البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات cosmos software

 3  4  5 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
وصف الإمام الغزالي للساعة المائية    كن أول من يقيّم

قال أبو حامد الغزالي في (كتاب الأربعين في أصول الدين) وهو جزء من كتابه جواهر القرآن أجاز أن يكتب مستقلا:

(والقضاء هو الوضع الكلي للأسباب الكلية الدائمة ، والقدر هو توجيه الأسباب الكلية بحركاتها المقدرة المحسوبة إلى مسبباتها المعدودة بقدر معلوم لا يزيد ولا ينقص ؛ ولذلك لا يخرج شيء عن قضائه وقدره .
ولا تفهم ذلك إلا بمثال ، ولعلك شاهدت صندوق الساعات التي بها تعرف أوقات الصلوات وإن لم تشاهده ، فجملة ذلك أنه لا بد فيه من آلة على شكل أسطوانة تحوي مقدارًا من الماء معلومًا ، وآلة أخرى مجوفة موضوعة فيها فوق الماء ، وخيط مشدود أحد طرفيه في هذه الآلة المجوفة . وطرفه الآخر في أسفل ظَرْف صغير موضوع فوق الآلة المجوفة ، وفيه كرة وتحته طاس ، بحيث لو سقطت الكرة وقعت في الطاس وسُمع طنينها ، ثم تثقب أسفل الآلة الأسطوانية ثقبًا بقدر معلوم ينزل الماء منه قليلاً قليلاً ، فإذا انخفض الماء انخفضت الآلة المجوفة الموضوعة على وجه الماء ، فامتد الخيط المشدود بها ، فحرك الطرف الذي فيه
الكرة تحريكًا يقربه من الانتكاس إلى أن ينتكس ، فتتدحرج منه الكرة وتقع في  الطاس ، وتطن وعند انقضاء كل ساعة تقع واحدة ، وإنما يتقدر الفصل بين الوقعتين بتقدير خروج الماء وانخفاضه ؛ وذلك بتقدير سعة الثقب الذي يخرج منه الماء ، ويعرف ذلك بطريق الحساب ، فيكون نزول الماء بمقدار مقدّر معلوم بسبب
تقدير سعة الذي يخرج منه الماء ويعرف ذلك بطريق الحساب . فيكون نزول الماء بمقدار مقدر معلوم بسبب تقدير سعة الثقبة بقدر معلوم ، ويكون أعلى الماء بذلك المقدار به ويتقدر ، وانخفاض الآلة المجوفة وانجرار الخيط المشدود بها ، وتولّد الحركة في الظرف الذي فيه الكرة وكل ذلك يتقدر بتقدّر سببُه لا يزيد ولا ينقص ، ويمكن أن يجعل وقوع الكرة في الطاس سببًا لحركة أخرى ، وتكون الحركة الأخرى سببًا لحركة ثالثة ، وهكذا إلى درجات كثيرة حتى يتولد منها حركات عجيبة مقدرة بمقادير محددة ، وسببها الأول نزول الماء بقدر معلوم )

30 - يناير - 2012
نوادر النصوص
جمال الدين الأفغاني بقلم حافظ إبراهيم    كن أول من يقيّم

في (ليالي سطيح) قدم حافظ إبراهيم  كبار رجلات القرن بأسلوبه وحسب وجهة نظره فكانت هذه الصورة الرائعة في وصف جمال الدين الأفغاني  وذلك على لسان سطيح في صدد الحث على العناية باللغة العربية ( ص 62 )  قال  : (فما ضركم لو تساندتم جميعًا وأنتم تتجازون زمن القمر عدًّا ، فرفعتم من شأن هذه الدولة ، وحركتم من الخامدين ، وهززتم من الجامدين ، فإني أراكم بين متفصح على أخيه ، ومتنبل على قرينه ، وليس هذا صنع من يريد ما تريدون ، تحاولون ردّ هذه الدولة إلى شبابها ، بعد أن خلا من سنها ، ولو لم يتداركها الله بذلك الأفغاني لقضت نحبها ولقيت ربها ، قبل أن يمتعها بكم ويمتعكم بها ، أدركها الأفغاني ولم يبق فيها إلا الذماء ، فنفخ فيها نفخة حركت من نفسها ، وشدت من عزمها ، أدركها وهي شمطاء قد نهض منها بياض المشيب في سواد الشباب ، فشاب قرناها قبل أن تشيب ناصية القرن الخامس ، فسودت يده البيضاء ما بيضت من شعرها سود الليالي ، وتعهدتها همته بصنوف العلاج حتى استقامت قناتها ، وبدا صلاحها ، وقد كان الناس في ذلك العهد يدينون باللفظ ويكفرون بالمعنى ، فمازال بهم حتى أبصروا نور الهدى ، وخرجوا بفضله من ظلمات القرون الوسطى ، وقام بعده نفر ممن تأدبوا عنه ,فكانوا كالسيوف فرجت للرماح ضيق المسالك , فانفسح  للمتأدبين المجال وجَالَ كُلٌّ جَوْلَتَهُ ، وتنبه الوجدان وتيقظ الشعور وتحرك الفكر حتى أفضى إلى حركة النفس ، وظهر أثر جمال الدين في النفوس العالية ، وأصبحت تبتدر كلامه الأسماع الواعية ، فكان من ذلك أن انطوى أَجَلُ التقليد ، وأن بعث الله على يديه ميت اللغة وأحيا رُفَات الإنشاء ، وغادر رحمة الله عليه مصر ولم يضع لنا كتابًا نأخذ عنه ، أو مؤلفًا نغترف منه ، ولكنه ترك لنا رءوسًا تؤلف ، وأفكارًا تصنف ، وكأنه أحس بذلك حين أحسّ بالموت , فكان يقول وهو يجود بنفسه : خرجنا منها ولم ندع لنا أثرًا ظاهرًا بين السطور ، ولكننا لم نغادرها حتى نقشنا ذلك الأثر على صفحات الصدور ، فإن لم ترثوا عنا في بطون الكتب فقد ورثتم عنا في صدور الرجال ، فإذا حثوتم التراب على رجل الأفغان فعليكم برجل مصر . خرج من الدنيا كما خرج سقراط لم يغادر كلاهما مؤلفًا ، ولم يدع مصنفًا ، فلولا محمد عبده ما عُرِفَ رجلُ الأفغانِ ، ولولا أفلاطون ما ذكر رأس فلاسفة اليونان . ولما سكنت أنفاس الأفغاني بعد أن تجددت بذكره الأنفاس ، خلفه حكيم الشرق في دولته ، ووطّن نفسه على المضي في طريقته ، فأسمع الناس في الحق وأسمعوه ، وأخافوه في ذات الإله وخافوه ، ولم يزل بهم حتى غلب حقّه على باطلهم ثم مضى لسبيله رحمه الله .

30 - يناير - 2012
نوادر النصوص
 3  4  5