فن الرسم العربي3 كن أول من يقيّم
مباهج حياة القصور عند اقتراب نهاية الفترة الأموية تعاظم الضغط على السلالة الأموية من قبل العناصر المتمردة ، وتجمعت تحت قيادة أحد أبناء سيدنا العباس عم النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم . وكان أحد المساعي المبكرة للسلالة العباسية الجديدة هو نقل العاصمة إلى القسم الشرقي ، وهكذا تم في عام / 762م / وعلى نهر دجلة تأسيس " مدينة السلام " التي عرفت باسم بغداد على غرار اسم قرية سابقة كانت تقوم في المكان نفسه ، وأتى الدعم الرئيس للسلالة العباسية من الشرق . في تلك الفترة تعرض تماسك الخلافة إلى صدوع عميقة ففي عام / 756م / انسحبت إسبانيا من الحكومة المركزية ثم استقلت شبه استقلال عدة أقاليم هي مراكش ، وتونس ، وبلاد فارس الشرقية ، بحيث أن الخليفة كان لا يعد أكثر من رئيس أسمي لها ، وأهم ارتداد كان ارتداد مصر التي حكمتها من عام / 969م إلى عام 1171م / سلالة منشقة من تونس ومعارضة للخفاء العباسيين ، وأخذ يتعاظم تأثر الخلفاء العباسيين بوزرائهم ، وفي وقت لاحق وصلت السلطة الفعلية إلى أيدي قادة حراس القصر الأتراك . وفي أواسط القرن العاشر ، لم يكن الخليفة أكثر من رئيس صوري فاقد للسيطرة الكاملة حتى على العراق ، وعلى الرغم من التفكك السياسي في تلك الفترة ، ازدهر الأدب وازدهرت الفنون وكان تلك الفترة من فترات السلم ولو أنها اتصفتا بعدم الاستقرار الاجتماعي ، ومن الطبيعي أن تكون موضوعات الرسوم المعلقة في القصور خلال تلك الفترة الأولى من حكم العباسيين ، مختلفة عن تلك التي كانت سائدة في أثناء حكم الأمويين ، ويبدو أن من بين الموضوعات الرئيسية وأهمها كانت تلك الموضوعات التي تلبي متطلبات حياة القصور في تلك الفترة وعثر على بعض تلك الرسوم التي من أهمها تلك التي تم اكتشافها في قصر ( الجوسق ) وخاصة في القسم المخصص للحريم منه ، وهناك لوحة متقنة ومحتوية على رسم لنبات ( الأقنثا ) الشائكة وعدد من الحيوانات وصورلأشكال آدمية ما هي سوى نسخة لاحقة للوحة رومانية جميلة سابقة ، ولكن معظم الرسوم في تلك الفترة تعكس طرازاً في الرسم مغايراً للطراز ( الهليني الشرقي ) وهو الطراز الفارسي الساساني والصفة الساسانية في تلك الرسوم تذكر المرء بقصة وردت في كتاب ألف ليلة وليلة وهي تشير إلى أن الرسوم قد نفذت في سرادق الحديقة وبالأسلوب الفارسي ومن قبل عدد من الرسامين الفارسيين كان الخليفة قد استدعاهم لذلك الغرض . وهناك مثال نموذجي عن الأسلوب المرتبط بمدينة " سامراء " وهو صورة لفتاتان ترقصان وتحملان آنيتين بأيديهما المتقاطعة وتسكبان من وراء رأسها شراباً في حاويات ، وكل ما على هاتين الراقصتين من أدوات زينة ولآلئ وألبسة فاخرة يدل دلالة واضحة على أنهما تعودان إلى قصر الخليفة . وهناك أيضاً صورة لمشهد من مشاهد الصيد وبصفته نوعاً أخر من أنواع التسلية تبين فتاة تقتل غزالاً في أثناء عملية الصيد . |