البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات عبد الحافظ بخيت متولى

 2  3  4 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
اليك اهدى القلب    كن أول من يقيّم

استاذنا الافضل وشيخنا الاعلم والاجل /ياسين
اليك اهدى القلب بما يحمل من حب لكل ما فى العالم واخصك به وحدك لانك الاجل والارقى وصوت ضمير العلم فلا تنسى وشموخ جبال الألب وارسى ,
واشكرك على منوهت من ان خلافات العرب فى النحو افسدت النحو منذ نشا حتى الان ولا أدل على ذلك من المطالبة باصلاح النحو منذ بدأ فى القرن الرابع الهجرى فقد لاحظ العرب الاوائل الذين اخذوا اللعة العربية مشافهة ان قواعد النحاة لا تستوعب كل تراكيب كلامهم
وكيف تستوعبه وقد بنيت غلى استقراء ناقص  واتبعت مبدأ القياس المطرد ونهجت نهجا تعليميا مليئا بالفاظ وتعابير لم ينطق بها عربى لذلك ثار الفصحاء على النحاة كما جاء فى شعر عمار بن الكلبى الوارد فى معجم البلدان لياقوت الحموى والذى يقول فيه:
 ماذا لقينا من المستعربين ومن        قياس نحوهم هذا الذى ابتدعوا
 ان قلت قافية بكرا يكــــون بها        بيت خلاف الذى قاسوه او ذرعوا
قالوا: لحنت وهذا ليس منتصبا         وذاك خفض وهذا ليس يرتفــــــع
وحرّضوا بين عبد الله من حمق        وبين زيد فطال الضرب والوجـــع
كم بين قوم قد احتالوا لمنطــقهم        وبين قوم على اعرابعهم طبعــــــوا
ما كل قولىمشروح لكم فخذوا         ماتعرفون وما لم تعرفوا فدعـــــــوا
وهذ الشعر الثائر يشير الى ان البون شاسع بين اللغة كما نطق بها اصحابها وبين نحو النحاة الذين قد يكونون من غير العرب واللغة بهذا المعنى الفطرى لابد انها لا تخضع للفلسفة اليونانية ولا لمنطق ارسطو فلها فلسفتها الداخلية ولها منطقها الخاص بها والتى جاءت تحمله منذ قدست باقترانها بالفرآن الكريم وما قبل ذلك تحمل منطقها الفطرى الذى جبلت عليه ولكن عدم منهجية النحاة فى التعامل مع اللغة بهذ التصور جعلهم يتخلفون عن ابناء العربية فابتدعوا مصطلحات وتعابير غير مفهومة من اصحاب اللغة ولهذا شق النحووما اسبه النحو على ذلك الاعرابى الذى وقف فى مجلس الاخفش وسمع كلام النحاة وشعر انه كلام غريب عليه فحار وعجب واطرق  ووسوس  وقال:
اركم تتكلمون بكلامنا فى كلامنا بما ليس من كلامنا
ولله در ابن جنى وما ازوعه ياسيدى حين قال رافضا ما ادعاه النحاة من عمل العوامل اللفظية والمعنوية " الا تراك اذا قلت :ضرب سعيدا جعفرا فان (ضرب) لم تعمل فى الحقيقة شيئا وهل تحصل من قولك :(ضرب) الا على هذا اللفظ بالضاد والراء والباء على صورة فعل ؟ فهذا هو الصوت والصوت مما لا يجوز ان يكون منسوبا اليه فعل والمل من الرفع والنصب والجر انما هو للمتكلم نفسه لا لغيره" (الخصائص/ج1/110)
وما جعل النحو فى تقديرى بهذا الشكل وجود مرتزقة النحو الذين اشار اليهم الجاحظ فى قوله:
قلت لابى الحسن الاخفش :لم لا تجعل كتبك مفهومة كلها ؟وما بالنا نفهم بعضها ولا نفهم اكثرها؟ وما بالك تقدم بعض العويص وتؤخر بعض المفهوم ؟ فاجابه ابو الحسن الاخفش بثقة واطمئنان:
انا رجل لم اضع كتبى هذه لله وليست من كتب الدين ولو وضعتها هذا الوضع الذى تدعوننى اليه قلت حاجتهم الىّ فيها ولما كانتن غاينى المنالة فانا اضع بعضها هضا الوضع المفهوم لتدعوهم حلاوة ما فهموا الى التماس فهم ما  لم يفهم وانما قد كسبت من التدبير (الحيوان/ج1/91-91)
واذا كان الجاحظ وهوعلم الفصاحة والبيان لا يفهم ما كتبه ابو الحسن الاخفش وهو اعلم اهل زمانه  فما بالنا نحن اليوم؟ وكيف يكون حالنا مع طرق البصريين والكوفيين والاندلسيين من بعدهم وطرق المتقدمين والمتأخرين وغيرهم فالنحو قد شوه من ناحية هؤلاء المرتزقة الذين حاولوا احتكاره وتشويهه والا ما المسوغ لما يسمى بدل الغلط حين نقول هذه زيد حمار والاصل كما يقول ابن هشام فى (شذور الذهب) انك ازدت ان تقول هذا حمار فسبقك لسانك الى زيد وهل هذا يعقل حين نحط من قيمة الانسان بالغلط ؟
ومثل هذا الجمود كثير وانما اردت من هذا الاستقراء الناقص ان اوافقك يا سيدى على اختلافات النحاة الى لا مسوغ لها جعلت النحو غريبا على اهله
تقبل مودتى واعتذارى عما صدعت رأسك وارهقت عينك التى لا يحق لها ان ترهق وما اردت بما قلت من قبل الا الحفاظ على صورة النحو باقل مايمكن
ولك كل مودتى

21 - يونيو - 2008
أزمة الحداثة في الشعر العربي معاصر
تحولات الضمائرواثرها فى الابداع    كن أول من يقيّم

 
معدولات الضمائر:( أنا ) محول إلى (أنت) يرد ضمير المفرد المتكلم منذ بداية الشعر العربي الى استعمالات بديلة ، وخاصة في مطلع القصائد:
امرؤ القيس:
ألا رب يوم لك منهن صالح ولاسيمـا يومـا بداره جلجـل
ويوم دخلت خـدر عنيـزة فقالت: لك الويلات انك مرجليالأعشى الأكبر:
ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا وبت كما بات السليم مسهدا؟علقمة:
طحا بك قلب في الحسان طروب بعيد الشباب عصر حسان مشيب
واستمر هذا التقليد الشعري في العصر الأموي والعباسي:
أعشى همدان:
طلبت الصبا إذ علاك المكبر وشــاب القــذال ومـا تقصـرأبو نواس:
بادر صبوحك وأنعم أيها الرجل واعص الذين بجهل في الهوى عذلوا
وقد ترسخ هذا الاستعمال حتى وجدنا امرأة شاعرة هي الخنساء، تعبر عن نفسها بضمير المذكر:
قذي بعينك أم بالعيـن عـوار أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار
وبعد بيت أو عدة أبيات يعود الشاعر إلى استعمال ضمير المتكلم استعمالاً أصوليا.فهل يكون عدول الشاعر عن ( أنا ) في مطالع القصائد محاولة منه لاعتباره ضميراً محايداً لا يقصد به شخص معين ؟ أم هي محاولة فنية ترمي إلى دمج الوعيين: وعي المرسل بوعي المتلقي؟
(أنا) محول إلى (هو): يستعمل هذا الانزياح على أوسع مداه في رسم الصورة الذاتية سواء في الشعر أو النثر. وهو الضمير الذي يستخدمه الكتاب المحدثون في رواية سيرتهم الشخصية، فيروون أحداثها مستخدمين كلمة " الفتى " – طه حسين في الأيام أو " الصديق " – سامي الدهان في دروب الشوك .. ولا يمكن تحديد الوظيفة الإنشائية لهذا العدول منقطعاً عن الدور ROLE والوضعية STATUT للشاعر أو الكاتب. وسوف نأتي بأمثلة تبين بعض هذه الوظائف دون الإحالة بها كلها:
كثير عزة:
سيهلك في الدنيا شفيق عليكم إذا غاله من حادث الدهر غائله
ويخفي لكم حباً شديداً ورهبة وللناس أشغال وحبك شاغله
كريم يميت السر حتى كأنه إذا حدثوه عن حديثك جاهله
فالشاعر ينظر إلى تجربته مختفياً وراء " الآخر " لئلا يتناقل الناس اسمه أو يشيع حبه.
العكوك:
ذاد ورد الغي عن صـدره فارعوى واللهو من وطره
وأبـت إلا الـوقـار لـه ضحكات الشيب في شعره
ندمي أن الشبـاب مضـى لـم أبلغـه مـدى أشـره
ذهبت أشيـاء كنـت لهـا صارفا حلمي إلى صـوره
يبدأ الشاعر قصيدته بضمير الغائب ثم يضيق دائرة الرؤية فيتراجع تدريجياً إلى ضمير المتكلم. وهذه الفسحة الزمانية ضرورة أساسية للتأمل، وركيزة هامة للذكرى.
سعد بن ناشب:
عليكم بداري فاهدموها فإنها تراث كريم لا يخاف العواقبا
إذا هم ألقى بين عينيه عزمه ونكب عن ذكر العواقب جانبا
هذه اللقطة التصويرية معاكسة للأولى، تبدأ بضمير المتكلم ثم تنفصل عنه لتصف وصفاً موضوعياً شخصية أخرى لها قسمات ثابتة قد يجهلها الأعداء ولكن الحديث عنها بضمير الغائب يوحي بقدمها ورسوخها.
وقد يجمع الشاعر بين عدد من الضمائر المعدولة عن (أنا) ليرسم صورته كما يتخيلها وليس ضروريا أن يكون ذلك في مجال الفخر أو الغزل. ونأتي على ذلك بمثالين:
أبو دلامة:
ألا أبلغ إليـك أبا دلامـة فلست من الكرام ولا كرامه
إذا لبس العمامة كان قردا وخنـزيرا إذا نزع العمامه
إن دور الشاعر ووضعيته كمهرج في بلاط الخليفة سمحتا له بأن يهجو ذاته على اعتباره شخصاً آخر. وكأنه بذلك يحمي نفسه من الآخرين ويمنح لنفسه الحرية المطلقة في هجائهم والنيل منهم بعد أن بدأ بنفسه.
قد تكون (الأنا) بؤرة لعدد من التحولات المعقدة. كما في قصيدة المتنبي:
كل خصاله أرق من الخمر بقلب أقسى من الجلمود
جمعت بين جسم (أحمد) والسقم، وبين الجفون والتسهيدأحمد هو أنا
هـذه مهجتـي لديـك لجيتـي فانقصى من عذابها أو فزيدي
أهل ما بي من الضنى ( بطل ) صيـد بتصفيـف طره وبجيدبطل هو أنا
ولعلي مـؤمل بعـض ما أبلـغ باللطيف من عزيز حميد
(سري) لباسـه خشـن القطـن ومروي مرو لبس القرودسري هو أنا
عش عزيزاً أو مت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود
فهذا البيت موجه إلى القارئ كما يراه الشراح . ولكن إذا وضعناه في سياقه التركيبي من القصيدة وجدناه موجهاً من " المرسل" إلى نفسه، ولا يصل إلى " المتلقى " ألا منقطعاً عن بقية الأبيات. وسنحاول إعادة كتابته:
عش عزيزاً ( يا احمد ) أو مت وأنت كريم ( يا احمد )
لا عش عزيزاً ( انا ) أو لا مت كريماً ( انا )
هذه التحويلات كلها تقوم بوظيفة أساسية في قصيدة المتنبي هي تعظيم الذات التي بلغت من التضخم بحيث انفصلت عن حاملها واكتسبت وجوداً ذاتيا يدعوه الشاعر: أحمد أو بطل أو سري.
(أنا) محولا إلى (نحن)- الوظيفة الأولى لإنتقال ضمير المتكلم بالمفرد إلى الجمع هي تعظيم الذات. ونعتقد أنه مقتصر على "الذات العلية" كما ورد في القرآن الكريم " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم .. " ولم يستعمله الرسول (ص) أو الخلفاء الأوائل. والله عندما يتحدث عن ذاته يقول (نحن)، ولم ترد مخاطبة الناس له بضمير (أنتم) إلا في عصور متأخرة. ولا نعرف تاريخا محدداً لعودة العرب إلى استعمال ضمير المفرد بصيغة الجمع، لكن المؤكد ان هذا الاستعمال أصبح متداولاً في الشعر الأموي وشائعاً في العصر العباسي شعراً ونثراً:
الحارث بن خالد (ت/ بعد 100هـ):
ما ضركم لو قلتم سدادا إن المنية عاجل غدها
ولها علينا نعمة سلفت لنا على الأيام نجحدها
لو تمت أسباب نعمتها تمت بذلك عندنا يدها

23 - يوليو - 2008
تحولات الضمائر
تحولات الضمائرواثرها على الابداع    كن أول من يقيّم

ابن زيدون
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا شوقاً إليكم ولا جفت مآقينا
ونشير إلى أن الحارث بن خالد شغل منصب وإلي مكة لعبد الملك بن مروان، وأن ابن زيدون ولي الوزارة والكتابة.
لكن العدول عن ضمير المفرد إلى الجمع قد تكون له وظيفة إنشائية معاكسة لا علاقة لها بالامتياز أو التكبير:
الأعشى:
صدت هريرة عنا ما تكلمنـا جهـلاً بـأم خليد حبل من تصل
قالت هريرة لما جئت زائرها "ويلي عليك وويلي منك يا رجل"
من الواضح أن الشاعر يتحبب إلى أم خالد بشتى الوسائل. فيدعوها" أم خليد" تدليلا لها، ويدعوها " هريرة" – قطة صغيرة على عادة الفرنسيين اليوم. ويعيد علينا دعاءها الذي ما يزال شائعاً على السنة نسائنا. ويلي عليك.
العدول عن صيغة الضمير بالمفرد إلى الجمع يوحي بالوقار والثقة والاحترام المتبادل كما نراه في المراسلات الدبلوماسية والتجارية، ويفضل استعمال ضمير الجمع في الأبحاث العلمية والأدبية دليلاً على الموضوعية أو التواضع الكاذب. وأنتهى الأمر بهذا العدول إلى أن أصبح لكثرة استعماله نوعاً من المسبوكات CLICHES الخاوية من الدلالة.
(أنت) محولا إلى (هو): ويستعمل في مخاطبة الرؤساء وأصحاب السلطة: "لو شاء جلالة الملك لأمر بإصدار المراسيم .."، " فليتفضل الأديب الفاضل باستلام جائزته .. " وهذا شائع متداول.
(أنت) محولا إلى (أنتما): هذا العدول نادر الوقوع، ومثلوا له بقول سويد بن كراع:
فان تزجراني يا ابن عفان انزجر وان تدعاني أحم عرضا ممنعا
لكن الابيات السابقة تؤكد ان الشاعر يخاطب رجلين احدهما ابن عفان. ومن المفيد الاشارة الى أن الدارجة الجزائرية والمغربية تخاطب المفرد على التثنية احتراما وتقديراً. ولعلها لهجة عربية قديمة حجبتها لغة قريش.
(انت أنت) محولا الى (أنتم): ووظيفة هذا العدول الاجلال والاحترام:
منصور النمري مخاطباً هارون الرشيد:
ان الخلافة كانت ارث والدكم من دون تيم وعفو الله متسع
وكثيراً ما يعمد شعراء الغزل إلى مخاطبة المرأة بصيغة الجمع إجلالاً وتذللاً، وهي ملاطفة مأنوسة لديهم، كالأبيات التي ذكرناها لكثير عزة، وأبيات العباس بن الأحنف:
إذا أنا لم أمنحكم الود والهوى فمن ذا الذي يا فوز أهدي وأمنح
أكاتم خلق الله ما بي وربمـا ذكـرتكم حتـى أكاد أصـرح
(أنتِ) محولا إلى (أنت) : إن التداخل في استخدام هذين الضميرين شائع في شعر الغزل خاصة. ويصعب التمييز أحياناً بين الاستعمال الأصولي والأنزياحي، وخاصة بعد انتشار الغزل بالمذكر:
أبو العتاهية:
يا من تفرد بالجمـال فما تـرى عيني على أحـد سـواك جمالا
أكثرت من قولي عليك من الرقي وضربت في شعري لـك الأمثالا
فأبيــت إلا جفـوة وقطيعــة وأبيــت إلا نخـــوة ودلالاثم ينتقل الشاعر إلى ضمير التأنيث:
بالله قولي إن سألتك واصدقي أوجدت قتلي في الكتاب حلالا
فلا نجد عقبة لغوية بالغة تعترض الشاعر فتلزمه بإجراء شعره على ضميرين. ولعلها الموضة الأدبية الشائعة في العصر العباسي دفعت الشعراء إلى " التفكه " بالتكنية عن المرأة بضمير المذكر، أو أنها ذريعة فنية تريد الإفلات من الرتابة والإملال بتنويع الضمائر، وهذه الفائدة الأساسية لدى البلاغيين العرب ويسببها دعوا هذا العدول: الالتفات. وتكون مهمة التمييز سهلة لدى بعض الشعراء كقول العباس ابن الأحنف:
إليك أشكو رب ما حل بي من ظلم هذا الظالم المذنب
فقد عرف تعلقه بصاحبته "فوز" واقتصار شعره عليها، لكن الصعوبة مع شعراء تغزلوا بالجنسين أو خفيت علينا تفاصيل حياتهم.
(أنتما) محولا إلى (أنتم): لدينا على هذا العدول شاهد فريد من القرآن: " إن تصلحا وترجعا إلى الله فقد صغت قلوبكما" حيث الجمع " قلوب " معدول عن المثنى.
(هو) محولا الى (هم): ورد هذا العدول في القرآن: " من أسلم وجهه وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون "، كذلك قوله تعالى: " من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون". ولا نجد في الشعر دليلاً على هذا العدول، ولعله تقصير منا في البحث. ونعتقد أن المتنبي يعمد إليه بعد القيام بعدة تحويلات ضمائرية استناداً إلى الدور الذي يقوم به المرسل (المتنبي) والمتلقي (سيف الدولة) في مثل هذه الأبيات:
إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا ألا تفارقهم فالراحلون هم
وسياق الموقف يقتضي منا قراءة جديدة:
إذا ترحلت عنه وقد قدر ألا أفارقه فالراحل هو
إذا ترحلت عنك وقد قدرت ألا أفارقك فالراحل أنت
هم هو أنت
(هي) محولة إلى (هم): وهو عدول تابع لتحويل أنت إلى أنتم كما رأينا ووظيفته إخفاء اسم المحبوبة خشية الافتضاح وتنزيه اسمها عن التداول:
العباس بن الأحنف:
أبكي الذين أذاقوني مودتهـم حتى إذا أيقظوني في الهوى رقدوا
جاروا على ولم يوفوا بعهدهم قد كنت أحسبهم يوفون إذ وعـدوا
وما يزال هذا الاستعمال وارداً على ألسنة المعاصرين في حديثهم عن الزوجة أو البنات فيكنون عنهن بقولهن: أهل البيت، الجماعة .. الى آخره.

23 - يوليو - 2008
تحولات الضمائر
 2  3  4