاذيب على الله ، إلا إذا كان لكلامه تكملةٌ لم تُذْكَرْ أفادت ما تَعَقَّبَهُ القاري . 

11 - مايو - 2007
ما رأيكم دام نفعكم ?
الانتماء إلى الأرض (1)    كن أول من يقيّم

بِكَثِيرٍ مِنَ الْهَيْبَةِ أَقْتَرِبُ مِنْ مَلَفِّ أُسْتَاذَتِنَا الْمُوَقَّرَةِ ، قَدْ لا يَبْدُو التَّوَاءُمُ كَبِيرًا بَيْنَ هَذَا الْمَوْضُوعِ وَبَيْنَ هَذَا الْمَلَفِّ ، وَلَكِنِّي أَحْبَبْتُ الْمُشَارَكَةَ بِهِ ، فَعُذْرًا عَلَى التَّطَفُّلِ .
****************************************************
الانْتِمَاءُ إِلَى الأَرْضِ ...
 
=- شَاهَدتُّ مُسَلْسَلاً لُبْنَانِيًّا قَبْلَ سَنَوَاتٍ ، وَمَعَ ذَلِكَ ؛ فَإِنَّ مَلامِحَهُ لا تَزَالُ مَحْفُورَةً فِي الذَّاكِرَةِ بِقُوَّةٍ ، لَمْ يَكُنْ إِنْتَاجًا ضَخْمًا ، وَلَمْ يَكُنْ مُعَقَّدَ الْقِصَّةِ ، وَلا مُتَشَعِّبَ الأَحْدَاثِ ، بَلْ كَانَ عَلَى دَرَجَةٍ مِنَ الْبَسَاطَةِ وَالْبِدَائِيَّةِ قَد تُّوحِي لِلْوَهْلَةِ الأُولَى بِعَدَمِ تَمَيُّزِهِ ، أَوَّلَ مَا تَلْقَاهَا فِي صُورَةِ الرِّيفِ اللُّبْنَانِيِّ قَبْلَ مِئَةِ عَامٍ ، الَّذِي تَمَثَّلَ فِي صُورَةِ تِلْكَ الْقَرْيَةِ الْجَبَلِيَّةِ بِأَكْوَاخِهَا الْمُتَوَاضِعَةِ وَأَهْلِهَا الْكَادِحِينَ ، اسْمُ الْمُسَلْسَلِ : ((حِكَايَةُ أَمَلَ)) ، هِي تِلْكَ الْفَتَاةُ الَّتِي قُدِّرَ لِشَبَابِهَا أَنْ يَذْوِيَ سَرِيعًا عَلَى وَطْأَةِ الْكِفَاحِ الْمُرِّ فِي سَبِيلِ حَيَاةٍ كَرِيمَةٍ وَإِنْ كَانَتْ مَغْمُوسَةً بالشَّظَفِ ، فَقَدَتْ زَوْجَهَا الْحَبِيبَ الَّذِي غَادِرَهَا لَمَّا شَعَرَ أَنَّهُ سَيُصْبِحُ عِبْئًا زَائِدًا عَلَيْهَا بِعَجْزِهِ وَإِعَاقَتِهِ ، لَمْ تَتَسَخَّطْ وَلَمْ تَتَبَرَّمْ ، وَلَمْ تُحَاوِلْ أَنْ تُسْلُكَ سَبِيلاً لَمْ يَكُنْ بِالْعَسِيِر ، بِلْ بَقِيَتْ عَلَى شَفَتَيْهَا بَسْمَةٌ عَرِيضَةٌ ، وَبَقِيَ فِي عَيْنَيْهَا بَرِيقُ أَمَلٍ ، يَلُوحَانِ كُلَّمَا رَأَتْ أَبْنَاءَهَا الَّذِينَ تُعِدُّهُمْ لِغَدٍ أَفْضَلَ ، وَبَعْدَ السَّنَوَاتِ الطَّوِيلَةِ مِنَ الْجِهَادِ وَالتَّضْحِيَةِ ، حَيْثُ تَنْتَظِرُ حَصَادَ الشَّعْرِ الأَبْيَضِ وَالأَسَارِيرِ الْمُتَغَضِّنَةِ وَالذِّرَاعَيْنِ الْوَاهِيَتَيْنِ ؛ كَانَتِ الثَّمَرَةُ الْمُرَّةُ ، وَكَانَتِ النِّهَايَةُ الْحَزِينَةُ ؛ ابْنٌ حَائِرٌ مَائِقٌ لا يَعْبَؤُ بِكُلِّ مَا بَذَلَتْهُ مِنْ أَجْلِهِ ، وَتَسْتَفِزُّهُ آمَالُ الثَّرَاءِ بِأَنَانِيَّةٍ مَقِيتَةٍ ، لِيَنْتَهِيَ بِهِ الأَمْرُ مَقْتُولاً عَلَى شَفْرَةِ سَادِيَّةٍ بَشِعَةٍ ، وَابْنَةٌ ضَعِيفَةٌ ضَرِيرَةٌ تَمُوتُ ضَحِيَّةَ حَيَوَانَاتٍ آدَمِيَّةٍ نَزَعَ اللهُ مِنْ قُلُوبِهَا الرَّحْمَةَ ، وَابْنٌ كَانَت تَّرَى فِيهِ مَثَل الْبِرِّ وَالإِحْسَانِ وَعِرْفَانِ الْجَمِيلِ ، هُوَ مَعْقِدُ آمَالِهَا ، وَالثَّمَرَةُ الَّتِي تَرْجُوهَا مِنْ حَيَاتِهَا ، فَمَا كَانَ - بَعْدَ أَنْ بَلَّغَتْهُ غَايَتَهَا وَغَايَتَهُ - إِلا الْجَاحِدَ الْعَاقَّ ، وَانْقَلَبَ مَلاكُهُ شَيْطَانًا أَسْوَدَ الْقَلْبِ حَجَرِيَّ الشُّعُورِ مَيِّتَ الضَّمِيرِ ، لِيُخَيِّبَ آمَالَهَا فِي عِلاجِ أُخْتِهِ ، وَلِيَجْبَهَ أُمَّهُ - وَهِيَ اللَّهِيفَةُ الْمُتَحَرِّقَةُ عَلَيْهِ - بِأَقْبَحِ مَا وَعَتْهُ أُذُنٌ ، وَلِيَتَبَرَّأَ مِنْهَا فِي دَنَاءَةٍ وَقَمَاءَةٍ أَمَامَ ابْنَةِ الْوَجِيهِ الَّذِي صَاهَرَهُ ، أَيُّ شَيْءٍ بَقِيَ لَهَا فِي الْحَيَاةِ - بَعْدَ كُلِّ مَا فَقَدَتْهُ - لِتَعِيشَ مِنْ أَجْلِهِ ?! ؛ بَل لِّتَعِيشَ بِهِ ?! ، لَقَدِ انْسَدَّتِ الْجِهَاتُ الأَرْبَعُ الَّتِي كَانَ يَفِدُ مِنْهَا النُّورُ وَالسَّعَادَةُ وَالأَمَلُ وَالصَّبْرُ ، فَمَا الَّذِي سَتَفْعَلُهُ بِنْتُ لُبْنَانَ الَّتِي دَرَجَتْ عَلَى مِهَادِ صُخُورِهِ وَبيْنَ أَحْضَانِ جِبَالِهِ ?! ؛ حَمَلَتْ فَأْسَهَا ، وَمَضَتْ فِي عَزِيمَةٍ حَذَّاءَ ، لِتَهْوِيَ بِهِ وَتَشُقَّ الطِّينَ ، فَيَرَاهَا مَنْ حَوْلَهَا مِنْ أَوْلادِ الْفِطْرَةِ ... مِنْ أَبْنَاءِ الطَّبِيعَةِ ... مِنْ إِخْوَانِ الدِّفْلَى وَالأَرْزِ وَاللِّيطَانِيِّ وَالشَّمْسِ وَالْهَوَاءِ ... ، فَيَحْمِلُونَ فُؤُوسَهَمْ جَمِيعًا ، وَيَقِفُونَ بِجَانِبِهَا فِي سُطُورٍ كَأَنَّهَا نُوتَةُ لَحْنٍ أَبَدِيٍّ ، تَعْلُو سَوَاعِدُهُم مَّعًا ، وَتَهْوِي مَعًا ، مَشْهَدٌ مُبْكٍ ، أَيُّ عِشْقٍ لِلْحَيَاةِ هَذَا ?! ، أَيُّ قُوَّةٍ جَبَّارَةٍ لا يَعْتَرِضُ طَرِيقَهَا يَأْسٌ وَلا خَوْفٌ وَلا يَلْوِي ذِرَاعَهَا الْقَدَرُ ?! ، إِنَّهُ الانْتِمَاءُ لِلأَرْضِ ! ... ، نَعَمِ ؛ الأَرْضُ ! ... ، بَعْدَ الزَّوْجِ وَالْوَلَدِ ، وَقَبْلَ الْمَالِ وَالشَّبَابِ ، قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ وَبَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ ؛ هِيَ الَّتِي تَبْقَى ، هِيَ الَّتِي تَخْلُدُ ، نَحْنُ أَيَّامٌ وَلَيَالٍ تَطْلُعُ بِهَا شَمْسٌ وَيَأْفُلُ بِهَا قَمَرٌ ، سَنَرْوِيهَا بِالْعَرَقِ ، سَنَرْوِيهَا بِالدِّمَاءِ ، لا بُدَّ أَنْ تَبْقَى مِعْطَاءَةً ، هَذِهُ الأُمُّ الَّتِي نَرْتَمِي فِي أَحْضَانِهَا ، الَّتِي تَمْنَحُنَا الْحَيَاةَ ، لَقَدْ أَعْطَتْنَا كَثِيرًا ، وَلا نُرِيدُ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا إِلا أَن نَّبْقَى بِجَانِبَها إِلَى ... ؛ لَيْسَ إِلَى الْمَوْتِ ... ؛ وَلِكِنْ إِلَى مَوْعِدِ الْوِصَالِ ، نَحْنُ أَبْنَاءُ الأَرْضِ فَنَحْنُ مِثْلُهَا لا نَعْرِفُ إِلا الْعَطَاءَ وَلا يَهُمُّنَا الأَخْذُ ، وَإِنَّ السَّعَادَةَ الَّتِي تَغْمُرُنَا عِنْدَمَا نَتَمَرَّغُ فِي طِينِهَا هِيَ السَّعَادَةُ الَّتِي لا يُمْكِنُ لِقُوَّةٍ أَنْ تَغْتَصِبَهَا مِنَّا ، وَإِنَّ الْبَسْمَةَ الَّتِي تَرْتَسِمُ عَلَى شِفَاهِنَا عِنْدَ عِنَاقِهَا هِيَ الْبَسْمَةُ الْوَحِيدَةُ الَّتِي تَمْتَدُّ جُذُورُهَا فِي أَعْمَاقِ النَّفْسِ وَرَاءَ الْمَحْسُوسِ وَالْمَلْمُوسِ مِنْ كُلِّ نَاعِمٍ وَخَشِنٍ ، لَوْ لَمْ يَكُنْ أَمَامَنَا إِلا أَن نَّفْتَدِيَهَا مِنَ الْبَاغِي بِأَعْضَائِنَا نَبْتُرُهَا فَسَنَفْعَلُ ؛ وَلَكِنْ لا يَذْهَبُ شِبْرٌ مِنْهَا ، خُذُوا مِنَّا كُلَّ شَيْءٍ ، لَمْ يَكُنْ يَمْلِكُ آدَمُ شَيْئًا سِوَى الأَرْضِ ، لَمْ يُعْطِهِ اللهُ شَيْئًا سِوَاهَا ، فَأَوْحَتْ إِلَيْهِ مَا أَوْحَتِ ، خُذُوا مِنَّا كُلَّ شَيْءٍ ، سَتُعَلِّمُنَا مِنْ جَدِيدٍ كَيْفَ نُشْعِلُ النَّارَ ، وكَيْفَ نُمْسِكُ بِالْقَلَمِ ،  وَسَتَنْطِقُ لَنَا بِالْعَرَبِيَّةِ .
****************************************************

15 - مايو - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
الانتماء إلى الأرض (2)    كن أول من يقيّم

=- ((لِمَاذَا كُلُّ هَذِهِ الْعُيُونِ مُعَلَّقَةٌ بِي ، وَكَأَنَّهَا تُفَتِّشُ فِيَّ عَنْ شَيْءٍ ضَائِعٍ ?!)) : سُؤَالٌ طَرَحَتْهُ نَفْسِي وَأَجَابَتْ عَنْهُ سَرِيعًا عِنْدَمَا كُنْتُ أَجُوبُ طُرَقَاتِ الْقَرْيَةِ ، إِذْ لَمْ أَكُنْ - فِي وَاقِعِ الأَمْرِ - مُسْتَغْرِبًا لِهَذِهِ الْحَالِ ؛ لأَنَّهُ مِنْ شَأْنِ الطَّارِئِ غَيْرِ الْمَأْلُوفِ أَنْ يَكُونَ مَحَطَّ الْفُضُولِ مِن نَّظَرَاتِ النَّاسِ وَأَحَادِيثِهِمْ ، مَعَ أَنِّي - فِي وَاقِعِ الأَمْرِ أَيْضًا - فَرْعٌ مُمْتَدٌّ مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ ، وَلَكِنَّهُ فَرْعٌ قَصِيٌّ ، فَهُوَ لَمْ يَنْشَأْ بِهَا ، وَلا قَضَى الشَّطْرَ الأَكْبَرَ مِنْ عُمُرِهِ فِيهَا ، كَانَ يَشِي بِهَذَا - فِي جَلاءٍ -  زِيُّ الْبَنْدَرِ وَهَيْأَةُ الْمَدِينَةِ .
وَصَلْتُ إِلَى بَيْتِي ، فَتَحْتُهُ ، كَانَ الأَثَاثُ مُغَطًى بِغُبَارٍ كَثِيفٍ ، فَبَدَأْتُ بِمَسْحِهِ ، وَبَدَأَ لَمَعَانُهُ وَبَرِيقُهُ فِي الظُّهُورِ رُوَيْدًا رُوَيْدًا ، كَذَلِكَ أَخَذْتُ أَنْفُضُ غُبَارَ الأَيَّامِ الْمُتَلاحِقَةِ عَنِ الذِّكْرَيَاتِ الْبَعِيدَةِ ، فَأَخَذَت تُّطِلُّ بِرَأْسِهَا مِنْ وَرَاءِ سُجُفِ الْمَاضِي ، وَتُثِيرُ كَثِيرًا مِنَ الْمَشَاعِرِ وَالْخَوَاطِرِ .
فِي غَابِرٍ مِنَ الأَيَّامِ ؛ كَانَتْ جَمِيعُ بُيُوتَاتِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَجَمِيعُ مَا حَوْلَهَا مِنْ أَرَاضٍ زِرَاعِيَّةٍ تَبْلُغُ آلافَ الأَفْدِنَةِ = مِلْكًا لِلْعَائِلَةِ ، الْعَائِلَةِ الشَّرِيفَةِ النَّسَبِ ، الرَّفِيعَةِ الْحَسَبِ ، الطَّائِلَةِ الثَّرْوَةِ ، فِيهَا الْبَاشَوَاتُ وَالْبَكَوَاتُ ، مِنْ ذَوِي الطَّرَابِيشِ الْحُمْرِ ، وَذَوِي الْعَمَائِمِ الْبِيضِ ، أَمَّا هَؤُلاءِ ((الأَنْفَارُ)) فَلا يَمْلِكُونَ شَيْئًا ، هُمْ يَسْكُنُونَ بُيُوتَنَا وَيَزْرَعُونَ أَرْضَنَا ، مُقَابِلَ رَمَقٍ مِنَ الْقُوتِ .
نَتَخَيَّلُ أَحْيَانًا أَنَّ لِلنَّسَبِ وَالْحَسَبِ بَرِيقًا سَاطِعًا يَمْنَحُنَا الْوَجَاهَةَ وَالْعَظَمَةَ فِي أَعْيُنِ الرَّائِينَ ، وَلَكِنَّ الْحَقِيقَةَ هِيَ أَنَّ مَانِحَ هَذِهِ الْوَجَاهَةِ وَالْعَظَمَةِ هُوَ الْمَالُ فَقَطْ ، وَقَدَّرَ اللهُ لِهَذَا الْمَالِ أَنْ يَذْهَبَ ؛ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَافِظٌ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَالتَّقْوَى ، فَبَعَدَ الْقِمَارِ ، وَبُورْصَاتِ الْقُطْنِ ، وَالإِصْلاحِ الزِّرَاعِيِّ ؛ حَيْثُ تَمَلَّكَ ((الأَنْفَارُ)) الْبُيُوتَ الَّتِي يَسْكُنُونَ فِيهَا وَتَمَلَّكُوا الأَرْضَ ، = ذَهَبَ الْمَالُ ، وَذَهَبَتْ مَعَهُ الْوَجَاهَةُ وَالْعَظَمَةُ ، وَأَصْبَحَ ذِكْرُ الْحَسَبِ وَالنَّسَبِ مَبْعَثًا لِلتَّنَدُّرِ وَالسُّخْرِيَةِ ظَاهِرَةً أَوْ مَكْتُومَةً ، فَلَمْ يَكُنْ مِنْ مَنَاصٍ عَنِ الرَّحِيلِ ، حَتَّى تَذُوبَ هَذِهِ الْعَائِلَةُ الْكَبِيرَةُ وَيَذُوبَ مَعَهَا مَاضِيهَا فِي أَعْمَاقِ الْمَدِينَةِ بِضَجِيجِهَا وَحَيَاتِهَا اللاهِثَةِ الَّتِي لا تَقِفُ عِنْدَ هُمُومِ فَرْدٍ  .
عَائِلَتِي الآنَ فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ أَشْبَهُ مَا تَكُونُ بِالْجَالِيَةِ الصَّغِيرَةِ مِنَ الأَجَانِبِ فِي بَلِدٍ مَّا ، إِنْ كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَبْنَاءِ الْوَطَنِ مِنْ رَابِطَةٍ فَهِيَ خَيْطٌ ضَعِيفٌ وَاهِنٌ ، وَهَذَا الْخَيْطُ فِيمَا بَيْنَ عَائِلَتِي وَهَذِهِ الْقَرْيَةِ لَيْسَ أَكْثَرَ مِنْ تَحْصِيلِ إِيجَارِ بَعْضِ الأَفْدِنَةِ لِمَنْ بَقِيَ مُحْتَفِظًا مِنَ الْعَائِلَةِ بِأَرْضِهِ الَّتِي وَرِثَهَا ، وَلَيْسَ أَكْثَرَ مِنْ تَلاقٍ - تَضْطَرُّهُمْ إِلَيْهِ الْمُجَامَلَةُ - فِي بَعْضِ مُنَاسَبَاتِ الْمِيلادِ وَالْمَوْتِ وَمَا بَيْنَهُمَا ، عَلَى أَنَّ الْمُمْسِكِينَ بِطَرَفَيِ الْخَيْطِ هُم مِّمَّنْ عَلَى مَدْرَجَةِ الزَّوَالِ مِنَ الْكُهُولِ وَالطَّاعِنِينَ فِي السِّنِّ ، أَمَّا الشَّبَابُ فَلَمْ تَعُدْ بَيْنَهُمْ وَشِيجَةٌ إِلا أَمْرٌ غَيْرُ مَذْكُورٍ ، فَنَحْنُ طَارِؤُونَ وَافِدُونَ إِلَيْهَا ، وَمَا يَكُونُ مِنْ شَأْنِنَا فِيهَا أَكْثَرَ مِنْ شَأْنِ عَابِرِ السَّبِيلِ : يُلِمُّ كَمَا يُلِمُّ النَّسِيمُ بِالرَّوْضِ وَيَمْضِي .
إِنَّهُمْ يُبَادِلُونَنَا الْبَسَمَاتِ بِالْبَسَمَاتِ ، وَيَنْتَحِلُونَ الْوُدَّ الْمَنْخُولَ ، وَلَكِنَّهُمْ يُضْمِرُونَ لَنَا الْكَرَاهِيَةَ ، وَتَعْتَمِلُ فِي صُدُورِهِم مَّشَاعِرُ الْحِقْدِ ، رُبَّمَا يَعْرِفُ كِبَارُ السِّنِّ مِنْهُم مَّنْ كَانَ مِنْ أََجْدَادِنَا عَادِلاً مَّعَهُمْ رَحِيمًا بِهِمْ ، وَمَنْ كَانَ قَاسِيًا ظَالِمًا يَرْكَبُ ظُهُورَهُمْ كَالدَّوَابِّ ، وَيَصْفَعُ الشَّيْخَ أَمَامَ أَبْنَائِهِ - ذَوِي الشَّنَبَاتِ - وَقَدْ جَلَّلَهُمُ الْخُنُوعُ وَالْمَهَانَةُ وَالْكَرَامَةُ الْمَهْدُورَةُ ، وَلَكِنَّ شَبَابَهُمْ لا يَعْرِفُونَ وَلا يُفَرِّقُونَ ، كُلُّنَا عِنْدَهُمْ سَوَاءٌ ، لأَنَّنَا نُمَثِّلُ - بِالنِّسْبَةِ لَهُمْ - بَقَايَا مَاضٍ بَشِعٍ لا يَقْبَلُ الازْدِرَادَ .
كَمْ كُنْتُ أَوَدُّ تَحْسِينَ هَذِهِ الصُّورَةِ ! ، وَكَمْ كُنْتُ أُحَاوِلُ تَلْطِيفَ هَذَا الْجَوِّ الْمُكَهْرَبِ الْمُتَوَتِّرِ ! ، وَلَكِنْ هَيْهَاتَ ! ، إِنَّهُ إِرْثُ الْمَاضِي الَّذِي لا بُدَّ أَن نَّحْمِلَ تَبِعَاتِهِ ؛ مَهْمَا حَاوَلْنَا الْفِرَارَ مِنْهُ ، لَنْ يَشْفَعَ لِي حُسْنُ النِّيَّةِ وَنَبَالَةُ الْقَصْدِ وَسَلامَةُ الطَّوِيَّةِ ؛ لأَنَّ الطَّرَفَ الآخَرَ لَيْسَ كَذَلِكَ ، كَيْفَ ذَلِكَ ?! ...
لَمْ يَعُدِ الرِّيفُ كَمَا كَانَ مَهْدَ الْفِطْرَةِ ، أَيْنَ الْفَلاحُونَ ?! ؛ أُولِئَكَ النَّاسُ الْبُسَطَاءُ السُّعَدَاءُ ، الَّذِينَ يُقَابِلُونَ الْحَيَاةَ بِابْتِسَامَةٍ رَاضِيَةٍ مُطْمَئِنَّةٍ ، أَيْنَ الْفَلاحُونَ ?! ، الَّذِينَ لا تَسْرِي إِلَى قُلُوبِهِمْ سُمُومُ الضَّغِينَةِ وَالْحِقْدِ ، الَّذِينَ لا يَلْمَعُ فِي أَعْيُنِهِمْ بَرِيقُ الْمَالِ ، الَّذِينَ يُحَافِظُونَ عَلَى الصَّلاةِ ، الَّذِينَ لا يَأْكُلُونَ النَّاسَ حُقُوقَهُمْ ، الَّذِينَ تَلْمَحُ فِي وُجُوهِهِمْ طِيبَةَ النِّيلِ ، وَسَذَاجَةَ الطَّبِيعَةِ الْبَرِيئَةِ ، أَيْنَ الشَّبَابُ الْمُكَافِحُ الَّذِي تَقْرَأُ فِي أَسَارِيرِهِ سِيمَا الشَّهَامَةِ وَالرُّجُولَةِ ?! ، أَنَا لا أَرَى إِلا عُيُونًا مِلْؤُهَا الْمَكْرُ ، وَقُلُوبًا تَتَعَبَّدُهَا الْمَادَّةُ ، وَضَمَائِرَ مَدْخُولَةً ، وَذِمَمًا ((أَوْسَعْ مِنْ رَحْمِتْ رَبَِّنَا)) ، وَأَصْبَحَ مِنَ الأَوْصَافِ الْمَشْهُورَةِ قَوْلُهُمْ : (( خَبَاثْةِ الْفَلاحِينْ )) .
عَلَى أَيَّةِ حَالٍ ؛ مُعْظَمُنَا لا يَأْتِي إِلَى الْقَرْيَةِ إِلا مَرَّةً فِي الشَّهْرِ ، وَرُبَّمَا مَرَّةً فِي السَّنَةِ ، فَسُيُرَحِّبُونَ بِنَا - عَلَى امْتِعَاضٍ - تَرْحِيبِ الْمُتَكَلِّفِ الْمُتَجَمِّلِ ، أَمَّا الْمَعْدُودُونَ عَلَى الأَصَابِعِ مِمَّنْ بَقِيَ سَاكِنًا فِيهَا ؛ فَهُمْ أَوْرَامٌ خَبِيثَةٌ ، وَلِسَانُ الْحَالِ يَقُولُ : إِنَّ فِي الْعَيْنِ لَقَذًى ، وَإِنَّ فِي الْحَلْقِ لَشَجًا .
عَلَى أَنِّي لا أَغْمِطُهُمُ الْحَقَّ فِي فَضِيلَةٍ وَحِيدَةٍ مِنْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ مَفْقُودَةٍ ؛ فَمَعَ أَنَّ الْبَعْضَ - مِنْ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَانُوا أَطْفَالاً يَتَمَرَّغُونَ فِي الطِّينِ بِشَعْرِهِمُ الْمَنْفُوشِ وَأَعْيُنِهِمُ الْمَِعَمَّصَهْ - قَدْ حَمَلَ مِنَ الشَّهَادَاتِ الْعَالِيَةِ مَا لَمْ يَحْمِلْهُ أَبْنَاءُ الْعَائِلَةِ الْعَرِيقَةِ ؛= إِلا أَنَّ حُلُمًا بَعِيدًا لا يَزَالُ يُرَاوِدُهُمْ ، وَرَغْبَةً عَارِمَةً تُلِحُّ عَلَيْهِمْ ، كُلُّ شَيْءٍ أَصْبَحُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ بِعَيْنٍ مَادِّيَّةٍ تَحْسِبُ الأَرْقَامَ بِالْجَمْعِ وَالطَّرْحِ ؛ = إِلا فِي هَذَا الْحُلُمِ وَفِي سِوَى هَذِهِ الرَّغْبَةِ فِي امْتِلاكِ جَمِيعِ الأَرْضِ ؛ لَقَدْ قَفَزَ سِعْرُ الْفَدَّانِ إِلَى أَرْبَعَةِ أَضْعَافٍ فِي غُضُونِ أَرْبَعَةِ سَنَوَاتٍ لا أَكْثَرَ ، وَالرِّيعُ الْعَائِدُ مِنْهُ - مَهْمَا يَكُنْ -  يَحْتَاجُ عِشْرِينَ سَنَةً لِتَغْطِيَةِ الثَّمَنِ الْمَدْفُوعِ فِيهِ ؛ وَمَعَ ذَلِكَ ؛ فَهُمْ يَتَرَبَّصُونَ وَيَتَحَيَّنُونَ فُرْصَةَ عَرْضِ أَحَدِ أَفْرَادِ الْعَائِلَةِ رَغْبَتَهُ فِي أَنْ يَبِيعَ وَلَوْ قِيرَاطًا وَاحِدًا ، أَمَّا نَحْنُ ؛ فلا مَانِعَ عِنْدَنَا ؛ لأَنَّنَا لَمْ نُمْسِكْ طِينَهَا بِأَيْدِينَا ، أَمَّا هُمْ ؛ فَمَعَ أَنَّ الأَرْضَ لَمْ تَعُد تُّوحِي لَهُمْ بِتَلْكَ الْمَعَانِي وَالْمَشَاعِرِ ؛= إِلا أَنَّ ثَمَّةَ سِرٌّ أَوْ قُوَّةٌ خَفِيَّةٌ وَرَاءَ حِسَابَاتِ الْعَقْلِ تَدْفَعُهُمْ إِلَى هَذَا ؛ لأَنَّهُمْ أَمْسَكُوا طِينَهَا بِأَيْدِيهِمْ .
=- هَمَسَتْ إِلَيَّ جَدَّةٌ عَجُوزٌ عَنْ أَحَدِ أَفْرَادِ الْعَائِلَةِ وَالْفَلاحِيَن : (( دَا مْوَالِسْ مَعَاهُمْ ! )) ...
=- سَأَلَ أَحَدُهُمْ ((نَفَرًا)) عَنِ الْفَرِيقِ الَّذِي أَنْجَبَهُ : ((اِنْتَ مْجَهِّزْهُمْ لِلْحَرْبْ ?!)) ، فَرَدَّ عَلَيْهِ : ((اُسْكُتْ ! ؛ دَا انَا شُفْتْ أَيَّامْ صَعْبَهْ)) ...
=- مَا الَّذِي حَدَثَ عِنْدَمَا بَاعَ ((عَوَّادٌ)) أَرْضَهُ ?! ؛ ...
قَبْلَ أَسَابِيعَ : ضَرَبَ الْعَبِيدُ أَسْيَادَهُمْ ...
[بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي أَقُولُ : ضَرَبَ الأَسْيَادُ عَبِيدَهُمْ ...]
يَبْدُو أَنَّ الْغُبَارَ سَيُكَوِّنُ تِلالاً صَغِيرَةً رَيْثَمَا تَتِمُّ الْمُفَاوَضَاتُ وَيَنْعَقِدُ الصُّلْحُ ...
****************************************************

15 - مايو - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
قناعة شخصية    كن أول من يقيّم

      قال طه حسين مستغربًا :-

- (( تصوَّرْ ؛ نحن لا نتكلم الفصحى ، حتى لو جلست أنا والعقاد ?! )) .
أما قناعتي الشخصية فهي : أن اللهجات العامية هي تطور طبيعيٌّ وحتميٌّ للعربية الفصحى ، ليست بدَعِيَّةٍ ولا لصيقةٍ ، ولم تكن نتاجَ مؤامرةٍ من العدو ، أو تَخَاذُلٍ من الصديق ، والدعوة أو الرغبة في عودة التكلم بالعربية الفصحى = هو أمر ٌفوق المثالي ، لقد ترهَّلت العربية الفصحى ( أي : لو أردناها لغةً للعامة ) إلى حدٍّ كبيرٍ ، سيعثرون - حتمًا - في ثوبها الفضفاض الطويل ، فلا مناص من تقييفٍ بالغٍ سيرهق الحاكة إلم يَذْهَب بِّتمام الثوب .
ولأن بيننا وبين العربية الفصحى من الوشائج والصلات الوثيقة ما لا يقطعه مرور زمن أو طروء حدث ( وهذا أمر خاص ) ، ولأن لغة العلم والفكر والأدب لا بد أن تكون أرقى وأفخم - من لغة العامة - شكلاً ؛ لأنها فعلاً كذلك - على المفترض - من جهة المضمون ( وهذا أمر عام ) ؛= فإن قصارى ما نأمله : أن تبقى العربية الفصحى الرائقة السهلة حيةً قويةً نابضةً في قلم الكاتب والأديب ، وفي لسان الشاعر والخطيب ، لا تتحيفها لكنة ، ولا تشوبها عجمة ، تبقى كذلك لا على نَحْوٍ من نفي التهمة أو إبراء الذمة أو إسقاط الواجب ؛= بل على نَحْوٍ مِنْ أنها مادةٌ أو أداةٌ - والمبدع الحقيقي لا يعترف بالمادة والأداة - ممتازةٌ طيِّعةٌ لكل فكر راقٍ وإبداع متميز متى وجد ، من غير أن نجوز بها عن هذه المنْزِلة ، أو نقفَ دونها .

2 - يونيو - 2007
فى الدارجة 00 والكلمات الشائكة !
ما شاء الله    كن أول من يقيّم

هذه بالفعل رسالة بليغة ورائعة ، بارك الله لكاتبتها في عمرها الزاهر وقلمها الواعد ، ونُرَحِّب بها مُشارِكةً في الوراق ، وإن كنت أرحب بها شخصيًّا على تخوُّفٍ وحذرٍ ! .

12 - يوليو - 2007
رسالة الخنساء
مقترحات    كن أول من يقيّم

سلام عاطر لجميع أساتذة الوراق المحترمين ، أكتب هذا التعليق - وقد انقطعت عن موقع الوراق لفترة طويلة - بعد أن تلقيت من الأستاذ / زهير ظاظا جزاه الله خيرًا رسالة تنبهني إلى نشر هذا الموضوع ، وكنت أتصفح الموسوعة من وقت لآخر بشكلٍ عامٍّ ، وأحيانًا تَعِنُّ لي بعض الملاحظات أو التصوبيات الخاصة بقصيدة ما أو بيت ما ؛ لكن يعسر علي أن أجمعها الآن ، لأني كنت أدونها في قصاصات مختلفة تختلط مع غيرها ، لكن كانت تدور في ذهني بعض المقترحات حول تطوير الموسوعة الشعرية ، سأذكر الآن ما يحضرني ، وسأكمل فيما بعد إن شاء الله  :-
1-      الموسوعة تحتاج إلى مراجعة شاملة من أجل تصويب الأغلاط الإملائية والضبطية ، وكذلك من أجل تصويب نسبة بعض القصائد إلي بحورها العروضية .
2-      أقترح أن يحدد مقدار من القصائد كحد أدنى على أساسه يتم إدراج الشاعر في قائمة الشعراء أصحاب الدواوين ، أو يجعل مع أمثاله ممن لم يوجد لهم غير عدد قليل من الأبيات في قائمة أخرى .
3-      هؤلاء المقلين من الشعراء إذا كانت أشعارهم موجودة في الكتب التي تتضمنها الموسوعة أقترح أن يكتفى بإنشاء فهرس رابط لأسمائهم مع مواطن شعرهم في هذه الكتب ويكون هذا أيضًا بمثابة التوثيق بالعزو إلى المصادر .
4-      بعض المذكورين في الموسوعة ليست لهم سوى منظومات علمية كابن القيم وابن ماجد والمسمى بقطرب والصرصري ، أقترح أن يتم إخراج هذه الأسماء أيضًا .
5-      لبعض الشعراء - لا سيما شعراء العصر الحديث - أكثر من ديوان ، لذا أقترح أن يتم وضع شعرهم مصنفًا على دواوينهم  ، وألا يتم دمجه جميعًا في تصنيف واحد .
6-      كذلك هناك بعض المعلومات الأساسية يحتاج إليها القارئ : كعناوين القصائد ، ومناسبات إنشائها ، وتعريف ببعض أعلام الأماكن أو الأشخاص المذكورة فيها ، بل يحتاج إلى ما هو أكثر عندما يقرأ الإلياذة للبستاني مثلاً .
7-      في حال الاعتماد على طبعة ما في إعداد ديوان ، أقترح أن يذكر اسم هذه الطبعة ، ولو أضيفت على القصائد إحالات إلى صفحات هذه الطبعة يكون أفضل ، وإن كنا نأمل أن تنجح الموسوعة في أن يُعترف بها كمرجعٍ معتمدٍ .
8-      أقترح عمل فهرسة عروضية شاملة للقصائد يتم فيها تصنيف بحورها وقوافيها إلى أنواعها المختلفة ، وهذا فيه فائدة للمهتم بعلم العروض والقافية سواء الدارس والمعلم ؛ حيث في إمكانه أن يجد الكثير من الأمثلة التي تساعده في التطبيقات .
9-      إذا كان هناك اختلاف في نسبة قصيدة أو قطعة شعرية إلى قائلها ، أقترح أن يكتفى بإدراجها ضمن شعر قائلها الأقرب ، وينبه على ذلك في مصنفات شعر الآخرين من خلال مدخل يسمى : ((ملاحظات)) أو ما شابه .
10-    وجدت بعض الدواوين في الموسوعة باللهجات العامية كديوان شبلي الأطرش والطنتدائي ، أقترح حذف مثل هذه الدواوين ، لكن إذا كان في ديوان الشاعر بعض القصائد العامية فلا بأس بإبقائها .
11-    بعض المشاهير من الشعراء ليست لهم دواوين في الموسوعة كالخال الطالوي وفتح الله ابن النحاس  ومحمود صفوت الساعاتي وابن حجة الحموي ... إلخ ممن هم أشهر ممن ذكرت لههم في الموسوعة بضع أبيات ، ومن الممكن أن يُجَمَّعَ شعرهم إذا لم تكن لهم دواوين .
12-         إضافة بعض الكتب مثل : (( الوسيط في أدباء شنقيط )) .

13 - مارس - 2008
خطأ في نسبة بيتين في الموسوعة الشعرية !!!!
مقترحات (2)    كن أول من يقيّم

( ذكرت اسم الساعاتي سهوًا فديوانه موجود في الموسوعة ، لكن من الأسماء الأخرى : النواجي ، والشهاب الحجازي ، وبدر الدين الذهبي ، والمرشدي المكي ، وحسن قويدر ... إلخ ) .
1-      إذا كان سيتم إضافة دواوين شعراء توفوا بعد 1953م = أ قترح أن يقتصر على الشعر العمودي لشعراء الطبقة الأولى كالجواهري وإبراهيم ناجي وبدوي الجبل ... إلخ ، وأن يتم انتخاب مقتطفات من شعر الآخرين .
2-      تعداد أبيات الموشحات وأشباهها لا ينضبط على منوال صحيح ، فإما أن يلتزم منهج مطرد في تعدادها أو يلغى ، ومما كثَّر عدد أبيات وقصائد الموسوعة أيضًا الأخطاء الفنية التي تكرر مداخل القصائد ، فتكون المحصلة أرقام وهمية لعدد أبيات بعض الدواوين ، وهي قد تكون على النصف من ذلك ( انظر ديوان ابن الوردي مثلاً ) .

14 - مارس - 2008
خطأ في نسبة بيتين في الموسوعة الشعرية !!!!
مقترحات (3)    كن أول من يقيّم

( بدر الدين الذهبي له ديوان موجود في الموسوعة ، أعتذر عن هذا السهو أيضًا ) .
15-      بعض القصائد المطولة تم تفرقة أجزائها على مداخل كثيرة مما يوهم أنها قصائد متعددة ، فتكون الإحصائية لعدد القصائد خاطئة ( انظر مطولة السيرة النبوية لأحمد محرم مثلاً ) ، لكن الأفضل أن يكون لها مدخل واحد أساسي ، ثم لا بأس بتعدد المداخل بعد ذلك تيسيرًا لمطالعة القصيدة .
16-      من الجميل أيضًا أن يتم عمل فهرس مسهب الأنواع والتقاسيم لمعاني الشعر المختلفة ، فهذا يكون مفتاحًا للدراسات البلاغية حيث يتتبع الدارس تفنن الشعراء وتصرفاتهم في المعنى الواحد .

14 - مارس - 2008
خطأ في نسبة بيتين في الموسوعة الشعرية !!!!
 3  4  5  6  7