البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات cosmos software

 2  3  4  5 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
محاكمة بدر الدين ابن الصاحب    كن أول من يقيّم

بدر الدين ابن الصاحب من كبار رجالات عصره في القرن التاسع الهجري، من أحفاد الصاحب بهاء الدين ابن حنا وزير الظاهر بيبرس، الذي كان بيبرس يقول (هذا أبي) احتراما له.

وعمه تاج الدين ابن الصاحب الذي ذكرنا  في (نوادر النصوص) خبر متحفه في بطاقة بعنوان (متحف الآثار النبوية في القرن السابع) قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في الدرر: ( نظم القصائد النبوية واجاد في المقاطيع... وكان كثير الحج والمجاورة وله مقاطيع كثيرة في ذلك ... وكان حاد النادرة سريع البادرة يهاب جانبه ويرعاه عدوه وصاحبه ولم يزل إلى أن وقع له مع الشيخ سراج الدين البلقيني ما وقع  وما خلص إلا بعناية أكمل الدين وغيره وذلك في سنة 86 وعاش بعد ذلك إلا أن قدرت وفاته في جمادى الآخرة سنة 788 

وقال في (إنباء الغمر) : تفقه ومهر في العلم ونظم ونثر وفاق أهل عصره في ذلك وفاق أيضاً في معرفة لعب الشطرنج، وكان جماعاً للمال، لطيف الذات، كثير النوادر، ألف تواليف في الأدب وغيره، وكتب الخط
الحسن، وكان يحسن الظن بتصانيف ابن العربي ويتعصب له، ووقعت له محنة مع الشيخ سراج الدين البلقيني وكان يكثر الشطح ويتكلم بما لا يليق بأهل العلم من الفحش ويصرح بالاتحاد ....مات في تاسع عشرين جمادى الآخرة وله إحدى وسبعون سنة، رأيته واجتمعت به وسمعت من فوائده ونوادره.


وقال في حوادث سنة 786: (وفيها وقع بين الشيخ سراج الدين البلقيني والشيخ بدر الدين بن الصاحب في الخشابية بجامع مصر بحث ألزمه فيه البلقيني بالكفر، فجرى بينهما كلام كثير وتولد منه شر كبير، فقام على ابن الصاحب جماعة وادعوا عليه عند المالكي  فسعى له آخرون عند اكمل الدين، حتى نقل القضية إلى القاضي الشافعي، وأقام مدة في الترسيم حتى حكم بحقن دمه، واستمر في وظائفه وعاش بعدها مدة. فحدثني بعض من سمع الشيخ سراج الدين يجهر بصوته بين القصرين وابن الصاحب مع الرسل الموكلين به سائراً مع البلقيني وهو يقول: يا معشر المسليمن! هذا كفر، فيقول ابن الصاحب: يا معشر المسلمين هذا فشر! فلما رأى الشيخ ذلك عدل إلى قوله: يا معشر المسلمين! هذا قال: إن نبيكم ما هو مدفون بالمدينة، وكان البحث بينهما في شيء من ذلك، وتعصب له جماعة منهم الفاضل محمد النحاس المصري فقال فيه:

لبدر  الدين  بين الناس iiفضل فمذهبه الصحيح بلا اعوجاج.
فأشرق في سماء العلم بدرا

فأطفأ نوره نور السراج.

 

24 - نوفمبر - 2010
نوادر النصوص
رسالة إلى محمود شكري الآلوسي    كن أول من يقيّم

بيروت في 15/ تشرين الثاني/ 1908
إلى شيخ الأئمة وقائد الأمة بالفكر الصائب والعقل الثاقب سيدي صاحب الفضيلة والمناقب محمود شكري أفندي الآلوسي  أفرغ الله عليه شآبيب كرمه من علو عرشه القدسي:
 ما وقع بيدي رسالة من بغداد سيدة البلاد إلا وفاحت مطاويها رائحة عطرت ما لمستها من الأياد، فعلمت أن من طيها ألوكة قادمة من فخر الأسياد، فما خاب أملي وما كذبني ظني في ما عنّ لي.
أما من جهة عودتي فلا تكون قبل خمسة أشهر لأن الرئيس الأكبر الذي بيده الأمر والنهي قلدني قضاء مهمة تاريخية تتعلق بمنشأ طريقتنا في سابق العهد، فلبيت أمره وها أناذا قد شرعت منذ نيف وشهر.
ولسوء الطالع ما بلغتني تلك الرسالة المعطرة بعطر الكمال إلا بعد خروجي من دار السعادة، ولذا جاءتني إلى بيروت متأخرة، ومع ذلك فإن العمّ الذي رأيته في مجلس المعارف لم يذخر وسيلة إلا وسهل لي الدخول في مكتبة "كوبرلي" أما سائر المكاتب فلم أستطع الدخول فيها لأن الأيام كانت أيام رمضان، والجوامع والمكاتب كلها مغلقة وإن كانت الجوامع مفتوحة للصلاة فقط. ومع هذا كله فقد وجدت في الأستانة ما عوض عن الغربة والابتعاد عن مثل شخصكم الجليل.
إن حالة "ماسنيون" قد تحسنت بالكلية، وهو الآن ينشئ المقالات في مجلة الإسلام الفرنسوية، ويهيئ تأليف كتاب في موضوع إسلامي. وقد زالت منه أعراض الأمراض والجميع منه راض، وحينما أعود إلى الوطن أفصل لكم الأحوال والرحلة إذ القلم لا يفي بوصف ما بنا قد ألمّ من المشقة والألم.
إن التفاصيل التي أوردتموها بخصوص إعلان الدستور أفادتني ويا ليت كانت مطولة لأقف على بعض الحقائق، فقد شاع في الأستانة أن بعض رعاع المسلمين قد ذبحوا نفراً من اليهود، وكنت أحب أن أقف على هذه الحقيقة من لسانكم الناطق بالصدق وإن شاء الله تجيبوني عن هذا السؤال عند جوابكم على هذه الرقعة المرقعة.
توجهت في الأستانة مع جميل صدقي الزهاوي وفهمي منشئ "الزوراء" سابقا وفي بيروت تواجهدت مع الدكتور نظام الدين بك، وقيل لي إن ابن الشيخلي جاء إلى بيروت، ومنها إلى الأستانة، وقد جاءني إلى محلي هنا في بيروت فلم يجدني وكان مستعجلا فذهب راكبا بالباخرة إلى دار السعادة.
وإني لأفرغ كل ما في وسعي في البحث عن كتاب "الديارات" و"الكنائس"، ولعلي أقع عليهما، والله الموفق إلى كل خير.
سلامي وتحياتي إلى الودادية إلى أبناء العم كل واحد باسمه، وحرسكم الله ذخرا وفخرا.

 
                                                                         كتبه
                                                         ا لأب انستاس ماري الكرملي

(صح: من طيي هذه الرسالة مغلف مكتوب
عليه عنواني حتى لا تتكلفوا وتبعثوا بالرسالة إلى
الدير في بغداد، بل رأسا إلى إدارة البريد العثماني
بدون زيادة شيء، ولكم الفضل والمنة)

____
عن كتاب الأب أنستاس ماري الكرملي وآراؤه اللغوية للدكتور إبراهيم السامرائي (منشورات معد البحوث والدراسات العربية) بغداد:  1969م (ص120)

1 - ديسمبر - 2010
نوادر النصوص
توراة الإمام البقاعي (ت 885هـ)    كن أول من يقيّم

عرف الإمام البقاعي (ت 885هـ) بقيادته لأشهر ثورة على أتباع ابن الفارض في عصره، فيما يعرف في كتب التاريخ ب(كائنة البقاعي) وقد استوقفني في كتابه (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور) وهو مطبوع في (22) مجلدا أنه ينقل فصولا طويلة من نسخة من (التوراة) كان يمتلكها ثم رأيته قد وصف هذه النسخة في تفسير الآية (...إني جاعل في الأرض خليفة)  (ج1/278) قال:  (اعلم أن أكثر ما ذكرته في كتابي هذا من نسخة وقعت لي، لم أدر اسم مترجمها، على حواشي فصولها الأوقات التي تقرأ فيها، فالظاهر أنها نسخة اليهود، وهي قديمة جدا فكان في الورقة الأولى منها محو في أطراف الأسطر فكملته من نسخة السبعين ثم قابلت نسختي كلها مع بعض اليهود الربانيين على ترجمة سعيد الفيومي وهي عندهم أحسن التراجم، فوجدت نسختي أقرب إلى حقائق لفظ العبراني ومترجمها أقعد من سعيد في لغة العرب) وهو يذكر أن نسخة السبعين كانت مترجمة لنصارى العرب، وأن التوراة في عصره كانت ثلاث نسخ مختلفة اللفظ متقاربة المعنى هي: توراة السبعين وهي التي اتفق عليها اثنان وسبعون حبرا من أحبارهم ثم حكى قصتها ثم قال: وهذه النسخة ترجمت بعد بالسرياني ثم بالعربي وهي في أيدي النصارى. والنسخة الثانية نسخة اليهود الربانيين والقرائين، والنسخة الثالثة نسخة السامرة.

وهو في كل الآيات المتعلقة بأهل الكتاب يجادلهم محتجا بنصوص ترجمة للكتاب المقدس (إلى العربية) حيث يقول:  (ج1/ ص263) (ورأيت في ترجمة للتوراة ...إلخ) فينقل زهاء ست صفحات، يتشابه أولها مع ما نقله ابن قتيبة في المعارف (ص4) ؟ ثم قال: (وفي نسخة) أي ترجمة أخرى للتوراة، ثم رد على من أنكر الاستشهاد بالتوراة أو الإنجيل ونقل عن النووي قوله في (المهذب) (فإن ظن أن فيها شيئا غير مبدل كُره مسه) ورد على القاضي حسين قوله: (إنه يجوز الاستنجاء بها) قال: (وقد أشبع الكلام في المسالة شيخنا حافظ عصره أبو الفضل ابن حجر في آخر شرحه للبخاري. وقد حررت المسألة في حاشيتي على شرح "ألفية الشيخ زين الدين العراقي" في (فن المرفوع) ثم صنفت في ذلك تصنيفا حسنا سميته "الأقوال القويمة في حكم النقل من الكتب القديمة" ثم وصف نسخ التوارة الثلاثة ومنها نسخة السبعين التي هي في يد النصارى العرب، ثم قال

6 - ديسمبر - 2010
نوادر النصوص
ثلاثي أعلام الرسالة    كن أول من يقيّم

قال المرحوم علي الطنطاوي في (ذكرياته ج7/ ص132 الحلقة 190) أثناء حديثه عن صالونات الأدب في القاهرة والأيام التي قضاها في صحبة المرحوم أحمد حسن الزيات: (أما دار الرسالة فكان منزلها أقرب المنازل إلى قلبي، وجوها أبرد الأجواء على كبدي، قضيت مع الزيات سنة كاملة أكون معه فيها في المكتب، وأصحبه بإلحاح  منه إلى داره، وأراه في مباذله، وأعرف جميع أحواله ودواخله، وأشهد ما رأيت منه إلا فضلا ونبلا، (وإذا كان لكل رجل صفة تطغى على الصفات حتى ليعرف بها أو تكون كما يقول العقاد "مفتاح شخصيته" فمفتاح الزيات الرفق والحياء) إن تكلم فعلى مهل، وإن كتب فعلى مهل، وقد راعه مني أول الأمر صراحتي وثورتي ثم ظننت أنه تعودها، وإن كان أحيانا كثيرة يضيق بها (ثم حكى الطنطاوي قصة القمّي الذي جاء القاهرة ففتح دار التقريب) ثم قال: وطالما عقدت في دار الرسالة في هذه الغرفة الصغيرة بحضور الأستاذ الزيات غالبا وغيابه أحيانا ندوات، ودارت أحاديث في الأدب وفي العلم حضرها أدباء كبار وعلماء أجلاء. وكانت الأحاديث تنساب هادئة كالنهر الرائق الهادئ المجرى، فيها نفع ولا تخلو من نكتة تضحك أو طريفة تسلي، وربما اضطرب الماء وقذف بالزبد حين تشتد المناقشة حتى تكون مهاوشة، وكثيرا ما كنت أنا الذي يصنع هذا كله، أعترف الآن به وأرجو من الله أن يسامحني فيما أخطأت فيه.

وأنا أناظر أولا برفق وأدب، أحاول أن لا أقول كلمة تخدش الخصم أو تجرحه، (فإذا صدر منه ما يمس ديني أو كرامتي لبست له جلد النمر) ونكبت عن ذكر العواقب جانبا، ولم أعد أبصر من غضبي لديني أو لكرامتي من الذي هو أمامي لا أبالي أن يكون كبيرا أو خطيرا، ولقد كان صدام مرة بيني وبين الدكتور زكي مبارك، وكانت لي به صلة حسنة، (أقرُّ له بأنه يملك أجمل أسلوب في هذا العصر) فنطق مرة بكلمة فيها كفر ظاهر وعدوان على الدين أثيم، فنبهته فما انتبه، وحذرته فما بالى، فزاغ بصري ولم أعد أرى امامي الأستاذ زكي مبارك بل رجلا ينال من ديني ومن عقيدتي فهجمت عليه هجمة مفاجئة بجمل تتلاحق كلماتها كرصاص مدفع رشاش، ضعضعت أركانه، ثم استفاق من دهشته وتمالك بعض نفسه وقال لي في بعض ما قال: من أنت وبأي سلاح تنازلني ؟ قلت: بسلاحين، أولهما أن الحق معي وأني أستنصر الله لأني أناضل عن دينه وأحامي عن شرعه. والثانية (أني أعرفك في مصر وأعرف سلوكك في العراق، ومجالسك بين كاسك وطاسك) فما الذي تظنه يخيفني منك ويمنعني من منازلتك: دينك وتقواك؟ واستقامتك؟ علمك؟ وقد حققت كتاب (زهر الآداب) للحصري وكنا ندرسه مع تلاميذنا في دمشق، فما تمر صفحة تخلو من زلة لك، تسقط منها فيشج رأسك أو تلوى قدمك، أم هذا الكتاب الذي صدعت بذكره الأسماع، وجعلته معجزة العصر وآية الدهر "النثر الفني" إن فيه سقطات لما أمسك الدكتور الغمرواي ببعضها وقيدك بمنطقه وحجته بقيد من حديد لم تملك معه حراكاً، جعلت تقفز من حوله وتصرخ وتهدد ولا تستطيع أن تتحلل من القيد ولا أن تبرر الغلط ؟ وهل تعتصم إلا بستار من سب الناس إذ تصول وتجول وحدك وتتوعد وتتهدد (زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا!) ولو كانت معركة أدبية بيني وبينك لترددت، وربما خفتك أو تهيبت لقاءك أو آثرت السلامة من قلمك، ولكنها معركة لله، أدافع فيها عن دين الله، والله يدافع عن الذين آمنوا ومن كان الله معه كان هو الغالب. واشتد الأمر وتعالت الأصوات ولم يبق إلا المواثبة والنقاش بالأيدي فدخل الزيات بيننا، وأخذه جانبا يناجيه وسمعته يقول له: (ما تشوف اسمه طنطاوي/ إنه شامي دماغه ناشف/ وأسلوبك لا يفيد معه/ والأزهريون من مدرسين وطلبة يقرؤون له ويحبونه/ ولما كان الخلاف بينه وبين الشيخ أمين الخولي كانوا كلهم معه، وهو يحاربك الآن بسلاح الدين، فما لك ولخصومة أهل الدين)؟ فليّن منه بعض اللين، ثم أقبل علي يكلمني، فقلت: أنا أحب الأستاذ وأقدر له سنه وسبقه، وهو أستاذ معروف، وما بيني وبينه خلاف شخصي، إلا هذه الكلمة التي قالها وسمعتموها، إن فيها كفرا لا يجوز لمسلم أن يسكت عن إنكاره، فإن رجع عنها وتبرأ منها قمت إليه الآن فقبلتُ رأسه، وإن أصر عليها فسأتوكل على الله وأخوض معركة معه ربما أنست القراء معاركه الأولى مع الأدباء، وما بسيفي أضرب ولكن بسيف الشرع. فاعتذر من تلك الكلمة وقال: إنها كلمة سبق بها لسانه وراح يؤكد أنه مؤمن صادق الإيمان، وأنه طالما جرد قلمه للدفاع عن الإسلام وأمثال هذا الكلام، فقلت له: تسمح الآن أن أقوم فأقبل رأسك، لكن بعد أن تسرح شعرك المنفوش، فضحك وضحك القوم وانتهت المعركة بسلام

 

8 - ديسمبر - 2010
نوادر النصوص
وطاف وسعى وهو مقيد على إكديش    كن أول من يقيّم

الأمير سيف الدين (بيبغاروس) نائب السلطنة بالديار المصرية عام 750 هـ أيام الناصر حسن وهو أخو سيف الدين منجك الذي كان وزير السلطنة في عهده، فأول ما تمكن أمره تاقت نفسه للحج، ونهاه أخوه منجك فلم ينته وقصد مكة للحج بصحبة أمراء انتقضوا عليه بتدبير سيف الدين طاز وكان ما حكاه الصفدي في (أعوان النصر قال):
(وقبض عليه الأمير سيف الدين طاز في الينبع في سادس عشري القعدة سنة إحدى وخمسين وسبع مئة. فقال لطاز: أنا ميت لا محاله، فبالله دعني أحج، فقيده وأخذه معه وحج وطاف وسعى، وهو مقيد على إكديش، ولم يسمع بمثل ذلك، ولما عاد من الحجاز تلقاه الأمير سيف الدين طينال  الجاشنكير، وأخذه وحضر به إلى الكرك، وسلمه إلى نائبها، وتوجهوا بأخيه فاضل إلى القاهرة مقيداً، فدخلها، أعني النائب بيبغا إلى الكرك في سابع المحرم سنة اثنتين وخمسين وسبع مئة. وقلت أنا فيه رحمة له:

تعجّب لصرف الدّهر في أمر بيبغا ولا  عجبٌ فالشمس في الأفق iiتكسف
لقد ساس أمر الملك خير سياسةٍ ولم يك في بذل الندى يتوقّف
وأمسك في درب الحجاز ولم iiيكن له عن رضى السلطان في ذاك مصرف
وسلّم للأقدار طوعاً وما عتا ولو شاء خلّى السيف بالدم يرعف
وسار إلى البيت العتيق مقيّداً وريح الصبا تعتلّ والورق تهتف
فيا عجباً ما كان في الدهر مثله يطوف ويسعى وهو في القيد يرسف

إلخ

انظر بقية أخبار بيبغاروس فقد سارت الأمور بغير ما يشتهي سيف الدين طاز، وأطلق بيبغاروس من السجن وصار نائب حلب وخرج على السلطان في أخبار طويلة انتهت بقطع رأسه في حلب يوم 13/ محرم /754 وحملوا رأسه إلى مصر

وفي ذلك يقول الصفدي:
لا تعجبوا من حلب إن غدا         أرغون فيها جبلاً راسي
من أجل هذا لم تطر فرحةً         وبيبغاروس بلا راس

9 - ديسمبر - 2010
نوادر النصوص
التعبير عن استحسان الشيء برفع الإبهامين     كن أول من يقيّم

في تاريخ يحيى بن معين قال:

(سمعت عباساً يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: وهو على باب أبي النضر وسأله رجل فقال يا أبا عبد الله ما تقول في محمد بن إسحاق وموسى بن عبيدة الربذي؟ فقال: أما موسى بن عبيدة فكان رجلاً صالحاً حدث بأحاديث مناكير وأما محمد بن إسحاق فيكتب عنه هذه الأحاديث يعني المغازي ونحوها فإذا جاء الحلال والحرام أردنا قوما هكذا قال: أحمد بن حنبل بيده وضم يديه وأقام أصابعه الإبهامين)

ونص الخبر في كتاب (الجرح والتعديل) لابن أبي حاتم حدثنا عبد الرحمن حدثنا عباس بن محمد الدوري قال سمعت أحمد بن حنبل وذكر محمد بن إسحاق فقال أما في المغازي وأشباهه فيكتب وأما في الحلال والحرام فيحتاج إلى مثل هذا ومد يده وضم أصابعه

15 - ديسمبر - 2010
نوادر النصوص
مبيته المساجد ومصباحه القمر    كن أول من يقيّم

(ونعوذ بالله من حيرة الجهل وفتنة العلم وإفراط التعمق، وأن يشغلنا التكاثر بالعلم عن التفقه فيه، ويقطعنا ما وضعه الله عنا عما كلفنا فيه، وأن يسلك بنا إليه في غير طريقه، ويقحمنا فيه من غير بابه فكم من طالب حظه العناء، وضارب في الأرض غنيمته الإياب يجوب البلاد ويفني التلاد ويقطع الرحم ويضيع العيال صابرا على جفا الغربة وطول العزبة وخشونة المطعم ورثاثة الهيئة مبيته المساجد ومصباحه القمر وطعامه قفار وهجوعه غرار وهمه الجمع دون التفقه فيه والطرق دون المتون والغرائب دون السنن والاستكثار من أسماء الرجال حتى يعود كما بدأ لم يحل مما طلب إلا بأسفار حملها ولم ينفعه علمها)

(ابن قتيبة: مقدمة غريب الحديث)

17 - ديسمبر - 2010
نوادر النصوص
بلغنا أن اسمه قلب على نحو مائة لون    كن أول من يقيّم

المصلوب (محمد بن سعيد بن حسان) قال الذهبي (بلغنا أن اسمه قلب على نحو مائة لون). وقال بن عقدة (سمعت أبا طالب بن سوادة يقول قلب أهل الشام اسمه على مائة وكذا وكذا أسماء قد جمعتها في كتاب) قال الذهبي: (وقد دلسوه ألواناً كثيرة لئلا يعرف لسقوطه).   وأطول ترجمة له ما حكاه الحافظ ابن حجر في (تهذيب التهذيب) قال:
(محمد بن سعيد بن حسان بن قيس الأسدي المصلوب
ويقال محمد بن سعيد بن عبد العزيز
ويقال ابن أبي عتبة
ويقال بن أبي قيس
ويقال حسان
ويقال بن الطبري
ويقال غير ذلك في نسبه أبو عبد الرحمن
ويقال بن أبي أبو عبد الله
ويقال أبو قيس الشامي الدمشقي
ويقال الأزدي روى عن عبد الرحمن بن عنم من وجه ضعيف وعبادة بن نسي وربيعة بن يزيد صالح بن جبير الشامي ونافع مولى بن عمر وسليمان بن موسى وعروة بن رويم والزهري ومكحول وآخرين روى عنه بن عجلان والثوري وسعيد بن أبي هلال والحسن بن حي وبكر بن خنيس والأبيض بن الأغر ومروان بن معاوية ويحيى بن سعيد الأموي وأبو بكر بن عياش وأبو معاوية الضرير وعبد الرحمن بن محمد المحاربي وغيرهم.
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه قتله أبو جعفر المنصور في الزندقة حديثه حديث موضوع وقال أبو داود عن أحمد عمداً كان يضع وقال الدوري عن ابن معين: منكر الحديث وليس كما قالوا إنه صلب في الزندقة = ولكنه منكر الحديث، وله أخ يقال له عبد الرحيم بن سعيد الأبرص وقد سمعنا منه ببغداد، وكان يروي عن الزهري، وقد سمع مروان بن معاوية من محمد بن سعيد هذا= وقال البخاري ترك حديثه وقال النسائي (الكذابون المعروفون بوضع الحديث أربعة إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة والواقدي ببغداد ومقاتل بخراسان ومحمد بن سعيد بالشام)
وقال دحيم سمعت خالد بن يزيد الأزرق يقول سمعت محمد بن
سعيد الأردني يقول (إذا كان الكلام حسناً لم أبال أن أجعل له إسناداً)
وقال العقيلي: (يغيرون اسمه إذا حدثوا عنه مروان بن معاوية
يقول محمد بن حسان
ومحمد بن أبي قيس
ومحمد بن أبي زينب
وابن زكرياء
وابن أبي الحسن
وبعضهم يقول عن أبي عبد الرحمن الشامي
ويقولون محمد بن حسان الطبري
وربما قالوا عبد الله وعبد الرحمن
وعبد الكريم وغير ذلك على معنى التعبيد لله
وينسبونه  إلى جده ويكنون الجد حتى يتسع الأمر جداً في هذا وبلغني عن بعض أصحاب الحديث أنه قال يقلب اسمه على نحو مائة اسم وما أبعد أن يكون كما قال)
وقال عبد الغني بن سعيد المصري نحو ذلك وزاد (وهو محمد الذي نسبه المحاربي  إلى ولاء بني هاشم وهو محمد الطبري وهو محمد الأردني وهو محمد بن سعيد الأسدي الذي روى عنه سعيد بن أبي هلال ولو قال قائل إنه أبو عبد الله محمد الأسدي الذي يروي عن وابصة بن معبد وعنه محمد بن صالح لما دفعت ذلك )
وقال العقيلي (إنه عبد الرحمن بن أبي شميلة وهو محمد بن سعيد المصلوب وإن قولهم عبد الرحمن بن أبي شميلة أحد الأسامي التي غير بها اسمه وما صنع شيئاً)
وأنا أقول (إن عبد الرحمن بن أبي شميلة غيره وإنه رجل من الأنصار من أهل قباء حدث عنه مروان بن معاوية وحماد بن زيد وحماد بن زيد لا يدلس ولا ينقل اسماً  إلى اسم والله أعلم).
قلت: (وقال بن نمير وذكرت له رواية الكوفيين عنه فقال لم يعرفوه وإنما العيب على الشاميين الذي عرفوه ثم رووا عن هذا العدو لله كذاب يضع الحديث)
وقال بن عقدة (سمعت أبا طالب بن سوادة يقول قلب أهل الشام اسمه على مائة وكذا وكذا أسماء قد جمعتها في كتاب)
وقال بن القطان من جملة ما قلبوه محمد بن أبي سهل ونقل ذلك عن أبي حاتم وقال أبو مسهر هو من كذابي الأردن وقال عمرو بن علي حدث بأحاديث موضوعة
وقال ابن رشدين سألت أحمد بن صالح المصري عنه فقال زنديق ضربت عنقه وضع أربعة آلاف حديث عند هؤلاء الحمقى فاحذروها
وقال النسائي أيضاً والدارقطني متروك وقال بن حبان كان يضع الحديث لا يحل ذكره  إلا على وجه القدح فيه
وقال أبو أحمد الحاكم كان يضع الحديث صلب على الزندقة وقال الجوزجاني هو مكشوف الأمر هالك وقال الحاكم هو ساقط لا خلاف بين أهل النقل فيه).
ثم ترجم ابن حجر بعده لسميه فقال: (محمد بن سعيد بن حسان الحمصي روى عن عبد الله بن سالم الأشعري وعنه علي بن عياش وهو متأخر الطبقة عن المصلوب قال الخطيب: (شارك المصلوب في اسمه واسم أبيه وجده ولم يذكره الخطيب في
تاريخه ثم أخرج حديثه ...إلخ)
 

22 - ديسمبر - 2010
نوادر النصوص
نكتة طريفة    كن أول من يقيّم

قال صديق حسن خان القنوجي في (أبجد العلوم) باب ما ألف في علم الحيوان:

وكتاب "الحيوان" لأبي عثمان عمرو ابن بحر الجاحظ البصري، المتوفى سنة خمس وخمسين ومائتين وهو كبير أوله

(جنبك الله تعالى الشبهة وعصمك من الحيرة.... الخ). قال الصفدي: ومن وقف على كتابه هذا، وغالب تصانيفه، ورأى فيها الاستطرادات التي استطردها، والانتقالات التي ينتقل إليها، والجهالات التي يعترض بها في غضون كلامه، بأدنى ملابسة، علم ما يلزم الأديب، وما يتعين عليه من مشاركة المعارف.

أقول: ما ذكره الصفدي من إسناد الجهالات إليه، صحيح واقع فيما يرجع إلى الأمور الطبيعية، فإن الجاحظ من شيوخ الفصاحة والبلاغة، لا من أهل هذا الفن)

قلت أنا زهير: وهذا كلام حاجي خليفة في (كشف الظنون) نقله صديق حسن خان بعجره وبجره، ويبدو أن حاجي خليفة تصحفت عليه لفظة (الجهات) فصارت (الجهالات) فقوّل الصفدي ما لم يقل، وقد نقل المرحوم (محمد كرد علي) العبارة صحيحة غير مصحفة في كتابه (أمراء البيان) فقال: (وعلى الجملة فالشهادات كثيرة على نبوغ الجاحظ وأنه كان "نسيج وحده في جميع العلوم" قال الصفدي: من وقف على كتاب الحيوان وغالب تصانيفة، ورأى فيها الاستطرادات التي استطردها والانتقالات التي ينتقل إليها، والجهات التي يعرض بها في غضون كلامه بأدنى ملابسة، علم ما يلزم الأديب وما يتعين عليه من مشاركة المعارف).

وأنبه هنا إلى أن نشرة الوراق لكتاب الوافي ناقصة الجزء (23) والذي يفترض أن تكون ترجمة الجاحظ في أوله قبل ترجمة (عمرو بن عبيد) ولكن النشرة المطبوعة للوافي أيضا ناقصة وليس فيه (ترجمة الجاحظ) ولا أعرف سبب ذلك ؟

23 - ديسمبر - 2010
نوادر النصوص
نص نادر عن ابن عربي    كن أول من يقيّم

كلام ابن خلكان في هذا النص يوجب إعادة النظر في تاريخ ابن عربي، ويلاحظ أن ابن خلكان كتب هذا النص عام 680 قبل وفاته بسنة، ولم يترجم في كتابه للشيخ محيي الدين ؟ فليس له ذكر إلا في هذه القصة) قال في آخر ترجمة المنصور الموحدي أبي يوسف يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن : (وكان الأمير أبو يوسف يعقوب المذكور يشدد في إلزام الرعية بإقامة الصلوات الخمس، وقتل في بعض الأحيان على شرب الخمر، وقتل العمال الذين تشكو الرعايا منهم، وأمر برفض فروع الفقه، وأن العلماء لا يفتون إلا بالكتاب العزيز والسنة النبوية، ولا يقلدون أحداً من الأئمة المجتهدين المتقدمين، بل تكون أحكامهم بما يؤدي إليه اجتهادهم من استنباطهم القضايا من الكتاب والحديث والإجماع والقياس. ولقد أدركنا جماعة من مشايخ المغرب وصلوا إلينا إلى البلاد وهم على ذلك الطريق: مثل أبي الخطاب بن دحية وأخيه أبي عمر ومحيي الدين ابن العربي نزيل دمشق وغيرهم. ...ألخ )

26 - ديسمبر - 2010
نوادر النصوص
 2  3  4  5